ردود الفعل الدولية على الانتفاضة السورية (آذار 2011 – حزيران 2012)

استهلال

ثمة حرب في سوريا .. حرب حقيقية موصوفة،  وليست حرب كلمات و أشعار و رسم تجريدي وحفلات تضامن؛ حرب يموت فيها كل شيء، بعد أن خرجت عن السيطرة و عن أي تصور  “لعقلنتها” إن جاز القول.

حرب ينتظر فيها الأحياء خبراً عن مصير أحبتهم فيأتيهم الجواب على هيئة ورقة من دائرة النفوس تفيد موتهم بالسكتة القلبية…

منذ البداية.. منذ البدايات كانت ثورة كشفت -من بين ما كشفت- أوهام  المقاومة و الممانعة، و الاستخدام المبتذل لقضية فلسطين ، فاندمجت هذه المعاني بالتوحش والاستبداد  لحكام برهنوا أنهم الأشرس ضد شعوبهم و ضد القضية نفسها.

لا شك أن توثيق اليوميات السورية سيحفظها لنا من الضياع و التبدد و الاندثار و النسيان.

 فيما يلي ترجمة لمادة توثق لردود الأفعال الدولية و الإقليمية لأحداث الثورة السورية في بداياتها أي في الفترة ما بين آذار 2011 و حزيران 2012 , نحو 16 شهراً رسمت مصير و مستقبل هبّة الشعب السوري، وربما رسمت أيضاً اللاعبين الأساسيين ودورهم في حرف الثورة عن جوهرها و انزياحها نحو أتون حرب أهلية لم تخمد نارها بعد .

المقال الأصلي  بعنوان International responses to the Syrian uprising: March 2011–June 2012 ، من دائرة الخدمات البرلمانية في البرلمان الأسترالي Parliament of Australia: Department of Parliamentary Services ، ونشر في الثالث عشر من تموز 2012   بإشراف وتحرير مارتي هاريس من قسم الأمن والدفاع والشؤون الخارجية

ترجمة محمود الصباغ

المقدمة

تعود المرة الأولى لاستخدام تعبير “حرب أهلية” لوصف ما يجري في سوريا إلى  12 حزيران 2012، على لسان شخصية بارزة من الأمم المتحدة، كما جاء على لسان هيرفيه لادسوس الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام (1). ومن المعلوم أن احتجاجات ما يعرف بـ”الربيع العربي” ابتدأت في مدينة درعا جنوب سوريا في منتصف  آذار 2011، حين خرج الناس يطالبون، حينها، بالإصلاح السياسي والإفراج عن السجناء السياسيين، وعمت المظاهرات مدن سورية أخرى، رغم قمع الحكومة للمتظاهرين، والشروع  أسمياً برزمة إصلاحات شملت، بدء من نيسان 2011، رفع حالة الطوارئ المفروضة على البلدان قبل نحو 48 عاماً، وبحلول حزيران 2011، ابتدأ ظهور المسلحين كمؤشر على دخول الانتفاضة السورية مرحلة جديدة. وانقلب الوضع -مع استمرار الاحتجاجات- منذ العام 2012 إلى ما يشبه حرب أهلية، حين استولت المعارضة على بعض القرى (وأجزاء من المدن، مثل حمص) ليصبح القتال ضد القوات الحكومية أكثر تطوراً وضراوةً. ومع بداية حزيران 2012، بدأت المعارضة المسلحة [المتمردون] في السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، لاسيما على طول الحدود السورية-التركية(2). Top of Form

 

ترصد هذه المذكرة، بشكل توثيقي، ردود الأفعال والتطورات على الصعيد الدولي اتجاه ما جرى في سوريا في الفترة ما بين آذار 2011  وحتى حزيران 2012، بما في ذلك ردود فعل الهيئات الدولية، مثل  مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ردود أفعال الدول الكبرى  العالمية والإقليمية  المعنية .

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

ناقش مجلس الأمن الوضع في سوريا في ست مناسبات على الأقل [خلال الفترة التي توثقها هذه المذكرة] اعتمد، خلالها، قرارين في مناسبتين قط، دون فرض عقوبات دولية من الأمم المتحدة على الحكومة السورية.

وفيما يلي نتائج المناقشات الرئيسية لمجلس الأمن بشأن سوريا:

أصدر مجلس الأمن، في آب 2011، ما يعرف بـ “البيان الرئاسي” [وهي وسيلة تمكّن المجلس من التعبير عن رأي يتفق عليه أعضاء المجلس دون أن يكون له صفة ملزمة  قانونياً مثلما هو حال القرار(3)]. وتضمن البيان الرئاسي ما يلي: “يعرب مجلس الأمن عن بالغ قلقه إزاء تدهور الوضع في سوريا، كما يعرب عن أسفه العميق لمقتل المئات من الأشخاص. كما يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية. ويدعو إلى وضع حد فوري لأشكال العنف كافة، ويحث جميع الأطراف للعمل على ضبط  النفس ووقف الأعمال الانتقامية، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف مؤسسات الدولة. كما يدعو المجلس السلطات السورية إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي المعمول به ومحاسبة المسؤولين عن العنف. ويلاحظ المجلس التعهدات المعلنة من قبل السلطات السورية للإصلاح، ويأسف لعدم إحراز تقدم في التنفيذ، ويدعو الحكومة السورية إلى  تنفيذ التزاماتها. ويؤكد المجلس من جديد التزامه القوي بالسيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية لسوريا. ويشدد على أن الحل الوحيد للأزمة الحالية في البلاد يتم عبر عملية سياسية شاملة بقيادة سوريّة، بهدف المعالجة بفعالية للتطلعات المشروعة واهتمامات المواطنين بما يتيح  الممارسة الكاملة للحريات الأساسية لجميع السكان، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي الجماعي. ويدعو المجلس السلطات السورية إلى التخفيف من حدة الوضع الإنساني في  مناطق الأزمات، بوقف استخدام القوة ضد المدن المتضررة، والسماح دون عوائق للوصول السريع للمنظمات الإنسانية الدولية والعاملين، والتعاون الكامل مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان(4) “.

وكان مجلس الأمن قد ناقش قبل إصدار هذا البيان مشروع قرار ملزم كان من شأنه أن يدين تصرفات الحكومة السورية، لكنه قوبل بمعارضة كل من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا ولبنان والهند(5).  وتعرض البيان الرئاسي السابق للانتقاد من قبل منظمة العفو الدولية التي وصفته بأنه “غير وافٍ بما فيه الكفاية” وأنه “من المحبط للغاية أن أفضل ما يمكن أن يقدّمه مجلس الأمن، لا يعدو أن يكون سوى بيان لا يفي بالغرض، وغير ملزم من الناحية القانونية، ولا يحيل الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية رغم مرور أكثر من أربعة أشهر من القمع العنيف ضد المعارضة السلمية في سوريا”(6) .

الفيتو الروسي والصيني

استخدمت الصين وروسيا، في تشرين أول 2011، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدين بشدة “استمرار انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والمنهجية واستخدام القوة التي تمارسها السلطات السورية ضد المدنيين(7). وأوضحت روسيا، على لسان مندوبها، سبب معارضتها لأن: “مسودة القرار المرفوض اليوم استندت على.. فلسفة المواجهة. ولا يمكننا الاتفاق مع  هذا الاتهام الأحادي الموجه إلى دمشق، ونرى من غير المقبول التهديد بالإنذار وفرض العقوبات ضد السلطات السورية لأن مثل هذه المقاربة تتعارض مع مبدأ التسوية السلمية للأزمة على قاعدة الحوار الوطني السوري الكامل(8). وألمح الممثل الروسي أيضاً، إلى أن طريقة استخدام “القرار 1973″، الصادر عن مجلس الأمن، بخصوص فرض منطقة حظر جوي في ليبيا  كانت السبب وراء استخدام الفيتو [الحالي](9). وعبّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن -سوزان رايس- عن “غضب” بلدها تجاه روسيا والصين بخصوص الفيتو وذلك في بيان وزّعته على أعضاء المجلس، جاء فيه أن “أولئك الذين يعارضون مشروع القرار، ويقدمون غطاء للنظام الوحشي عليهم أن يكونوا موضع مساءلة أمام الشعب السوري”، واعتبرت رايس الإشارة الروسية إلى ليبيا  بأنها “خدعة رخيصة من  أولئك الذين يفضلون بيع الأسلحة للنظام بدلاً من الوقوف بجانب  الشعب السوري.(10).

وعادت روسيا والصين لاستخدام الفيتو، مرة ثانية، في شباط 2012، لإحباط مسودة ثانية لمشروع قرار برعاية عدد كبير من الدول العربية والغربية، يدعو لإدانة النظام السوري لـ “استمرار الانتهاكات الواسعة والجسيمة  لحقوق الإنسان والحريات الأساسية “. كما شمل مشروع القرار أيضا إدانة العنف الذي تمارسه الجماعات المعارضة في سوريا، ويطالب الحكومة السورية بـ   

-وقف أشكال العنف كافة

-إطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين تعسفاً خلال الأحداث الأخيرة

-سحب جميع القوات العسكرية والمسلحة من المدن والبلدات وإعادتها إلى ثكناتها  

-ضمان حرية التظاهر السلمي

-السماح بالدخول “التام دون عوائق” لمؤسسات الجامعة العربية ووسائل الإعلام الدولية

-السماح  دون عوائق لوصول بعثة مراقبي الجامعة العربية (المزيد حول هذا أدناه)(11).

وفي هذا الصدد؛ برّر المندوب الصيني استخدام بلاده  للفيتو بقوله إن أعضاء مجلس الأمن يحاولون “تشديد الضغط غير المبرر على الحكومة السورية” بهدف الوصول إلى “نتائج مسبقة للحوار” (أي تغيير النظام)(12). في حين أن الموقف الروسي تم شرحه بالشكل التالي: “حاولنا [ أي روسيا]  في مجلس الأمن التوصل إلى قرار لتحقيق حل منشود من شأنه المساعدة الحقيقية لوضع نهاية فورية للعنف، وبدء عملية سياسية في البلاد. هذا ما كنا نبتغيه من قرار مجلس الأمن، ولكن، ومنذ بداية الأزمة، قوض بعض الأعضاء المؤثرين في المجتمع الدولي، بمن فيهم بعض من يجلس هنا على هذه الطاولة أية إمكانية للتسوية السياسية، وذلك من خلال دعوتهم لتغيير النظام،  وتشجيع المعارضة ضد السلطة، والانغماس في الاستفزاز ورعاية وتغذية النزاع المسلح”(13).  وصرّح المندوب البريطاني في مجلس الأمن أن اختيار روسيا والصين، لاستخدام الفيتو، يعني اختيارهم إدارة ظهرهم للعالم العربي ودعمهم للاستبداد بدلاً من دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري(14).

القرارات المعتمدة

تبنى مجلس الأمن، في الرابع عشر من نيسان 2012، القرار 2042، الذي يدين “الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية، وكذلك “أي انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان من قبل الجماعات المسلحة”. ونصّ القرار على انتشار أولّي لثلاثين مراقباً عسكرياً غير مسلحاً كجزء من خطة عنان للسلام (الموضحة أدناه)(15). وقبل اعتماده، كان تم تعديل مشروع القرار لتجنب الفيتو الروسي / الصيني الثالث. وقال ممثل روسيا في مجلس الأمن  أن “مشروع القرار الأولي خضع لتغييرات جوهرية لجعله أكثر توازناً، ويعكس بشكل مناسب الحقائق ويأخذ في الاعتبار صلاحيات الحكومة السورية في استقبال بعثة المراقبة على أراضيها”(16). وتلى هذا القرار، قرارٌ آخر يحمل الرقم 2043، الذي يأذن بنشر 270 مراقباً عسكرياً غير مسلحاً في سوريا. وهذا يعني الإنشاء الرسمي لبعثة الأمم المتحدة للمراقبين الساميين في سوريا “لرصد وقف العنف المسلح بأشكاله كافة من جانب جميع الأطراف، ورصد التقيد التام لعرض النقاط الست للمبعوث الأممي(كوفي عنان) (17).

وفي أعقاب مجزرة الحولة*، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً صحفياً يدين فيه المجزرة(18) [ومن المعروف أن البيان الصحفي أضعف من البيان الرئاسي ولا يُدوّن في سجل المجلس]؛ ولم يشر البيان إلى مسؤولية الحكومة السورية عن المجزرة، وجاء فيه “يدين أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة عمليات القتل، التي أكّدها مراقبو الأمم المتحدة بحق عشرات الرجال والنساء والأطفال وإصابة المئات في قرية الحولة بالقرب من حمص بسبب قذائف المدفعية والدبابات الحكومية على الأحياء السكنية. ويدين أعضاء المجلس قتل المدنيين من خلال إطلاق النار من مسافة قريبة والاعتداء الجسدي الشديد.. إن مثل هذا الاستخدام المفرط للقوة، ضد السكان المدنيين، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، ولالتزامات الحكومة السورية بقرارات مجلس الأمن 2042 (2012) و 2043 (2012) الداعية إلى نبذ العنف بأشكاله كافة، بما في ذلك التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المراكز السكانية (19).

مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة

بعد حوالي شهر من بدء الاحتجاجات في سوريا، عقد مجلس حقوق الإنسان “جلسة خاصة” بناء على طلب من ممثل الولايات المتحدة -للتعامل، تحديداً، مع  الحملة التي تشنها الحكومة السورية ضد الاحتجاجات المناهضة للنظام. وينص القرار الذي تم تبنيه في هذه الجلسة على “الإدانة الواضحة لاستخدام العنف القاتل ضد المحتجين السلميين من قبل السلطات السورية ، وإعاقة وصول بعثات العلاج الطبي. [وحث] حكومة الجمهورية العربية السورية على وضح حدٍ لجميع انتهاكات حقوق الإنسان وحماية السكان واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير وحرية التجمع، وكذلك [حث] السلطات على السماح بالوصول إلى شبكات الإنترنت والاتصالات، ورفع الرقابة على التقارير- بما في ذلك  السماح بالاطلاع عليها من قبل من قبل الصحفيين الأجانب(20). كما دعا القرار إلى قيام مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بإرسال بعثة تقصي حقائق، لتحري جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان المزعومة وإثبات وقائع وملابسات مثل هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة. وقد رفضت سوريا دخول البعثة إلى أراضيها. علما أن سوريا، وقت انعقاد الدورة الاستثنائية السادسة عشرة، كانت قد تقدمت إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وهو ما دعا جماعات حقوق الإنسان العديدة الطلب من الأمم المتحدة إلى رفض الطلب السوري، الأمر الذي دفع الحكومة السورية إلى عدم طرح مرشحٍ لها (21).

