بتاريخ 25 شباط 2024 استضاف الإعلامي علي ياسين في برنامجه (كتاب الشهرة) الممثل باسم ياخور في حوار طويل يزيد عن ساعتين ، وأقول صراحة أن باسم ياخور ليس من الممثلين المفضلين لدي ، رغم أنني أعجبت ببعض المسلسلات التي شارك بها خاصة مسلسل ( الضيعة ضايعة ) . لكن أجد من الضروري ومن واجبي الأخلاقي ككاتبة أن أتناول الأفكار التي طرحها الأشبه بقناع جميل لتجميل حقيقة الحياة في سوريا والسوريين بشكل عام ( سواء كانوا داخل سوريا أو خارجها ) . وبداية لا بد من ذكر معلومة بالغة الأهمية أن السيد باسم ياخور هو صاحب القول الحسم في شركة ( إيمار الشام ) للإنتاج الفني وهي شركة تابعة لشركة إعمار . أي أنه يتمتع بنفوذ كبير جداً . برنامج كتاب الشهرة السخيف يسأل الضيف أسئلة عديدة عن حياته وأعماله الفنية ورأيه بقضايا تتعلق بالفن والوطن والمشهد الفني العربي . وسأذكر بعض النقاط الهامة .
أولاً : انزعاج باسم ياخور كثيراً أن العديد ( الكثير ) من السوريين يعتبرونه شبيحاً، ولم يستطع إخفاء انفعاله من هذه التهمة، وقال أنه تلقى تهديدات كثيرة بسبب مواقفه الوطنية وأن من يتهمه بأنه شبيح هو الشبيح. خلاصة تهمة الشبيح أن باسم ياخور أعلن بحماسة وصدق أنه يتقبل الطرف الآخر وأنه حاول ببسالة ألا يتم طرد مئتي ممثل ومخرج من سوريا في بداية الثورة السورية لكن زهير رمضان طردهم أي أن واسطة باسم ياخور لم تُثمر . وقال أنه يحترم جداً الممثل المُعارض ( جمال سليمان ) ومستعد لمشاركته مسلسلات أو أفلام ، لكن دون التطرق على الإطلاق للحديث في السياسة !!! الحديث ذاته قاله عن مكسيم خليل وأنه لا يسمح على الإطلاق أن تكون علاقته مع ممثلين معارضين للنظام سوى في حدود العمل الفني فقط . لكن يا سيد باسم اسمح لي وأنا أسأل بلسان كل السوريين : كيف سيتفق السوريون على حل هو لمصلحة وطننا الحبيب سوريا ولمصلحة السوريين بكل أطيافهم وديانتهم ومذاهبهم إن لم يكمن هناك حواراً صادقاً بين جميع السوريين خاصة النخب الثقافية والفنية ليتوصلوا إلى حل لإنهاء الخلاف وبناء وطن نزف دم أبنائه وتدمر ونزح ثلث شعبه . أبدى باسم ياخور غضبه وانزعاجه من مسلسل قام ببطولته مكسيم خليل هو ( ابتسم أيها الجنرال ) وقال عن المسلسل أنه فنياً سيء جداً وأنه من المعيب إنتاج مسلسل يُشخصن الشخص، وأن المسلسل أفقد مكسيم خليل الكثير من شعبيته وأكد أن على الفن الحقيقي أن يبتعد عن السياسة وخاصة عن الشخصنة. وأنا لست بصدد الدفاع عن مسلسل ( ابتسم أيها الجنرال ) وأعترف أنني لم أحضر سوى عدة حلقات منه. لكن أحب أن أذكر السيد باسم ياخور أن الكثير من الأفلام والمسلسلات قدمت شخصيات زعماء مثل نابليون بونابرت وشخصية هتلر وشخصية ملكة بريطانيا حتى أن العديد من الأفلام العربية قدمت شخصيات مثل الزعيم عبد الناصر والزعيم أنور السادات وفق وجهة نظر الكاتب والمخرج وحتى الممثل، فالحياة وجهات نظر. وأحب لو تعود لحلقة حوارية مع المخرج والممثل سيف الدين سبيعي منذ سنوات قليلة قال: أن حلم حياته أن ينتج فيلماً عن العظيم القائد حافظ الأسد ( ترى يا سيد باسم ياخور هل كنت ستعتبر هذا الفيلم عن القائد الخالد شخصنة !!!) وأستغرب أن تقول بأن العمل الفني يجب أن يكون إجماع عام عليه!!! كل مواطن له ذوقه الخاص، كم من أفلام أثارت خلافاً شرساً بين نقاد ومشاهدين لدرجة وصلت إلى المحاكم. حين يكون هناك إجماع عام على عمل فني – سواء اعتبره الناس ناجحاً أو فاشلاً – يعني أن الناس قطيع لا تميز ولا تفرد بينها. والخلاف غنى .
