الجرمق للأبحاث والدراسات : على أحرّ من الجمر لأمانٍ كثيرة
نزار السهلي
عاصرنا منصات إعلامية كثيرة، تعني البحث في القضية الفلسطينية وقضايا عربية راهنة على مدار عقد، أصبنا أحياناً بخيبات الاخفاق، وببعض من أمل لا بدّ له من تسلّله مراتٍ كثيرة، ليأتي خبر انطلاق” موقع مركز الجرمق للأبحاث والذاكرة ” ليحقق بعض الأماني، أمانٍ بمنصةٍ بحثيةٍ بأدق معاني الاختصاص، وأوسع معانٍ لشؤون البحث والتوثيق عن القضية الفلسطينية وقضايا عربية معاصرة، في الماضي والحاضر والمستقبل، يعالجها القائمين على المركز والمساهمين فيه، بأسلوب علمي وتحرٍ دقيق وإخلاص صادق، تلتقي فيه الآراء المتباينة الاتجاه والأفكار ومناقشة الفكر بالفكر، ويرد على الحقائق بالحقائق.” بما يساعد في تنمية البيئة المناسبة للإنتاج الفكري والثقافي والميداني أمانٍ كثيرة، تعاني منها نخب القضية الفلسطينية ونخب عربية، ويتمتع بها في آن واحد، آلاف ومئات المثقفين والمهتمين، قديمة وحديثة هي الأمنيات بمنبر أو منابر حقيقية تلامس الواقع، في محاولة لتلبية الحاجة وتحقيق هذه الأماني، ليست الانطلاقة الجديدة ” لمركز الجرمق للدراسات والأبحاث ” أداة جديدة لإعلام الفلسطينيين والعرب، ولا لوعظهم لطريق تنبهوا له مبكراً مع أثمان مكلفة من دماءهم ولحمهم وحطام حواضرهم التاريخية والبشرية، ستبقى شاهداً على مسيرتهم نحو استرجاع وطنهم المغتصب ونيل المواطنة والكرامة والحرية، هو رسالة الفكر والايمان بالحق والتطلع نحو المستقبل هو الغرض الوحيد ومبرر الوجود والانطلاقة في العام الجديد، كم جاء في تعريف المركز عن نفسه، لا يأخذ دور أحد ولا بديل عن أحد، بل مكمّل لجهود من سبقه في مبادرات كانت وستبقى الشأن والأثر العميق في حقل التجربة العلمية انشاء منبر حر، رفيع ونقي لأفكار توثق التاريخ الخاص والعام بأسلوب قائم على البحث الرزين والمستند على قاعدة “الاختلاف شرط الحوار”، هو بعض ما يراد من نفوس القائمين على المركز و السائرين في ركب قافلة أقلعت لتوها ليكون صوت وفكرة جاشت في صدور كثيرين من الأصدقاء تعرضوا لتجاذبات الضغوط والأجندة المختلفة، هي خطوة نحو مزيد من إرساء رسالة الانحياز للفكر والضمير والأخلاق، وإحساس أضخم بمتابعة الرسالة، والنهوض من إخفاقات حتى تصبح تحقيقاً لأماني مثقفين وكتاب ومفكرين وباحثين ومهتمين، وحتى تؤدي الرسالة أداء كاملاً، يعني ذلك مزيد من الجهد، وتأكيد للوعد الذي قطعه القائمين على مركز الجرمق في رسالة التعريف “لنعمل معاً من خلال الوسائل الممكنة والمتاحة عبر أطر مفتوحة ومنفتحة لمن يرى في نفسه القدرة على العطاء، دون اعتبارات ذاتية ضيقة، لسنا مثاليين ولا نعيش في عالم العجائب، ونحن على دراية تامة بحجم الصعاب والعراقيل التي سوف تواجهنا، إنما لابديل عن القفز من وضعية الحركة، وإننا على يقين من أن خطوتنا هذه ستكون البداية، ولو بجزء بسيط منها، لتجسيد بعض الأماني التي مازلنا نرغب فيها ونسعى إلى تحقيقها إذاً هي دعوة للجميع للمساهمة بطرح الأفكار والحوار، وحتى لا تكون وقفاتنا تأملية لواقع مخزٍ ولا لعودة البكاء على أطلال إرث يضيع ويبدد، بقدر ما تكون لنا قراءة مع ما انبثق عنها من كبوات وآمال وخذلان، تعني فهم أعمق لواقعنا وقضيتنا، بعد تهاوي كثير من البديهيات التي كانت سائدة في لمحة الثورات العربية، وسقوط لطبقة كاملة من الأيديولوجيا التي حلت محلها نظريات ومتاريس بائسة الشعارات والأهداف، وتسلحت بصراع عنيف استهدف بساطة الأمنيات التي تزهو بها عقول وصدور الملايين في العالم العربي عام جديد يطل، وقد ملأ اللاجئون الفلسطينيون فضاء القارات الخمس، سئم الكثيرون منهم المشهد الفلسطيني الرسمي القائم على شد وجذب بعيد عن المصلحة الوطنية العامة، وسئم هؤلاء
النخبوية والتركيز على شخوص معينة في صفوف هذه الجاليات (معها العربية والمسلمة) نبع كبير من القضايا ونبع كثير لعقول وقدرات مشتتة، والتي يمكن أن يتمكن أن تساهم بقاياها الوطنية و العامة، الجو العام الذي نعيشه مع جموع اللاجئين ( في العلاقات الداخلية ومع المحيط، مع القوانين المتزايدة التشدد) والتهميش الرسمي لهم كقضية وطنية وجغرافية وانسانية وفكرية، يمكن لمركز الجرمق أن يشغل هذا الفراغ، وهو على أحر من الجمر لأمنيات مشتركة بمساهمة منتظرة من الجميع.
شاهد أيضاً
عادل الأسطة يقدِّم قراءةً حول تجربة القائد يحيى السَّنوار.. العمل طابق القول
علي البطة دعا الدكتور عادل الأسطة الناقد الأدبي وأستاذ الأدب سابقا في جامعة النجاح، جميع …