وأثناء انعقاد الدورة السابعة عشرة (العادية) لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو / حزيران 2011، قُدِّم التقرير الأولي للمفوض السامي بشأن حالة حقوق الإنسان في  الجمهورية العربية السورية، وخلص التقرير بأن: “المادة المعروضة حالياً على المفوض السامي، تعدُّ مثيرةً للقلق الشديد وتعكس حالة حقوق الإنسان السيئة في الجمهورية العربية السورية. وتتطلب الخروقات المزعومة للحقوق الأساسية على نطاق واسع تحقيقاً شاملاً ودقيقاً، ويمكن لبعثة تقصي الحقائق التي يفوضها مجلس حقوق الإنسان أن يكون لها مساهمة فعّالة فيما يتعلق بالجناة وتحديد المسؤولية، وبالتالي تجدد المفوضة السامية دعوتها إلى حكومة الجمهورية العربية السورية لمنح البعثة حق الدخول المطلوب(22). ورغم منع البعثة من الدخول، فقد نشرت تقريرها حول الوضع في  البلاد في 18 آب2011، تذكر فيه أن الحكومة السورية  نفّذت “هجمات واسعة، أو ممنهجة ضد السكان المدنيين” ، والتي “قد” ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.(23)

وكان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان قد عقد ثلاث دورات خاصة إضافية حول سوريا (في آب 2011، وكانون أول 2011، وحزيران 2012). أصدر في كل دورة من هذه الدورات الاستثنائية قراراً-على الأقل- يدين الحكومة السورية؛ وفي جميع الحالات كانتا، روسيا والصين، تصوتان ضد هذه القرارات. وقد حدد مجلس حقوق الإنسان، أيضاً، لجنة دولية مستقلة للتحقيق في سوريا، التي قدمت عدة تقارير إلى المجلس، منذ آب 2011. ولاحظت لجنة التحقيق، في شباط 2012، أنه في الوقت الذي كانت فيه الحكومة والمعارضة مسؤولين عن “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان “، فإن تلك الانتهاكات التي ارتكبتها المعارضة لا يمكن مقارنتها بتلك التي نفّذتها الدولة، سواء من حيث الحجم أو التنظيم”(24).

مبادرات دولية أخرى

استجابة الجامعة العربية وخطة السلام العربية

كانت جامعة الدول العربية تنتقد بشكل معقول رد فعل الحكومة في سوريا على الانتفاضة، تماشياً مع  انتقاداتها لنظام القذافي في ليبيا، ودعمها لفرض منطقة حظر جوي هناك(25).  وقامت الجامعة العربية -على الأقل حتى “الربيع العربي” بصفة عامة- بتطبيق سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأعضائها. ويسجل ميثاق الجامعة العربية: ينبغي لكل دولة عضو في الجامعة العربية أن “تحترم نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيه.“.(26) [المادة 8 من الميثاق]. وقد لعبت جامعة الدول العربية دوراً قيادياً في حثّ مجلس الأمن على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن سوريا ومحاولاتها الرامية إلى وقف العنف عبر وسطاءهم، كما علقت عضوية سوريا من حضور اجتماعات المنظمة كاستجابة للانتفاضة السورية(27). وأتى أول انتقاد علني للجامعة ضد حملة الحكومة السورية على المتظاهرين في منتصف حزيران 2011، على لسان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى  حين عبر عن “غضب” الدول العربية من سوريا، وأن هذه الدول “تراقب باهتمام” الوضع هناك(28)، في ذات الوقت الذي لاحظ فيه أن وجهات نظر الدول الأعضاء تختلف فيما يتعلق بالوضع في سوريا(29). ومن ثم أصدر نبيل العربي، الذي خلف عمرو موسى في الأمانة العامة للجامعة العربية، بياناً في 6 آب 2011 يعد الأقوى للجامعة العربية حول الوضع السوري، معرباً فيه عن قلق الجامعة المتزايد والانزعاج الشديد بسبب تدهور الأوضاع الأمنية الناتجة عن تصاعد عنف العمليات العسكرية في حماه ودير الزور ومناطق أخرى من سوريا (30).

وفي أواخر آب 2011، وعقب الأحداث الدامية التي شهدها شهر رمضان، اجتمع وزراء الخارجية العرب (باستثناء سوريا) الذين طالبوا الأمين العام للجامعة العربية “القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة  للقيادة السورية”(31). وفي 7 أيلول 2011،  أفيد عن تأجيل ذهاب بعثة الجامعة العربية إلى سوريا “إلى أجل غير مسمّى دون إعطاء أي تفاصيل رسمية حول سبب أو أسباب ذلك التأخير”(32). وزعمت صحيفة  الشرق الأوسط التي تتخذ من لندن مقراً لها أن الحكومة السورية  ألغت الزيارة احتجاجاً على لقاء عقده الأمين العام للجامعة العربية مع المعارضة السورية في القاهرة في أوائل أيلول(33). وكان وزراء الخارجية العرب قد عقدوا اجتماعاً آخر في القاهرة يوم 13 أيلول 2011 بحضور رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني بصفته رئيساً للاجتماع- الذي صرح عقب اللقاء بأن وزراء الخارجية العرب “حريصون على حماية وحدة سوريا ومنع التدخل الأجنبي ووقف إراقة الدماء وأعمال عنف، بالإضافة إلى انسحاب الجيش من جميع المدن السورية في أسرع وقت ممكن. أتمنى من أعماق قلبي قيام حوار يحقق طموحات الشعب السوري”(34). وأعقب ذلك إعلان الجامعة العربية عن خطة سلام من ثلاثة عشر نقطة تهدف إلى إنهاء العنف في البلاد والبدء بعملية الإصلاح والداعية إلى وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب القوات المسلحة الحكومية من المناطق المدنية، والإفراج عن السجناء ،والبدء بعملية “حوار وطني” (35). وأعلنت الحكومة السورية عن قبولها بنود خطة السلام العربية في تشرين ثاني 2011(36).

فشلت الحكومة السورية في الالتزام بشروط خطة السلام، وتم تعليق عضويتها في الجامعة العربية في منتصف تشرين الثاني. ودعت الجامعة الدول الأعضاء إلى سحب سفرائها من دمشق وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على سوريا. وقال رئيس وزراء دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر بن محمد آل ثاني: “سوريا بلدٌ عزيزٌ علينا جميعاً، ويؤلمنا أن نتخذ مثل هذا القرار. نأمل أن يكون هناك تحرك شجاع من سوريا لوقف العنف وبدء حوار حقيقي والتوجه نحو الإصلاح الحقيقي.. وندعو جميع أحزاب المعارضة السورية إلى عقد اجتماع في مقر الجامعة العربية للاتفاق على رؤية موحدة للفترة الانتقالية”(37).

وفرضت الجامعة العربية، في وقت لاحق من الشهر ذاته، عقوبات اقتصادية على سوريا شملت تجميد الأصول وفرض قيود سفر على كبار مسؤولي النظام، وفرض حظر تمويل عربي لمشاريع التنمية في سوريا، بالإضافة إلى قيود تتعلق في التعامل مع المصرف المركزي السوري. ورفضت كل من لبنان والعراق (الجارتان لسوريا) التقيد بهذه العقوبات (38).

وفي 19 كانون أول 2011 وقعت الحكومة السورية اتفاقية تسمح للجامعة العربية بنشر مراقبين(39). على أن يكونوا “تحت حماية الحكومة السورية”، ولن يسمح لهم بزيارة المواقع العسكرية الحساسة (40). وقد وصلت أول دفعة منهم -وتتكون من 60 مراقبا من أصل 170- في 26 كانون أول. تم انتقاد بعثة المراقبين هذه، لجهة تشكيلها وطبيعة عملها، حيث يزعم البعض أن وجود البعثة تحت حماية الحكومة السورية سوف يحد من قدرتها على العمل بفعالية لتوثيق العنف، بينما ألقى البعض شكوكاً حول الحكمة من وضع بعثة المراقبين برئاسة ضابط سوداني (لما قد يكون له صلات محتملة بالنزاع في إقليم دارفور)(41). وسحبت المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بحلول 22 و24 كانون ثاني، على التوالي، ممثليها من البعثة، وتم سحب بقية المراقبين في 28 من الشهر، وعلل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ذلك بسبب “تدهور الوضع في سوريا واستمرار استخدام العنف” كسبب لتعليق نشاط بعثة المراقبين(42). و كانت الجامعة العربية قدّمت، قبيل سحب بعثتها، الخطة الثانية للسلام إثر اجتماع كانون الثاني في القاهرة، ودعت الخطة الرئيس السوري بشار الأسد إلى نقل السلطة إلى نائبه، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتحضير لعقد انتخابات مبكرة  (43).

خطة [كوفي] عنان للسلام والبعثة المشتركة  لمراقبي الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا  

طلبت جامعة الدول العربية، بعد انسحاب مراقبيها، من مجلس الأمن الموافقة على قرار يستند إلى خطتها للسلام، وهو ما سوف يؤدي إلى فيتو شباط 2012  المشار له أعلاه. والذي أعقبه في 23 شباط 2012، تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، كمبعوث خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. كانت مهمة عنان تتمثل في “الانخراط الواسع مع جميع المحاورين المعنيين داخل وخارج سوريا لوقف العنف وإنهاء الأزمة الإنسانية، وتسهيل عملية الحل السياسي السلمي بقيادة السوريين بما يلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري عن طريق حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة السورية كافة” (44). وبعد اجتماعات عدة شملت الرئيس بشار الأسد في أواسط آذار 2012، عرض المبعوث الخاص عنان خطة سلام مكونة من ست نقاط على الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف المنخرطة في الصراع إلى:

1- الالتزام بالتعاون مع المبعوث الأممي في عملية سياسية تشمل كل الأطياف السورية لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وتهدئة مخاوفه، ومن أجل هذا الغرض الالتزام بتعيين وسيط له سلطات عندما يطلب المبعوث الأممي  ذلك.Top of Form

 

2- الالتزام بوقف القتال، والتوصل بشكل عاجل الى وقف فعال للعنف المسلح، بجميع أشكاله، من  جميع الأطراف، تحت إشراف الأمم المتحدة، لحماية المدنيين، وتحقيق الاستقرار في البلاد. ولتحقيق هذه الغاية، على الحكومة السورية الوقف الفوري لتحركات القوات نحو التجمعات السكنية، ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة داخلها وبدء سحب التمركزات العسكرية داخل وحول التجمعات السكنية. ومع اتخاذ هذه الإجراءات على الأرض، على الحكومة السورية التعاون مع المبعوث الأممي للتوصل إلى وقف دائم للعنف المسلح، بجميع أشكاله ومن الأطراف كافة، مع وجود آلية إشراف فعالة للأمم المتحدة. وسوف يسعى المبعوث الأممي للحصول على التزامات مماثلة من المعارضة، والعناصر المعنية كافة، لوقف القتال والتعاون معه [ أي المبعوث الأممي]، للتوصل إلى وقف دائم للعنف المسلح بأشكاله كافة، ومن جميع الأطراف مع وجود آلية إشراف فعالة للأمم المتحدة.

3- ضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت الملائم لكل المناطق المتضررة من القتال، ولتحقيق هذه الغاية، وكخطوات فورية قبول وتنفيذ وقف يومي للقتال لأسباب إنسانية وتنسيق التوقيتات المحددة، وطرق الوقف اليومي للقتال، من خلال آلية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.

4- تكثيف وتيرة وحجم الإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفياً، وبوجه خاص الفئات الضعيفة والشخصيات التي شاركت في أنشطة سياسية سلمية،  وتقديم قائمة فورية ودون تأخير عبر القنوات الملائمة بجميع الأماكن التي يجري فيها احتجاز هؤلاء الأشخاص، والبدء بتنظيم عملية الوصول الى تلك المواقع، والرد عبر القنوات الملائمة، على الفور، على جميع الطلبات المكتوبة للحصول على معلومات عنها أو السماح بدخولها أو الإفراج عن هؤلاء الأشخاص.

5- ضمان حرية حركة الصحفيين في أنحاء البلاد وانتهاج سياسة لا تنطوي على التمييز بينهم فيما يتعلق بمنح تأشيرات الدخول.

6- احترام حرية التجمع وحق التظاهر سلميا كما يكفلها القانون(45).

قبلت الحكومة السورية خطة عنان للسلام عنان في آذار\25 مارس، وهو ما أكده المبعوث الأممي لمجلس الأمن بتاريخ 2 نيسان\أبريل 2012، حين قال أن النظام وافق على سريان وقف إطلاق النار ابتداءً من 12 نيسان. كما طلب عنان من مجلس الأمن، في جلسة مغلقة، النظر في إرسال قوة مراقبة وقف إطلاق النار إلى سوريا (46). وانعكست خطة عنان، على الأرض، بصورة إيجابية، فانخفضت حدة العنف مع بداية وقف إطلاق النار، ونشرت الأمم المتحدة 300 مراقباً عسكرياً غير مسلحاً  كجزء من بعثة الأمم المتحدة، كما هو موضح أعلاه. لكن

سرعان ما عاد العنف إل التصعيد مرة أخرى، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أن كلا الجانبين انتهكا اتفاق وقف إطلاق النار(47).. وفي 4 حزيران 2012، عقب مجزرة الحولة وخطاب الرئيس الأسد إلى البرلمان السوري الذي تعهد فيه بسحق الانتفاضة، أعلن الجيش السوري الحر أنه لم يعد ملزماً بوقف إطلاق النار ،وسوف يستأنف هجماته المسلحة “للدفاع عن شعبنا”(48).

وأخيراً في 16 حزيران، أعلنت بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة تعليق نشاطها في سوريا بسبب تصاعد وتيرة العنف. ويعود هذا التعليق جزئياً بسبب الهجوم على المراقبين الأممين من قبل حشود غاضبة في قرية الحفة يوم 12 حزيران 2012 وتعرضت مركبة تابعة للأمم المتحدة للتلف. وقال اللواء روبرت مود، قائد بعثة المراقبين الأمميين في بيان له: “عدم رغبة الأطراف في السعي إلى انتقال سلمي، والتصعيد لكسب مواقع عسكرية متقدمة يزيد من خسائر كلا الجانبين: العديد من  المدنيين الأبرياء يقتلون يومياً: رجال ونساء وأطفال. علاوة على أنه يشكل مخاطر كبيرة على مراقبينا(49). وتحدث اللواء مود في جلسة مغلقة لمجلس الأمن في 19 حزيران، تبعه لقاء صحافي قال فيه أن بعثة المراقبة سوف تستأنف عملها في حال انخفاض مستوى وحدة العنف إلى درجة كبيرة (50).

قادت هذه الأحداث الأخيرة – مجزرة الحولة، واستئناف هجمات السوري الحر الجيش، وتعليق بعثة المراقبة- بعض المعلقين إلى الاعتقاد بمخاطر انهيار خطة عنان للسلام عنان(51). وكان هيرفيه لادسوس، نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام،  قد صرح بأن بعثة المراقبة لا تزال “أداة لا غنى عنها” وأن خطة عنان للسلام هي “الشيء الذي ينبغي لنا أن نهتم به كخيار وحيد متاح”(52).

لقاءت مجموعة أصدقاء سوريا

بدأت فرنسا والولايات المتحدة، بعد استخدام الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي، بتشكيل مجموعة اتصال في شباط 2012، هدفها، وفقاً، لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودام كلينتون، “دعم حق الشعب السوري في الحصول على مستقبل أفضل”(53). وعادةً ما يشار لهذه المجموعة أحيانا باسم “مجموعة أصدقاء سوريا الديمقراطيين”، و تضم الآن حوالي 82 دولة، بما في ذلك أستراليا. ليس لهذه المجموعة  صفة رسمية دولية؛ بل تضم مجموعة دول ذات التفكير المماثل لجهة الشأن السوري. وقد طالبت المجموعة، في اجتماعها الأول الذي عقدته في 24 شباط 2012  في تونس بوقف العنف في سوريا وسماح الحكومة السورية غير المشروط بوصول المنظمات الإنسانية.

كما دعت المجموعة أيضاً الأمم المتحدة إلى التخطيط لإرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا عندما يتوقف العنف(54). لم  يتم التوصل إلى اتفاق في المجموعة حول مسألة تسليح المتمردين السوريين.