ثانياً: وهي النقطة الأهم برأيي لماذا تم التطرق لأهم أعمال باسم ياخور وتم تجاهلاً مقصوداً لمسلسل ناجح جداً ( المفتاح ) قام ببطولته باسم ياخور ومن إخراج هشام شربتجي أما كاتب السيناريو فهو الكاتب المبدع (خالد خليفة) الرحمة لروحه خالد خليفة المبدع السوري الذي لم يترحم عليه النظام بل تجاهل خبر موته تماماً. مسلسل المفتاح هو حياتنا تماماً أو طبق الأصل. هو يحكي عن الفساد المستشري منذ عقود في سوريا، ويلعب باسم ياخور دور طالب جامعي متفوق لكنه لا يُوفق بعمل (وفي كل الأحوال الراتب لا يكفي ثمن خبز) فيضطر أن يعمل في تعقيب المعاملات بطريقة تعتمد على الرشوة ونهب المواطن لكن باسم ياخور في المسلسل (يعمل لحساب مسؤول فاحش الثراء والفساد هو أيمن زيدان). . هذا هو حجر الأساس في الحياة في سوريا يا سيد باسم ياخور الفساد المشرش في كل المجالات. أما إلقاؤك اللوم على العقوبات الأمريكية على سوريا وأنها سبب كل التعتير والفقر وانعدام الكهرباء… الخ؛ فهو تحليل خاطئ تماماً بالتأكيد العقوبات الأمريكية أثرت سلباً وكثيراً على معيشة السوري لكن هل لي أن أسألك: ما علاقة العقوبات الأمريكية بتجارة حبوب الكبتاغون ؟!! بتهريب الأطنان منها إلى الأردن والسعودية ودول كثيرة لدرجة أن الأردن اضطرت أن تتدخل في الأراضي السورية لحماية شبابها من شاحنات سورية محملة من هذه الحبوب.
ما علاقة العقوبات الأمريكية بحالة الذعر عند الناس إذ لا يجرؤ أحد (خاصة من الداخل السوري) أن يبدي إعجابه بفيلم إيراني مُعارض للنظام الإيراني أو وضع علامة لايك على قصة إيرانية أو شعر كتبه (كتبته) كاتبة إيرانية معارضة.
مهسا أميني التي قتلتها شرطة الأخلاق بسبب حجابها غير المناسب وقال النظام الإيراني أنها ماتت بسكته قلبية.
ما علاقة العقوبات الأمريكية بالتسلط الرهيب للمخابرات وقد قدمت الدراما السورية مسلسلات هي استنساخ للواقع السوري عن أجهزة الأمن مثل مسلسل (الولادة من الخاصرة) وغيره . والكل يعرف أنها مجرد تنفيس للناس وأن هناك حرية في طرح مواضيع جريئة كذلك حلقات مسلسل (بقعة ضوء) لكن الكل يعلم حتى الطفل المُقمط في السرير أن كل تلك الأعمال للتنفيس من غضب الناس أو على الأدق لزيادة ذعرهم (بالمناسبة تذكرت بيان الحليب الذي صدر عام 2011 بضرورة إدخال الحليب لأطفال درعا المحاصرين وكل من وقع على بيان الحليب اعتبر خائن) !!!
ثالثاً: ما غايتك سيد باسم ياخور من تقديم برامج (تلفزيون الواقع) حيث تلتقي بناس سوريين من أعمار مختلفة تسألهم وأنت تبتسم: كم تشتري الألف ليرة سورية ؟ أهي أسئلة ظريفة على قلب السوريين الذين يعيش 85 % منهم على حافة المجاعة !!!
برامجك هذه السمجة تشبه من يلقي النكات في عزاء. تفنن الإعلام السوري في إهانة الناس عن طريق برامج تقدمها مذيعة تتغندر ومفرطة السعادة تقترح على رجل أو امرأة قمة الفقر والتعتير أن تتكفل بكلفة طبخة محاشي مثلاً. كلفة الطبخة راتب أو راتبين!!!
يا لبرامج الإذلال .
رابعاً: ما شاء الله يا سيد باسم ياخور كيف وصلت ثروتك إلى حوالي مليوني دولار أميركي !!! وأنت اعترفت أن الدراما السورية واجهة صعوبات كثيرة بسبب الحرب وأن قنوات تلفزيونية كثيرة توقفت لسنوات عن شراء الأعمال السورية!!! فكيف جمعت تلك الثروة الطائلة وثمة زملاء ممثلين لك نراهم يشكون الفقر وعدم قدرتهم على شراء الدواء ولا تدعمهم نقابة الفنانين. ممثلة عظيمة الموهبة مثل سمر سامي تكتب عن الفقر وبؤس العيش وأنها تعاني ككل مواطن سوري. لكنني صدقاً أتفق معك بأن ديما قندلفت هي ممثلة سوريا الأولى وأن موهبتها عظيمة تشاركها نجومية أفضل ممثلة سلافة معمار .
للأسف لا ضوء في نهاية نفق سيد باسم ياخور طالما أنك ترفض الحوار مع زملاء (خاصة هم قمة في الإبداع ) ومع شعبك الذي فاق عذابه وتعتيره وخوفه المعقول. وأنت خيبت ظنه. وهو مضطر أن يصمت لأنك مدعوم كثير كثير ولأنك الملك في شركة ( إيمار الشام للإنتاج الفني التابعة لمجموعة إعمار).