عقدت المجموعة اجتماعها الثاني في إسطنبول في الأول من نيسان، وصدر عن الاجتماع “بيان نهائي” أقوى من بيان الاجتماع الأول؛ إلى جانب إقرار خطة عنان للسلام والدعوة إلى التحول إلى “دولة مدنية ديمقراطية تعددية مستقلة وحرة”، كما اعترفت  المجموعة أيضاً بالمجلس الوطني السوري، كممثل شرعي لجميع السوريين ويضم أطياف مجموعات المعارضة السورية المختلفة، [و] عبّرت عن دعم [أنشطة] المجلس الوطني السوري تجاه سوريا ديمقراطية، وأشارت إلى المجلس بصفته الطرف الرئيسي للمعارضة للتحاور مع المجتمع الدولي. كما التزمت المجموعة، علاوة على ذلك، بتقديم كل مساعدة ممكنة، على مستوى المشورة التقنية والدعم المباشر، لتنفيذ عملية سياسية سلمية بقيادة سوريّة منظمة ومستقرة [و] مواصلة وزيادة المساعدة الملحة، بما في ذلك التمويل والدعم المالي، لتلبية احتياجات  الشعب السوري (55).

وحضر الاجتماعين ممثلون عن المجلس الوطني السوري، وهي المجموعة السورية المعارضة في الخارج. وعُقد آخر اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا في باريس يوم 6  تموز 2012 – وصدر عقب الاجتماع بيان إعلامي دعا إلى فرض عقوبات أشد على سوريا وأعرب عن دعمه للتدابير المشروعة التي اتخذها السكان السوريون لحماية  أنفسهم. كان هذا الدعم يشمل “أدوات التواصل”، مما يسمح للمعارضة السورية “التواصل بشكل أكثر أمانًا مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي”(56).

طرد الدبلوماسيين السوريين من الدول الغربية

كان وزير الخارجية الأسترالي بوب كار قد أعلن، يوم 29 أيار 2012، أن طرد  القائم بالأعمال السوري جودت علي [و هو أعلى تمثيل دبلوماسي سوري في أستراليا] مع دبلوماسي آخر، يأتي رداً على مجزرة الحولة (57). وخلال الأربع وعشرين ساعة التالية قامت العديد من الحكومات الغربية -بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وكندا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا وسويسرا وهولندا- بطرد الدبلوماسيين السوريين الأعلى رتبة من بلدانهم(58). وقد وصفت روسيا هذه الخطوة من جانب الدول الغربية بأنها غير مدية وسوف تؤدي  إلى “نتائج عكسية”، معتبرةً  أن هؤلاء الدبلوماسيين يمثلون القنوات “الأكثر” أهمية التي من شأنها  تأمين “تأثير بنّاء” على الحكومة السورية فيما يتعلق تنفيذ خطة عنان للسلام، وأن هذه القنوات قد أغلقت الآن(59).

مؤتمر 30 حزيران حول سوريا

سعى المبعوث الخاص عنان، في أعقاب الانهيار المتوقع لبعثة الأمم المتحدة، لإنشاء  مجموعة “عمل الأمم المتحدة” من أجل سوريا، وعقد مؤتمر متعدد الأطراف “للاتفاق على مبادئ وخطوط توجيهية للقيام بعملية انتقالية سياسية بقيادة سوريا تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري(60). كان هناك بعض الجدل حول ما إذا كانت إيران ستحضر الاجتماع، بسبب تهديد الولايات المتحدة بالانسحاب إن حضرت إيران(61). في النهاية، عقد المؤتمر في 30 حزيران 2012 في جنيف، وحضره الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس – وكذلك وزراء من تركيا والعراق والكويت وقطر وممثل عن الاتحاد الأوروبي(62). وأصدرت “مجموعة العمل” بياناً ختامياً جاء فيه: “.. يلتزم أعضاء مجموعة العمل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها. وهم عازمون على العمل على نحو عاجل ومكّثف من أجل وضع حد للعنف، ولانتهاكات حقوق الإنسان، وتيسير بدء عملية سياسية بقيادة سوريا، تفضي إلى عملية انتقالية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، وتمكنه من أن يحدد مستقبله بصورة مستقلة وديمقراطية.. وتتضمن الخطوات الأساسية في أي عملية انتقالية ما يلي:

– تشكيل هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تجري فيها العملية الانتقالية. وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى، ويجب أن تُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة.

-الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلد. ولا بد من تمكين جميع فئات المجتمع ومكوناته من المشاركة في عملية الحوار الوطني. ويجب ألا تكون هذه العملية شاملة للجميع فحسب، بل يجب أيضا أن تكون مجدية، أي أن من الواجب تنفيذ نتائجها الرئيسية.

 – ويمكن أن يكون هناك، على هذا الأساس، مراجعة للنظام الدستوري والمنظومة القانونية وأن تعرض نتائج الصياغة الدستورية للاستفتاء العام .

– بمجرد إنشاء النظام الدستوري الجديد، من الضروري الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة وتعددية لشغل المؤسسات و الهيئات الجديدة التي تم إنشاؤها.

– من الواجب أن تكون المرأة ممثلة تمثيلاً كاملاً في جميع جوانب المرحلة الانتقالية(63).

لوحظ في سياق تصريحات روسيا السابقة حول الانتفاضة السورية، والتي غالباً ما تؤكد عدم قبول التدخل الأجنبي، أنها كانت تشدد على أهمية الحصول على الموافقة الروسية لخطة المرحلة “الانتقالية” (64). غير أنه، برغم كل هذا، كانت الأيام التالية للقمة مشبعة بالخلافات بين روسيا والغرب حول تفسير الوثيقة(65). وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون قد صرحت بعد الاجتماع إنه “من واجبهم الآن أن يظهروا للأسد” ما ينبغي عليه أن يفعله(66). وعلى العكس من ذلك سلط وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضوء على أن الخطة لا تطالب صراحة بإقالة الرئيس الأسد  ولا يوجد أي محاولة في الوثيقة لفرض أي نوع من العمليات الانتقالية على الشعب السوري”(67).

الاستجابات الفورية للدول المعنية  

نوقش أعلاه الطريقة التي استجابت بها الدول الرئيسية للانتفاضة فيما يتعلق بمختلف  المبادرات الدولية, وفيما يلي  تحركات و بينات الدول المعنية في النزاع السوري .

استجابة الولايات المتحدة 

لم تطالب الولايات المتحدة على الفور بإزالة نظام الأسد إبان  الانتفاضة. وازدادت التصريحات الأمريكية  قوةً وحزماً بين شهري آذار وآب 2011، وبعد هجمات القوات المسلحة السورية على حماه واللاذقية في  تموز وآب 2011، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، صراحةً، يوم 18 آب 2011  الأسد لـ “التنحي”. وفيما يلي أهم البيانات والتصريحات الأمريكية:

بعد اندلاع احتجاجات جدية في بلدة درعا، في 29 آذار 2011، وبعد وعود الحكومة بالإصلاحات الأولية، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سوريا للحفاظ على  وعودها: نحن.. ننتظر ونراقب لنرى ما سوف تقوم به الحكومة السورية. نحن نؤيد تنفيذ الإصلاحات الملائمة التي تفي بمطالب السوريين التي طرحوها على حكومتهم، مثل الإنهاء الفوري لحالة الطوارئ في سوريا. نريد رؤية تحولات سلمية ونريد رؤية ديمقراطيات تمثل إرادة  الناس. الأمر يعود للحكومة السورية، للقيادة، بدءً من الرئيس بشار الأسد، لإثبات أنه يمكنه الاستجابة لاحتياجات شعبه(68).

بعد انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء سوريا، في منتصف أيار 2011، وبعد ما أصبح ما بات يعرف بـ “حصار درعا”، قال الرئيس أوباما “لقد أظهر الشعب السوري شجاعته في المطالبة بالانتقال إلى الديمقراطية. الرئيس الأسد لديه الآن خيار: أن يقود التحول أو يتنحى عن الطريق”(69). وواصلت الحكومة الأمريكية تصريحاتها، لاسيما في تموز 2011، والتي تقترب أكثر من المطالبة بإسقاط الأسد. ففي الحادي عشر منه، في أعقاب الهجمات على السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق من قبل الموالين للأسد، أصدرت الولايات المتحدة أقوى إدانتها عند هذه الحد(70). وصرّحت وزيرة الخارجية أن الرئيس الأسد فقد “الشرعية”: لا يوجد ما يجعلنا نتمسك ببقائه في السلطة.. واهمٌ ومخطئٌ أي شخص، بما في ذلك الرئيس الأسد، إذ يعتقد أن الولايات المتحدة تأمل في سرها خروج النظام من مأزقه هذا لمواصلة وحشيته وقمعه(71).

وأخيراً، في 18 آب 2011، بعد الاحتجاجات الجماهيرية والهجمات الحكومية على المدن، قبل وخلال شهر رمضان، دعت الحكومة الأمريكية الرئيس الأسد إلى التنحي. في تحرك منسق مع دول أوروبا الغربية (وأستراليا)، وقال الرئيس أوباما في بيان مكتوب: لقد استلهمت الولايات المتحدة من سعي الشعب السوري إلى الانتقال السلمي إلى  الديمقراطية. لقد تحدّوا شراسة ووحشية حكومتهم. لقد هتفوا بمسيراتهم السلمية  شكواهم الصامتة للنظام السوري وإصرارهم الشجاع في وجه التغول والوحشية – يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع. ردّت الحكومة السورية بالهجوم المتواصل على المدنيين .. يجب أن يحدد مستقبل سوريا من قبل شعبها، لكن الرئيس بشار الأسد يقف عائقاً في طريقهم لتحقيق ذلك. وما نداءاته للحوار والإصلاح سوى كلمات جوفاء، في الوقت الذي يقوم فيه بسجن وتعذيب وقتل شعبه. لقد قلنا باستمرار أن الرئيس الأسد يجب أن يقود انتقالاً ديمقراطياً أو  يتراجع ويدع غيره يتولى الأمر ؛ لكنه لم يفعل. لذا، ومن أجل الشعب السوري، فقد حان الوقت للرئيس الأسد للتنحي.

لا يمكن للولايات المتحدة فرض هذا الانتقال على سوريا وهي لن تفرضه حتماً. فالأمر متروك للسوريين لاختيار قادتهم، ولقد سمعنا رغبتهم القوية بعدم التدخل الأجنبي في حراكهم. وما ستدعمه الولايات المتحدة ستكون جهوداً مبذولة لمحاولة جلب ديمقراطية عادلة وشاملة لجميع السوريين. سندعم هذه النتيجة من خلال الضغط على الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة وعدم الوقوف في وجه هذا التحول، وسنقف مع  الحقوق العالمية للشعب السوري إلى جانب الآخرين في المجتمع الدولي(72).

ومنذ ذلك الوقت، دعت إدارة أوباما باستمرار مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على النظام السوري ومطالبة الرئيس الأسد بالتنحي.

وأدلى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، يوم 9 تشرين الثاني 2011،  بشهادته  أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حول السياسة الأمريكية والانتفاضة السورية, ويستعرض البيان المكتوب لمساعد وزيرة الخارجية تفاصيل مهمة عن آراء الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالانتفاضة [السورية]، وما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه وكيفية تنفيذ ذلك: لقد طرأت الكثير من التغيرات لما يحدث، إن على الصعيد السوري أو في الاستجابة الدولية للاضطرابات التي بدأت قبل ثمانية أشهر..  

لقد أجبر الجيش السوري على احتلال بلده. حتى المدن الصغيرة تعرضت لاحتلال متواصل بالدبابات وناقلات الجند المدرعة وكتائب الجند بالإضافة إلى عناصر المخابرات والجماعات المسلحة المدعومة من النظام، والتي تقوم بالكثير من الأعمال القذرة. بدأ الضغط ينتقل إلى الجيش، حيث أن الأمر لم يعد مجرد عمل سريع ومؤقت، بل عمليات انتشار وإعادة انتشار لا تنتهي وقمع متواصل للمظاهرات المعارضة للنظام – وبدأ بعض جنود الجيش السوري يرفضون بشكل متزايد المهمات التي تطالبهم بالقتل والقمع الوحشي لأبناء وطنهم، بل في بعض الحالات كان يطلب منهم القيام بذلك ضد أبناء قبائلهم وبلداتهم. فبدأـ الانشقاقات العسكرية -في المقام الأول من قبل المجندين وصغار الضباط- في ازدياد ويستمر الضغط على كبار الضباط..

وبالنظر إلى المعارضة السورية، فقد تمثلت إحدى التطورات الأخيرة الواعدة بإنشاء المجلس الوطني السوري، وهو ائتلاف يضم العلمانيين والمسيحيين والإسلاميون والدروز والعلويين والأكراد والجماعات الأخرى من داخل وخارج سوريا  انضموا معاً لتشكيل جبهة موحدة ضد نظام الأسد. عندما نفكر في الأمر سوف نجد أن الشعب السوري مُنع منذ نحو أربعين عاماً من الانخراط في أي نشاط أو حتى نقاش سياسي، ومن المدهش حقاً أنه في غضون بضعة أشهر فقط أصبح لدينا مجلس وطني سوري، الذي تمكن من جمع مثل هذه المجموعة الواسعة من الفئات المختلفة في ائتلاف موحد، على الرغم من  محاولات النظام المستمرة لإحباط جهودهم.

نحن لم نؤيد أي مجموعة معارضة محددة -فقط الشعب السوري وحده هو الذي يقرر من يمثله بشكل شرعي. لكننا نأخذ تشكيل المجلس لوطني السوري على محمل الجد، ونؤيد جهود المعارضة الأوسع من أجل التركيز على المهمة الحاسمة المتمثلة في توسيع وتعزيز قاعدة تأييده داخل سوريا بصياغة رؤية واضحة ومشتركة وتطوير خطة انتقالية ملموسة وموثوقة لما بعد الأسد..

بينما تتعاطف الولايات المتحدة مع المنشقين العسكريين السوريين والمواطنين العاديين في محاولتهم لحماية أنفسهم، فإننا نحثهم على التفكير بشكل استراتيجي حول الطريقة الأفضل لتحقيق أهدافهم. وما زلنا نعتقد أن المقاومة العنيفة غير مجدية وتأتي بنتائج عكسية. وسوف يستغلها النظام  لمصلحته ويتلاعب بها ويقسم المعارضة، وسوف تقوض الإجماع الدولي ضد النظام. إننا نحث المعارضة وحلفائنا الإقليميين على مواصلة نبذ العنف. فإن لم يفعلوا ذلك فإنهم -وبكل صراحة- سوف يسهّلون من الأداء الوحشي والقمعي للنظام  ..

ما نود قوله للرئيس الأسد يمكن تلخيصه بما يلي:  تنحَّ جانباً، ودع شعبك يبدأ عملية الانتقال السلمي والمنظم من الاستبداد إلى الديمقراطية.

لقد أثبت بشار الأسد عجزه عن الإصلاح.. وسوف نواصل، دون تردد، استراتيجيتنا المزدوجة في دعم المعارضة وخنق النظام دبلوماسياً ومالياً حتى تحقيق هذه النتيجة(73).

كما انتقدت حكومة الولايات المتحدة المناورات الديمقراطية التي قامت بها الحكومة السورية منذ بدء الانتفاضة، مثل الاستفتاء على الدستور في 26 شباط 2012،  والانتخابات البرلمانية في 7 أيار 2012 (74). وكان المتحدث الصحفي للرئيس الأمريكي قد وصف الاستفتاء بـ “الساخر”، في حين اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن القول عملية الاستفتاء مجرد وضع ورقة عليها اسم الرئيس الأسد في الصندوق، في محاولة منه [أي للأسد] للمحافظة على منصبه والسيطرة على الوضع” (75).  ووصفت نزيرة الخارجية كلينتون في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في تونس يوم الاستفتاء ( 26 شباط)، بالمحاولة “الزائفة” و “الخدعة الساخرة” من قبل الأسد لتبرير ما يفعله بالمواطنين السوريين الآخرين(76). وهو ما عادت وزيرة الخارجية أن أكدت عليه بعد بضعة أشهر أثناء  الانتخابات البرلمانية السورية  التي أجريت في 7 أيار 2012، حين اعتبرتها عملية “تتسم بالسخافة”؛ وخلصت إلى أنه “من الصعب حقاً إجراء انتخابات موثوقة في مناخ لا تتوفر فيه أدنى ممارسة لحقوق الإنسان الأساسية؛ فضلاً عن استمرار الحكومة في ممارسة الاعتداءات اليومية.. على مواطنيها(77).

وفي الآونة الأخيرة، بعد موافقة حكومة الأسد على خطة عنان  للسلام، ذات النقاط الست المتضمنة وقف إطلاق النار في 12 نيسان 2012 ونشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة، قالت وزيرة الخارجية كلينتون في “الاجتماع الوزاري الاستثنائي حول سوريا”: “سوف نستمر في دعم مهمة المراقبين، على الرغم من  إدراكنا تعرض نشر المراقبين للخطر بسبب ازدياد العنف؛ لذلك نحن في  معضلة عنا، ونؤمن بأهمية الحصول على مصادر مستقلة للمراقبة والإبلاغ عنها على الأرض، لكننا لا نريد أن نخلق حالة تتعرض فيها للخطر حياة من نرسلهم للقيام بهذه المهمة. ثانياً، أعتقد بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات شديدة الصرامة ضد نظام الأسد، وعلينا البدء في التحرك بقوة وحزم في مجلس الأمن لفرض عقوبات بموجب الفصل السابع،  بما في ذلك منع السفر والعقوبات المالية وحظر توريد الأسلحة والضغط الذي سيعطينا  الفرصة لجعل النظام يذعن لخطة النقاط الست التي وضعها كوفي عنان.. وأعتقد أيضاً بوجوب زيادة دعمنا للمعارضة. لا يسعني إلا التحدث عن الدعم عن طريق الأمم المتحدة، أعلم سعي الآخرين لأنواع مختلفة من الدعم. لكننا توسعنا في دعمنا للمعارضة السورية في مجال الاتصالات، والخدمات اللوجستية، وغيرها. ونفكر، في التعاون مع  تركيا لتأسيس مركز مساعدة  للمشاركة في تحديد موقع النشطاء داخل سوريا ومساعدتهم في تنسيق وجمع وتوزيع المساعدات لمجموعات المعارضة داخل سوريا (78).

اللقاءات مع المجلس الوطني السوري

اجتمعت وزيرة الخارجية كلينتون، في عدة مناسبات، مع ممثلي المجلس الوطني السوري، بعد تشكيله في أيلول 2011. وسلطت الوزيرة في اجتماع 9 كانون أول في جنيف، الضوء على رغبة الولايات المتحدة في رؤية المعارضة السورية موحدة في حكومة بديلة ذات مصداقية: “سوف نناقش العمل الذي يقوم به المجلس لضمان أن تكون خطته هي التواصل مع جميع  الأقليات، لمواجهة منهج النظام المتمثل في التقسيم والفتنة، الذي يضع  المجموعات الإثنية والدينية في مواجهة بعضها البعض. وتعترف المعارضة السورية، الممثلة هنا، بأن لدى الأقليات في سوريا أسئلة ومخاوف مشروعة تحوم حول مستقبلهم، وترغب هذه الأقليات في التأكد من أن سوريا ستكون أفضل في ظل نظام مبني على التسامح والحرية، يوفر [لهم]  الفرصة والاحترام والكرامة على أساس التوافق، بدلاً من الخضوع لنزوات  الديكتاتور. ونحن نعتقد بالتأكيد أنه إذا توحد السوريون، فبإمكانهم النجاح معاً في نقل بلدهم  نحو مستقبل أفضل(79).

كما اجتمعت كلينتون مع أعضاء من المجلس، على هامش لقاء مجموعة أصدقاء سوريا في تونس العاصمة في24 شباط 2012، واستخدمت كلينتون بعد هذا الاجتماع أقوى عباراتها بخصوص الإجراءات التي اتخذتها  كل من روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي، بينما علقت أيضاً على الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى المجلس: نحن ننظر إلى المجلس الوطني السوري، كممثل شرعي رائد للسوريين الذين يبحثون عن التغيير الديمقراطي السلمي، وكممثل فعال للشعب السوري للتعامل مع الحكومات والمنظمات الدولية. من المهم جداً في الأيام القادمة، اجتماع جماعات المعارضة والأفراد داخل سوريا، بما في ذلك ممثلين عن جميع الإثنيات والأقليات الدينية ليجعلوا صوتهم مسموعاً خارج سوريا وداخلها في رؤية مشتركة للمستقبل.

كل واحد منا يرغب في رؤية مجلس الأمن فعالاً. لقد عملت الولايات المتحدة، بصعوبة، للحصول على قرار من مجلس الأمن الذي تم رفضه من قبل روسيا والصين، رغم دعم جميع الأعضاء الآخرين للقرار في مجلس الأمن من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى آسيا.  كان للعالم بأجمعه، باستثناء روسيا والصين، مستعداً لمعرفة ما ينبغي القيام به لاتخاذ إجراءات دولية ضد النظام السوري.. وسوف أكون مستعدةً للعودة إلى مجلس الأمن مراراً وتكراراً؛ كلما تطلب الأمر. ولكننا، من أجل ذلك، بحاجة إلى تغيير موقف الحكومتين الروسية والصينية اللتين عليهما أن تفهما أنهما تقفان في وجه تطلعات ليس فقط الشعب السوري، بل الربيع العربي بأسره، والصحوة العربية.. من المحزن جداً رؤية عضوين دائمين في مجلس الأمن يستخدمان حق النقض في الوقت الذي يُقتل فيه المزيد من البشر -النساء والأطفال والشباب الشجعان- ويتم تدمير البيوت. إنه أمرٌ  مشين. وأتساءل، هنا، همت مع أي جانب؟ من الواضح إنهما يقفان ليس بجانب الشعب السوري (80).

وأخيراً، اجتمعت كلينتون مع  المجلس في إسطنبول في الفاتح من نيسان 2012، وقالت للصحفيين على هامش لقاء مجموعة أصدقاء سوريا: أعتقد أن ما يجب عليكم معرفته هو أن المجموعة  عملت بجد في سبيل التوصل إلى أنسب الطرق لمساعدة من هم داخل سوريا الذين يتحملون وطأة وحشية نظام الأسد. نحن ندرك، بمزيد من الألم، مدى التصرفات الوحشية التي يرتكبها النظام. لقد عمل المجلس الوطني السوري، بجدية، لتنظيم مختلف السوريين، صفاً واحداً، خلف نهج موحد، لأنه، وحتى وقت قريب، كان من الصعب معرفة  السبل المناسبة لتقديم المساعدات اللازمة. لم يكن هناك نوع من التنظيم، لم يكن هناك مكان داخل سوريا تسيطر عليه المعارضة، الأمر الذي يصعّب عليها الأمر، أيضاً، في تقديم المساعدة. لكن هناك الكثير من التقدم تم إحرازه على صعيد المجتمع الدولي.. وسوف يكون، هناك، المزيد من المساعدات  المتنوعة للمجلس الوطني السوري بأشكالها المختلفة، سوف يكون، هناك، مزيداً من المساعدات الإنسانية، وعلى الناس داخل سوريا أن يعلموا أنهم ليسوا وحدهم(81).

سفارة الولايات المتحدة في دمشق

تم تعيين روبرت فورد في العام 2010، سفيراً للولايات المتحدة في سوريا، كأول سفير مقيم منذ العام 2005، قام السفير فورد في تموز 2011، بزيارة  محتجين معارضين في حماة وجسر الشغور في محافظة إدلب. وتعرضت السفارة الأمريكية في دمشق، لاحقاً، إلى هجوم من قبل أنصار النظام، الذين  تسلقوا جدران السفارة، ورفعوا العلم السوري، وحاولوا الوصول إلى مقر إقامة السفير(82). وقامت الولايات المتحدة، في أواخر  تشرين الأول 2011، بسحب السفير فورد مؤقتاً، خوفاً من أن تؤدي  “أنواع الأكاذيب التي تنتشر عن السفير إلى أعمال عنف ضده” (83). و عاد السفير فورد إلى دمشق في كانون أول 2011، وبررت الولايات المتحدة قرارها بالقول أنه كان من الأهمية بمكان تواجد السفير هناك “لجمع المعلومات لمساعدتنا على فهم ما يحدث، ولمساعدتنا في كيفية لعبنا دور أفضل لإنهاء العنف، ومن  المهم أن يرى السوريون السفير الأمريكي يقف معهم في الوقت الذي تهاجمهم فيه حكومتهم بوحشية هائلة” (84). علّقت الولايات المتحدة عمليات سفارتها بتاريخ 6 شباط 2012 بسبب فشل النظام السوري في توفير الحماية الكافية للسفارة(85). كما قامت كل من المملكة المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية بسحب موظفيها الدبلوماسيين من سوريا.

العقوبات الأمريكية

تعدّ سوريا  من الدول المدرجة من قبل الولايات المتحدة في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ كانون أول1979، وتم تطبيق العديد من العقوبات المستقلة ضدها منذ ذلك الحين(86). ونفذت الولايات المتحدة، منذ الاحتجاجات الكبرى في آذار 2011، حزمة أخرى من العقوبات المستقلة على أعضاء الحكومة السورية وقوات الأمن اشتملت على:

  • حظر الشركات الأمريكية التعامل مع أكبر بنك في سورية (المصرف التجاري السوري) وأكبر شركة اتصالات سورية (سيرياتل)
  • تجميد أصول العديد من الأفراد (بما في ذلك الرئيس، ابن عم الرئيس ورئيس مديرية المخابرات العامة، جميع فروع أجهزة المخابرات السورية، ورئيس الوزراء، ووزير الداخلية ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، والمتحدثة الرئاسية بثينة شعبان وآخرون)(87)
  • حظر السفر على العديد من الأفراد (ولكن ليس الرئيس، مما يمنحه خيار مغادرة البلاد)

واصلت الولايات المتحدة فرض حظر على معظم الصادرات غير الغذائية والطبية لسوريا منذ أيار 2004 (88). ووفقا إلى ذلك، ألمح المسؤولون الأمريكيون في بعض الأحيان إلى أن العقوبات الأمريكية لن يكون لها تأثير كبير مثل الحظر النفطي الأوروبي المفروض منذ أيلول 2011(89).Top of Form

 

تسليح المعارضة السورية

كررت حكومة الولايات المتحدة في عدد من المناسبات معارضتها تزويد المعارضة السورية بالسلاح. على سبيل المثال، قالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية بتاريخ 14 شباط 2012 “ما زلنا نعتقد أن زيادة السلاح ليست هي الطريقة لحل الأزمة في سوريا. بل نرى الحل يكمن بإسكات صوت السلاح، وهذا ما نعمل عليه”(90). كما حدّد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية بتاريخ 30 آذار 2012 السياسة الأمريكية حول هذه القضية بقوله “هدفنا الرئيسي وتركيزنا مع شركائنا هو إسكات صوت السلاح [وليس سماع قعقعته]، وأولاً وقبل كل شيء، إسكات سلاح الأسد، ومن ثم في المقام الأول، كما قال كوفي عنان، بمجرد اتخاذ الخطوات الملائمة لتنفيذ الوعود التي قطعها، على كل شخص لديه تأثير يعمل مع المعارضة أن يوضح لهم بضرورة ووجوب وضع سلاحهم جانباً (91).

وفي الآونة الأخيرة، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة تقدم  مساعدات “غير قاتلة” للمعارضة السورية، دون ذكر ما يعنيه هذا أو إلى أي الجماعات تم تقديم مثل هذه  المساعدة، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تدعم “الجماعات المسلحة” (92). وثمة ما هو أكثر من ذلك، فقد اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الحكومة الأمريكية مؤخراً بـ”تأمين السلاح للمعارضة السورية الذي تستخدمه ضد الحكومة السورية، وهناك  تقارير لوسائل الإعلام تشير بأن عملاء وكالة المخابرات المركزية يقدمون العون لتنسيق تدفق الأسلحة عبر تركيا إلى أعضاء المعارضة السورية المسلحة(93).

استجابة الاتحاد الأوروبي  والمملكة المتحدة

حافظ الاتحاد الأوروبي على سياسة مماثلة لسياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا: أولاً من حلال الدعوة إلى الإصلاحات، ثم فرض سلسلة من العقوبات المستقلة، وأخيراً دعوة الرئيس الأسد إلى “التنحي” في آب 2011. من المحتمل أن تكون عقوبات الاتحاد الأوروبي أكثر فاعلية من العقوبات الأمريكية الأحادية، لأن الاقتصاد السوري أكثر ارتباطا  بالأسواق الأوروبية. و أصدرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في 22 آذار 2011، بياناً عبّرت فيه عن “القلق العميق” للاتحاد الأوروبي إزاء الوضع في سوريا، وأشار البيان إلى الإدانة الشديدة للاتحاد الأوروبي “للقمع العنيف، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية ضد الاحتجاجات السلمية”(94).

وفرض الاتحاد الأوروبي مجموعة تدريجية من العقوبات الأحادية على سوريا، بدأت بحظر بيع الأسلحة، والحصار وتجميد الأصول/ حظر السفر لعدد من الأفراد (بما في ذلك الرئيس الأسد)، وبلغت العقوبات ذروتها في فرض حظر على استيراد النفط السوري في أيلول 2011 (95). كدليل على قوة هذا التحرك . علما أنه قبل الانتفاضة كانت ما معدله 95% من النفط السوري يجد طريقه إلى أوروبا (96). وفي أيار 2012، أفيد بتسبب “خسارة كبيرة” للاقتصاد السوري بسبب حظر استيراد النفط(97). وبحلول حزيران 2012، تم فرض ستة عشر حزمة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا (98). إلى جانب التدابير المشار إليها أعلاه، وتشمل :

  • حظر الاستثمار في قطاعات إنتاج النفط والغاز والكهرباء في سورية
  • تجميد أصول المصرف المركزي السوري، وفرض حظر على توريد الأوراق النقدية أو العملات له
  • حظر التجارة بالذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع الهيئات العامة السورية
  • حظر القروض أو المنح المقدمة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى سوريا
  • حظر تصدير المعدات أو التكنولوجيا أو البرامج التي يمكن استخدامها للرصد أو اعتراض الإنترنت أو الاتصالات الهاتفية
  • حظر فتح فروع جديدة للمصارف السورية داخل الاتحاد الأوروبي، وحظر فروع أو حسابات جديدة لبنوك الاتحاد الأوروبي في سوريا
  • حظر تصدير البضائع الكمالية إلى سوريا (99).

وأصدرت ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين  الممثل أشتون في بيان إعلامياً، يوم 18 آب 2011 (وهو ذات اليوم الذي دعا فيه الرئيس أوباما الرئيس الأسد  إلى “التنحي”) قالت فيه: ” أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة وقف القمع الوحشي و إطلاق سراح المتظاهرين المحتجزين، وحرية الوصول من قبل المنظمات الإنسانية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المسموح بها، وإطلاق حوار سوري وطني حقيقي وشامل. ومع ذلك، بقيت القيادة [السورية] تتجاهل دعوات الاتحاد الأوروبي، وكذلك دعوات المجتمع الدولي، بما في ذلك جيران سوريا. و إن دل هذا فإنما يدل على عدم رغبة النظام السوري في التغيير . لقد فقدت وعود الرئيس بالإصلاح مصداقيتها، لأن الإصلاحات لا يمكن أن تنجح  في ظل قمع دائم. ويشير الاتحاد الأوروبي، في هذا الصدد، إلى الخسارة الكاملة لشرعية بشار الأسد في عيون الشعب السوري، وضرورة التنحي عن السلطة”(100). ومنذ ذلك الحين، دعا الاتحاد الأوروبي باستمرار الرئيس الأسد إلى التنحي، وشارك الاتحاد، بنشاط، في اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية، وأيد جامعة الدول العربية / كوفي عنان السلام  الخطط المذكورة أعلاه(101).

استجابة المملكة المتحدة (102)

ازدادت تصريحات المملكة المتحدة المتعلقة بالشأن السوري في القوة تدريجياً، مثلها مثل التصريحات الأمريكية وتصريحات الاتحاد الأوروبي، ما بين آذار وآب 2011، فدعت، الحكومة السورية في البداية  إلى “احترام حقوق شعبهم في الاحتجاج السلمي، وانتقلت إلى دعوة الرئيس الأسد في 18 آب إلى “التنحي”(103). وعبّر وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث وليم هيغ، في 6 شباط 2012، عن الخطوط العريضة لسياسة بريطانيا بخصوص سوريا، وذلك في جلسة لمجلس العموم البريطاني  (104).  ذكر أن بريطانيا ستقوم بما يلي:

  • مواصلة دعم جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية (بما في ذلك تعيين المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة لعربية )
  • تكثيف الاتصالات مع المعارضة السورية
  • لعب دور فعال في اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية ومواصلة إثارة القضية في مجلس الأمن(105).

قدمت الحكومة البريطانية كميات صغيرة من المساعدات الخارجية للمتضررين السوريين، وأعربت عن أسفها لصعوبة تقديم العون للمناطق الأكثر تأثراً بالانتفاضة ورد فعل الحكومة السورية(106).

علقت المملكة المتحدة مؤقتاً عمل سفارتها في دمشق، وفي أيار 2012  طرد السفير السوري في المملكة المتحدة. وتعتبر الحكومة البريطانية  المجلس الوطني السوري “ممثلاً شرعياً” للشعب السوري(107). ورغم هذا الاعتراف، تعارض الحكومة البريطانية تسليح المعارضة السورية(108). وواصلت بريطانيا، في نهاية حزيران 2011، دعمها لخطة عنان للسلام، بحجة أنه في ذلك  الوقت  كانت خطته هي “أفضل فرصة لكسر دائرة العنف المتواصل”(109).Top of Form

الاستجابة التركية  

تحسنت العلاقات التركية السورية في العقد الثاني من القرن العشرين بعد سنوات من النزاعات الإقليمية المتعلقة بالأراضي، والماء وكذلك النزاعات حول السياسة الخارجية.

وقعت الدولتان، في العام 2004، اتفاقية التجارة الحرة، كما قامتا بمناورات عسكرية مشتركة في العام 2009(110). ومع بداية الانتفاضة توترت العلاقة بين البلدين، حيث أدانت تركيا بانتظام الإجراءات السورية، وقدمت ممرات آمنة للمتمردين السوريين، وأيدت المجلس الوطني السوري المعارض (الذي ساعدت الحكومة التركية  في إنشائه) (111). وخلال أيلول 2011 ، تحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، أثناء زيارته لليبيا، بقوة عن دعم الانتفاضة السورية :”أولئك الذين يقمعون شعبهم في سوريا لن ينجوا. لقد انتهى زمن الأنظمة الأوتوقراطية. إن حكم الشعب قادم، وسوف تختفي الأنظمة الشمولية” (112).

الاستجابة الروسية  

تعتبر روسيا، حليف قديم ومزود للأسلحة إلى سوريا. وقد بدت روسيا مترددة في توجيه انتقادات مباشرة للنظام السوري، وعارضت تطبيق العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الأمن. كما عارضت قرار لمجلس الأمن الذي يدين الحكومة السورية دون إدانة المعارضة السورية. وحاول المسؤولون الروس شرح موقفهم من سوريا من خلال عدد من التصريحات.

ومنذ بداية الانتفاضة كانت تعليقات وزارة الشؤون الخارجية الروسية تشدد باستمرار على ضرورة إنهاء العنف (من أي مصدر)، ورفض “التدخل الخارجي”، وضرورة إجراء إصلاحات سياسية في سوريا. كما أعربت الحكومة الروسية بانتظام عن رغبتها في تجنب تكرار “الوضع الليبي” حيث، وفقاً لروسيا، تم استغلال قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإنشاء منطقة حظر جوي في ليبيا كوسيلة للقيام بتغيير النظام (113). وقد ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حزران 2011، إدانة محتملة لمجلس الأمن الدولي للحكومة السورية قائلا” ليس من مصلحة أحد أن يرسل رسائل إلى المعارضة في سوريا أو في أي مكان آخر  من قبيل (إذا رفضت جميع العروض المعقولة، فسوف نأتي ونساعدك كما فعلنا في ليبيا)..مثل هذا الطرح على درجة عالية من الخطورة “(114).

وبالمثل، في آب2011، وفي أعقاب إصدار “البيان الرئاسي لمجلس الأمن” (الذي تمت مناقشته  أعلاه)، ذكر بيان إعلامي لوزارة الخارجية الروسية أن :”موسكو مقتنعة بوجوب التوصل إلى حل في البلاد من قبل السوريين  أنفسهم دون تدخل خارجي عن طريق الحوار الشامل، وهو الطريقة الوحيدة لحل الأزمة. من المهم أن يجد هذا الموقف صدى له في البيان. وسوف تواصل روسيا المثابرة في الدعوة إلى تسريع عملية التحول السياسية والاقتصادي والاجتماعي  في سوريا التي طال انتظارها  في سوريا على طريق الإصلاحات العميقة التي أعلنت عنها حكومة البلاد على قاعدة عدم القبول بالعنف، والبحث عن إجماع وطني وعملية سياسية شاملة( 115)

ودعت الحكومة الروسية بشكل منتظم إلى “برنامج إصلاح واسع النطاق” في سوريا، ورحبت، في بعض الأحيان، بمختلف المبادرات التي أعلنت عنها الحكومة السورية. فقد دعت وزارة الخارجية الروسية، في آب 2011، إلى: “إطلاق محتمل لحوار شامل وجاد ومسؤول للتصدي للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية الملحة لصالح جميع السوريين واستعادة الوئام المدني وضمان التنمية الديمقراطية المستقرة للبلاد(116) “.  كما دعمت موسكو بشكل حذر الاستفتاء على الدستور يوم 26 حزيران 2012، وتصفه في أحد البيانات بـ “الخطوة المهمة نحو تنفيذ سياسة الإصلاح الحكومية الحالية”. وقالت عنه في بيان آخر:” أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبدا” (117). كما رحّبت روسيا، بالمثل، بالانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 أيار 2012، والتي فاز فيها حزب البعث وحلفائه المستقلون بأكثر من 90% من المقاعد، واعتبرت روسيا هذه  الانتخابات “خطوة لتنفيذ”  الإصلاحات الضرورية “(118).

وكان المسؤولون الروس، في بعض الأحيان، ينتقدون مباشرة نظام الأسد أو يسعون إلى النأي بأنفسهم عن الحكومة السورية. وقال رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، في منتصف تموز 2011  “نحن بحاجة إلى الضغط على قيادة أي بلد تكون فيها اضطرابات هائلة، لاسيما إذا ترافقت مع إراقة الدماء”، وحذّر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، في مطلع آب  الأسد من “مصير محزن” إذا فشل في الإصلاح، مضيفاً، أن الأسد بحاجة إلى إجراء إصلاحات عاجلة، والتصالح مع المعارضة، و استعادة السلام وإقامة دولة حديثة “(119).

كما أعلنت روسيا دعمها المستمر للمبادرات الدولية التي طرحتها الجامعة العربية و  المبعوث الخاص للأمم المتحدة / الجامعة العربية كوفي عنان (120). ودعت، بالإضافة إلى ذلك، في العديد من المناسبات “أولئك الذين لديهم تأثير على جماعات المعارضة” للضغط عليهم ليكفوا عن أعمال العنف ،كما يجادل  وزير الخارجية لافروف في سياق وقف إطلاق النار في نيسان 2012: “سيكون من الأفضل للولايات المتحدة والدول الأخرى التي لديها إمكانية الوصول المباشر إلى مختلف جماعات المعارضة السورية أن  لا تشير إلى روسيا والصين ، ولكن بالمضي قدما نحو … إجبار الجميع  على وقف قتل بعضهم البعض . نريد مرة أخرى اليوم دعوة جميع المعارضة (الجماعات) وجميع الدول التي لها تأثير سياسي عليها , وبالأخص على المعارضة المسلحة لاستخدام نفوذها بهدف وقف إطلاق النار على الفور من قبل جميع الأطراف.(121).

لا تشارك روسيا في اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية، بحجة أن هذه اللقاءات لها ” طابع أحادي وواحد” و “تتعارض مع أهداف التسوية السلمية المدنية للنزاع’(122). وقدرت هيئة الإذاعة البريطانية أن لدى روسيا، حالياً، عقود أسلحة بقيمة 1.5 مليار دولار مع سوريا.  كما أفيد أن سفينة شحن كبيرة واحدة على الأقل من الذخيرة الروسية تم تسليمها إلى سوريا في  كانون الثاني 2012.(123).

الاستجابة الصينية  

بعد حوالي شهر من بدء الانتفاضة في سوريا، أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية سياسة بلده تجاه سوريا: “سوريا بلد ذات تأثير كبير في المنطقة؛ وتعتقد  الصين أنه عندما يتم التعامل بصورة صحيحة مع الوضع القائم في سوريا حينها نكون في الاتجاه الصحيح والمقاربة السليمة لحل الخلافات الداخلية عن طريق الحوار السياسي والحفاظ على استقرار البلد، فضلاً عن استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده بصورة مستقلة دون إملاءات خارجية (124). وظل موقف الصين العام ثابتاً منذ نيسان 2011. وفي آذار 2012، أشار المتحدث باسم وزارة  الخارجية الصينية إلى سياسة الصين الحالية بشيء من التفصيل:

  1. على الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية الوقف الفوري، وبشكل كامل، لجميع أعمال العنف دون شروط، لا سيما ضد المدنيين الأبرياء. وعلى جميع الفصال المختلفة في سوريا أن تعبر عن تطلعاتها السياسية بوسائل غير عنيفة.
  2. على الحكومة السورية، ومختلف الفصائل، وضع المصالح الأساسية والراسخة لبلدهم وشعبهم في اعتبارهم، وإطلاق حوار سياسي شامل فوري دون شروط مسبقة أو نتيجة محددة سلفاً عبر الوساطة المحايدة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والاتفاق على خارطة طريق شاملة وتفصيلية وجدول زمني للإصلاح بالتشاور وتنفيذه في أقرب وقت ممكن، بهدف استعادة الاستقرار الوطني والنظام العام.
  3. تدعم الصين الدور الرائد للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية. كما تؤكد أن إجراء تقويم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية، في ظل شرط احترام سيادة سوريا، سوف يكون مقبولاً من جميع الأطراف في ظل الأمم المتحدة أو جهة أخرى غير منحازة. والصين على استعداد لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. نحن نعارض أي شخص يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا تحت ذريعة قضايا “إنسانية”. Top of Form

 

  1. على جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي أن تحترم، بجدية، استقلال وسيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا، وحق الشعب السوري في اختيار مسار تطوره ونظامه السياسي بشكل مستقل، وتهيئة الظروف وتقديم المساعدة الضرورية والبناءة لمختلف الفصائل السياسية في سوريا، للبدء في عملية الحوار واحترام نتائجه. ولا توافق الصين على التدخل المسلح أو الدفع لـ”تغيير النظام” في سوريا، وتعتقد الصين أن استخدام العقوبات، أو التلويح بها، لا يساعد في حل المشكلة بشكل مناسب.
  2. ترحب الصين بتعيين المبعوث الخاص المشترك للأزمة السورية من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية وتدعمه في لعب دور بناء في إحداث التغيير السياسي لحل الأزمة. كما تدعم الصين الجهود النشطة التي تبذلها جامعة الدول العربية لتعزيز الحل السياسي للأزمة.
  3. التقيد الصارم لأعضاء مجلس الأمن بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية. وأن الصين باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن، مستعدة للوفاء بشكل جدي بالتزاماتها ومسؤولياتها، والانخراط مع بقية الأعضاء، سواسية، للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، بما في ذلك التشاور الكامل مع الأطراف الأخرى ضمن الجهود الرامية لضمان وحدة مجلس الأمن”(125).

وقد انضمت الصين، في متابعة هذه السياسة، إلى روسيا في استخدام الفيتو ضد قرارين لمجلس الأمن الدولي، وبالتالي عارضت فرض عقوبات دولية من خلال مجلس الأمن. لقد كان استخدام الفيتو من قبل الصين حدثاً نادراً في تاريخ مداولات مجلس الأمن-ويرى البعض أن استخدام الصين للفيتو فيما يتعلق بسوريا يعبر ببساطة عن سياسة الصين الراسخة بعدم التدخل، أو رد فعل على ما حدث في  ليبيا، أو وسيلة لبناء علاقاتها مع روسيا(126).

الاستجابة الاسترالية  

دعت الحكومة الأسترالية في البداية إلى “ضبط النفس” في تعامل  السلطات السورية مع “الاحتجاجات”، كما دعت نظام الأسد لتنفيذ “الإصلاح السياسي والاقتصادي الحقيقي دون تأخير”(127). وبدءً من نيسان 2011، طبقت أستراليا مجموعة متدرجة من العقوبات الأحادية التي استهدفت النظام السوري، فقامت بفرض عقوباتٍ مالية على رموز النظام الرئيسية، وحظر بيع الأسلحة وقيود تجارية على قطاع المحروقات والخدمات المالية والاتصالات السلكية واللاسلكية(128). وتم تطبيق عقوبات أحدث في 25 حزيران 2012 (129).

وأعلن وزير الخارجية-آنذاك- كيفين رود في حزيران 2011، أن أستراليا أرسلت خطاباً إلى مجلس الأمن  تطلب منه  إحالة الرئيس الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية. لقد كانت أستراليا  واحدة من أوائل الدول التي طالبت بهذا الإجراء(130). وكان وزير الخارجية الأسترالي بالوكالة كريغ إيمرسون قد دعا، في 19 آب 2011، وبعد نداءات مماثلة من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، الرئيس الأسد إلى “التنحي”. وأضاف “يجب السماح لشعب سوريا بالمشاركة في النشاط السياسي السلمي وإعطائهم فرصة لتحديد مستقبلهم”(131).

وأدلى وزير الخارجية، كيفين رود، في 15 شباط 2012، ببيان حول سوريا وإيران في مجلس النواب قدم فيه ملخصاً لسياسة أستراليا إزاء الحكومة السورية  والانتفاضة، قال فيه: “لقد تمادى النظام واكتسب الجرأة  بسبب عدم اتخاذ أي إجراءات رادعة من مجلس الأمن الدولي، مازالت حمص تتعرض لهجمات متكررة، وتتكشف لنا أزمة إنسانية ذات أبعاد مأساوية. .. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب استمرار هذا العنف. في الأسبوع الماضي اتصلت مع القائم بالأعمال السوري السيد جودت علي، للتأكيد على مخاوف الحكومة الأسترالية الخطيرة بسبب تفاقم الأزمة في سوريا واستمرار سفك الدماء. وشدّدتُ على أن نظام الأسد فقد شرعيته عندما بدأ في استخدام السلاح ضد شعبه، وأن الوقت حان للأسد كي يرحل.

لقد قلت أن هذا الرأي أصبح الآن شبه عالمي -ليس فقط  كما هو واضح في التصويت في مجلس الأمن حيث صوت 13 من أعضاء المجلس الخمسة عشر لدعم القرار المقترح، ولكن الأهم من ذلك، من خلال الموقف الجماعي للجامعة العربية.. كانت جامعة الدول العربية تسعى بنشاط لتحقيق السلام في سوريا ووقف إراقة الدماء – على الرغم من عدم وجود دعم من بعض أعضاء مجلس الأمن.

اجتمع أعضاء جامعة الدول العربية مؤخراً في الثاني عشر من شباط [2012] في القاهرة لمناقشة الخطوات القادمة [و إقرار خطة السلام الخاصة بها التي تم استعراضها أعلاه].. لقد أشرت في الماضي، ومن هذا المكان، إلى دعم أستراليا القوي لجهود الجامعة العربية. لقد أظهرتُ العزم والقيادة لنرى نهاية سفك الدم المروع في سوريا، والمساعدة في رفع قبضة القمع وكفها عن الشعب. ونحن مدينون لهم، أي الشعب السوري، وإلى الجامعة العربية، بالمثل، في الحفاظ على عزمنا ودعمنا.. تحتاج روسيا والصين إلى إعادة النظر في التزامهما تجاه الشعب السوري(132)

واصل وزير الخارجية الأسترالي الحالي، بوب كار، بشكل أساسي طريق سلفه  كيفين رود. وأعلن في بداية نيسان، أن أستراليا ستقدم 5 ملايين دولار “لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا”. سيذهب مليونين منها إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية و3 ملايين إلى برنامج الغذاء العالمي(133). وأعرب كار أيضا عن دعم الحكومة الأسترالية لخطة عنان للسلام ودعم مجلس الأمن لتلك الخطة، وأدان التفجيرات الانتحارية في  سوريا (134).  

وكما ذكر أعلاه، طردت أستراليا القائم بالأعمال السوري جودت علي [وهو أعلى تمثيل دبلوماسي لسوريا في أستراليا]، بتاريخ 29 أيار 2012، وهي الخطوة التي تبعتها العديد من الدول الغربية الأخرى. واجتمع وزير الخارجية كار، في آخر تحرك كبير، يوم 16 حزيران 2012 مع عبد الباسط سيدا الرئيس المنتخب حديثاً للمجلس الوطني السوري(135). وقال كار في الاجتماع “نحن نؤيد الجهود المبذولة لتنسيق وتنظيم أحزاب المعارضة وضمان وصول صوت الشعب السوري في المجال الدولي”(136).

خاتمة

خلال 16 شهراً من عمر الانتفاضة السورية، تطور موقف الدول الغربية ببطء، من الدعوة للإصلاحات الديمقراطية، إلى لدعوة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، إلى ما وصل به الأمر في الآونة الأخيرة، تقديم بعض الدعم للمعارضة السورية (المسلحة وغير المسلحة). وظلت مواقف روسيا والصين أكثر فتوراً، على الرغم من أن البيان الختامي للأمم المتحدة حول سوريا الصادر بعد 30  حزيران 2012  قد يشير إلى بعض التحول في موقف هذين البلدين.  

لقد فشلت، إلى حد كبير، المبادرات الدولية المختلفة التي حاولت وقف العنف أو إيجاد حل لـ “الأزمة السورية”، وربما كان منسوب العنف في حزيران 2012 مرتفعا أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الأزمة، وعلينا أن ننتظر ما قد يسفر عنه الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة حول إنهاء الأزمة، أو سيكون مصيره مثل غيره من المبادرات الدولية التي سبقته.  

………………….

ملاحظات

*منطقة الحولة وسط سوريا كانت تقع ضمن مناطق سيطرة المعارضة، قامت قوات النظام يوم 25 أيار\مايو 2012 بارتكاب مجزرة فيها أدت إلى مقتل  108 شخصاً بينهم 34 امرأة و49 طفلاً وألقت جماعات المعارضة، فضلاً عن العديد من الدول الغربية، باللائمة على أعمال القتل على شبيحة النظام، والميليشيات التابعة له، في حين اعتبرت الحكومة أن “الجماعات الإرهابية المسلحة” هي المسؤولة عن المجزرة [انظر الهامش 17]

1-   L Charbonneau, ‘Syria conflict now a civil war, UN peacekeeping chief says,’ Reuters, 12 June 2012, viewed 3 July  2012, http://www.reuters.com/article/2012/06/12/us-syria-crisis-un-idUSBRE85B1BI20120612

2- لا تناقش هذه  الورقة، تفصيلاً،  الانتفاضة  بحد ذاتها؛ للاطلاع على ملخصات جيدة للأحداث بين آذار 2011 وأيار 2012، انظر ، JM Sharp and CM Blanchard, Syria: unrest and US policy, CRS Report for Congress, Washington, Congressional Research Service, 24 May 2012, viewed 3 July 2012 ،  http://www.fas.org/sgp/crs/mideast/RL33487.pdf ؛ ; and B Smith, The Syrian crisis—update May 2012, Standard Note SNIA/6271, House of Commons Library, 9 May 2012, viewed 3 July 2012, ، http://www.parliament.uk/briefing  papers / SN06271.pdf

3- United Nations High Commissioner for Refugees (UNHCR), Presidential statements, UNHCR website, viewed 3 July 2012,   http://www.unhcr.org/cgi-bin/texis/vtx/refworld/rwmain؟page=type&skip=0&type=PRESSTATEMENTS

4- 4. UNSC, Security Council, in Statement, condemns Syrian authorities for ‘widespread violations of human rights, use of force against civilians’, media release, 3 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/News/Press/docs/2011/sc10352.doc.htm

5- لمزيد من التفاصيل حول المفاوضات حول سوريا في مجلس الأمن الدولي في أغسطس 2011 انظر،  R Dergham, ‘The UN Security Council’s pro-Syrian “Defiance Coalition” crumbles’, Huffington Post, 5 August 2011, viewed 3 July 2012,   http://www.huffingtonpost.com/raghida-dergham/un-security-council-syria_b_919459.html

6-  Amnesty International, UN Security Council Syria statement completely inadequate, media release, 4 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.amnesty.org/en/news-and-updates/un-security-council-syria-statement ٪ E2٪ 80٪ 98completely inadequate% E2٪ 80٪ 99-2011-08-04

7- UNSC, Draft Resolution: S/2011/612, New York, UNSC, 4 October 2011, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/2011/612

8-  UNSC, 6627th meeting: S/PV.6627: provisional, New York, UNSC, 4 October 2011, pp. 3–4, viewed 3 July 2012,  http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/PV.6627

9- المرجع نفسه، الصفحة 4 ؛ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1973، انظر،  N Brew, N Brangwin, M Harris and N Markovic, Libya and the United Nations Security Council Resolution (UNSCR) 1973, FlagPost, Parliamentary Library, 24 March 2011, viewed 3 July 2012, http://parliamentflagpost.blogspot.com.au/2011/03/libya-and-united-nations-security.html  

10-  N Brew, N Brangwin, M Harris and N Markovic, ibid. 

11-  UNSC, Draft Resolution: S/2021/77, New York, UNSC, 4 February 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/2012/77  

12-  UNSC, 6711th meeting: S/PV.6711: provisional, New York, UNSC, 4 February 2012, p. 9, viewed 3 July 2012,  http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/PV.6711

13- Ibid., p. 9.

14-  Ibid., p. 7.

15- UNSC, Resolution 2042 (2012), New York, UNSC, 14 April 2012, viewed 3 July 2012, HTTP: // daccess-dds  ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N12/295/28/PDF/N1229528.pdf؟OpenElement

16- UNSC, 6751st meeting: S/PV.6751: provisional, New York, UNSC, 14 April 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp؟symbol=S/PV.6751 

17- UNSC, Resolution 2043 (2012), New York, UNSC, 21 April 2012, viewed 3 July 2012, HTTP: // daccess-dds  ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N12/305/91/PDF/N1230591.pdf؟OpenElement

18- وفي 25 أيار 2012، قُتل 108 أشخاص، من بينهم 34 امرأة و 49 طفلا، في القرى التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة الحولة وسط سوريا. ألقت جماعات المعارضة، وكذلك العديد من الدول الغربية، باللوم في عمليات القتل على ميليشيات الشبيحة الموالية للحكومة. وألقت الحكومة السورية باللوم في عمليات القتل على «الجماعات الإرهابية المسلحة». حول أحداث الحولة، انظر ‘Houla: how the massacre unfolded’, BBC News, 8 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-18233934; ‘Syrian government loyalists “may be responsible” for massacre – UN report’, The Guardian, 27 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/world/2012/jun/27/syria-loyalists-houla-massacre-un؟newsfeed=true; and Human Rights Watch, Syria: UN Inquiry Should Investigate Houla Killings, media release, 28 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.hrw.org/news/2012/05/27/syria-un-inquiry-should-investigate-houla-killings  

19- UNSC, Security Council press statement on attacks in Syria, media release, 29 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.un.org/News/Press/docs/2012/sc10658.doc.htm   

20-  UNHRC, ‘Resolution adopted by the Council at its sixteenth special session’, A/HRC/S-16/2, Report of the Human Rights Council on its sixteenth special session, Advance Unedited Version, 29 April 2011, pp. 3–4, viewed 3 July 2012, http://www2.ohchr.org/english/bodies/hrcouncil/docs/specialsession/16/Draft_report_16th_special_session.pdf.  يلاحظ أن الاتحاد الروسي وإكوادور وباكستان وبنغلاديش والصين وغابون وكوبا وماليزيا وموريتانيا قد صوتت ضد هذا القرار.

21- وعقب اجتماع مغلق عقدته المجموعة الآسيوية البالغ عددها 53 عضواً، أُعلن أن الكويت سترشح نفسها لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كبديل لسوريا؛  Human Rights Watch, UN: Reject Syria’s Human Rights Council candidacy, media release, 6 May 2011, viewed 3 July 2012, http://www.hrw.org/news/2011/05/06/un-reject-syria-s-human-rights-council-candidacy; Asian Human Rights Commission, NGOs urge Asian States not to allow Syria to run for Human Rights Council membership, media release, 5 April 2011, viewed 3 July 2012, http://www.humanrights.asia/news/alrc-news/ALRC-OLT-001-2011; and ‘Syria drops UN Human Rights Council bid’, Ynet News, 12 May 2011, viewed 3 July 2012, http://www.ynetnews.com/articles/0،7340،L-4067428،00.html

22-  UNHRC, Preliminary report of the High Commissioner on the situation of human rights in the Syrian Arab Republic, Geneva, UNHRC, 14 June 2011, viewed 3 July 2012, http://www2.ohchr.org/english/bodies/hrcouncil/docs/17session/A.HRC.17.CRP.1_Englishonly.pdf  

23- UNHCHR, Report of the Fact-Finding Mission on Syria pursuant to Human Rights Council resolution S-16/1, Geneva, Office of the High Commission for Human Rights, 18 August 2011, viewed 3 July 2012, http://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/Full_Report_965.pdf

24- UNHRC, Report of the independent international commission of inquiry on the Syrian Arab Republic, Geneva, UNHRC, 22 February 2012, p. 1, viewed 3 July 2012, http://www.ohchr.org/Documents/HRBodies/HRCouncil/RegularSession/Session19/A-HRC-19-69_en.pdf

25- حول دور جامعة الدول العربية في الحرب الأهلية الليبية انظر، ‘US welcomes Arab call for no-fly zone in Libya’, Al-Arabiya, 12 March 2011, viewed 3 July 2012, http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/12/141192.html;  حول الجامعة العربية نفسها انظر، see J Masters, Backgrounder: The Arab League, Council on Foreign Relations, Washington, 26 January 2012, viewed 3 July 2012, http://www.cfr.org/middle-east/arab-league/p25967 and ‘Profile: Arab League’, BBC News, 9 August 2011, viewed 3 July 2012, http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/country_profiles/1550797.stm

26- Pact of the League of Arab States, signed in Cairo, 22 March 1945, viewed 3 July 2012, http://avalon.law.yale.edu/20th_century/arableag.asp  

27- لمزيد من التفاصيل حول رد جامعة الدول العربية على الانتفاضة السورية  انظر،  M Küçükkeleş, ‘Arab League’s Syria policy’, SETA Policy Brief, no. 56, April 2012, viewed 3 July 2012, http://setadc.org/policy-briefs/434-arab-leagues syrian-policy 

28- ورد ذكره في M Chulov, ‘Arab League issues first condemnation of Syria violence’, The Guardian, 14 June 2011, viewed 3 July 2012,  http://www.guardian.co.uk/world/2011/jun/14/arab-league-condemnation-syria-violence

29- ‘Excerpts: Arab League’s Mussa angers Syria: Syrian crackdown intensifies’, Independent Media Review Analysis, 15 June 2011, viewed 3 July 2012,  http://www.imra.org.il/story.php3؟id=52798

30-Ibid.

31- ‘Arab states seek to end Syria crisis’, Al-Jazeera English, 28 August 2011, viewed 3 July 2012, http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/08/201182743723676965.html; بشأن احتجاجات رمضان ورد الحكومة انظر see B Dehghanpisheh, ‘Syria’s failed Ramadan crackdown’, The Daily Beast, 13 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.thedailybeast.com/articles/2011/08/13/syria-protests-and-bashar-al-asad-s failed-ramadancrackdown.html

32- Reuters, ‘Arab foreign ministers to meet on Syria after League visit delayed’, Haaretz, 7 September 2011, viewed 3 July 2012, http://www.haaretz.com/news/middle-east/arab-foreign-ministers-to-meet-on-syria-after-league-visitdelayed 1.383076

33- S Abu-Husain and S Jumaa, ‘Syria’s Arab League membership under threat’, Al-Sharq Al-Awsat , 9 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.asharq- e.com/news.asp؟section=1&id=26506

34- ‘Arab League urges to halt bloodshed in Syria’, Xinhua, 9 September 2011, viewed 3 July 2012, http://news.xinhuanet.com/english2010/world/2011-09/14/c_131136758.htm 

35- A Blomfield, ‘Arab League presents Syria peace plan to Bashar al-Asad’, The Telegraph , 11 September 2011, viewed  3 July 2012,  http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/8755858/Arab-League-presents-Syria  peace-plan-to-Bashar-al-Asad.html

36- ‘Syria agrees to end crackdown, Arab League says’, CNN, 3 November 2011, viewed 3 July 2012http://edition.cnn.com/2011/11/02/world/meast/syria-unrest/index.html

37- B Hope and P Sands, ‘Arab League suspends Syria and threatens sanctions’, The National, 13 November 2011, viewed  3 July 2012, http://www.thenational.ae/news/world/arab-league-suspends-syria-and-threatens-sanctions

38- ‘Syria unrest: Arab League adopts sanctions in Cairo’, BBC News, 27 November 2011, viewed 3 July 2012  ,  http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-15901360

39- Associated Press, ‘Syria signs deal to allow Arab League observers into country’, The Guardian, 19 December 2011,  viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/world/2011/dec/19/syria-to-admit-arab-league-observers

40- Ibid

41- لانتقادات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية انظر،  ‘Sudanese general’s past casts shadow on Arab League mission’, France24, 26 December 2011, viewed 3 July 2012,  http://www.france24.com/en/20111226-syria-arab  league-observers-mission-chief-sudanese-general-al-dabi-uncertain-past and ‘US skeptical of Syrian agreement on monitors; opposition criticizes “new tactic”’ Al-Arabiya News, 20 December 2011, viewed 3 July 2012,  http://english.alarabiya.net/articles/2011/12/20/183517.html

42- A Samir, ‘Arab League suspends Syria mission as violence rages’, Reuters, 28 January 2012, viewed 3 July 2012 http://www.reuters.com/article/2012/01/28/us-syria-idUSTRE8041A820120128

43- ‘Syria rejects Arab League plan for power transition; opposition welcomes initiative’, Al-Arabiya News, 23 January  2012, viewed 3 July 2012,http://www.alarabiya.net/articles/2012/01/23/189957.html

44- Ban Ki-Moon (UN Secretary-General) and N al-Araby (Arab League Secretary-General) Joint statement by the  Secretaries-General of the United Nations and of the League of Arab States on appointment of Kofi Annan as Joint  Special Envoy on the Syrian crisis, media release, 23 February 2012, viewed 3 July 2012 ,  http://www.un.org/sg/statements/index.asp?nid=5880

45- ذكر في بيان مجلس الأمن In Presidential Statement, Security Council gives full support to efforts of joint Special Envoy of the United Nations, Arab league, to end violence in Syria, media release, 21 March  2012, viewed 3 July 2012  , http://www.un.org/News/Press/docs/2012/sc10583.doc.htm

46- L Charbonneau and E Solomon, ‘Annan says Syria agrees to April 10 peace deadline’, Reuters, 2 April 2012, viewed  3 July 2012,, http://www.reuters.com/article/2012/04/02/us-syria-idUSBRE82U07V20120402 ; and L Charbonneau  and M Nichols, ‘UPDATE2—Annan tells UN council Syria truce may be in sight‘, Reuters, 2 April 2012, viewed 3 July  2012, http://www.reuters.com/article/2012/04/02/syria-un-idUSL2E8F2A9E20120402

47- AP, ‘UN: Both sides in Syria violating the truce’, CBS News, 1 May 2012, viewed 3 July 2012 ,  http://www.cbsnews.com/8301-202_162-57425707/un-both-sides-in-syria-are-violating-the-truce/

48- ‘Free Syrian Army rebels abandon Annan ceasefire’, BBC News, 4 June 2012, viewed 3 July 2012,  http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-18325949 ;  للنظر في الاقتباسات من خطاب الرئيس الأسد انظر،  R Marrouch  and PJ MacDonnell, ‘Syria President Bashar Asad denies role in massacres’, Los Angeles Times, 3 June 2012, viewed  3 July 2012, http://www.latimes.com/news/nationworld/world/la-fg-syria-asad-20120604,0,162207.story . الجيش السوري الحر هو أبرز جماعة معارضة مسلحة في سوريا. تأسس رسميا من قبل العقيد السابق في سلاح الجو السوري رياض الأسعد في تموز 2011، وتتكون في الغالب من أفراد القوات المسلحة السورية المنشقين ؛ Jane’s Terrorism and Insurgency Centre country briefing: Syria, Jane’s/IHS, London ,  March 2012, p. 6 .

49- . UN, UN suspends monitoring activities in Syria amid escalating violence, media release, 16 June 2012, viewed 3 July  2012,http://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=42251&Cr=Syria&Cr1

50- UN, Syria: chief UN observer says suffering of civilian population getting worse, media release, 19 June 2012, viewed  3 July 2012,http://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=42279&Cr=syria&Cr1 =

51- انظر على سبيل المثال، ‘Editorial: Syria: no peace, no plan’, The Guardian, 8 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2012/jun/08/syria-peace-plan   و  ; L Gold, ‘Annan peace plan “clearly on life  support, but not dead yet”’, CNN, 31 May 2012, viewed 3 July 2012,  http://amanpour.blogs.cnn.com/2012/05/31/annan-peace-plan-clearly-on-life-support-but-not-dead-yet/ ; ‘ و Britain:  time running out for Annan’s Syria peace plan’, Reuters, 14 June 2012, viewed 3 July 2012http://www.reuters.com/article/2012/06/14/us-syria-un-idUSBRE85D1RW20120614 ;  و  ‘France backs “obligatory”  Syria peace plan’, Deutsche Welle, 13 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.dw.de/dw/article/0,,16019248,00.html

52- UN suspends monitoring activities in Syria amid escalating violence, op. cit53. J Irish, ‘France, partners planning Syria crisis group: Sarkozy’, Reuters, 4 February 2012, viewed 3 July 2012

  http://www.reuters.com/article/2012/02/04/us-syria-france-idUSTRE8130QV20120204 ;  و R Sayel, ‘Clinton calls for “friends of democratic Syria” to unite against Bashar al-Asad’, The Guardian, 5 February 2012, viewed 3 July 2012,  http://www.guardian.co.uk/world/2012/feb/05/hillary-clinton-syria-asad-un

54- R Abouzied, ‘The emergency session on Syria: that’s what friends are for?’ Time Magazine, 24 February 2012 ,viewed  3 July 2012, http://www.time.com/time/world/article/0,8599,2107636,00.html

55-‘“Friends of Syria” conference’s final statement’, Asharq Al-Awsat , 1 April 2012, viewed 3 July 2012  http://www.asharq-e.com/news.asp?section=3&id=29087

56-  Meeting of the Group of Friends of the Syrian People—Statement of Chairman’s conclusions, media release, 6 July 2012, viewed 8 July 2012,

 http://www.diplomatie.gouv.fr/en/spip.php?page=article_imprim&id_article=17403

57- B Carr (Minister for Foreign Affairs), Expulsion of the Syrian Chargé d’Affaires, media release, 29 May 2012, viewed 3 July 2012,, http://foreignminister.gov.au/releases/2012/bc_mr_120529b.html

58- For more on this incident see M Harris, The expulsion of Syrian diplomats , FlagPost, Parliamentary Library, 30 May  2012, viewed 3 July 2012,http://parliamentflagpost.blogspot.com.au/2012/05/expulsion-of-syrian-diplomats.html

59- The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Comment of Russian MFA Official Representative AK Lukashevich on Decision of Several States on Expulsion of a Number of Syrian Ambassadors and Diplomats, media  release, 30 May 2012, viewed 3 July 2012http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/17b7f20259d88d9244257a160039da7  0!OpenDocument

60- K Annan (Joint Special Envoy of the UN and the League of Arab States on Syria), UN-Arab League Envoy: Action Group  for Syria to meet on Saturday, media release, 27 June 2012, viewed 3 July 2012 http://www.un.org/apps/news/story.asp/http%3Cspan%20class=’pullme’%3EIt%20has%20become%20increasingly%  

20clear%20that%20disasters%20are%20setting%20back%20efforts%20in%20development%20%E2%80%93%20they%20can%20cripple%20the%20economy,%20destroy%20infrastructure,%20and%20plunge%20more%20people%20in to%20poverty%3C/span%3E://www.unisdr.org/www.unicef.org/html/story.asp?NewsID=42332&Cr=Syria&Cr1 =  

61- AFP, ‘Russia says Iran should be part of Syria summit’, Ahram Online, 26 June 2012, viewed 3 July 2012http://english.ahram.org.eg/NewsContent/2/0/46265/World/0/Russia-says-Iran-should-be-part-of-Syria  summit.aspx

62- PJ McDonnell, ‘Clinton to attend UN “action group” meeting on Syria; Iran snubbed’, Los Angeles Times, 27 June  2012, viewed 3 July 2012,

http://latimesblogs.latimes.com/world_now/2012/06/clinton-to-attend-un-action-group-  meeting-on-syria-iran-snubbed.html

63- Action Group for Syria, Final Communiqué, 30 June 2012, viewed 3 July 2012  http://www.un.org/News/dh/infocus/Syria/FinalCommuniqueActionGroupforSyria.pdf

64- ‘Annan sees ‘shift’ in Russia and China positions on Syria’, Al-Arabiya, 3 July 2012, viewed 3 July 2012 http://english.alarabiya.net/articles/2012/07/03/224213.html

65- J Heilprin, ‘Syria conference leaves open Assad question’, Associated Press, 1 July 2012, viewed 3 July 2012, http://www.google.com/hostednews/ap/article/ALeqM5jFKOeS3jleJzv3apsJaDn9fISsSw?docId=02824983e8f54eee8  84ffa4743fd8b4a

66- HR Clinton (US Secretary of State), Press availability following the meeting of the Action Group on Syria, media  release, 30 June 2012, viewed

3 July 2012, http://www.state.gov/secretary/rm/2012/06/194328.htm

67- ‘Syria conference leaves open Assad question’, op. cit

68- HR Clinton (US Secretary of State), Remarks after the international conference on the Libyan crisis, transcript, media  release, 29 March 2011, viewed 3 July 2012 , http://www.state.gov/secretary/rm/2011/03/159327.htm

69- E MacAskil, ‘Barack Obama throws full US support behind Middle East uprisings’, The Guardian, 20 May 2011, viewed  3 July 2012,  , http://www.guardian.co.uk/world/2011/may/19/barack-obama-us-support-middle-east-uprisings و ‘Syria  protests: Rights group warns of “Deraa massacre”’, BBC News, 5 May 2011, viewed 3 July 2012  http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-13299793 ;  و Human Rights Watch, “ We’ve neve r seen such  horror”: crimes against humanity by Syrian security forces, Human Rights Watch, New York, June 2011, pp. 24–26,  viewed 3 July 2012 , http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/syria0611webwcover.pdf

70- ‘Syria: Asad supporters attack US and French embassies’, BBC News, 11 July 2011, viewed 3 July 2012 ,  http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-14111198

71- ‘Clinton says Asad has “lost legitimacy”’ Al-Jazeera English, 12 July 2011, viewed 3 July 2012http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/07/201171204030379613.html

72- B Obama (US President), Obama on the situation in Syria, media release, 18 August 2011, viewed 28 June 2012 http://iipdigital.usembassy.gov/st/english/texttrans/2011/08/20110818094932su0.1070019.html#axzz1YiyXhh13

73- JD Feltman (Assistant Secretary, Near Eastern Affairs, US Department of State), Testimony: US policy on Syria, Senate Foreign Affairs Committee, 9 November 2011, viewed 3 July 2012, http://www.state.gov/p/nea/rls/rm/176948.htm

74- حول الاستفتاء الدستوري، انظر M Harris, Syria’s constitutional referendum—’quite laughable’ or ‘better late  than never’? , FlagPost, Parliamentary Library , 27 February 2012, viewed 3 July 2012   http://parliamentflagpost.blogspot.com.au/2012/02/syrias-constitutional-referendumquite.html ;  وحول الانتخابات البرلمانية انظر، K Sharro, ‘Syria’s parliamentary elections: the specter of division’, Al-Akbar, 21 May  2012, viewed 3 July 2012 , http://english.al-akhbar.com/content/syria%E2%80%99s-parliamentary-elections-specter   division

75- J Carney (US Press Secretary), Press Gaggle by Press Secretary Jay Carney en route Milwaukee, transcript, media  release, 15 February 2012, viewed 3 July 2012 , http://www.whitehouse.gov/the-press-office/2012/02/15/press

gaggle-press-secretary-jay-carney-en-route-milwaukee-wi-21512 ;   V Nuland (US State Department Spokesperson),  Daily Press Briefing, transcript, media release, 15 February 2012, viewed 3 July 2012       http://www.state.gov/r/pa/prs/dpb/2012/02/183998.htm

76- ‘West dismisses Syria constitution vote as “farce”’, The Guardian, 27 February 2012, viewed 3 July 2012http://www.guardian.co.uk/world/feedarticle/10114381

77- A Barker, ‘Syria holds election “bordering on ludicrous”’, ABC News, 8 May 2012, viewed 3 July 2012 ,  http://www.abc.net.au/news/2012-05-08/syria-holds-election-snubbed-by-opposition/3996850

78- HR Clinton (US Secretary of State), Ad Hoc Ministerial Meeting on Syria, media release, 19 April 2012, viewed 3 July  2012,http://www.state.gov/secretary/rm/2012/04/188147.htm

79- HR Clinton (US Secretary of State), Remarks at meeting with the Syrian National Council, media release, 6 December 2011, viewed 3 July 2012, , http://www.state.gov/secretary/rm/2011/12/178332.htm

80- HR Clinton (US Secretary of State), Press availability on the meeting of the Friends of the Syrian people, transcript,  media release, 24 February 2012, viewed 3 July 2012 , http://www.state.gov/secretary/rm/2012/02/184635.htm

81- HR Clinton (US Secretary of State), Remarks during camera spray following meeting with the Syrian National Council,  media release, 1 April 2012, viewed 3 July 2012 , http://www.state.gov/secretary/rm/2012/04/187253.htm

82- 82. ‘Protesters attack US Embassy in Damascus’, CBS News, 11 July 2011, viewed 3 July 2012,   http://www.state.gov/secretary/rm/2012/04/187253.htm

83- KY Oweis, ‘US pulls out envoy to Syria, southern strike spreads’, Reuters, 24 October 2011, viewed 3 July 2012http://www.reuters.com/article/2011/10/24/us-syria-usa-idUSTRE79N22G20111024

84- JD Feltman (Assistant Secretary, Near Eastern Affairs, US Department of State), Remarks on the return of Ambassador  Ford to Syria, media release, 9 December 2011, viewed 3 July 2012 , http://www.state.gov/p/nea/rls/rm/178547.htm

85- US State Department, Suspending Embassy operations in Syria, media release, 6 February 2012, viewed 3 July 2012,   http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2012/02/183352.htm

86- للحصول عن معلومات حول العقوبات الأمريكية على سوريا انظر، US trade and financial sanctions against Syria, Embassy of the  United States in Damascus website, no date, viewed 3 July 2012, http://damascus.usembassy.gov/sanctions-syr.html

87- US Department of Treasury, US Sanctions on Syrian President, Six Senior Officials, media release, 18 May 2011,  viewed 3 July 2012, http://iipdigital.usembassy.gov/st/english/texttrans/2011/05/20110518174850su5.455524e  02.html#axzz1YiyXhh13

88- Executive Order 13338—Blocking Property of Certain Persons and Prohibiting the Export of Certain Goods to Syria, US  Treasury, 13 May 2004, viewed 3 July 2012, , http://www.treasury.gov/resource  center/sanctions/Documents/13338.pdf

89- JD Feltman, Testimony: US policy on Syria, op. cit.

90- V Nuland (US State Department Spokesperson), Daily Press briefing, 14 February 2012, viewed 3 July 2012,   ,  http://www.state.gov/r/pa/prs/dpb/2012/02/183913.htm

91- Senior State Department official, Special briefing: senior State Department officials en route to Riyadh, Saudi Arabia,  media release, 30 March 2012, viewed 3 July 2012 , http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2012/03/187218.htm

92- MC Toner (US State Department Spokesperson), Daily Press Briefing, media release, 4 June 2012, viewed 3 July 2012,  ,  http://www.state.gov/r/pa/prs/dpb/2012/06/191704.htm

93-AFP, ‘Russia accuses US of arming Syrian rebels’, The Telegraph, 13 June 2012, viewed 3 July 2012

,  http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/9329366/Russia-accuses-US-of-arming-Syrian  rebels.html ;  E Schmitt, ‘CIA said to be steering arms to Syrian opposition’, New York Times, 21 June 2012, viewed  3 July 2012,  http://www.nytimes.com/2012/06/21/world/middleeast/cia-said-to-aid-in-steering-arms-to-syrian  rebels.html?_r=1&pagewanted=all

94- Council of the European Union, Declaration by High Representative, Catherine Ashton, on behalf of the EU on the  violent crackdown on peaceful demonstrators in Syria, media release, 22 March 2011, viewed 3 July 2012,   http://www.google.com.au/url?sa=t&source=web&cd=8&ved=0CEQQFjAH&url=http%3A%2F%2Fconsilium.europa.e  u%2Fuedocs%2FNewsWord%2Fen%2Fcfsp%2F120169.doc&ei=gAx8Tt3-N  mPiAekxbjaDg&usg=AFQjCNHutbt3LHozx5jPqNirJYFSAryU-w

95- انظر، Council of the European Union, EU imposes restrictive measures against Syria, media release, 9 May 2011,  viewed 3 July 2012, , http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/121897.pdf    Council of the European Union, EU strengthens restrictive measures against Syria, media release, 23 May 2011,  viewed 3 July 2012, , http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/122157.pdf   Council of the European Union, EU extends sanctions against Syria, media release, 23 June 2011, viewed 3 July 2012,    ,  http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/123015.pdf ; and Council of the  European Union, Council bans import of Syrian oil, media release, 2 September 2011, viewed 3 July 2012,     http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/124495.pdf

96- ‘EU imposes embargo on Syrian oil imports’, Weekend Australian, 3 September 2011, viewed 3 July 2012,    http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressclp/1055511/upload_binary/1055511.pdf;fileType=applic  ation%2Fpdf#search=%22media/pressclp/1055511%22

97- PL Lyons, ‘Oil sanctions take economic toll, Syria says’, New York Times, 23 May 2012, viewed 3 July 2012,  ,  http://www.nytimes.com/2012/05/24/world/middleeast/syria-says-economic-pain-from-oil-sanctions-growing  more-acute.html

98- 98. Council of the European Union, Sixteenth round of EU sanctions against the Syrian regime, media release, 25 June  2012, viewed 3 July 2012, , http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/131161.pdf

99- European Union, Factsheet: the European Union and Syria, media release, 25 June 2012, viewed 3 July 2012  http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/EN/foraff/128379.pdf

100- Council of the European Union , Declaration by the High Representative, Catherine Ashton, on behalf of the European Union on EU action following the escalation of violent repression in Syria, media release, 18 August 2011, viewed  3 July 2012, , http://www.consilium.europa.eu/uedocs/cms_data/docs/pressdata/en/cfsp/124393.pdf

101- Factsheet: the European Union and Syria, op. cit.

102- وهذه بالضرورة مناقشة قصيرة  لرد الحكومة البريطانية على الانتفاضة السورية؛ للحصول على مزيد من المعلومات راجع،  B Smith, The Syrian crisis—update May 2012, Standard Note SNIA/6271, House of Commons Library,  9 May 2012, viewed 3 July 2012, , http://www.parliament.uk/briefing-papers/SN06271.pdf

103- 103. W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), ‘North Africa and the Middle East’, United  Kingdom, House of Commons, Debates, 24 March 2011, columns 1113–1115, viewed 3 July 2012  http://www.publications.parliament.uk/pa/cm201011/cmhansrd/cm110324/debtext/110324 0002.htm#11032467000004 ;  و  D Cameron (UK Prime Minister), N Sarkozy (French President) and A Merkel  (German Chancellor), UK, Germany and France call for President Assad to stand down, media release, 18 August  2011, viewed 3 July 2012 http://www.fco.gov.uk/en/news/latest-news/?view=PressS&id=645689682

104- W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), ‘Syria’, United Kingdom, House of  Commons, Debates, 6 February 2012, columns 23–25, viewed 3 July 2012,  http://www.publications.parliament.uk/pa/cm201212/cmhansrd/cm120206/debtext/120206   0001.htm#1202063000001

105- Ibid

106- W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), ‘Written answers: Syria’, United Kingdom, House of Commons, Debates, 19 March 2012, columns 483–486, viewed 3 July 2012  http://www.publications.parliament.uk/pa/cm201212/cmhansrd/cm120319/text/120319w0002.htm#12031939000 090

107- ‘UK boosts Syria opposition ties, William Hague reveals’, BBC News, 24 February 2012, viewed 3 July 2012 ,  http://www.bbc.co.uk/news/uk-17157497

108- ‘Written answers: Syria’, United Kingdom, House of Commons, Debates, 19 March 2012, op. cit.

109- W Hague (UK Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs), UK-Russia tackle pressing foreign policy  issues including Syria and Iran, media release, 29 May 2012, viewed 3 July 2012 http://www.fco.gov.uk/en/news/latest-news/?view=PressR&id=769789782

110- Turkey-Syria economic and trade relations, Turkish Ministry of Foreign Affairs website, no date, viewed 3 July 2012  http://www.mfa.gov.tr/turkey_s-commercial-and-economic-relations-with-syria.en.mfa ;  و Syria and Turkey  deepen bilateral relations , Brooking Institute website, 6 May 2009, viewed 3 July 2012,   ,  http://www.brookings.edu/research/articles/2009/05/06-syria-turkey-saab

111-  انظر على سبيل المثال ‘Obama, Erdogan: Syrian gov’t must end violence immediately’, Jerusalem Post, 26 April 2011,  viewed 3 July 2012,

, http://www.dailymail.co.uk/news/article-2002082/Syria-protests-Turkeys-PM-turns-President Assad-15k-troops-Jisr-al-Shoughour.html ;

W Longbottom, ‘“This is savagery”: Turkey prime minister turns on Syrian  president as 15,000 troops move in on protest town’, Mail Online, 10 June 2011, viewed 3 July 2012 http://www.dailymail.co.uk/news/article-2002082/Syria-protests-Turkeys-PM-turns-President-Assad-15k-troops-Jisr al-Shoughour.html ;   ‘Syrian assault on Hama horrifies Turkish president’, Today’s Zaman, 1 August 2011, viewed  3 July 2012,, http://www.todayszaman.com/newsDetail_getNewsById.action?newsId=252393

112- Syria’s oppressors will not survive, Erdoğan says in Libya’, Today’s Zaman, 16 September 2011, viewed 3 July 2012 ,  http://www.todayszaman.com/newsDetail_getNewsById.action;jsessionid=943CB533286586AAA66D81413C9885D3  ?newsId=256939  للمزيد عن الدور التركي في الوضع السوري انظر، S Cagaptay and AJ Tabler, ‘How Washington  can work with Turkey on Syria’, Policy Analysis, Washington Institute for Near East Policy, 14 July 2011, viewed 3 July 2012, , http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/how-washington-can-work-with-turkey-on-syria   و A Alobeid, The role of Turkey in the Syrian crisis and the challenges it faces , Centre for Mediterranean, Middle East  and Islamic Studies, University of Peloponnese, 23 September 2011, viewed 3 July 2012   http://www.cemmis.edu.gr/index.php?option=com_content&view=article&id=268:the-role-of-turkey-in-the-syrian  crisis-and-the-challenges-it-faces&catid=76:gnomes&Itemid=95&lang=en

113- حول ليبيا انظر، Libya and the United Nations Security Council Resolution (UNSCR) 1973, FlagPost, op. cit.

114- Meyer, B Cook and I Arkhipoz, ‘Russia warns US, NATO against military aid to Syria protests after Libya’, Bloomberg, 3 June 2011, viewed 3 July 2012 , http://www.bloomberg.com/news/2011-06-01/russia-warns-us-nato-against   military-aid-to-syria-protests-after-libya.html

115- The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, On the Security Council Presidential Statement on Syria, media release, 4 August 2011, viewed 3 July 2012 , http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/e32a9ac606d36781c32578e200515ca  8!OpenDocument

116- The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Russian MFA Press and Information Department comment  on the situation in Syria, media release, 1 August 2011, viewed 3 July 2012 http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/a6f2cf5b8636e3e1c32578e0001e0d08 !OpenDocument .

117- See ‘“Elections in Syria better late than never”—Lavrov’, Russian Times, 15 February 2012, viewed 3 July 2012,    http://rt.com/politics/russia-syria-un-resolution-hague-lavrov-407/ ; and The Ministry of Foreign Affairs of the  Russian Federation, Referendum on project of new constitution in Syria, media release, 27 February 2012, viewed  3 July 2012 http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/4f977f004fe2522a442579b30029f45b  !OpenDocument

118-. The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Comment of the Information and Press Department of MFA  of Russia regarding the situation in and around Syria, media release, 10 May 2012, viewed 3 July 2012,   ,   http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/76b1653a64254fd544257a050043fea 9!OpenDocument ; on the results of the parliamentary elections see J Landis, ‘Election results of the May 7, 2012  Syrian elections‘, Syria Comment, 20 May 2012, viewed 3 July 2012, http://www.joshualandis.com/blog/?p=14669

119- ‘Asad orders new Syrian amnesty’, Al-Jazeera English, 21 June 2011, viewed 3 July 2012 http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/06/2011621944198405.html ; and ‘Medvedev: Syria’s Asad risks  sad fate‘, Ynet News, 4 August 2011, viewed 3 July 2012, http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L  4104743,00.html

120- For Russia’s stated support for Arab League/UN initiatives see the Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, On the decisions of the League of Arab States on Syria , media release, 17 October 2011, viewed 3 July  2012,  http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/6d3ef88e1d3e2ecbc325792d00228fe 9!OpenDocument ; AK Lukashevich (Official Representative, MFA of Russia), On worsening of humanitarian situation in Russia, media release, 24 February 2012, viewed 3 July 2012,  http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/d8835757f071a399442579b200348f8 e!OpenDocument ; and the Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Comment of the Information and Press Department of the Russian Ministry of Foreign Affairs on establishment of the International Monitoring Mission in Syria by the UN Security Council, media release, 21 April 2012, viewed 3 July 2012,   http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/3892cbbcf3fb4c01442579ff002b0eaf!  OpenDocument

121- ورد ذكره في N Astrasheuskaya and T Grove, ‘Russia urges Syria, Annan to step up peace effort’, Chicago Tribune,  10 April 2012, viewed 3 July 2012, , http://articles.chicagotribune.com/2012-04-10/news/sns-rt-us-syria  russiabre8390yy-20120410_1_syrian-opposition-syrian-president-bashar-lavrov ; see also the Ministry of ForeignAffairs of the Russian Federation, Some aspects of humanitarian situation in Syria, media release, 28 February 2012,  viewed 3 July 2012,  http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/a4f134bbefa98efe442579b50048aa04  !OpenDocument and S Lavrov (Russian Minister of Foreign Affairs), Remarks by Russian Foreign Minister Sergey  Lavrov for the mass media upon the visit to Damascus, Syria, media release, 7 February 2012, viewed 3 July 2012,  http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/351373c07624a3be442579a3001dea9  2!OpenDocument

122- The Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, Answer of Deputy Director of the Information and Press  Department of the Ministry of Foreign Affairs of Russia MV Zakharova to the question of the mass media regarding  the second meeting of the so-called “Friends of Syria” Group, media release, 2 April 2012, viewed 3 July 2012, , http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/67117b99c451c5c2442579d8002cfad 0!OpenDocument

123- R Gaplin, ‘Russian arms shipments bolster Syria’s embattled Asad’, BBC News, 30 January 2012, viewed 3 July 2012, , http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-16797818

124- Jiang Yu (Chinese Foreign Ministry Spokesperson), Foreign Ministry Spokesperson Jiang Yu’s Regular Press  Conference, media release, 24 May 2011, viewed 3 July 2012 , http://ch.china-embassy.org/ger/fyrth/t825290.htm

125- Chinese Ministry of Foreign Affairs, A Leading Official of the Foreign Ministry Makes Remarks to Further Elaborate on China’s Position On the Political Resolution of the Syrian Issue, media release, 5 March 2012, viewed 3 July 2012 , http://id.china-embassy.org/eng/ztbd/2587/t910909.htm,

126- AFP, ‘China’s Syria policy guided by principle: analysts’, France 24, 7 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.france24.com/en/20120607-chinas-syria-policy-guided-principle analysts?ns_campaign=editorial&ns_source=RSS_public&ns_mchannel=RSS&ns_fee=0&ns_linkname=20120607_chinas_syria_policy_guided_principle_analysts ; D Grammaticas, ‘China’s stake in the Syria stand-off‘, BBC News , 24 February 2012, viewed 3 July 2012, http://www.bbc.co.uk/news/world-asia-china-17158889 ; and G Hetou, ‘Syria  :  a litmus test for Chinese foreign policy‘, e-International Relations, 20 June 2012, viewed 3 July 2012, http://www.e ir.info/2012/06/20/syria-a-litmus-test-for-chinese-foreign-policy/

127- K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Transcript of interview with Greg Hoy, ABC News 24, media release, 23 March  2011, viewed 3 July 2012,http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/647113/upload_binary/647113.pdf;fileType=applicati

on%2Fpdf#search=%22media/pressrel/647113%22 ; and K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Australian Government  condemns loss of life in Syria, media release, 23 April 2011, viewed 3 July 2012,  http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/738147/upload_binary/738147.pdf;fileType=applicati

on%2Fpdf#search=%22media/pressrel/738147%22

128- K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Australia ramps up sanctions on Syria, media release, 13 May 2011, viewed  3 July 2012,   ,  http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/770039/upload_binary/770039.pdf;fileType=applicati  on%2Fpdf#search=%22media/pressrel/770039%22

129- B Carr (Minister for Foreign Affairs), Sanctions on Syria, media release, 25 June 2012, viewed 3 July 2012,  ,  http://foreignminister.gov.au/releases/2012/bc_mr_120625c.html

130-  K Rudd (Minister for Foreign Affairs), Walking together: address to the Gala Dinner to celebrate the legacy of William  Cooper, media release, 16 June 2012, viewed 3 July 2012,  ,  http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/851336/upload_binary/851336.pdf;fileType=applicati  on%2Fpdf#search=%222010s%20syria%20international%20criminal%20court%20minister%20for%20foreign%20affai rs%22

131- C Emerson (Acting Minister for Foreign Affairs), Government calls on Syria’s Asad to step down, imposes extra  sanctions, media release, 19 August 2011, viewed 3 July 2012, , http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1024474/upload_binary/1024474.pdf;fileType=applic  ation%2Fpdf#search=%22media/pressrel/1024474%22

132- K Rudd (Minister for Foreign Affairs), ‘Ministerial statement: the situation in Syria and Iran’, House of  Representatives, Debates, 15 February 2012, pp. 1442–1446, viewed 3 July 2012 ,  http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/chamber/hansardr/60564cf1-8e98-4f07-8d0e  51f3e8dd47ca/toc_pdf/House%20of%20Representatives_2012_02_15_727_Official.pdf;fileType=application%2Fpdf# search=%22chamber/hansardr/60564cf1-8e98-4f07-8d0e-51f3e8dd47ca/0143%22

133- B Carr (Minister for Foreign Affairs), Foreign Minister meets Secretary General Ban Ki-moon on Syria, media release, 10 April 2012, viewed 3 July 2012 , http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1558251/upload_binary/1558251.pdf;fileType=applic  

ation%2Fpdf#search=%22syria%20%202010s%20minister%20for%20foreign%20affairs%22

134- B Carr (Minister for Foreign Affairs), Foreign Minister welcomes UNSC Resolution authorising expanded UN  supervision mission in Syria, media release, 24 April 2012, viewed 3 July 2012http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1587414/upload_binary/1587414.pdf;fileType=applic   ation%2Fpdf#search=%22syria%20%202010s%20minister%20for%20foreign%20affairs%22 ; and B Carr (Minister for Foreign Affairs), Foreign Minister condemns bombings in Damascus, media release, 11 May 2012, viewed 3 July 2012,  http://parlinfo.aph.gov.au/parlInfo/download/media/pressrel/1634273/upload_binary/1634273.pdf;fileType=applic

ation%2Fpdf#search=%22syria%20%202010s%20minister%20for%20foreign%20affairs%22

135- حول عبد الباسط سيدا انظر ‘Profile: Syria’s Abdulbaset Sieda’, Al-Jazeera English, 10 June 2012, viewed 3 July 2012http://www.aljazeera.com/news/middleeast/2012/06/2012610104023429809.html

136- B Carr (Minister for Foreign Affairs), Meeting with President of the Syrian National Council , media release, 17 June  2012, viewed 3 July 2012 , http://foreignminister.gov.au/releases/2012/bc_mr_120617b.html

 

 

عن محمود الصباغ

كاتب ومترجم من فلسطين

شاهد أيضاً

العدوان على غزة: أجندة إسرائيل السياسية والأمنية

في صباح السابع من تشرين الأول 2023 شنت حركة حماس هجوماً مسلحاً على مواقع وبلدات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *