دور حدّادي أفريقيا و”صنع” الثورة الصناعية في أوروبا

جيني بولسترود

ترجمة محمود الصباغ

استهلال

قرأت هذا النص حين نشرته مجلة History and Technology إلكترونياً أول مرة في حزيران من العام الماضي (2023). ربما، قرأته -في حينه- مرتان أو أكثر، ثم أعدن قراءته -من جديد- قبل يومين.. وسوف أقرؤه، حسبما أعتقد، ليس بعد فترة طويلة..

تتحدث جيني بولسترود الباحثة في تاريخ العلوم ودراسات التكنولوجيا والعلوم في كلية لندن الجامعية (UCL)؛ عن فن وعلم صهر الحديد وتقنياته المتعددة وأثر ذلك في الثقافات المحلية الأفريقية بحديثها عن نشاط الحدادين العبيد الأفارقة الذين كان لهم دور مباشر في صناعات التعدين المكثفة وأنشطة القواعد العسكرية البحرية وأنظمة الرق الاستعمارية البريطانية في جامايكا، في القرن الثامن عشر. وتقدم الباحثة جهداً مميزاً يكاد يكون مثالياً، ونموذجاً لأي بحث، حين تتحرى تاريخ عمل هؤلاء الحرفيين بأسلوب شائق وماتع، يجمع بين تفحص التاريخ الشفوي وتحليل الثقافة المادية من أرشيف وصحافة وأعمال منشورة للتركيز على نشاطهم وأهمية عملهم ومدى انتشاره في تلك الفترة. كما تقدم العديد من الأدلة والتلميحات التي تشير إلى دورهم في وضع أسس تقنية صهر وسبك ودرفلة الحديد وتحويل الخردة إلى قضبان وصفائح عالية القيمة والجودة ضمن تقنيات معروفة في ثقافتهم الأصلية؛ كان ينظر إليها كعملية مقدسة ترتبط بالتجديد والتحوّل، بمعنى تحويل الحديد الخام إلى مادة قوية ومتينة بما يشبه التحول من الروحاني إلى الدنيوي وتكاملهما، من العنصر الخام إلى المادة النهائية المفيدة. وفي بعض الحالات، يُمكن أن يُربط صهر المعادن بعمليات تجديد الروح أو الشفاء من الأمراض -كما تذكر الباحثة- وهي وسائل استخدمها عبيد الكاريبي الأفارقة لتحسين ظروفهم وتحويل الخردة إلى مواد ذات قيمة عالية.

تتبعت جيني بولسترود، بصبر وجهد، لكن بثبات وصرامة أيضاً، أعمال ورش الحديد في غرب أفريقيا وفي جامايكا؛ وكيف استولى البريطانيون هناك على هذه التقنية في لحظة تاريخية مواتية استثمروا فيها قدرات الحرفيين السود حين قام التاجر والمصرفي البريطاني هنري كورت، الذي تحول إلى صانع الحديد، بتسجيل براءة اختراع تحويل الخردة المعدنية إلى قضبان حديدية عالية الجودة، وهو “الاكتشاف” الذي أشاد به التاريخ الاقتصادي والصناعي الاستعماري بصفته إحدى ركائز الثورية الصناعية في العالم الحديث ويكاد يضاهي اختراع محرك جيمس وات. وتفصّل الكاتبة في أهمية هذا “الاكتشاف” في سياق القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. لتخبرنا بعد هذا بقليل أن الأمر ليس سوى كذبة… كذبة كبيرة لفقها المستعمِر الأبيض ضمن أنساق إعادة كتابته لتاريخ العالم بصفته تاريخ “الرجل الأبيض”، تأسيساً على قوة سلطة السرد بما يخدم أجنداته والتلاعب بتفسير وتأويل الأحداث وإبراز/ إخفاء بعض الملامح بتجاوز الكثير من “المفاهيم” و”الرموز” الأصلية أو تقديمها بلغة ومفاهيم وفضاءات جديدة تخدم الفكرة الاستعمارية وتبررها.

فحين يطالب هنري كورت بحقه في الاستفادة -بمعنى الاحتكار- من “أسبقية ابتكاره”؛ يتعدى الأمر حدود “السبق العلمي”  ليعبر عن جوهر الاحتكار الرأسمالي بحصرية الحق في “صنع واستخدام وممارسة وبيع الاختراع المذكور؛ ليس فقط داخل إنكلترا وويلز والحدود الشمالية لإنكلترا، ولكن أيضاً في “جميع المستعمرات والمزارع في الخارج”. لتستنتج الكاتبة أن مفهوم براءة الاختراع إنما يعبر، بل يمثل احتكار استعماري. فثقافة إعادة تصنيع خردة الحديد ومعالجتها لدى الحرفيين الأفارقة في جامايكا آنذاك، لم تكن  بهدف الترويج لصناعة جديدة أو جني أرباح ما بقدر ما كانت تطويراً يناسب أغراضهم وممارساتهم الخاصة جمعوا فيها خبرتهم وذاكرتهم الجمعية الممتدة من غرب ووسط أفريقيا وصولاً إلى شتاتهم العبودي في “العالم الجديد” وليس -كما تبنى الأمر هنري كورت- بالأحرى سرقته لتحقيق الربحية من وراء هذا الاحتكار”

وعلى هذا لم يكن الحديد مجرد معدن قابل للتطويع لأغراض صناعية وتجارية ربحية؛ بل شكل قيمة ثقافية وروحية عميقة بين المجتمعات الإفريقية ومجتمعات المارون الجامايكية، حيث استُخدم كوسيلة للتعبير عن المقاومة وبناء التحالفات السياسة. وقد انعكست هذه القيم في قصص وحكايات المقاومة السوداء ضد الاستعمار البريطاني في الثقافة الشعبية المحلية؛ ومن ثم عملت المؤسسة الاستعمارية الرسمية على قولبتها في سرديات تخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، كما هو الحال في قصة العبد الحداد “كواسي” والثائر “جاك ذو الأصابع الثلاثة”، بالإضافة إلى “الرؤية” الاستعمارية لتقنية الحدادين الأفارقة؛ وكيف عملت المؤسسة الاستعمارية في جامايكا على تدمير أهم ورشة لصهر الحديد في الجزيرة عندما شعرت بالتهديد الذي قد تمثله تلك المهارات على “الاحتكار” الصناعي الاستعماري الأوروبي. ثم كيف عملت ذات المؤسسة على  “سرقة” هذه المهارة بتسجيل براءة اختراع صهر خردة الحديد باسم صناعي أبيض.

نحن في الحقيقة لا نعلم على وجه الدقة -من وجهة نظر التاريخ المضاد- ما هي إنجازات هنري كورت الصناعية، إذ لم تقم الكاتبة بطرحها أو إعادة تقويمها، ولعل هذا ما يجعلنا نستشف -بدرجة ما- تقليل الكاتبة من قيمة العمل الفعلي لهنري كورت في مجال صناعة الحديد، رغم أهمية طرحها لجهة إعادة النظر في التاريخ.

وقد يعترض البعض على عدم وضوح الإطار الزمني الذي تتناوله الدراسة سواء لناحية ظهور تقنيات صهر وسبك الحديد في جامايكا؛ أو نقلها -على يد كورت- إلى بريطانيا. ولعل هذا أحد الأسباب التي تدعونا فيها الباحثة إلى إعادة قراءة التاريخ الصناعي من منظور نقدي، عبر مقاربة تجمع بين التاريخ العلمي (تاريخ العلوم) والدراسات الثقافية والاجتماعية؛ للتعرف على مغزى علاقات السلطة والهيمنة بين أوروبا الاستعمارية والشعوب المستعمَرة، والطريقة التي عملت بها المؤسسة الاستعمارية لاستخدام، بالأحرى استغلال معرفة المجتمعات المحلية ونقلها بل ونسبها إلى مخترعين غربيين.

سوف تكون المقدمة الصحيحة لإعادة كتابة تاريخ صناعة الحديد في التخلص من التحيزات التاريخية المتمثلة في اعتبار هنري كورت المبتكر الوحد لتقنية معالجة الحديد، وإعادة  صياغة “أسطورة البطل” كورت لتشمل المساهمات الجوهرية  التي قام بها الحدادون الأفارقة في جامايكا بتطوريهم هذه العمليات التقنية لأسبابهم الخاصة وليس لتحقيق مصالح المستعمِرين البريطانيين.

أخيراً؛ أرى إني بذلت جهداً، أعتقده طيباً، في عملية الترجمة ومقاربة النص الأصلي للقارىء العربي؛ ولكن هذا لا يمنع من القول بضرورة، بل وأهمية، قراءة النص باللغة التي كتب بها، فرغم وعورتها وتعدد مجازاتها؛ إلا أنه ما زال -بلغته الأصلية- نصاً مدهشاً بجميع المقاييس، وأكثر جزالة ومتعة وفائدة، بما يحتويه من دعوة واضحة نحو تصحيح السرديات التاريخية الكبرى إعادة الاعتبار لإسهامات المجتمعات الهامشية والمستعمَرة ودورها في تطور العلم والصناعة وغيرها  ضمن سياق تاريخ العالم.

……

نص المقالة

مقدمة

يسجّل الطبيب والتاجر هيرنوموس مونتزر من فيلدكيرش ما رآه أثناء زيارته مدينة لشبونة في أواخر تشرين الثاني -14951494؛ فيكتب: “على مقربة من المكان، ثمة ورشة عمل كبيرة تغص بالعديد من أفران الصهر حيث تصنع المراسي والصناديق والمعدات البحرية كافة؛ من كل نوع. وأينما تلفتت، في الأرجاء، ستجد العمال [السود] موزعين على الورش والأفران بأعداد كبيرة منهمكين في عملهم حتى أنك تظنهم من السيكولوبس سكان كهف “فولكان”. كانت تتكدس صناديقهم الكبيرة الرائعة في صفوف وأعمدة لا نهاية لها في أربعة مبانٍ كبيرة، بالإضافة إلى القذائف والأسلحة والدروع وألواح الدروع الصدرية ومدافع الهاون والمدافع الصغيرة والأقواس والرماح؛ وغيرها… وجميعها مكدّسة بوفرة ومصنوعة بدقة وإتقان؛ ناهيك عن المعدات الأخرى المنتشرة على متن السفن التي تجوب البحار. حتى أن مخازن ومتاجر نورمبرغ، على عظمتها، لا تقارن مع رأيناه. يا لها من كميات هائلة من الرصاص وملح البارود والكبريت والنحاس”(1).

كان هذا وصفاً دقيقاً لما رآه هيرنوموس مونتزر بأم عينه من اعتماد أكثر تقنيات معالجة وصناعة الحديد تقدماً في أوروبا على مهارة الحدادين الحرفيين السود. فقد حاز ملك البرتغال على أفضلهم في مصانع وورش الحديد(2)؛ وهذا يعني امتلاء تلك الورش بالحرفيين السود المهرة في مصانع الحديد الملكية.

وسوف نولي هنا عناية خاصة بمجموعة منهم وعددهم 76 شخصاً أداروا ورشة أخرى لصهر الحديد يملكها مستعبَداً أبيضاً؛ تأسست بعد نحو ثلاثة قرون غرب خليج مورانت في جامايكا. وما نبحث فيه هنا ليس جهداً فريداً على كل حال؛ إذ يتوافر الكثير من المؤلفات والأدبيات المهمة المتزايدة باطراد التي تناولت إسهامات الحرفيين الأفارقة في بعض الابتكارات التي تُنسب تاريخياً إلى أفراد ومؤسسات بيضاء في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية(3). وسوف نعين في هذه الدراسة الفضل لأولئك الحدادين الأفارقة  في جامايكا، بتوصلهم إلى أحد أهم ابتكارات الثورة الصناعية البريطانية. ولا يستقيم تعيين الحدادين الأفارقة دون معرفة ممارساتهم وأغراضهم حسبما أملته عليهم شروطهم الخاصة.

وكان دافيد إدغرتون David Edgerton قد دعا، منذ نحو عقدين، مؤرخي التكنولوجيا إلى تحويل اهتمامهم من التركيز على الاختراع والابتكار إلى العناية أكثر بالاستخدام؛ أي استخدام واستغلال الاختراع والابتكار، فهذا من شأنه، من بين العديد من المضامين المهمة الأخرى، تسليط الضوء، كما يرى إدغرتون، على إمكانية تغيير ما يروّج عن تاريخ هذه الاختراعات؛ وبالتالي تجاوز صخب براءات الاختراع ومزاعم الأسبقية التي تخدم الجماعات والفئات المهيمنة؛ وتحديد، ربما، الأفكار والتطبيقات الحقيقة المبتكرة القائمة على أساس الاستخدام(4). والمثال على ذلك ما حصل بين عامي 1783 و 1784، حين نال هنري كورت المستثمر البريطاني، ومهندس صناعة الحديد، براءة ابتكار عملية تحويل الخردة إلى قضبان حديدية عالية القيمة، ليتحول إلى “سيد الحديد” ولا يزال يحتفى به بصفته هذه وبوصف ما أنجزه كأحد أهم الاختراعات التي قادت إلى صناعة العالم الحديث(5).

وسينصب الاهتمام ،هنا، على أنشطة 76 رجلاً من الحدادين السود الجامايكيين عملوا على تطوير هذه العملية التي نسبت إلى  كورت ونال بسببها قصب السبق والشهرة.

ولكي نتعرف على طبيعة عمل هؤلاء الحرفيين ينبغي التطرق، بدايةً، إلى بعض الأصول المادية والتقنية والمفاهيمية المختلفة التي استندوا إليها في عملهم.

ففي مستهل العام 1780، تم توثيق نقل نحو 842724 شخصاً من إفريقيا إلى جامايكا وحدها عبر عدة مواقع في أفريقيا؛ وبلغة الأرقام؛ كان يتم نقل شخص واحد من بين كل ستة أشخاص من العدد الكلي المذكور عبر خليج بينين؛ وأكثر من واحد من كل خمسة عبر خليج بيافرا؛ وحوالي واحد من كل ثلاثة من ساحل الذهب Gold Coast [غانا حالياً](6). وتدل أسماء هذه المواقع إلى المناطق الرئيسة التي استهدفها المستعبِدون [تجار العبيد] البريطانيين، غير أن التعرف على هذه المواقع لا يكفي وحده  لتقديم المزيد من التوضيحات عن مدى تعقيد وانتشار وحجم مجموعة النظم التي جلبت الناس إلى هذه السواحل، أو المهارات والمعرفة التي حملوها معهم. واستهدف تجار العبيد البريطانيين، بتركيزهم على هذه المناطق، أحد أهم مواقع ثقافة معالجة الحديد في التاريخ العالمي(7).

وسنقدم في القسم الأول جزءً من تاريخ وأهمية هذه الأشغال الحديدية قبل العام 1800 في تلك المناطق. بينما يوثق القسم الثاني للبنية السياسية والاقتصادية لمعالجة الحديد في جامايكا في القرن الثامن عشر، سواء في المناطق الخاضعة للحكم الاستعماري البريطاني ونظام العبودية، أو في المناطق المستقلة الخاضعة لسيادة المارون Maroon*. وسيوفر هذان القسمان معاً السياق والمصادر اللازمة لفهم القسم الثالث الذي يحدد أنشطة 76 فرداً من الحدادين السود الذين أداروا ورشة صهر يملكها مالك عبيد أبيض غرب خليج مورانت في جامايكا. ثم نتناول في القسمين الرابع والخامس، كيف تعرف هنري كورت على أنشطتهم أثناء تواجده في إقليم سولنت على ساحل بحر المانش، وكيف استطاع ترويج اختراعهم كابتكار يخصه ومن بنات أفكاره.

ينتمي الجامايكيون السود إلى أماكن وخبرات مختلفة. وأظهرت دراسة فينسنت براون حول المقاومة السياسية المنسقة لعبيد جامايكا، كيف حققت المقاومة مكاسب مهمة على صعيد صياغة تحالفات سياسية قوية عبر عدة تداخلات ونقاشات باستخدام لغات وممارسات وأطر مفاهيمية مختلفة(8). ويتمحور سجالنا هنا في اعتبار ابتكار هنري كورت كإحدى نتائج هذه النقاشات التي صاغها الحدادون السود الـ76 من عمال ورشة الصهر الذين عقدوا صلات معينة بتعابير متنوعة تشهد على إرثهم وخبرتهم. وطوّروا، كنوع من الاستجابة غير المحددة بظروفهم، أحد أهم ابتكارات الثورة الصناعية لأغراضهم الخاصة(9).

تقاليد معالجة الحديد الإفريقية الرئيسة بين سود جامايكا قبل العام 1800

في غضون زيارة مونتزر لمصانع لشبونة في العام 1494، كان الأوروبيين قد بدأوا بجلب كميات كبيرة من الأساور النحاسية manillas والوَدَع cowries والأقمشة إلى السواحل الأفريقية، سعياً لتقليد أشكال العملات الموجودة هناك وللإتجار بالعبيد الأفارقة(10). وفي حين كان يتم تبادل هذه العملات على هذا النحو، إلا أن الحرفيين الأفارقة غالباً ما عملوا على تحويلها أو دمجها في أعمال فنية وأدوات تظهر خبرات وهويات متغيرة -ليس أقلها صعود الدول القوية؛ إلى جانب الانخراط في تجارة العبيد الأوروبية؛ والتجارة الأوروبية الأفريقية البينية. ولعل أشهر مثال على ذلك تماثيل بينين البرونزية. فقد صهر عمّال إيدو في قصر أوبا العملات النحاسية الأفريقية، منذ القرن السادس عشر على الأقل، مع مقلداتها الأوروبية ذات الجودة المتواضعة أو ربما الرديئة(11)، لتقديم صور تضمنت الإشارة إلى التواجد الأوروبي الجديد وتأثيره بين مشاهد تاريخ المملكة(12). كما ظهرت البرونزيات الأخرى على هيئة أعمال مزخرفة على الوَدَع.

وهكذا استخدم الحرفيون، بهذه الطرق، المادة والشكل، كليهما، للتعبير عن تجربة متغيرة(13).

وتحدد دمج النحاس والوَدَع مع جملة استخدامات فنية واقتصادية وطقوسية؛ وبدرجة أقل كان العمل على الحديد الذي لم يكن يُعرف جيداً ضمن هذه التشكيلات؛ أو كان أقل شهرة. وربما تكون تماثيل بينين البرونزية أوضح لمثال للتعبير الفني عن التفاعل الثقافي للتجارة البينية الأطلسية، لكن أقوى هذه الأشكال لم يكن مصنوعاً فقط من مواد ذات مكانة مثل النحاس والوَدَع. إذ نلحظ ترصيع حدقات عيون التماثيل بالحديد لربط الملوك الأحياء بأسلافهم الموتى، بهدف تقديسهم واستلهام شخصياتهم وتجسيد القوة حمايتهم أو تدميرهم (الشكل 1)(14).

وتحتوي حلقات المذابح الطقسية في قصر بينين على الحديد في أنويتها(15). ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن المادة المستخدمة ذات الأغراض الأساسية -من الأدوات الزراعية إلى الأغلال والسلاسل- هي ذاتها أيضاً مادة الطقوس العالية؛ تماماً كما كان مصحوباً النمو المتزايد للنطاق الصناعي لهذه الاستخدامات الأساسية بتطبيق حذر لكميات صغيرة من الحديد في تعابير القوة المتعالية المتسامية. وكانت مادة الحديد في  غرب ووسط إفريقيا، قادرة على تجسيد المبادئ المقدسة والمبادئ الدنيوية [غير المقدسة أو المدنسة]، بينما كانت مهارة حرفي التعدين هي الفصل بينهما؛ أي بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس(16). ولم يكن الحديد، بالنسبة للعديد من هذه الجماعات؛ مادة رفاهية كما هو حال النحاس أو الوَدَع، بل شكّل مادة ذات قوة وسلطة(17).

ويتواجد في عمق تلال توغو الغنية بالحديد في منطقة فولتا الشمالية في غانا بعض أكبر مناجم الحديد في إفريقيا وأكثرها كثافة في الحقبة ما قبل الاستعمارية. ويقطن تلك التلال قبائل الماو Mawu واللولبي Lolobi والسانتروكوفي Santrokofi؛ وهي قبائل متمايزة لغوياً وثقافياً عن قبائل الأكان Akan والجماعات الأخرى القريبة، وتحتفظ بتعابير مختلفة عما هو مقصود من أشغال الحديد من فصل المقدس عما هو غير مقدس defiled (المدنس)(18) ؛ على غرار المجتمعات الأخرى العاملة في مجال صناعة الحديد في جنوب غانا، ومراكز صناعة الحديد الرئيسة في مدينة باسار Bassar في توغو Togo المجاورة. واستغلت هذه الجماعات؛ أو جماعات أخرى تمت لها بصلة قرابة، مناجم التلال من المستوطنات الموزعة في منطقة فولتا. وبدأوا، منذ منتصف القرن السابع عشر، بمغادرة السهول لتأمين وحماية المناجم. كما استمرت دول السهول النامية في توفير السوق للصناعات الحديدية المكثفة. لكن الحروب التوسعية المصاحبة لهذا السعي دخلت مرحلة جديدة، فقد كان الذهب، قبل هذه اللحظة، مادة التصدير الرئيسية لساحل الذهب، وكانت النزاعات المتكررة بين الأنظمة السياسية فيها قصيرة الأجل(19). لكن الحال تغير في النصف الثاني من القرن السابع عشر بظهور سلسلة من النزاعات الكبرى بين الدول المختلفة المتوافقة مع ساحل الذهب وخليجي بينين وبيافرا. وغذّى الأوروبيون، وبالأخص البريطانيون، هذه الحروب، ووزعوا الأسلحة على جميع الأطراف للاستفادة من الاضطرابات وتحقيق الأرباح(20).

وعندما تفوقت تجارة العبيد على الذهب كمصدر رئيس للتصدير، أصبحت المستوطنات أهدافاً للأطراف المغيرة التي تبحث عن الأسرة لبيعهم كعبيد. وكانت قبائل الماو واللولبي والسانتروكوفي من بين المجتمعات المتخصصة في صناعة الحديد في منطقة فولتا الذين انسحبوا وفروا باتجاه التلال بين عامي 1650 و 1750(21).

وتعتبر منطقة إيغبولاند Igboland الشمالية مهد صناعة الحديد في نيجيريا، وإحدى المناطق التي تطور فيها مفهوم معرفة معالجة الحديد الحرفية كمهارة لتطهير المقدس من التأثيرات الملوثة القوية(22)، فضلاً عن كونها من المناطق التي داهمتها، بشكل كثيف، الحملات الأوروبية لتجارة العبيد. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 75% من مجموع من نقلوا عبر خليج بيافرا إلى الأمريكتين بين عامي 1640 و 1800 كانوا من إقليم إيغبولاند، ومعظمهم من مواقع يشتهر أفرادها بمهاراتهم في الأشغال الحديدية(23).

وقد طوّرت المجتمعات المحلية هناك استراتيجيات مقاومة متنوعة لمواجهة هذه الهجمات؛ وعلى غرار إقليم فولتا [الشمالية] في غانا، وكان أسلوب التحرك والانتقال أحد هذه التكتيكات. في حين بحثت مجتمعات أخرى عن تكتيكات مختلفة؛ أي عدم التحرك والبقاء بتشكيل ميليشيات حراسة ودفاع ذاتي، وزرع السموم في الفخاخ لاصطياد وتدمير الفرق المغيرة؛ ونشر الأدوية المرتبطة بعمل الحدادة لمنع الغارات والتوغلات(24)؛ ونظرت القرى والورش الصناعية وصولاً إلى القصور الملكية إلى الجشع الأوروبي للأفارقة باعتباره مرضاً. فصب الكاهن، ملك نري Nri  لعنته الشديدة على الغزاة المغيرين(25)؛ وثمة نبوءة قديمة تقول بأن ملوك بينين سيقتلون بأيدٍ أوروبية، وكان بلاط أوبا Oba المزيّن بتشكيلة غنية من النحاس المصهور من عوائد التجارة الأوروبية الأفريقية، استحضر هذه النبوءة على وقع النظرات الحديدية للملكات وللملوك السابقين(26).

الشكل 1. تشكيل برونزي تظهر العيون مطعمة بمادة الحديد. عثر عليه في إيدو؛ بينين

ويُعتقد أنه يمثل الملكة الأم إيديا أوائل القرن السادس عشر.

British Museum No. Af1897,1011.1. Courtesy of the Trustees of the British Museum (CC BY-NC-SA 4.0).

ولم يكن الرد يقل وضوحاً عند وصول أولى حملات تجارة البشر الأوروبية عبر الأطلسي إلى ساحل الذهب في وقت متأخر نسبياً(27). إذ استجاب التجار الأفارقة للحملة بتصنيع قضبان الحديد وجعلها “عملة قياسية” قُوّمت بموجبها جميع أعمال التجارة الأوروبية(28). وضمنت تحولات السوق هذه نظماً مهمة باستخدام القضبان الحديدية كمعيار تجاري، ووجد تجار العبيد الأوروبيين أنفسهم “مُجبرون [كذا] للاستفادة من عبيدهم الحدادين [الأفارقة]، لتقطيع [القضبان] حسب النسب”(29). واستدعى استخدام الحديد وجود حدادين أفارقة لإدارة ظروف هذه التجارة(30).

يعد التنوع اللغوي من أهم سمات مناطق غرب ووسط إفريقيا التي استهدفتها بريطانيا أكثر من غيرها. وينتشر في كل مكان تقريباً من مواضع تواجد لغات البانتو في تلك المنطقة، بما في ذلك حوض نهر الكونغو؛ وفي الكاميرون؛ وفي المنطقة الممتدة حتى نيجيريا، استخدام كلمة البانتو الأصلية تودtúd  (بمعنى الصهر) ومشتقاتها túdi؛ بمعنى حداد(31). وكان الحدادون وحتى تجار غرب أفريقيا في إقليم إيغبولاند، يتقنون عدة لغات تعكس تجوالهم لمسافات طويلة في المناطق المحيطة(32)، وإلى الغرب؛ كانت لغة الأكان Akan وسيلة تواصل بين جماعات التجار الجوالين ذوي الأصول الإثنية المتنوعة، مما أسهم في تعزيز قوة الأكان الاقتصادية والسياسية(33). وبسبب انتشار وهيمنة تجارة البشر على أسواق ساحل الذهب وخليجي بينين وبيافرا، فقد هيمنت كلمات معينة على النقاشات والمفاوضات في اللغات المشتركة؛ كلمات سمعها الأسرى [العبيد] في فقرات ومقاطع واضحة ومفهومة لهم؛ ويمكنهم استخدامها للبدء في عقد صلات وعلاقات سياسية عبر إرث متنوع تغلب عليه كلمات ذات صلة بالحديد والحدادة(34).

بدأت شركة الهند الشرقية البريطانية، في العام 1657، شحن كميات هائلة من الحديد إلى فورت كورمانتينFort Cormantyn على ساحل الذهب(35). ويشير مسح مخزونات رواسب الخبث الكبيرة المتراكمة إلى توقف عمليات صهر الحديد الخام في مراكز إنتاجه على الساحل، مثل نسادوير بوسومتووي Nsadwer Bosomtwi، في هذا الوقت تقريباً(36). ولتعويض ذلك بدأ الحدادون في المناطق الساحلية بتحويل الحديد الأوروبي، وفصل ما هو مقدس وما هو غير مقدس لصنع سيوف حادة للشعائر الطقسية والحربية إلى جانب الأغلال المستخدمة في تجارة العبيد(37). واستحوذت شركة “رويال أفريكان كومباني The Royal African Company” في العام 1662 على تجارة بريطانيا في أفريقيا من شركة الهند الشرقية. واستطاعت، بحلول العام 1708، شحن ما مجموعه 52،900 قضيباً حديدياً إلى ساحل الذهب في عام واحد(38).

وكتب تاجر العبيد الفرنسي جان باربو Jean Barbot من ساوثمبتون في العام 1711، معدلاً مع ذكره قبل نحو ثلاثة أعوام، عن حجم التجارة الأفريقية في السوق البريطانية ومحذراً -في ذات الوقت- من حساسية تجار ساحل الذهب الذين اتبعوا تقويمات الحدادين المحترفين لقبول أجود أنواع الحديد فقط(39). ويرى أن هذا التمييز أو المعرفة مثلت تطوراً جديداً يتناقض مع سجلات شركتي الهند الشرقية ورويال أفريكان كومباني التي أظهرت خلاف ذلك، فبسبب رداءة جودة الحديد المحلي البريطاني، اعتمد السوق على الحديد السويدي المستورد لتلبية المعايير العالية للحدادين الأفارقة منذ خمسينيات القرن السابع عشر على الأقل(40)، بينما تظهر رسائل متكررة من موظفي الشركة أنهم لا يستطيعون بيع سوى أفضل أنواع الحديد ذي العلامة التجارية عالية الجودة والخالية من العيوب(41).

كان التزييف جزءً منتظماً من أرباح الشركة، ولم يقتصر الأمر على الحديد فقط، على كل حال، فعمدت الشركة إلى بيع رزم من خردة الحديد المغطاة بطبقة من النحاس(42). غير أن الأمر مع الحديد ليس كذلك، فقد وضع التقويم الدقيق للحدادين الأفارقة الشركة تحت رحمة الأسواق القاريّة، وشحنت الشركة يوم 7 كانون الثاني 1724، حوالي 20269 قضيباً إلى ويداه Whydah وسيراليون(43)، ولكن بعد ثلاثة أشهر فقط واجهت صعوبة في العثور حتى على 1800 قضيب بالجودة المطلوبة لـ “كيب كوست كاسل Cape Coast Castle” [موقع لتجارة العبيد يقع الآن في غانا-المترجم]، واضطرت لدفع ثمن باهظ لاستكمال تلك الطلبية المتواضعة(44).

لم يكن صعباً على تجار غرب ووسط إفريقيا إظهار تمايز اختياراتهم؛ فحديدهم كان هو الأفضل(45). ونتيجة تدفق الحديد الأوروبي الذي أغرق صناعة الحديد على ساحل الذهب، حدث توسع هائل في مراحل الإنتاج في المناطق الداخلية. فأنتجت مجمعات الأفران الضخمة كميات حديد بمواصفات عالية الجودة في مرتفعات فولتا الشمالية في غانا وتوغو، إلى إقليم إيغبولاند وغرب الكاميرون، ليعاد تصديره كحديد عالي الجودة إلى أوروبا. وفي حين زاد الإنتاج في العديد من المواقع الحالية، فقد تأسست مواقع جديدة كثيرة راعت تزايد أعداد الحدادين وانتشارهم وتكيف أساليب تعبيرهم كاستجابة لأوضاع وتجارب جديدة كما فعلوا مع  تقنياتهم ومهاراتهم(46).

وفي القرن الثامن عشر، عاش العبد المحرر الشهير أولاوداه إيكويانو Olaudah Equiano؛ في إحدى مستوطنات صناعة الحديد في إقليم إيغبولاند(47).

انبهر الأوروبيون في القرن الثامن عشر  في السيوف الحديدية المصنوعة من قارات مختلفة ذات الطبيعة الطقوسية من ساحل الذهب، مثلما كانوا قد انبهروا من قبل بالمصنوعات البرونزية التي تعود للقرن السادس عشر الموجود في قصر أوبا التي تعبر عن التقاء الثقافات في النحاس الذائب(48).

وانخفض وجود الحديد في حصون تجارة ساحل الذهب البريطانية كثيراً في ثلاثينيات القرن الثامن عشر (50)؛ ولكن بالنسبة لشعب الأكان، كانت أهمية المعدن بادية للعيان في كل مكان.

ظهرت إمبراطورية الأشانتي Asante في منطقة ساحل الذهب في نهاية القرن السابع عشر، في مدة هيمنت فيها تجارة البشر وفقاً لمعيار الحديد. كانت السيوف mfena (مفردها afena)  تمثل قمة فنون الحدادة  ومن بين أهم التعابير الطقوسية(51). ولا بد لمن يحكم الأشانتي أن يحمل سيف أوسي توتو Osei Tutu المقدس بوسومورو Bosomuru المتحصل عليه من أونو آدو جيامفي Onoo Adu Gyamfi وتم تقديسه بعد هزيمته. لكن خليفة أوسي توتو؛ أوبوكو ويري الأول Opoku Ware I، أدخل سيفاً جديداً اكتسب أهمية أكبر في عهده(52). ويروي التاريخ الشفوي أنه عندما تولى أوبوكو ويري الأول في العام 1700، “كانت يده اليمنى تمتد مستقيمة للأمام وترتعش  طوال الوقت”، حتى أمر الكاهن الأسطوري كومفو أنوكي Komfo Anokye، “بصنع سيفاً للطفل، وأظهر للصانعين مجموعة المواد التي يجب صنع السيف منها”. ويتطرق “تجميع مواد” سيف أوبوكو، الذي تم تشكيله في ذروة المعيار الحديدي لتجارة العبيد، إلى وجود وأهمية الحديد الأوروبي تماماً مثلما تناولت تماثيل بينين البرونزية الأرواح التي قضيت في النحاس الأوروبي. أطلق على السيف اسم “مبونبونسون Mpɔnpɔnsɔn، ويعني “المسؤولية”. ويروي التاريخ الشفوي، بالإشارة إلى أوبوكو، أن يده توقفت عن الارتعاش فقط “عندما صُنع مبونبونسون ووضع في يد الطفل المشدودة”(53). لقد أسهم سيف أوبوكو ويري الأول وقدرته في التعبير عن المعنى بلعب دور حاسم في ترسيخ شرعيته بعد وفاة أوسي توتو في العام 1717.

ويستمد أقوى قسَماً لدى الأشانتي ( المعروف باسم نتامكسي  (ntamkϵseϵقوته من استحضار أحداث الماضي المليئة بالألم والرعب والرهبة لدرجة ينبغي ألا ينطق بها -بصوت عالٍ-. وجعل الكاهن كومفو أنوكي الملك أوبوكو ويري يخاطب السيفين المقدسين بوسومورو Bosomuru ومبونبونسون Mpɔnpɔnsɔn لاستدعاء الحزن بحضوره دون التعبير عنه بالكلمات، مستعيداً وضعية تجسيد السيف الحديدي المادي وإبراز العلاقات السياسية والمادية المتنوعة التي عبرت عنها أسطورة تشكيله.

استخدم مبونبونسون لأقوى قسَم ولاء، ابتداءً من تتويج أوبوكو ويري في العام 1720؛ حين تعهد الرجال المخلصين بتقديم حياتهم فداءَ لملك الملوك (أشانتيهيني asantehene)، الذي تعهد بدوره تقديم حياته لمصلحة المملكة(54). ويوضح تفصيل تشكيلي لسيف صغير بجوار مقبض مبونبونسون العلاقة المتناظرة لقَسَم أوبوكو الذي يتعهد به التابعون المخلصون(55)؛ لكن ما يربط مبونبونسون بالكيان السياسي يتمثل في  حديد النصل.

ويشير التكلم بالإشارات والتلميحات إلى الألم، الذي هو فوق الوصف، والذي لا يمكن النطق به لموت أوسي توتو في كمين للعدو؛ ولكن نظراً لأن ملك الملوك (أشانتيهيني asantehene) يقف إلى جانب شعبه ويمثلهم، فإن الحزن على فقدانه يمثل أيضاً الحزن على خساراتهم بشكل عام. ويتحدد القَسَم الصغير (ntam) بالشرب أكثر منه بالتعهد الفعلي**. وتشير إفادات بعض الأوروبيين، أن حالات القسَم بالشرب هذه كانت قد استخدمت في تجارة البشر لإبقاء العبيد على ولائهم ومبادلتهم بقضبان حديدية مع تجار العبيد الأوروبيين(56)، وهي دليل على تشويه التسويق الأوروبي لأشكال معقدة موجودة مسبقاً ***من الالتزام والعبودية  peonage.

وفي العام 1719، استعبدت العديد من قرى الأشانتي Asante على يد القوات المتنافسة في المنطقة(57). وتجسد سيف مبونبونسون، عندما أدى أوبوكو قسَمه العظيم بعد ذلك بأشهر قليلة، ليجلب نصل مبونبونسون في تجسيده، الألم، الذي لا يوصف، لجميع الأرواح التي تعاهدت بقسَمها على الحديد.

البنية السياسية والاقتصادية لمعالجة وصناعة الحديد في جامايكا في القرن الثامن عشر

عندما كتب السير “تشالونر أوغل” القائد العام الجديد للأسطول، من موقعه في  جامايكا/ بورت رويال، في أيار1733، مشيراُ إلى استيائه من “جميع أعمال الحدادة التي يقوم بها سكان هذه الجزيرة والتي تتسبب بأضرار جسيمة وتكلف الحكومة نفقات باهظة “(58)، إنما كان يلمح إلى نظام التعاقد بالمقاولة الذي دعم الكثير من البنية التحتية لإنتاج المزارع في جزر الهند الغربية. كان الصنايعي أو الحرفي الرئيس، في هذا النظام، يتلقى عمولته المتعاقد عليها؛ ثم يتعاقد بالباطن مع “جماعته/ شعبه”، أي الحرفيين السود سواء كانوا أحراراً أم عبيداً؛ فضلاً عن تعاقده مع حرفيين سود بدفع الأموال اللازمة لمالكهم مقابل جهدهم. وفي الوقت الذي كتب فيه “أوغل” انتقاده هذا، كان البريطانيون يخوضون حرباً مفتوحة مع جماعات المارون -وهم العبيد السود الفارون من العبودية والذين أقاموا مجتمعات حرة مستقلة داخل الجزيرة- وتم تجنيد الحرفيين السود من مدن المارون زمن السلام الهش الذي أعقب انتصارهم  الشهير في العام 1739(59).

وكانت قبائل ليِوورد Leewardالمارونية الجامايكية، بقيادة كوجو Kojo (Cudjoe)(60)، أول من أجبر البريطانيون على توقيع المعاهدة في العام 1739(61). وأفاد، بعد بضع سنوات فقط، مراقب أبيض أن جماعة الليوورد “يطورون أعمال حدادة -نحن قيادة كوجو-، فيصنعون سكاكين، وسواطير، ورؤوس رماح، وأساور وخواتم وحلقات وأنواع أخرى متنوعة من الاحتياجات الضرورية؛ ولديهم منفاخ خشبي [كير الحداد]، يبلغ ارتفاعه حوالي ست أقدام و 16 بوصة وهو آلة “مجوفة ومثقوبة من أسفل” بحيث يسمح بمرور الهواء إلى النار، ويقف لهذا الغرض شخصان من المارون بشكل دائم مع اثنين آخرين من زملائهم ويعملون على تحريك المنفاخ صعوداً وهبوطاً للحفاظ على “تدفق” النار الحامية”(62).

استغل الحرفيون المارون الأصفاد والسلاسل وأدوات الزراعة التي ورثوها من زمن استعبادهم، فعملوا على صهرها وإعادة تصنيعها وتحويلها إلى أدوات طقوسية ذات أغراض عملية أكثر. ودعيت السكاكين والسواطير التي ذكرها المراقب باسم “أفانا afana” أي المنجل أو الساطور بلغة المارون، بصفتها أكثر أداة مستخدمة في المعيش اليومي واعتبرت أداة وسيطة لأخطر الطقوس المقدسة، وتشبه كلمة أفانا المارونية كلمة “أفينا afena” الأكانية التي تعني السيف(63).

وفي الوقت الذي أجبر فيه البريطانيين على المعاهدة، كان المارون الليوورد على شفا المجاعة. وفي ظل هذه الظروف اليائسة، وافق كوجو على شروط العمل لمصلحة البريطانيين ضد الغزاة الخارجيين، وضد المارون الذين لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق بشأن العبيد الفارين، وحددوا، بالتالي، الشروط القابلة للتفاوض مع جماعات المارون الأخرى(64). وتم تجنيدهم كقوة تنفيذية نظام العبودية، وشرّعوا في نظامهم السياسي مبادئ القتال بين المقدس والدنيوي والتي تجسدت مادياً في حديد أسلحتهم.

بعد معاهدات السلام عامي 1739 و 1740، سعى المستعمِرون البريطانيون على نحو متزايد لاختراق استقلالية المارون والتعدي على أراضيهم، وتوسيع نطاق استخراجهم من المعادن. وفي حين أصبح السكر أهم واردات بريطانيا مع توسع إنتاجه، فقد أصبحت جامايكا أكثر جزر السكر الأمريكية -التابعة لبريطانيا- قيمة(65)، ورافق هذا التوسع نهماً شديداً أيضاً لمعدن الحديد وارتبط الإثنين مع بعضهما البعض، أي السكر والحديد.

لم تكن فلزات الحديد مجرد عملة في تعاملات تجارة البشر، وصناعة الأغلال والسلاسل التي سعت لتكبل العبيد وتأبيد تبعيتهم لأسيادهم، بل استخدمت أيضاً كأدوات وآلات زراعية في إنتاج المزارع، من معاول وسواطير إلى بكرات حديد كبيرة محززة لسحق قصب السكر(66). كانت كثافة إنتاج السكر تستهلك المزيد من الحديد ومهارة الحدادين السود أكثر من أي محصولاً زراعياً آخر. وفي حين لا يحتاج إنتاج القهوة أو صبغة النيلة أكثر من عشرين شخصاً، تتطلب زراعة السكر وجود مئات من الأفراد يعملون معاً في مزرعة واحدة(67)، وكان هناك حاجات متزايدة لإنتاج السواطير والسلاسل والبكرات المحززة لطحن قصب السكر.

تم تحديد مهارة الحدادين السود في جاميكا في “إعادة صياغة رسمية لشكل المنتجات الحديدية المستوردة وإعادة توجيهها واستخدامها وظيفياً” بصفتها واحدة من بين أهم الثقافات المادية في المزارع الاستعمارية(68). ولا يمكن فهم هذا التحول دون تأمل العديد من المعاني والأغراض المتعددة المتعلقة بالتعدين في سياق منطقة البحر الكاريبي(69).

وفي جامايكا؛ كان التعدين عِلماً سياسياً أيضاً، فقد لعب تحويل الحديد دوراً بارزاً كقوة جبارة داخل التنظيم السياسي للمارون الجامايكيين؛ ومنذ أن قام التاينو Taíno والهاربون الأفارقة من العبودية رفقة الأفريقيين الكاريبيين، بتشكيل مجتمعات المارون لأول مرة، كانت ثقافة إعادة التصنيع التحويلية هذه في تفاعل دائم مع القوى الجيوسياسية.

حمل الحديد في أوائل القرن الثامن عشر قيمة عالية جداً في جزر الهند الغربية حتى بات من المعتاد تفكيك السفن التجارية القديمة وبيعها عند وصولها؛ مما أدى إلى توفر فائض كبير نتج عنه ربح محقق من بيع الخردة بحيث يمكن شراء وتجهيز سفن جديدة من ذات النمط(70). وكانت السفن البريطانية عبارة عن مخازن ضخمة متنقلة لحمل الحديد الذي يحقق فائضاً كبيراً أثناء مدة التجارة الأطلسية، ولذلك ارتبطت هذه السفن الشهيرة والشبيه بـ “الجدران الخشبية” بشكل وثيق بالحديد. تم تصنيع الأكواع -الداعمة لهيكل السفينة- لصنع سفن جديدة، كما استخدمت في صيانة السفن العاملة(71). أما الحلقات الحديدية فاستخدمت كأطواق لتثبت البراميل الخشبية؛ واستخدمت المسامير الحديدية الكبيرة التي يزيد طولها عن قدم واحدة لتثبيت الألواح النحاسية التي كانت شائعة بين السفن الأوروبية العاملة في تجارة البشر(72). وصنعت قطع المدفعية بشكل حصري تقريباً من الحديد الصب(73) [يسمى أحياناً الحديد الزهر- المترجم] ، بينما كانت كتل الخبث والخردة المستخدمة في رحلات تجارة العبيد الأطلسية voyage iron تعمل بمنزلة أثقال وزن [صابورة] ballast وموارد في ذات الوقت.

ومنذ العام 1720، كانت السفن المخالفة للوائح الجمركية والضريبية البريطانية المفروضة على السكر المقطر عرضة للمصادرة والتفكيك والبيع. وفي العام 1779، ووسط تصاعد التوتر مع القوى الأمريكية والأوروبية، توسعت اللائحة لتشمل جميع السفن المستولى عليها من قبل الجمارك والضرائب وغير المطلوبة للخدمة(74). علماً أن عبارة “إعادة تصنيع remanufacture” ظهرت في القرن الثامن عشر كإشارة إلى بقايا منتج مزارعي ما؛ مثل أوراق الشاي المستخدمة؛ المشبعة والملفوفة والمجففة لإعادة بيعها(75). وأصبحت تشير -في القرن التاسع عشر- إلى إعادة تدوير خردة الحديد المبيعة في متاجر الأحواض البحرية(76).

تجاوز نطاق عملية إعادة تصنيع واردات الحديد الضخمة في مناطق حوض البلطيق، حتى أنها تعدت أحجام القضبان الحديدية والمنتجات المصنعة الأخرى الواردة في وثائق وأوراق تجار الحديد، غير أن البيانات تفتقر إلى مقاييس واردات الحديد والأطواق والمسامير والأكواع التي تشكل في معظمها المادة الأساسية لتحقيق الفائض في اقتصاد قائم على إعادة التصنيع. كما لا يمكن فهم تنظيم وتوزيع اقتصاد إعادة التصنيع من خلال ما يتسرب من معلومات مصانع السبك والصهر التجارية والحكومية.

ولفهم أنماط إنتاج واستغلال الحديد في جامايكا في القرن الثامن عشر، أي اقتصاد الجزيرة والبنية التحتية التي تركز على السكر، من الضروري أولاً فهم التشريعات والأطر القانونية الاستعمارية الذي نشأت وتطورت فيه. ففي العام 1719؛ قررت الحكومة البريطانية “عدم جواز تصنيع منتجات حديدية من أي نوع في المزارع؛ ويشمل المنع استخدام الحديد المصهور أو القضبان أو السبائك، وفرضت على المخالفين سلسلة عقوبات محددة… كما أكدت القرارات على ضرورة منع بناء أي ورشة صهر أو سبك تعمل بالمياه أو بأي وسيلة أخرى في المزارع بهدف تحويل الحديد الخام أو الحديد الزهر إلى قضبان أو حديد مدرفل”(77).

وبرغم أن الحديد المستخدم في المزارع كان نوعاً خاصاً يعرف بالحديد الخام المصهور أو” السبيكة الحديدية أو الحديد الزهر pig iron”؛ إلا أنه كان يصنع باستخدام الأخشاب ومخلفات المحاصيل، ووفقاً لما ذكره نائب حاكم ولاية فرجينيا، كان يتم “خلطه عند التشكيل مع [المعدن] الإنكليزي” باستخدام تقنيات الحرفيين العبيد السود لتحويله إلى مادة “صلبة وجيدة مثل الحديد السويدي Sweedish [كذا]”(78). غير أن تهديد السلع الحديدية البريطانية أتى من اعتماد صناعة حديد المزارع على خبرة ومعرفة ومهارة العبيد(79) التي قد تتفوق بدرجات عالية جداً على مثيلتها البريطانية في إنتاج السلع المصنعة وقضبان الحديد. وفي العام 1750، كان رد فعل البرلمان الحمائي البريطاني بإقرار قانون يحظر “إقامة أي عجلة درفلة أو محرك لتقطيع الحديد؛ أو أي صهر للتصفيح [كذا] بالطرق: أو أي فرن لصنع الحديد الصلب (الفولاذ) في أي من [مستعمرات جلالته في أمريكا]”، وتعزز هذا القرار، لاحقاً، بفرض قيود على حركة الحرفيين وتصدير الآلات.

ويُعرف هذا التشريع الاستعماري، باسم “قانون الحديد Iron Act”، وعادة ما ينظر إليه من خلال صلته بسياق تاريخ الولايات المتحدة. غير أنه أسهم أيضاً في ترسيخ الأطر التشريعية ذات الصلة في الأمريكيتين بصورة عامة. كما قمع التشريع الاستعماري، ذاته الذي صنع وحمى مصانع صهر وسبك الحديد الكبيرة وعجلات الدرفلة في بريطانيا، تطورها في الأمريكتين وتناغم مع متطلبات إنتاج السكر والاعتماد على المهارة السوداء لخلق وتشكيل بنية تنظيمية وتوزيعية مختلفة تماماً في جامايكا.

حتى بعد قيام “أوغل” بتوسيع الأعمال في بورت رويال ولينش آيلاند(80) بشكل كبير، استمرت هذه الأشغال العمل بنظام التعاقد بالمقاولة تأسيساً على مهارة الحرفيين السود المتعاقد معهم بالباطن(81)، وفي ذات الوقت كان يتم تعهد أعمال صيانة المزارع، ليتم تأجيرها أو تلقي عقود عمل أخرى من مزارع مختلفة، ففي ستينيات القرن الثامن عشر؛ قام ريتشارد تايلور بالإعلان عن خدماته التي تشمل “أي شيء… في يتعلق بورشة الصناعة”، من مزرعة جون غاردينر في جامايكا(82)؛ وبعد عقد من ذلك قام جورج كاميرون، الذي سبق له العمل في سانت إليزابيث، بالإعلان من مزرعة “دين فالي” في “ويستمورلاند”(83)؛ كما أعلن جون ستيوارت، في “سافانا لا مار” عن رغبته في التعاقد” مع أي شخص لتفقد المزارع أو الحظائر بصورة منتظمة مرة واحدة شهرياً بصورة دائمة”، بالإضافة إلى القيام بأعمال الحدادة المجانية لـ “أولئك الذين يتفضلون عليه بطلب خدمتهم معه في أعمال الصهر(84)… وعند وفاة مالك العبيد ويليام تيت Taitبيعت مزرعته وأرضه في جامايكا إلى جانب ورشة الحدادة والنحاس و35 عبداً من السود من الخدم وممن يعملون في ورش الحديد والنحاس(85).

وتعطي إعلانات الصحف والمذكرات الصادرة عن مجلس النواب House of Assembly لمحة عن المشتغلين بالحدادة ومصانع الحديد التي انتشرت في الجزيرة لاستخدام وتحويل البنية التحتية القديمة للحديد في المزارع وأحواض بناء السفن؛ مثل أثقال الوزن [الصابورة] والمراجل، والأطواق، والسلاسل، والأكواع (الدعائم)؛ وتحويلها -من جديد- إلى مواد قابلة للاستخدام(86). حتى المدافع المعدنية بيعت بصفتها “خردة قديمة “ليصار إلى صهرها وصبّها في أنواع معينة من الأدوات المعدنية في فرن هوائي”(87).

وتكشف هذه الإجراءات الاعتماد الاستعماري على مهارة الحدادين السود، مثل سكوتلاند وفورتشن، العبدين اللذين كانا يعملان في ورشة صهر جون غرات في منطقة سانت جيمس(88)، وكورنوال، وعملهما في ورشة صهر بورتلاند(89). ويظهر استقصاء يتحرى إعلانات الصحف المتعلقة بالأشغال المعدنية عن الشركات القائمة أو بيع الأغراض القديمة عن عدد كبير جداً من الحالات التي تتبع نموذجاً قائماً على ورش الصهر بحجم ضمن ما تسمح به السياسة الاستعمارية البريطانية. بيد أن هذه الأدلة ليست سوى جزء صغير من نطاق أشغال الحدادة وورش السباكة العاملة. ويشير إشعار مصنع سميث ولوغان Smith & Logan في أللي Alley ، فيري Vere، إلى تولي “أعمال الصهر والسباكة” التي كان يديرها سابقاً توماس كوكبيرن “في جميع فروعه”. ولا يوجد إعلان عن أعمال كوكبيرن في الصحف المتاحة بين أيدينا، أو إشعار عن توقف أعماله أو إغلاق ورشته أو بيعها(90).

وفي ذات الوقت، هيمن نظام التعاقد بالمقاولة الذي انتقده “أوغل” في العام 1733 على الإنتاج بعد نحو خمسة عقود عندما سعى “أرشيبالد كامبل”؛ نائب الحاكم الجديد لجامايكا، محاولاً إلى إعادة تنظيم طريقة دفع تكاليف الأعمال العسكرية وإدارتها، منتقداً حجم إنفاقها وسوء إدارتها(91). وكما هو الحال مع “أوغل”؛ وكذلك منطقة الكاريبي التي استعمرتها بريطانيا؛ وإنتاج السكر أيضاً بشكل عام(92)، اعتمد إنتاج الحديد بموجب نظام التعاقد بالمقاولة على مهارة الحدادين السود، الأحرار منهم والعبيد والمارون.

ويعني قياس إنتاج الحديد في جامايكا من حيث المصانع وورش السباكة الضخمة، أو واردات قطع الحديد الخام أو صادرات المواد المصنعة، تجاوز أو إغفال نظام إعادة التصنيع وإساءة فهم لمعنى هذه التحولات.

رأى الحدادون السود الجامايكيون في أدوات الحديد القديمة إمكانية تحويلها لصنع مواد جديدة وتطبيقات جديدة؛ تماماً كما قام الحدادون في غرب ووسط إفريقيا عندما قاموا بتحويل الحديد الأوروبي ليأخذ خصائص وأغراضاً جديدة. وكانت هذه هي أنماط الاستخدام(93) التي تسهم في كشف الآثار الكاملة لصعود وانهيار ورشة السباكة الرابحة التي تأسست إلى الغرب من خليج مورانت في العام 1772 والمعروفة باسم “ريدرز بين Reeder’s Pen”(94).

ابتكارات الحدادين السود التعدينية

وصل جون ريدر إلى جامايكا حوالي العام 1770، بصحبة “مالك في [شركة؟] الهند الغربية” يدعى “بيلي”، ولعله ويليام بيلي، أحد كبار مالكي العبيد الرئيسين في سانت توماس. و”بعد مدة وجيزة من وصوله”، سعى مجلس النواب إلى إنشاء مصنع تعدين لتأمين مراجل وبكرات لمصانع السكر، للكف عن الاعتماد على الأجهزة البريطانية المستوردة التي فرضتها السياسات الاستعمارية البريطانية. نظر بيلي إلى جون ريدر كشاب نشيط وثري؛ ونصح به لهذه المهمة. لكن ريدر رفض الفكرة في بادىء الأمر، مشيراً إلى “جهله التام بمثل هذه الأعمال”؛ فضلاً عن افتقاره لرأس المال اللازم. فاقترح المجلس منحه 3000 جنيه إسترليني على شكل سندات مضمونة، بما يعني دعم المجلس لتجاوز السياسة الاستعمارية(95) فشعر ريدر بالأمان وبدأ العمل على بناء ورشة صهر تضم ثلاثة مبانٍ بمساحات [ محسوبة بالقدم]  66 x 33؛ 63 x 47؛ 66 x 38، ذات جدران مدعمة سميكة (14 بوصة) وجهزت ورشة “بأفضل أنواع الخشب الصلب”؛ بالإضافة إلى “رافعة كبيرة مربوطة ومدعمة بقوة بالحديد”؛ و”أربعة قوالب صهر تحتوي على حوالي 3000 طوبة في كل منها واثنتان تحتويان على حوالي 20000 طوبة”؛ وعجلة مائية(96) وفرنين عاكسين أو كما تعرف أيضاً الأفران الهوائية على الأقل (حيث لا يكون المعدن المسخّن على اتصال مباشر بالوقود)(97)؛ وورش درفلة، حيث كان توفير المياه لها شرطاً أساسياً في عقد الإيجار للعمل(98).. وأرسل ريدر إلى إنكلترة في ذات الوقت، لتوظيف ستين حرفياً أبيضاً لتعليم الحدادين السود على استخدام هذه الآلات التخصصية(99)، لكنه سرعان ما وجدهم غير ضروريين. وفي غضون بضع سنوات، كان الحدادون السود “على دراية كافية لتسيير أعمال الورشة لدرجة أن استغنى ريدر عن جميع الرجال البيض باستثناء اثنين منهم، وتم بناء ورشة سباكة متكاملة قامت بتصنيع ليس فقط أدوات صناعة السكر فحسب، بل حتى المدافع أيضاً”(100).

قام المجلس، في العام 1774، بشرعنة تجاوز قانون الحديد؛ وأصدر سندات بقيمة 3000 جنيه إسترليني بسبب سعي الحكومة البريطانية لاستخدام تسعيرات مقيدة لضمان هيمنتها على المستعمرات الأمريكية. وبعد ذلك بعامين، أثناء ثورة مستعمرات أمريكا الشمالية ضد الحكم الاستعماري البريطاني وتعرض أحد الموارد غير الرسمية للأدوات المستوردة للخطر(101)، بدأت شركة ريدر باستخراج الحديد الخام الجاهز للصهر(102). وكما ذكرنا سابقاً، وفي سياق التصعيد الخطير الناجم عن التوترات الجيوسياسية الأخرى، تم تفكيك جميع السفن التي كانت خارج الخدمة والتي استولت عليها إدارة الجمارك والضرائب والتي لم تكن مطلوبة للخدمة، وبيعت لأغراض إعادة التصنيع(103).

وبحلول العام 1781، وفي خضم هذا البحر من الخردة وحديد المزارع، كانت مهارة الحدادين السود في تشغيل الأفران الهوائية المتعددة في مسبك ريدر تنتج قضبان حديدية(105) وتحقق أربحاً صافية قدرها 4000 جنيه إسترليني سنوياً(106)، بما يعادل 7.4 مليون جنيه من أسعار العام 2020(107).

وأشار ريدر، بعد مرور وقت طويل على اكتمال “المسبك العظيمGreat Foundery [كذا]” وبعد أن أثبت نجاحه؛ بل وتجاوزه جميع التوقعات(108)، إلى ثلاثة عوائق رئيسة وقفت في طريق إنشاء مسبك عظيم كهذا في جامايكا: نقص الفحم واختلاف العمالة ونقص الحديد.

ووجد لكل عقبة حل وفائدة: إذ يمكن استيراد الفحم من ويلز ونيوكاسل بسعر أقل مما يُباع في لندن؛ وكانت المزايا التي يتمتع بها المصنع هنا، بحلاف إنكلترة، تتمثل في الأسعار المنخفضة للخشب والفحم النباتي ووجود الطمي Loam في ذات المكان . أما الاختلاف في العمالة فيمكن تجاوزه “لأنه بحوزتي عددٍ كافٍ من [الحدادين السود]؛ والكثير منهم حرفيين مهرة وقادرين على العمل في جميع أنشطة صناعة الحديد”. وبخصوص عدم وجود الحديد في جامايكا؛ أشار ريدر: “لا يعتبر وجود ثلاثة آلاف طن من خام الحديد في جامايكا كمية مجدية لأصحابها، ولكن حتى لو لم يكن هناك إلا رطل واحد؛ يمكن الحصول على الحديد الزهر pig iron من المواد الخام بشروط أسهل بكثير مما هو متاح في إنكلترة؛ بسبب وفرة الخشب وقربه من مكامن الحديد الخام الغني جداً(109).

ويميز ريدر بين “الخام ore” الذي استخرجه وصهره ليحوله إلى حديد صهر pig يعرف باسم “حديد المزارع plantation iron” وبين “ثلاثة آلاف طن” من الخردة التي عمل الحدادون الحرفيون السود في جامايكا بمهارة “مثالية” على إعادة تصنيعها إلى “قضبان حديد barr iron  [كذا]” مربحة(110).

تم تفكيك ورشة ريدر بأمر من الحاكم العسكري “أرشيبالد كامبل”، بسبب تطبيق الأحكام العرفية في الجزيرة في العام 1782. وادعى ريدر، بعد نحو عام، أن كلفة “المحركات والأدوات” إلى جانب “الصنايعية” بلغت نحو “ثلاثين ألف جنيه”(111). وفي العام 1788 أوصى ستيفن فولر؛ الممثل البريطاني في المجلس بأن مستحقات ريدر تبلغ 15 ألف جنيه فقط؛ بخصم التكلفة الأولى والأعمال المؤقتة لـ 30 صنايعي أبيض و76 [صنايعي أسود] (تقدر بنحو 7 آلاف جنيه فقط) والذين تم توظيفهم بشكل رئيس في تنفيذ أعمال المصنع”(112)، ويعادل هذا نحو 11.2 مليون جنيه بأسعار العام 2020(113).

قام ريدر باتباع جزء من نصيحة فولر؛ فتقدم بالتماس إلى المجلس -بدعم من فولر-(114) وخصم التكلفة الأولى والأعمال المؤقتة ليصبح المبلغ المستحق 22 ألف جنيه بدلاً من 30 ألفاً التي زعمها من قبل لإكمال المصنع (115)، لكنه رفض التنازل عن تكلفة تجميع قوة عمالته الضخمة من الحرفيين السود والتي من شأنها تقليل القيمة التي اقترحها فولر للمصنع إلى 15 ألف جنيه فقط. وتعطينا هذه الأرقام فكرة عن حجم المهارات الأفريقية والأفريقية الكاريبية التي اعتمد عليها مصنع ريدر.

ونذكر هنا بعض الحدادين السود قبل التعميد: ديفونشاير Devonshire؛ مينغو Mingo؛ ابن مينغو؛ فرايدي Friday؛ كابتن جاكCaptain Jack، مات Matt؛ جورجGeorge؛ جيمي Jemmy؛ جاكسون Jackson(116)؛ ويل Will؛ بوب Bob؛ غي Guy؛ كوفي Kofi (Cuffee)(117)؛ كواسي Kwasi (Quashie) (118)

ولاحظ ريدر احتفاظ الحدادين السود الـ 76 الذين أداروا المصنع بمصطلحاتهم الخاصة عن معنى القيمة value وعبروا بها عن خبرات وتجارب مستحضرة وهويات منصهرة أعيد تشكيلها من جديد(119).

جسدت عملات غرب ووسط أفريقيا عدداً من أشكال القيمة المختلفة من رموز تبادلية واستخدامات عملية إلى تعابير طقسية وفنية. إلى جانب الوَدَع والقضبان النحاسية والحديدية، وغالباً ما استخدمت هذه المجتمعات عملات على هيئة رزم من سلع حديدية مصنعة. وقد تتخذ عروض ثروة العروس شكل حزماً من مناجل حديدية متطابقة بما يشير إلى العمل الجاد والإنتاجية وتحقيق الاستفادة والثراء والمكافأة، أو من منحوتات حديدية دقيقة أيضاً تثني على جمال العروس. ولكن عندما تشكل التبادلات تحالفاً في مواجهة حرب وشيكة تبشر بصراع مستقبلي؛ فغالباً ما تقوم هذه المجتمعات بتجمع حزم شفرات حديدية (شكل 2)(120)، وقد تستخدم جميع هذه الأشكال كما هي في -الزراعة والمكانة الاجتماعية والحرب- كما يمكن إعادة تشكيلها أيضاً، بل وحتى جمعها معاً بعملية الطرق لتكتسب قيمة جديدة.

فُهمت مطاحن الحديد والسكر كأدوات تخدم وظائف تقنية مختلفة. فقد عمل طحن قصب السكر بواسطة البكرات المحززة في مطحنة السكر إلى فصل القصب إلى قسمين: العصير والقشر. وعلى النقيض من ذلك، كانت بكرات المطاحن الأوروبية التقليدية مسطحة ملساء تجعل الصفيحة الحديدية التي تمر عبرها متسقة(121). وأغفلت هذه التصنيفات الأوروبية في الشتات الأفريقي عبر الأطلسي، وتقاسم السكر والحديد مساحة مفاهيمية متداخلة(122).

الشكل 2. حزم من قضبان الحديد / شفرات العملات

Fang, Bene. Museum Purchase, Huntington Frothingham Wolcott Fund, 1920.

Courtesy of the Peabody Museum of Archaeology and Ethnology, Harvard University, 20-29-50/B2167.

وكما فصل حدادو ساحل الذهب بدقة قضبان الحديد الأوروبي إلى أغلال ملوثة وسيوف مقدسة؛ قام الجامايكيون السود المرتبطون بمزارع السكر بسحق حزم القصب عبر بكرات محززة لفصل عصير قيم valuesالعبيد عن القشور التي أشعلها المتمردون السود عندما أحرقوا البنية التحتية للعبودية وسووها بالأرض(123). وعندما ربطت مجتمعات غرب ووسط إفريقيا شفرات الحديد في حزم العملات لتشكيل تحالفات بين الجماعات المتباينة، كانت تلك الحزم علامة على الصراع الوشيك. وكذلك الحال أيضاً في جامايكا؛ فقد أدى ربط قصب السكر في حزم إلى تكوين تجربة مشتركة بين الموروثات الإفريقية المختلفة واعتبرت دلالة على الظلم الواجب الرد عليه وتعويضه بحرب عادلة.

تعامل الحدادون السود الذين قاموا بتشغيل مصنع جون ريدر مع تقنية أوروبية قديمة قياساً بتجاربهم الحالية وتاريخهم الحي. ولم يشعروا بضرورة الالتزام بأي تصنيفات أوروبية تقليدية لجهة الممارسة والغرض؛ بل كان عملهم ينبع من ممارساتهم ومن شؤونهم الخاصة، فقاموا بربط خردة الحديد في حزم مثل قصب السكر، وسخنوا الحزم في الفرن الهوائي، ثم قاموا بسحقها بأسطوانات محززة كتلك الموجودة في مطاحن قصب السكر. فحولوا، بذلك، الخردة إلى قضبان حديد ذات قيمة عالية.

كيف تعلم هنري كورت عن الابتكار من عمل الحدادين السود

تأتي أسماء الحدادين السود الذين أداروا مصنع ريدر، باستثناء اسم كواسي، من سجلات حدثيْن مشتركيْن لعملية تعميد كنسية جرت في الثاني من تموز والحادي والثلاثين من كانون الأول على التوالي من العام 1780. أخذ ديفونشاير اسم ويليام بيلي. وأحذ مينغو اسم مالكولم لينغ؛ ونجل مينغو أخذ اسم ناثنيال ريدر؛ وفرايدي اسم جون ريدر؛ والكابتن جاك اسم جون ريدر؛ ومات أخذ اسم صموئيل جيمس؛ وأخذ جورج اسم  توماس تشامينز غودنغ؛ وجيمي أخذ اسم هنري غاليمور؛ وجاكسون اسم روبرت جاكسون(124) وأخذ ويل اسم تشارلز سبنسر؛ وبوب أخذ اسم ديفيد برايس؛ وأخذ غي اسم جون ريدر؛ وأخذ كوفي اسم مارك سينكلير(125). ويشير الوصف إلى أنهم كانوا عبيداً كما أنه لا يمكن اعتبار تعميدهم الجماعي مسألة اختيار حر لهم(126). وفي المقابل تم تعميد كواسي بمفرده عشية الاحتفال بأعياد الميلاد في سانت توماس؛ وهو التعميد الوحيد الذي حدث في ذلك اليوم، ووصف بأنه ليس “ممتلكات” أو “تابع لـ”، ولكن باعتباره مارونياً من بلدة نانيتاون Nanny Town في ويندوورد Windward وأخذ اسم جون ريدر(127). جرت أحداث التعميد الثلاثة في العام ذاته الذي وصف فيه اكتمال ورشة الصهر؛ ولم يتم تسجيل أي أحداث أخرى مماثلة مرتبطة بجون ريدر الأبيض قبل أو بعد ذلك التاريخ.

أظهرت أعمال كينيث بيلبي كيف تسجل مجموعة من الأغاني الطقسية تاريخ مارون ويندوورد المقدس على الساحل الشرقي من خلال أداء طقوس  كورومانتيKromanti Play التقليدية. ويستحضر الاسم الطقوسي “كورومانتي”، من نعرفه من التسمية البريطانية  “Coromantees”****: التي كانت تطلق على الأسرى من أصول وتراث وتقاليد متنوعة تم تداولهم عبر حصن كورومانتيFort Cormantyn على ساحل الذهب. استحضر الجامايكيون السود الكلمة فيما بعد بتشكيل تآلف سياسي قوي لمقاومة نظام الاستعباد البريطاني(128). ما هو محوري في طقوس كرومانتي كان العزف بآلة رئيسة تدعى “أداوو” adawo أو “الحديد”، وتتكون عادةً من نصل منجل أو سكين أو شفرة ساطور (أفانا afana) وقطعة صغيرة من الخردة المعدنية. وكما يشرح بيلبي، يمكن استخدام أي جسم معدني تقريباً، طالما كان يصدر صوتاً كافياً. ومن خلال استعمال نصل المنجل أو الساطور والخردة معاً، تكتسب الآلة قدرة فوق لغوية: وسوف “يتكلم” الحديد.

في تاريخ طقوس كرومانتي الحي -من خلال الأيدي الماهرة الخبيرة- سيخبرنا كيف قام الرجال البيض بجعل حداد أفريقي يصنع أغلالاً للقبض على المارون، ولكن عندما جاء المارون أخذ الحداد الأفريقي قطعة حديد التي كان من المفترض تقييدهم بها، واستخدمها بدلاً من ذلك كأنها “تتحدث” محذرة بلغة أفريقية مشتركة(129)، وضمن هذا العلم(130) أدى لعب الحديد إلى تحويل الأغلال والسلاسل الحديدية إلى تحذير المارون لينجوا بحريتهم.

تعتبر أغاني طقوس كرومانتي خاصة بكواسي رجل المارون الذي من “نانيتاون”، لكنها تسجل كيف جُعل الحديد “يتكلم” لتحقيق غايات أوسع؛ أي تشكيل ائتلاف  سياسي.

لعب القَسَم دوراً مركزياً في سياسات ساحل الذهب -بدءً من القَسَم الصغير (ntam) الذي يتم بتناول شراب سائل، إلى القسَم الكبير (ntamkϵseϵ) الذي يتم بتلميحات كلامية باستخدام سيف مقدس (afena) للتعبير عن الألم الناتج من أحداث لا يمكن وصفها بالكلمات. يزداد هذا القَسَم بمرور الوقت مع إضافة تواريخ جديدة وسيوف جديدة(131)، بحيث اعتبر أهل الاختصاص أنه ينبغي فهم نتامكسي ntamkϵseϵ ” كمجموعة من الحزم***** fasces أو حزمة من القسَم والعهود”(132) مما يستدعي ربطها بحزم الشفرات التي تنصهر لتشكيل تحالف القتال. وعندما أدى بيلبي قسَماً مقدساً؛ فقد حوّله هذا “من عدو قاطع إلى صديق مشروط”، فالتجربة المقدسة أو المحنة أوجدت الطرق المعقدة التي تكيف بها رجل المارون كواسي من نانيتاون مع العلاقات المادية والاجتماعية بين القسَم الرئيسي ntamkϵseϵ والقسَم الصغير ntam وقام المارون بتجسيدها مادياً في تجارب جديدة في الشتات.. وبلغت المحنة ذروتها في وضع شفرة داخل فم بيلبي، “النصل الحاد داخل الفم” بينما صبوا في حلقه سائلاً حلو المذاق مصنوعاً من السكر والماء(133).

جمع هذا الفعل الواحد القسَم الصغير الذي يتم بالشرب والقسم الكبير الذي يتم بنصل السيف الملتصق بالألم والرعب اللذين لا ينبغي وصفهما بالكلمات؛ وتكون حزم الحديد التي تحولت الآن إلى شفرات وحزم القصب [قصب السكر] التي سحقت لتصير عصيراً حلواً؛ المقدس والمدنس. وهنا، تمت إعادة تفسير التراث الأفريقي ليكتسب معانٍ وأهمية وتطبيقات جديدة. ويمثل إدراك هذا أمر بالغ الأهمية لنعرف كيف تعلم هنري كورت من ورشة جون ريدر: من خلال ثورة قادها مناضل من أجل الحرية حمل على عاتقه حماية قوية أطلق عليها البريطانيين “أوبي Obi”.

ظهرت أول رواية منشورة عن المتمردين على شكل إعلان من حاكم جامايكا في أوائل آب 1780 يحذر من أن “أكثر من 40 رجلاً وحوالي 18 امرأة [فارين]” أسسوا مستوطنة في أعماق غابة “فور مايل Four-mile Wood” في سانت ديفيد”. وحدد البريطانيون هؤلاء الثوار بأنهم “كونغوليون في معظمهم” بزعامة رجل يُدعى “بريستول، معروف أكثر باسم ثري فينغر جاك Three-Finger Jack”. قد يكون هذا الزعيم الثوري نشأ في الكونغو، لكن مالكي العبيد البريطانيين أشهروه بهذا الاسم لتمييزه عن التحالفات السياسية للسود في جامايكا الذين كانت تهيمن عليهم رموز ثقافية تعود لتراث الأكان(134). شجب حاكم الجزيرة سلوك المتمردين، مستشهداً بشروط المعاهدات، ودعا إلى “إرسال المارون لقتالهم”(135).

وخلال الأشهر اللاحقة، نقلت الصحف من جامايكا إلى إيرلندا قصصاً كثيرةً عن جاك ذي الأصابع الثلاثة(136)، ومع كل تقرير جديد عن مقاومته، نما بين الجامايكيين السود والبيض على حد سواء ما أطلق عليها البريطانيون تسمية “أوبي”، أي الحماية القوية(137). أثار تهديد وعِلم جاك قلق مجلس النواب حتى أنه أعلن، في أوائل كانون الأول 1780 مكافأة قدرها مائة جنيه؛ مع إضافة خمسة جنيهات عن كل رجل من مجموعته(138). وفي 23 كانون الثاني 1781، ظهر خبر يشير إلى مقتل عبد يدعى جون فوراكريس أثناء محاولته القبض على جاك(139). ورداً على ذلك قام المجلس بزيادة قيمة المكافأة لتصل إلى مئتي جنيه إسترليني مقابل رأس القائد الثوري جاك(140)؛ وحتى عند هذه النقطة أمّن عِلم جاك حمايته وحافظ على سمعته ومكانته، إلا أنه قُتل أخيراً، بعد معركة يائسة، على يد رجل من مارون ويندوورد يدعى جون ريدر يوم 27 كانون الثاني 1781(141).

وكما ذكر سابقاً، كان كواسي من المارون استخدمه المستعبد الأبيض جون ريدر لخبرته في الحدادة. لم يكن كواسي يعرف عمره بالضبط، إلا أن الصحف المحلية نقلت عنه قوله إنه كان “فتى قوياً عندما عقد أول اتفاق مع المارون في العام 1739″، مما يجعل عمره بحدود 45 عاماً تقريباً عندما سجل اسم بلدته “نانيتاون” في سجل رعية الأبرشية(142). صادرت السجلات الحكومية أسماء مدن المارون وأعطتها أسماء استعمارية(143)، لكن كواسي أكد على اسم المارون حتى عندما تخلى عن اسمه ليأخذ اسم مالك ورشة السبك. غير أن بعض المارون الآخرون عمدوا إلى إرضاء السلطات الاستعمارية باتخاذهم أسماءً وألقاباً مسيحيةً باللغة الإنكليزية، مثل إدوارد كراوفورد، زعيم بلدة كراوفورد التي حملت اسمه حوالي العام 1746(144). ولكن أسباب كواسي مهمة للغاية هنا.

لا نملك عن ثري فينغر جاك إلا رواية واحدة دقيقة معاصرة له كان قد دونها بنيامين موسلي، وهو طبيب أبيض عرف الأفراد المتورطين في قتل جاك؛ وشهد عودتهم.

كتب موسلي القصة كجز من عمله رسالة عن السّكر Treatise on Sugar في العام 1799(145)، يصف فيها كيف كان يلجأ المرضى إلى رجل أو امرأة “أوبي” الذين كانوا يعالجون مرضاهم باستخدام مهارتهم في التواصل مع الكائنات والعوامل الروحية؛ وللقيام بذلك، يقوم رجل أو امرأة الأوبي بمعالجة جسد الشخص المصاب في عملية أطلق عليها موسلي “المغنطة الصلبة”، وتتمثل بطرق قضيب حديدي حتى يتمغنط(146). وتشير خاصية مينكيسي Minkisi (مفردها نكيسي nkisi رمز القوة) في طب وسط وغرب أفريقيا إلى غرز شظايا الحديد في جسد تمثال خشبي “نكيسي” لحل الخلافات الاجتماعية في المادة ذاتها(147). ويصف موسلي عملية عكسية لهذه العملية في السياق الجامايكي، حيث يقوم رجل أو امرأة من أوبي بإخراج “مسمار صدئ قديم… من الجزء [المصاب]؛ فيشفى المريض ويتحسن في اليوم التالي. ووفقاً لموسلي، كانت حماية جاك بمنزلة عِلم. وكان قادراً، من خلال الممارسات المادية، على استيعاب الوكلاء الروحيين وجمع قوتهم وفاعليتهم لتحقيق أغراضه.

أظهرت النبوءة أن رجلاً من الـ “أوبي” هو من سوف يهزم جاك.. ولكن ليس أي أوبي؛ بل “أوبي أبيض”.

اختار كواسي التعميد ليحمي نفسه ليس فقط من “أوبي” جاك، كما قال البريطانيون، ولكن لاستخدام “أوبي أبيض” ضده(148). وأظهر مقتل العبد جون فوراكريس أن الاسم الغربي وحده ليس كافياً بحد ذاته للحماية من عِلم جاك. لم تكن قوة اسم ريدر بالنسبة إلى كواسي تكمن في بياضه أو في الطقوسٍ المسيحية، بل في فن وعلم الحدادة والتعدين. وكان اسم جون ريدر هو أيضاً اسم المصنع الذي أداره الحدادون السود؛ حيث أثبتوا قدرتهم ومهارتهم على تحويل الخصائص والعلاقات. وهكذا كان كواسي يحمل اسم ريدر؛ ولم يُعَمّد في أي يوم. فيوم عيد الميلاد في جامايكا هو وقت لكرنفال نوع من “التعلق الروحي”(149) الذي يشير إلى تغيير علاقات القوة، وهو وقت لقلب علاقات السلطة حيث ستكون روح جون كوني، أحد أمراء الحرب الأكان المتمتع بسلطة كبيرة في ساحل الذهب رجل العِلم الذي يقود الرقص(150). كما ذكر مالك العبيد إدوارد لونغ قبل ست سنوات فقط(151): “تظهر الاحتفالات في العديد من المدن خلال عطلة أعياد الميلاد… فيظهر الرجال الضخام الأقوياء الطوال وهم يرتدون أزياء  غريبة؛ عادة ما تكون بشعة، ويعلو رؤوسهم زوجاً من “القرون -قرون الثيران- تنبت من أعلى الأقنعة المرعبة؛ أكثر ما تكون مخيفة من جهة الفم حيث تبرز أنياب كبيرة تشبه أنياب الخنزير. يحمل أحد الرجال المتنكرين سيفاً خشبياً في يده ويتبعه حشد من النساء الثملات اللواتي ينعشنه برشفة شراب من ماء اليانسون على نحو متكرر، بينما بواصل الرجل المقنع الرقص بسيفه عند كل باب ويصرخ بحماس شديد “جون كونو”! ويكرر هو والنساء رقصهم حتى يدور الشراب في الرؤوس؛ وعلى وقع الحركات الراقصة سيصاب الجميع بما يشبه الحمى الفظيعة”(152).

تنتمي الأشياء المسماة “جون” أو النسح المشابهة للصوت مثل “جينjun” و”جانjan”، في جامايكا، إلى روح جون كونو(153). وعندما اتخذ كواسي اسم جون ريدر في يوم جون كونو وقاد الموكب للبحث عن جاك ذي الأصابع الثلاثة استحوذ على القوة الروحية لمصنع ريدر. لقد شاهده موسلي وهو يحمل غنائم انتصاره على جاك إلى مدينة كينغستون، يتبعه “جمع غفير”. وفي غضون أيام انتشرت الأخبار في أرجاء الجزيرة(154).

وبعد نحو شهرين، وصل جون كورت ربان السفينة آبي، إلى كينغستون(155). ولاحظ بأم عينه إعلان المجلس عن مكافأة للقبض على “جاك ذو الأصابع الثلاثة” في آب 1780(156)؛ وقد بدى كما لو أنه يبادل سكان الجزيرة أخبار الفضائح البريطانية بقصة موت جاك المثيرة، تماماً مثلما كان يقايض ما يحمله من أحذية وملابس فاخرة وأثاث من خشب الماهوغني والشعر المجعد المستعار والشموع من لانكستر مقابل السكر والقهوة والروم والقطن وخشب لينوم فيتاي lignum vitae الجامايكي الثقيل (157). وعاد في وقت لاحق من العام؛ إلى الجزيرة ضمن قافلة بحرية(158)، عندما انفصلت سفينته عن مسارها وجنحت؛ فتخلى عن فكرة الإبحار باتجاه لانكستر -وجهته المقصودة- بسبب الإرهاق وقلة المؤن”. ليرسو أخيراً في بورتسموث بفضل “الضخ المتواصل”، ومؤونة خبز “تكفي لثلاثة أيام”(159)، والتقى هناك بابن عمه هنري”(160)، الذي يدير مصنعاً للحديد ويعاني من صعوبات مالية؛ وقد وجده جون على وشك الإفلاس، وغارقاً في ديون هائلة ومحاطاً بأكوام في خردة الحديد البحرية، وليس ثمة ما يمكنه عمله لتفادي أية خسائر إضافية(161). عندما شاهد هنري كورت استثماراته تغرق وتكاد تتلاشى في أكوام خردة الحديد الصدأة، تناهى إلى مسامعه أخبار جيدة من جامايكا؛ القصة المثيرة عن موت جاك ذي الأصابع الثلاثة على يد رجل معمّد من المارون يحمل اسم مسيحي هو جون ريدر، وهو اسم أطلق على ورشة صهر حديد يعمل فيها نحو 76 حرفياً أسوداً، طوّروا طرقاً بارعةً في تحويل خردة الحديد إلى مادة عالية القيمة.

علم هنري كورت بمصنع جون ريدر هذا وبأرباحه الصافية التي بلغت حوالي 4 آلاف جينه إسترليني سنوياً(162)؛ بما يعادل حوالي 7.4 مليون جنيه بأسعار العام 2020(163).

ورث الشاب هنري كورت “ثروة خاصة” من والده الذي كان “صاحب تجارة واسعة في لانكستر”(164)؛ رابع موانىء بريطانيا لتجارة البشر، حيث كان نظام العبودية “سلعة أساسية” و”شريان الحياة” فيها(165). لم يمكن هنري كورت وأفراد أسرته بعيدين عن هذه الأنشطة حيث دمجت الأسرة ثروتها فيها، فاستثمرت جين كورت ابنة عمّه الكبرى وراعيته ثروتها في تجارة العبيد من خلال امتلاكها للعقارات ورأس المال اللازم لمثل هذه الأنشطة التجارية. وكان شقيقها وابنه من تجار جزر الهند الغربية في لانكستر، إلى جانب ابن عمهم جون كورت قبطان سفينة آبي(166).

براءات اختراع هنري كورت، ورأس المال العبودي البريطاني، ومسبك جون ريدر

وهكذا، حصل الشاب هنري، بفضل ثروة العائلة والعلاقات المبنية على رأس المال القائم على الاستعباد البريطاني، على وظيفة مربحة في مجال الاستثمار المالي والتمويل وهو في سن السادسة عشرة، وصار شريكاً عندما بلغ من العمر21 عاماً؛ وأسس شركته الخاصة وهو بعمر 24 عاماً فقط. وبعد 20 عاماً من العمل المصرفي واستثمار أموال ضباط بارزين من بينهم شقيق ملك إنكلترة والعديد من كبار ضباط البحرية ذوي النفوذ الرفيع (167) استحوذ على مصهر حديد لأحد عملائه الضباط في العام 1775؛ في منطقة سولنت على ساحل بحر المانش، وكان مطلوب منه تزويد بورتسموث بكميات كبيرة من المواد الحديدية، والتي يعد ميناؤها البحري أحد ستة أحواض بحرية تابعة للبحرية الملكية وعلى صلة وثيقة بمدينة ساوثمبتون، حيث قام جين باربو قبل عدة عقود بتحديث روايته عن تجارة أفريقيا لتتماشى مع تركيز السوق البريطانية على تجارة الحديد(168).

ولكن بعد خمس سنوات، وبينما كان مصهر جون ريدر في جامايكا على وشك الاكتمال، كان هنري كورت يكافح لتحقيق توازنه المالي. وزاره في العام 1780 جيمس كيرك، أحد مفوضي هيئة الإمداد والتموين البحرية Navy Victualling Board لتوقيع عقد جديد لصنع أطواق الصواري  لفائدة البحرية الملكية، لكن كورت أخبره بعدم امتلاكه المعدات الكافية كما ليس بحوزته إلا بعض مطارق تعدين تعمل بالطاقة المائية؛ لكنه أبدى استعداده لتركيب عجلات درفلة وبقية القطع اللازمة لصنع الأطواق “فيما لو حظي بتشجيع مناسب”. وهكذا وُقع العقد في الأول من تشرين الأول 1780، واقترض كورت مبالغ كبيرة، لبناء المطاحن المطلوبة، من وكيل آخر على علاقة وثيقة بالبحرية يدعى آدم جيليكوي(169).

بنى هنري كورت تصورات كبيرة عن نتائج المشروع متوقعاً احتكاراً مربحاً، إما بتحويل الحديد الجديد إلى صفائح ملساء ناعمة وتقطيعها إلى شرائح لتقوم، بعد ذلك، ورش صناعة السفن البحرية بثنيها وتحويلها إلى أطواق؛ أو الاتجار بصفائح جديدة مقطوعة ومدرفلة مسبقاً لأشغال أخرى. ولكن اتضح، على مدى الأشهر التالية، أن واقع العقد لم يكن كما كان يأمل منه. وبدلاً من تحقيق ربح سريع، فقد كان ملزماً باستلام الخردة من البحرية الملكية ومبادلتها بحديد جديد. وبحلول كانون الثاني1781، وجد نفسه محاطاً “بكميات هائلة من الأطواق الحديدية القديمة” و “لم تكن ثمة فرصة لمعالجتها بأي طريقة عادية دون تكبده خسارة كبيرة”؛ وعند هذه النقطة وصل إلى طريق مسدود؛ وبات واضحاً له حجم خسائره التي قدرت بنحو عشرة آلاف جنيه، أي ما يعادل تكلفة نسبية قدرها 1.3 مليون جنيه بأسعار العام 2020. وبعد أن غمرته، تقريباً، ديون آدم جيليكوي، لم يجد سبيل سوى الموافقة على إدخال صموئيل جيليكوي، ابن آدم، شريكاً معه لضمان أموال أبيه(170).

وفيما بعد، ادعى ريتشارد كورت، ابن هنري كورت، أن والده لم يكن على علم بمصدر الأموال التي اقترضها والده من جيليكوي؛ والتي كانت بالأساس جزء من الأموال العامة، وليس من مال جيليكوي الخاص(171)، ولكن التذرع بالجهل أحاط بالتحقيق الذي فتح في بداية القرن التاسع عشر بشأن عملية الاختلاس(172). وكان هنري كورت على دراية بأنشطة جيليكوي أكثر مما يعرف عن أعمال مصهر الحديد -فقد كان يملكه لمدة تقارب العقدين(173). وفي تشرين الأول 1780 احتاج هنري كورت إلى ضمان قبل توقيع عقد البحرية(174). ويبدو أن الأخبار القادمة من جامايكا، في تشرين الثاني 1781، عن تحويل مصهر جون ريدر الخردة إلى حديد ثمين عالي القيمة، كان لها بالغ الأثر على قناعته بوجود وسيلة أخرى لتحسين وضعه المالي، لأنه بعد زيارة ابن عمه، جون، قام هنري بفعل ما كان يعرفه جيداً، واقترض المزيد من المال.

وكانت الحكومة البريطانية  قد فرضت في المدة ما بين 3 آذار و 3 أيار1782، الأحكام العرفية على جامايكا(175). وأمر أرشيبالد كامبل حاكم الجزيرة بتدمير ورشة جون ريدر خوفاً من “توظيفها [لأغراض عسكرية] فيما لو وقعت بيد عدو قوي واحتل أجزاء من الجزيرة، وهو أمر ليس مستبعد حدوثه بين لحظة وأخرىً”(176). وأشار كامبل إلى التهديد الذي تشكله “القوى المتحدة لكل من فرنسا وإسبانيا وهولندة”(177)، لكنه اعتبر مخاطر التهديد الداخلي أكثر خطورة. ووفقاً لتحرياته، سيصبح المسلحون “على درجة عالية من الرعب” فيما لو اتخذوا مواقعهم في الجبال، كما فعل جاك والمارون.

كانت مهارة الحدادين السود هي التي صنعت الورشة، وقد جعل تهديد السود بالانتقام بأن يأمر كامبل “الرواد السود” بتفكيك الورشة(178). “وتسويتها بالأرض”؛ وأصبحت آلات صنع “القضبان الحديدية” “عديمة الفائدة تماماً”(179). كما تم نقل أي شيء “قد يكون مفيداً للعدو… على متن سفن جلالته”(180)، ودمجه في البنية التحتية للبحرية الملكية التي نقلت المخازن والمعدات البحرية غير المستخدمة من جامايكا إلى القاعدة البحرية في بورتسموث(181)، حيث يعمل هنري كورت، الذي كانت تتمحور أعماله، قبل دخوله تجارة الحديد، لفائدى العديد من العملاء من أصحاب النفوذ والمناصب العالية في منطقة البحر الكاريبي، مثل ويليام بورنابي، القائد العام لسرب الهند الغربية ومحطة جامايكا 1763-1766(182)،ويعمل بوظيفة عالية في جزر الهند الغربية، ويحظى بأهمية شديدة لدى كورت بصفته وكيلاً ومحامياً له صلاته العديدة في جامايكا سوف تساعده في ضمان حصولهما على سعر جيد وعلى نصيبيهما من الأموال من أي جوائز كانت -مثل المعدات والمركبات والسفن والبضائع التي تم الاستيلاء عليها أثناء النزاع المسلح(183). وكان جون كورت قد شحن بنفسه حمولات الجوائز من البضائع المستولى عليها من جامايكا إلى إنكلترة(184).

وفي العام 1783، ادعى هنري كورت أن الابتكار الذي منحه مكانته كان نتاج لـ “الدراسة العظيمة، والعمل، والإنفاق الكبير [كذا]، في محاولة اختبار مجموعة متنوعة من التجارب والعديد من الاكتشافات”(185). غير أنه لم يعثر على أي تقرير يشير إلى ما قد تتضمنه هذه الدراسة أو الجهد أو التجارب المزعومة(186). وعندما سئل، بعد سنوات، للتحقيق في تكاليف مشروعه بدا عليه كما لو أنه “لم يكن على علم بشيء”(187).

لكن سجلات كورت المالية للعام 1782 توثق اقتراضه ما مجموعه 27 ألف جنيهه إسترليني من جيليكوي وذلك بعد زيارة جون ابن عمه في تشرين الثاني 1781(188). وهو مبلغ إنفاق مماثل للأعمال الكبيرة التي قدرها جون ريدر في جامايكا، والتي كانت تصل إلى إجمالي 30 ألف جنيه إسترليني؛ و22 ألف جنيه إسترليني دون حساب التكلفة الأولية وتكلفة الأعمال العرضية الطارئة(189). وللعلم، تم تفكيك مصهر جون ريدر وتحميله على متن السفن ما بين الثالث من آذار والثالث من أيار 1782، ولم يستغرق الأمر كثيراً، إذ بحلول الرابع عشر من 14 كانون الأول1782، وفي الوقت الذي حصل فيه على 27 ألف جنيه إسترليني، يخرج هنري كورت ويعلن على الملأ تقديم “المشروع الشقيق” لإنجاز محرك جيمس وات البخاري الذي قدمته شركة بولتون آند وات، ويعلن اكتشافه “سراً عظيماً في صناعة الحديد”(190).

جدول زمني للأحداث

     رجل الأعمال المصرفي هنري كورت يستولي على مصانع بورتسموث من أحد مُدينيه. ويتعرض لخسائر كبيرة            1775
     اكتمال ورشة جون ريدر. يقوم حرفيون سود مجهزين بمطاحن تدوير تعمل بالماء، بإعادة تصنيع آلاف

الأطنان من الخردة إلى حديد عالي القيمة. ويحقق ريدر أرباحاً صافية  تصل إلى حوالي 4000 جنيه إسترليني

سنوياً، أي ما يعادل 7.4 مليون جنيه بأسعار العام 2020. وكانت بكرات طحن قصب سكر المزارع

من بين المواد  التي صنعتها ورشة ريدر

     كانون الأول 1780
     يسعى هنري كورت جاهداً لتحقيق التوازن المالي لأنشطته التجارية، ويستثمر مبالغ كبيرة لإنشاء عجلة درفلة.

ولكنه يتعرض إلى خسائر كبيرة تصل إلى ما يقرب من 10،000 جنيه إسترليني

      كانون الأول 1780
      تعميد كواسي باسم جون ريدر       كانون الأول 1780
     يقتل كواسي جاك ثلاثي الأصابع       كانون الثاني 1781
    يصل جون كورت إلى بورتسموث ويحمل أخباراً من جامايكا ويجد ابن عمه هنري على وشك الإفلاس

ويغرق في أكوام من الحديد بسبب  عقد البحرية.

       تشرين الثاني 1781
     يبدأ هنري كورت تجاربه     تشرين الثاني/ كانون الأول 1781
     تفكيك ورشة ريدر وشحنها إلى بريطانيا ووصولها إلى بورتسموث         ربيع 1781
     يحصل كورت على 27 ألف جنيه إسترليني؛ أي ما يعادل قيمة ورشة ريدر          1782
    يعلن هنري كورت، من موقعه في بورتسموث، عن “اكتشاف بعض الأسرار الكبرى المتعلقة بصناعة الحديد”

باستخدام بكرات المزارع المحززة والمرتبطة بمصانع السكر

      كانون الأول 1782

وفي السابع من كانون الثاني 1783؛ تقدم كورت بطلب الحصول على براءة اختراع ليؤمن ما “اكتشفه”. وحددت براءة الاختراع تقنيات مختلفة لـ “تجميع” خردة الحديد؛ وتسخين الرزم المعدنية إلى “درجة حرارة اللحام” في “فرن هوائي عادي، يُسمى عادةً فرن كرات الصهر balling furnace”؛ ثم تشكيلها بالطرق أو درفلتها بأسطوانات. ومنذ ذلك الحين، صرح العديد من المعلقين عن إعجابهم بالابتكار المذهل كما تصفه براءة الاختراع للعام 1783 لا سيما تركيزه على خردة الحديد، وحيث اتبع كورت بعناية عملية تجميع رزم الخردة وتسخينها، ثم تشكيلها عبر “بكرات محززة”، حيث ستتحلل “خردة الحديد أو الحديد الصدأ” تحت ضغط هذه البكرات.. لينتج حديد جيد للغاية دون الحاجة لأية عملية أخرى”؛ بينما تحدث عملية إعادة تنقية وتشكيل لـ “حديد السبائك أو حديد المزارع -الفولاذ المصبوب، المعروف باسم الحديد الزهر، والحديد الزهر القديم…”. وبهذه الطريقة، يمكن “لأسوء أنواع الحديد العادي التحول إلى حديد عالي الجودة في الحال… من خلال العملية البسيطة [كذا]…  حيث تسخن قطع الحديد غير النقية بالطريقة ذاتها، وتمرر عبر “البكرات، فتلتحم دفعة واحدة في جسم صلب واحد في ذات الوقت، وتتحول إلى حديد صلب جيد(191).

ووفقاً لأحد معاصري كورت وزميله في صناعة الحديد، استخدم كورت “محاولات لف الحديد في بكرات أسطوانية مجوفة، ولكن لم تتم محاولة درفلة الحديد المصقول في بكرات محززة مطلقاً، وهو أمر مختلف تماماً”(192). لقد كان هناك بكرات أو أسطوانات محززة مشابهة لتلك الموجودة في مصانع السكر، وتُغذى بأطواق الصواري القديمة المقطوعة والمطوية مثل حزم قصب السكر. “اكتشف” كورت كيفية تحويل حزم الخردة إلى قضبان حديدية عالية القيمة. لكن سبق لورشة جون ريدر، المفككة الآن، أن حققت هذا التحول الميكانيكي قبل ذلك بسنوات باستخدام خردة الحديد، والأفران وعجلات الدرفلة(193)، ومهارة 76 من الحدادين السود بمن فيهم ديفونشاير؛ مينغو. ابن مينغو فرايدي؛ كابتن جاك؛ جورج، جيمي، جاكسون(194)، ويل ،بوب. مان؛ كوفي(195)، كواسي(196).

وفي شباط من العام التالي، تحدث كورت بالتفصيل عن استخدام فرن الهواء الموصوف في براءة الاختراع السابقة لعام 1783، من خلال براءة اختراع أولى في اسكتلندة وبراءة اختراع ثانية في إنكلترة(197). كان نوع الحرارة غير المباشرة التي ينتجها الفرن الهوائي على الحزم الحديدية مهماً في براءة اختراعه الأولى، حيث تم تحديد الحزم الحديدية كرزم مسخنة إلى “حرارة اللحام” (أي الحرارة البيضاء حيث تتلاصق القطع المميزة). لكن في براءة الاختراع الإنكليزية الثانية هذه، ذهب إلى مزيد من التفاصيل، واصفاً كيف يقوم الصنايعي بتسخين المعدن حتى يذوب ثم يتم تحريك المعدن السائل بفتحة أسفل باب الفرن ويقوم الصنايعي -عن طريق التحريك- بنقل قشرة سطحية من الحديد فتنكشف الشوائب التي ستحترق تدريجياً بفعل الحرارة، ومع احتراقها سوف ترتفع نقطة انصهار الحديد بحيث يتصلب، ويصبح جاهزاً للجمع في كتل بالحجم المطلوب وسحبها من باب الفرن(198).

ويشير استخدام كورت لمصطلح “فرن هوائي عادي” إلى أن هذه العملية كانت معروفة على نطاق واسع حتى في براءة اختراعه الأولى، حيث أوضح أن “فرن الهواء” الذي كان “يسمى عادة فرن الكرات” يصف تحويل المعدن(199). وما زعمه كورت ومن بعده المعلقون اللاحقون أنه مبتكر يتمثل في الجمع المحدد بين العمليات المدمجة التي تشمل  تجميع الخردة المعدنية وحديد السبائك الخام؛ وتسخينها في فرن هوائي يعمل بحرق الفحم الخام؛ ثم تمرير الخردة المصهورة عبر بكرات محززة لإنتاج قضبان حديدية ثمينة ذات قيمة عالية(200).

كان الحدادون السود في مصهر جون ريدر لديهم فرنين على الأقل(201) (من تلك الأفران التي يسميها كورت أفراناً هوائية) تعمل بالفحم الخام(202). وكان لديهم عجلة درفلة(203)، وبكرات محززة(204). وعن طريق تطبيقهم عمليات التعدين “المثالية” الخاصة بهم على هذا الجمع من التكنولوجيا، تمكنوا من تحويل خردة الحديد وسبائك الحديد الخام إلى قضبان عالية القيمة حتى قبل أن يدخل كورت في مجال صناعة الحديد(205).

طالب كورت في براءة اختراعه الثانية 1784 بالأسبقية والحق الحصري في “صنع واستخدام وممارسة وبيع الاختراع المذكور” ليس فقط داخل إنكلترا وويلز والحدود الشمالية لإنكلترا، ولكن أيضاً في “جميع المستعمرات والمزارع في الخارج”(206)..

لقد مثلت براءة الاختراع احتكاراً استعمارياً. ولم تكن ثقافة إعادة التصنيع في جامايكا مصدر الفكرة والتطبيق الذي تبناه فحسب، بل أيضاً التأكيد على أن الاحتكار سيكون مربحاً(207).

وفي العام 1784، عندما تم تسجيل براءة اختراع كورت الإنكليزية الثانية، وأعلن السياسي والمؤيد الصريح للعبودية، جون بيكر هولرويد، بأن “معرفتنا بتجارة الحديد تبدو حتى الآن في مهدها”. وفي إشارة مباشرة إلى خسارة الحرب الأمريكية وتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، وصف ما دعاها “عملية كورت” بأنها “أكثر فائدة لبريطانيا من ثلاث عشرة مستعمرة”(208). فمن خلال براءة اختراع كورت كانت المستعمرات السابقة ستصبح أسواقاً للمصنوعات البريطانية وأصبحت الثورة الأمريكية تدشن نموذجاً جديداً لاستخراج وتعدين الحديد البريطاني(209). وقد جعل كورت من كلام هولرويد توصية في مواد حملته الترويجية(210).

وفي أواخر آب1789، توفي آدم جيليكوي، الشريك المالي لشركة كورت، فجأة، وتبين أن شراكتهما تأسست على مبلغ 39676 جنيهاً إسترلينياً مختلسة من أموال البحرية الملكية(211). وبدأت على الفور لجنة من هيئة البحرية بحجز ومصادرة الممتلكات والأصول المصرفية لمصنع الحديدـ بما في ذلك براءات اختراعه (212). وبنهاية أيلول، قدم كورت طلب إشهار إفلاسه؛ وساعده بعض الأصدقاء في سداد ديونه والحصول على معاش تقاعدي صغير. وفي إطار جهودهم لرد اعتباره أطلقوا أسطورة المخترع البطولي(213). وبعد عامين من وفاته، في أيار 1800، اشترى أبناؤه أرضاً في بيربيس تحت اسم “كورت آند كومباني”(214)؛ وابتداءً من العام 1803، على الأقل، أصبح وليم ابنه مالكاً للعبيد هناك وانضم إليه شقيقاه الأكبر هنري والأصغر فريديريك في العام 1805(215).

خاتمة

وصفت السرديات الأورو أمريكية، في أغلبها، مجموع العمليات التي اعتمد عليها كورت ونسبت إليه كأحد أهم الابتكارات في صنع وتشكيل العالم الحديث.

ولا يدور حديثنا هنا في هذه الدراسة عن سرقة مجموع هذه العمليات والإجراءات التي طورها الحدادون السود في جامايكا، بل كان طموحنا الرئيس يتمثل في معالجة ممارسات وأغراض بعض هؤلاء الحرفيين السود وفقاً لشروطهم الخاصة.

قدّم القسم الأول بعضاً من أهم مجتمعات صناعة الحديد في تاريخ العالم(216) وهي المناطق المقابلة لساحل الذهب وخليجي بينين وبيافرا. حيث أحضر التجار الأوروبيون كميات ضخمة من قضبان حديد البلطيق لتلبية الحاجات التجارية الإقليمية المتغيرة(217). ولكن بدلاً من استبدال الإنتاج المحلي، أدى هذا التدفق الضخم للحديد الأوروبي إلى توسع هائل في إنتاج الحديد عالي الجودة من مرتفعات فولتا الشمالية في غانا وتوغو وصولاً إلى إقليم إيغبولاند وغرب الكاميرون. في غضون ذلك، تكاثرت وتنوعت وانتشرت وارتحلت سلالات الحدادين، وأعادوا تصنيع الحديد الأوروبي بأشكال وخصائص جديدة. وجسّد الحديد في أحيان كثيرة مبادئ المقدس والمدنس ضمن مفاهيم وممارسات هذه المناطق والأفكار التي تبادلوها. كما لعب تشكيله وصياغته دوراً فعالاً في مواجهة هجمة تجارة البشر الأوروبية، كما كان وسيلة للتعبير عن تشكيل تحالفات قتالية وشفاء وتعبير عن الحزن.

وعبّر الجامايكيون السود عن هذه التواريخ الحية من خلال تجاربهم في الشتات، وبذلك صنعوا أشكالًا جديدة من المعنى.

استعرض القسم الثاني بعض شروط تلك التعابير والتفسيرات، حيث أشرنا إلى اعتماد الصناعات المكثفة والقواعد العسكرية؛ والشبكات البحرية الاستعمارية البريطانية الخاصة بتجارة العبيد في جامايكا على مهارة الحدادين السود في إعادة تصنيع أثقال الوزن [الصابورة] والخردة الأوروبية.

والمهارات التي حافظت على هذا النظام، هي ذاتها التي أطاحت به، حيث حوّل المارون السلاسل والأغلال إلى أسلحة للمقاومة، مما أجبر البريطانيين على توقيع اتفاقيات معهم في عامي 1739-1740. والتي تم على إثرها توسيع إنتاج السكر في الجزيرة بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة الطلب على الحديد.

قدم القسم الثالث بعضاً من سير 76  فرداً من  الحدادين السود الذين أداروا ورشة صهر سميت على اسم المستعبِد الأبيض، جون ريدر، وحوّل هؤلاء الحرفيين الخردة المعدنية وسبائك الحديد الخام، بفضل مهارتهم المثالية، إلى أفضل أنواع الحديد، مما حقق أرباحاً مذهلةً لورشة الصهر. كما نصف هنا كيف يمكن للأفراد مثل ديفونشاير؛ ومينغو وفرايدي ابن مينغو؛ وكابتن جاك؛ ومات، وجورج. وجيمي؛ وجاكسون. وويل؛ وبوب؛ وغي؛ وكوفي. وكواسي الاستفادة من تاريخهم المعيشي الحي وخبرات الشتات واستخدامه لتشكيل تعبيرات جديدة عن الهوية. وأظهرنا أهمية تجميع ورزم الأنصال الحديدية، وهو نهج كان يستخدم في كثير من الأحيان لتشكيل تحالفات قتالية بين مجتمعات غرب ووسط إفريقيا؛ وكيف ربطت حزم قصب السكر في جامايكا بحزم الحديد تلك، حيث تشكل الحديد في جامايكا على هيئة رزم تم صقلها ودحلها مثل أعواد قصب السكر. وفي العام 2019، وصفت ليديا جيبسون قيام شركة أكومبونغ تاون ليوورد مارونز Accompong Town Leeward Maroons اليوم بزراعة قصب السكر حول المواقع المقدسة حيث تلتقي العوالم الروحية والإنسانية(218).

وإذن؛ منذ 240 عاماً، شارك الحديد والسكر في هذا الفضاء المفاهيمي لتجسيد مبادئ المقدس والمدنس.

وهذا ما يظهره القسم الرابع عبر توضيح استعدادات كواسي لهزيمة مناضل الحرية المعروف باسم جاك ذي الأصابع الثلاثة كتعبير عن هذه القوة.

كان كواسي واحداً من 76 حداداً أسوداً يعملون في ورشة جون ريدر، وكان من مارون نانيتاون في منطقة ويندوورد، وهو مجتمع يتكلم تاريخه الحي عن تراث الأكان، بينما كان جاك زعيماً لـ 58 عبداً ممن فروا من الاستعباد، أشار إليهم البريطانيون بصفتهم من الكونغو في وسط أفريقيا.

لعب الحديد دوراً حاسماً في التعبيرات المادية للقوة والفعالية التي أدت إلى مقتل جاك على يد كواسي. ومن الجدير ذكره إنجاز الكثير من الأعمال المهمة على صعيد الدراما الإيمائية الاستعمارية عن تجارة العبيد الشهيرة التي أصبح جاك بطلها؛ واستحضارها في العقود اللاحقة، ليس أقلها على يد الممثل والكاتب المسرحي الأسود إيرا ألدريدج Ira Aldridge في العام 1830، وكذلك عبر نشاط حركة المسرح الصغير Little Theatre Movement في جامايكا في الثمانينيات(219).

إن تعميد كواسي والتاريخ الحي لشخصية كواسي الذي وثقه بيلبي يجعل من الممكن تفسير أهمية الأحداث التي أدت إلى مقتل جاك وفقاً لمصطلحات وظروف كواسي(220)؛ وهي أحداث جعلت من اسم ورشة الصهر “جون ريدر” حديث الجزيرة.

عندما عزل الطقس السيئ قافلة جامايكا وأخذ جون كورت قائد سفينة آبي مساراً بعيداً عنها إلى بورتسموث، حيث كان ابن عمه يدير ورشة صهر حديد متعثرة، أحضر معه أخبار الجزيرة. ومن هذه النقطة نظر المؤرخون، في حالات عديدة، إلى هنري كورت بصفته جزء من سلالة صانعي الحديد البريطانيين.

ولكننا ارتأينا، في القسم الخامس، وضعه في سياقه الصحيح؛ أي في سياق شبكات تمويل  رأسمالية الاستعباد البريطاني القائم على نظام العبودية وتجارة البشر. وبذلك يصبح من السهل فهم أهمية تدمير ورشة جون ريدر وتسويتها بالأرض، باعتبارها تمثل تهديداً بالغاً للنظام الاستعماري البريطاني واحتكاره الصناعي؛ وإثر ذلك ظهرت مهارات الحدادين السود في تفاصيل الإجراءات والعمليات المسجلة ببراءة اختراع في بريطانيا باسم كورت.

تذكر الوثائق أن كواسي -قاتل جاك- حصل على معاش حكومي من البريطانيين وأصبح قائداً لجماعة مارون مدينة تشارلز تاون، وعاش حتى بلغ 80 عاماً، وكان محترماً ومعروفاً، وعندما توفي في هانا تاون في العام 1816، نشر الخبر صحف جامايكا وإنكلترا وإسكتلندا(221)، وتعود شهرته العالمية ليس قط لأنه كواسي؛ بل بسبب علاقته بجاك.

أما موسلي، وهو طبيب أبيض رأى عودة المارون، كان قد أدرج هذه الأحداث كجزء من كتابه عن السكر في العام 1799. وفي غضون عام من نشره، ظهرت لأول مرة في لندن العروض الهزلية في مسارح لندن؛ وفي العام التالي في فيلادلفيا. ومع إلغاء التجارة، ظهرت الأمور على حقائقها أكثر وزال النفاق الاجتماعي، وجعلت مسارح بريطانيا من شخصية جاك ذي الأصابع الثلاثة التي كانت تشبهه شخصية روبين هود، إنساناً مضللاً تعثر بقوى شريرة. كما جعلت منه مسارح أمريكا شخصية كاريكاتورية شريرة، بعد وصول الأخبار عن الثورة في هاييتي؛ ليس هذا فحسب، بل عمدت مسارح لندن وأمريكا على تقديم مالك / تاجر العبيد كفاعل خير مستنير؛ وكواسي كعبد مسيحي مُنح الحرية(222).

وهكذا أصبحت العروض مثل براءات اختراع كورت، مرايا كاذبة وربما زائفة أمام عيون الإمبراطورية لتصور نفسها وهي تبني أكاذيبها المؤسسية.

أخيراً؛ يقع معبر كونو كونو -وهو وادي وعر شديد الانحدار- في أراضي ويندوورد حيث يعيش المارون، ويوجد هناك موقع يدعى “سقوط امرأة ذات أصابع ثلاثة Three Finger Woman Tumble “، ودعي بهذا الاسم تيمناً باسم المرأة التي فرّت على طول المنحدر وهي تحمل طفلها على ظهرها بينما قتل والده أثناء المواجهة مع مارون ويندوورد. ووفقاً للتاريخ الشفوي لمارون تلك المنطقة، كان جاك ثلاثي الأصابع هو والد الطفل، ولكن تم دمج قصة امرأة المارون وطفلها وهي تهرب من الجنود البريطانيين بذات الطريقة وفي المكان عينه مع قصة جاك لتشكيل تاريخ حي مثل حزمة قسَم وعهد تتحدث بالحديد بما لا يمكن وصفه بالكلمات.

وتخلد ذكرى جاك لوحة وضعت على الطريق بين كينغستون وسانت توماس تظهر كيف مات وهو يقاتل حفاظاً على حريته وحرية الآخرين، لكن موقع ثري فينغر وومان تمبل يشير إلى الحالة التي عاشتها المرأة رفقة طفلها(223).

لقد حوّل الحدادون الحرفيون السود، في القرن الثامن عشر في جامايكا، أشغال الحدادة لأغراضهم الخاصة وتسجّل التواريخ الحية لمارون ويندوورد هذه الأهمية بطريقتها الخاصة.

….

المصدر Jenny Bulstrode (2023) Black metallurgists and the making of the industrial revolution, History and Technology, 39:1, 1-41,

الرابط:  https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/07341512.2023.2220991

…..

هوامش المترجم

*تشير كلمة Maroon إلى مجموعة من العبيد الفارين وتشكيلهم مجتمعات مستقلة في المناطق النائية والمعزولة، مثل الغابات والجبال، مما صعب الوصول إليهم من قبل السلطات الاستعمارية. حافظ المارون على بقائهم المستقل بفضل مهاراتهم وخبراتهم المستمدة من مجتمعاتهم الأصلية الأفريقية؛ ويعتقد أن الكلمة تعود بجذورها لأصول إسبانية من كلمة cima التي تعني “القمة” كإشارة إلى العبيد الذين هربوا وسكنوا قمم الجبال أو ربما من كلمة محلية símaran بمعنى البرية أو símara بمعنى “السهم الطائش”، ولعل الكلمة الإسبانية cimarrón التي تعني “الحيوان البري” أو “الحيوان الهارب”، قد تكون الأقرب للمعنى المقصود الذي تطور ليعطي المعنى المتعارف عليه. بدأت حركة المارون في جامايكا في بدايات القرن السابع عشر انطلاقاً من مزارع السكر والقهوة والقطن في الجزيرة واكتسب العديد منهم  الحرية عندما استولى الإنكليز على الجزيرة في العام 1655.

** ترد هذه الجملة بالنص الأصلي Minor oaths (ntam) are drunk rather than sworn، وقد تستخدم في سياق الإشارة بأن الوعود أو الالتزامات الصغيرة التي يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها بخلاف الوعود والأيمان الكبيرة التي تستوجب الالتزام بها. بما يعني عدم ضرورة تحميل الأيمان الصغيرة معاني جدية أو ملزمة بالحقيقة بنفس القوة التي تكون فيها الأقسام الأكبر أو الأكثر رسمية، وعلى هذا النحو يشبه القسم الصغير ntam فعل شرب شيء دون أن يكون له تأثير سيء على العموم.

***تشير كلمة peonage في سياق المقالة إلى نظام اقتصادي اجتماعي يُجبر الأشخاص -في معظمهم من الفئات المهمشة مثل السود المستعبدين سابقاً-، على العمل تحت ظروف تشبه العبودية بسبب الديون أو الالتزامات المالية الأخرى. تشير المقالة من الناحية التاريخية تشويه التسويق الأوروبي لأشكال معقدة موجودة مسبقاً من الالتزام والعبودية أو “أعمال السخرة” أيpeonage وهي كلمة مشتقة من الأصل الإسباني “Peón”، بمعنى العامل البسيط (فلاح أو غيره من عمال الأرياف) أو العامل الأجير الذي يعمل تحت ظروف قاسية أو مقابل أجر زهيد؛ وهم في أغلب الحالات يكونوا مدينين لأصحاب العمل. توسع معنى الكلمة في حقبة الاستعمار الإسباني لأمريكا اللاتينية ليشمل العمال الذين تم إجبارهم على العمل لدفع ديونهم لأصحاب العمل.

كان لهذا النظام سياقات مهمة في الولايات المتحدة، لا سيما بعد إلغاء العبودية في الجنوب 1866، فاستخدم نظام”Peonage” عبر تأجير السجناء للعمل القسري، ونظراً للربحية المحققة من هذا الأمر اعتمدت بعض الولايات على توظيف العديد من “الرجال البيض” كرجال شرطة بهدف البحث على السود (رجال ونساء وأطفال) واعتقالهم بذريعة مخالفتهم “قوانين السود”.. وهكذا يتم تأجيرهم للعمل في مزارع القطن والتبغ وقصب السكر، أو على العمل في مناجم الفحم أو شركات السكك الحديدية، وكان أصحاب هذه الأعمال يدفعون للدولة مقابل كل سجين يعمل لديهم؛ فيما يعرف بـ”عمل السجون” أو إيجار السجون Convict Leasing.  وتعتبر هذه الإجراءات قانونية إذ ينص التعديل الثالث عشر (تم التصديق عليه في عام 1865) على ما يلي “لا يجوز أن توجد العبودية أو العمل القسري، إلا بصفته عقوبة على جريمة يكون الطرف قد أُدين بها على نحو سليم، في الولايات المتحدة أو أي مكان خاضع لولايتها القضائية.”. ولعل هذا التعديل التشريعي الفيدرالي بتلك الصيغة أتى للحد من غضب المزارعين وأصحاب الأعمال البيض في الولايات الجنوبية بسبب إلغاء العبودية. وقد استغلت تلك الجهات هذا التعديل لتطوير ما بات بعرف باسم “قوانين السود Black Codes ” لإخضاع السود الأحرار الآن للعمل القسري كما كان الحال في حقبة العبودية، و بناء على ذلك صار بإمكان الشرطة “البيضاء” اعتقال أي شخص أسود بلا عمل بتهمة التشرد أو التسكع، ونظراُ لعدم قدرته على دفه الغرامة فسوف يصار بعد ذلك إلحاقه في نظام العمل الإلزامي العبودي Peonage لسداد قيمة تلك الغرامة.

****استخدم مصطلح Coromantees للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الأفارقة من ثقافات ومجتمعات مختلفة تحولوا إلى عبيد وتم أسرهم في حصن كورمانتين في غانا لبيعهم عبر الأطلسي نحو المستعمرات البريطانية، أصبحن الكلمة فيما بعد تشير إلى مجتمعات المارون في جامايكا وغيرها من المناطق، الذين حولوا الكلمة لتصبح رمزاً  للمقاومة الثقافية والتضامن بين الأفارقة المستعبدين والمحررين ضد القوى الاستعمارية

*****تشير كلمة “fasces” إلى مجموعة من العصي ملتفة حول شريط من الجلد، ومرتبة بشكل متوازٍ يحاط بها فأس. تم تداول الرمز في روما القديمة كرمز للسلطة والقوة والوحدة، ويشير في المقالة على المعنى الدلالي لمفهوم “نتامكسي” (ntamkϵseϵ)  بتشبيه القسم بالحزمة المتماسكة كعنوان  لتشكيل تحالف مقاتل أو جماعي.

ملاحظات

  1. Münzer, [1494–5], Doctor Hieronymus Münzer’s Itinerary, 92–3.
  2. عن ثقافة مكانة المستعبِدين. انظر، Münzer, [1494–5], Doctor Hieronymus Münzer’s Itinerary, 93؛ وانظر أيضاًSaunders, Black Slaves and Freedmen in Portugal, 1441–1555, 176–7.
  3. Bigelow, Mining Language; Carney and Rosomoff, In the Shadow of Slavery; Carney, Black Rice; d’Avignon, A Ritual Geology; Ford, The role of the trypanosomiases in African ecology, 333–5; Gómez, The experiential Caribbean; Hill, “Making Scientific Sense of Traditional Medicine”; Kananoja, “Infected by the Devil, Cured by Calundu”; Kananoja, Healing Knowledge in Atlantic Africa; La Fleur, Fusion Foodways of Africa’s Gold Coast in the Atlantic Era; Logan, The Scarcity Slot; Murphy, “Translating the vernacular”; Osseo-Asare, Bitter roots; Osseo-Asare, “Bioprospecting and Resistance”; Parrish, “Diasporic African Sources of Enlightenment Knowledge”; Roberts, To Heal and to Harm; Sluyter, Black ranching frontiers; Sweet, Domingos Álvares.
  4. Edgerton, “From innovation to use” ومناقشة تحطيم السفن في Alang, Gujarat, India, Edgerton, The Shock of the Old, 208.
  5. للاطلاع على تصوير “كورت” بصفته مخترعاً بطولياً في منتصف القرن التاسع عشر. انظر، MacLeod, “Concepts of invention”; MacLeod, Heroes of Invention, 249–279. وبالنسبة للتاريخ الصناعي والاقتصادي الذي حدد هنري كورت كواحد من أفضل عشرة «مغتربين» للثورة الصناعية انظر، Allen, The British Industrial Revolution in Global Perspective, 243. Mokyr, The enlightened economy.
  6. Voyages, https://www.slavevoyages.org/assessment/estimates; Burnard, Planters, Merchants, and Slaves, 170–3; Eltis, “The Volume and Structure of the Transatlantic Slave Trade,” Table IV.
  7. للاطلاع على تطوير صهر الحديد وتعدينه في الألفية الأولى الميلادية على ساحل غانا انظر، DeCorse, “Coastal Ghana in the First and Second Millennia AD”; and Chouin Forests of power and memory, 719–43; وبخصوص نزوح المجتمعات العاملة في مجال الحديد، والتصدير البعيد ومجمعات صناعة الحديد كملاذ ومكان لتبادل الأفكار في الألفية الأولى والثانية في جنوب غانا انظر، Pole, “The Hammers of the Mawu”; وعن زيادة إنتاج الحديد من القرن الرابع عشر في باسار وتوغو. انظر، Barros, “Bassar”; وعن الأصول المبكرة لإنتاج الحديد في لإقليم إيغبولاند وتخصص مجمعات الإنتاج الصناعي، ونمو مراكز ورش صهر وتعدين الحديد (وهي المراكز التي شهدت نمواً لغوياً في كثير من الأحيان) بدءً من العام 500 ميلادي. انظر، Njoku, A history of iron technology in Igboland;  وبخصوص النمو المبكر لمراكز صهر الحديد في الكاميرون. انظر، Clist, “West-Central African Diversity from the Stone Age to the Iron Age,” 77–9;  وعن النمو في مجالي الزراعة وتعدين الحديد (مجمع النباتات الآسيوية الأصل) المرتبط بالنمو السكاني، وللتجارة الداخلية (أي الأفريقية) البعيدة قديمة بقدر “قدم إنتاج الحديد في الحقول العشبية. انظر، Warnier, Cameroon Grassfields Civilization, 20, 44,
  8. Brown, Tacky’s Revolt, 85–128.
  9. وانظر أيضاً Saraiva, “Black Science”; Shilliam, “Race and Revolution at Bwa Kayiman”; Soto Laveaga and Gómez, “Thinking with the World.”
  10. Münzer, [1494–5], Doctor Hieronymus Münzer’s Itinerary, 251.
  11. عن رداءة الأساور النحاسية الأوروبية manillas انظر، Ulsheimer, [1603–4], f.34b in Jones, German Sources for West African History, 27.
  12. عن صهر وسبك النحاس في قصر بينين. انظر، Dapper, [1668], Naukeurige Beschrijvinge Der Afrikaensche Gewesten, 495–6.
  13. Green, “Africa and the Price Revolution,” 6, 19; Green, A Fistful of Shells; Ogundiran, “Of small things remembered”; Vogt, “Portuguese gold trade,” 94; Neaher, “Igbo metalsmiths among the Southern Edo,” 46.
  14. Drewal, “Iron’s Empowering Presence,” 97, fig. 3.18.
  15. Altar-ring, Edo State, Benin City, circa sixteenth-nineteenth century, British Museum, Museum No. Af1897,1011.5. ، بالنسبة لنوى الحديد كميزة بارزة لحلقات المذبح الطقسية في بنين انظر، Vogel, “Rapacious Birds and Severed Heads,” 333.
  16. وصف بارنز هذه المبادئ التبادلية المكونة في ورش الحديد الأفريقية والشتات الأفريقي بأنها «المجمع الحديدي المقدس» الذي غالباً ما يتم التعبير عنه بأفكار تلمح إلى قداسة الحديد؛ والعاملون في صهر الحديد هم أعضاء استثنائيون في المجتمع يخشى جانبهم أو يحظون بالاحترام؛ وكذلك تكون ورش الحديد ملاذات للمحرومين. Barnes, Africa’s Ogun, 4.
  17. حول بعض الأعمال الكلاسيكية تأسيساً على دراسة استقصائية لإثنوغرافيا القرن العشرين والثقافة المادية. انظر، Herbert, “Iron, Gender, and Power”; وللاطلاع على أمثلة عن الحديد كمادة قوة وسلطة في منطقة باندا غرب وسط غانا في الفترة ما بين 1300-1900 م، انظر، Stahl, “Efficacious Objects and Techniques of the Subject,” 197–236.
  18. Insoll, “Meyer Fortes and material culture”; Pole, “The Hammers of the Mawu.”
  19. “عادة ما يكتفون بقتال شاق… وتنتهي [الحرب] في غضون يومين أو ثلاثة أيام”. وردت في Müller, [1662–9], 138 in Jones, German Sources for West African History, 198.
  20. وردت في الأصل باللغة الهولندية “Wy het haar zelfs in overvloed verkoopen … want zoo wy het al niet en deeden, zoo zoudenze het dog genoeg konnen krijgen van de Engelse, Deenen, en Brandenburgers” in Bosman, [1704], Nauwkeurige beschryving van de Guinese Goud-, Tand- en Slave-kust 1, 176; وانظر أيضاً يأمل المستعبِدون بأن يجلب لهم الصراع مزيداً من العبيد … وردت في William Snelgrave, Onboard the Henry, Annamaboo, 13 December 1721, Bank of England, (20A67/4/1/2), fol. 70, 1, 6; يأمل المستعبِدون بمزيد من العبيد في الصراع؛ انظر Thomas Hill, Whydah, 17 May 1731, Bank of England, (20A67/4/1/1), fol. 38, 6; ومستعبِد يشتكي من نقص الأسرى بسبب هزيمة «داهومي Dahaughmmy [كذا]» انظر، Hill, Barbados, 24 Jan 1732, Bank of England, (20A67/4/1/1), fol. 41.
  21. 21. Hill, Annamaboo, 7 March 1731, يصف “هيل” الحرب التي تركت حوالي «8000 [شخص] فقط، فروا جميعاً إلى الجانب الآخر من نهر فولتا»… انظر أيضاً”، Bank of England, (20A67/4/1/1), fol. 40; كما يصف “بول” حركة الناس في Pole, “The Hammers of Mawu,” 67–75.
  22. Njoku, A history of iron technology in Igboland; Njoku, “Magic, religion and iron technology in precolonial north-western Igboland.”
  23. Oriji, “Slave trade, warfare and Aro expansion in the Igbo hinterland.”
  24. عن استراتيجيات المقاومة. انظر، Oriji, “Igboland, Slavery, and the Drums of War and Heroism”; وحول العلاقة بين أشغال الحديد والطب في تلك المنطقة انظر، Njoku, A history of iron technology in Igboland, 101–2; وانظر أيضاً النقاش حول الحدادة كأساس تحضيري لعمل الطقوس والشفاء في مجتمع الأكان في أواخر القرن التاسع عشر في Konadu, Our Own Way in This Part of the World, 96; وعن مقاومة الأسر والعبودية انظر، Hill, Whydah, 27 May 1731, Bank of England, (20A67/4/1/1), fol. 43, 1; and Snelgrave, Barbados, 6 April 1722, Bank of England, (20A67/4/1/2), fol. 68.  وعن العلاقة بين قضبان الحديد والطب في غانا الساحلية. انظر، Chouin, Forests of Power and Memory 446.
  25. Oriji, “Igboland, Slavery, and the Drums of War and Heroism,” 124–5.
  26. “Costoro hanno un’antica predizione, la quale minaccia la morte ad uno di quei Rè per mano di un’Europeo” in Cavazzi da Montecuccoli, [1687], Istorica descrizione de tre regni, 578.
  27. حتى منتصف القرن السابع عشر، استوردت منطقة ساحل الذهب الأفراد بدلاً من تصديرهم، حيث قام المستعبِدون الأوروبيون بتهريب ما يقدر بنحو مائة ألف شخص إلى ساحل الذهب من أجزاء أخرى من إفريقيا. انظر، Kea, Settlements, 105–6. كما أن هذه الممارسة لم تتوقف مع بداية التجارة البشرية عبر المحيط الأطلسي في ساحل الذهب. على سبيل المثال، يصف المستعبِد البريطاني جون غوردون في تشرين الأول1710 شراء 115 شخصاً مقابل 3000 قضيب حديدي في منطقة رأس نهر غامبيا بقصد بيعها مقابل سلع في ساحل الذهب، انظر John Gordon, Galena, October 1710, Bank of England, (20A67/4/1/1), fol. 31.. ومن أجل الأمثلة على الاستجابة الطقوسية  على الاستعباد لمرحلة ما قبل تجارة العبيد الأطلسية انظر الأصفاد النذرية في British Museum (2007,2014.8; 2007,2014.9) وآخرون وصفوا في Stahl, “Archaeological Insights into Aesthetic Communities of Practice in the Western Volta Basin.”
  28. «يتم اختزال كل شيء إلى هذين النوعين من البضائع [الوَدَع والحديد]» ؛ «لقد عدلنا معهم تقليل بضائعنا إلى قضبان من الحديد، كعملة قياسية، أي»…Barbot [1699] in Hair, Jones, Law, Barbot on Guinea, 637; 689
  29. Jobson, [1623], The Golden Trade, 120–1.
  30. للمتابعة هنا كيف أدى الحدادون بين الماندي Mande في السبعينيات دور الوسطاء والسماسرة في النزاعات والمفاوضات؛ انظر، McNaughton, The Mande Blacksmiths, 64–5. كما تصف هربرت في بحثها الكلاسيكي لكونيات القرن العشرين للعمل بالحديد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى “تناقض دور الحدادين: فهو يصنع أدوات للإنتاج والتدمير، وخاصة في غرب إفريقيا، ويعمل كوسيط. في الواقع، غالباً ما تكون ورشة الحدادة الصغيرة مكانًا للجوء. ” Herbert, Iron, Gender, and Power, 107.
  31. Vansina, “Linguistic Evidence for the Introduction of Ironworking into Bantu-Speaking Africa,” 329.
  32. Njoku, A History of Iron Technology in Igboland, 259.
  33. van Dantzig, “The Akanists,” 205.
  34. يجادل ستال بأن ممارسة الحدادة الطقوسية والجمالية في حوض فولتا الغربي يجب أن تُفهم في سياق تغيير التبادل الجهوي، وليس في سياق جماعات إثنية/لغوية محددة Stahl, “Archaeological insights into Aesthetic Communities of Practice in the Western Volta Basin.”
  35. “£359 3s 6d to Mr Thomas Westerne for Iron” shipped January 1657, (fol. 56), in British Library (IOR/B/26); “Iron for 1220 barrs – £406 5s 5d” shipped, July 1658, (fol. 67); “Iron 2000 barrs … £656 07s 10d” shipped, Oct 1658, (fol. 76); “Iron 1660 barrs … £346 17s 10d” (smaller bars) shipped, Feb 1659, (fol. 84); “3000 barrs of Swedish iron … £826 15s 4d” shipped, August 1659, (fol. 113); “Iron 1500 barrs … £415 5s 10d” shipped, November 1659, (fol.128); “Iron 2000 barrs. £564 10s” shipped, December 1659, (fol. 133); “Iron 2012 barrs … £657 6s 10d” shipped, April 1660, (fol. 156); “Iron 3000 barrs … £846 11s 9d” shipped, Sept 1660, (fol. 163); “Iron 660 barrs … £208 1s 8d” shipped, Nov 1660, (fol.175), British Library, (IOR/E/3/85); “Iron 12,095 Barrs … £3676 17s 2d” shipped, September 1661, (fol.31); “13488 Barrs Iron … £3889 9s 8d … 1197 barrs Iron … £322 7s 6d” (the two sets of bars represent two different sizes) shipped, Nov 1661, (fol.31); “Iron 1495 Barrs … £405 2s” shipped, July 1662, (fol. 75), British Library, (IOR/E/3/86).
  36. Chouin, Forests of Power and Memory, 489; 718–9; 728.
  37. حول وصف تماثيل السيوف انظر، Bosman, [1704], Nauwkeurige beschryving van de Guinese Goud-, Tand- en Slave-kust, eerste deel, 176–7; Müller, [1662–9], 129–32, in Jones, German Sources for West African History, 194–5; de Gémozac, [1671], “Visit to the ‘Governor’ of Akitekyi,” in Chouin, Colbert et la Guinée, 126. انظر أيضاً Chouin Forests of power and memory، للاقتراح عن صنع السيف محلياً انظر 728؛ وللمناقشة ذات الصلة عن الثقافة المادية في الممارسات ونظم الفكر المتغيرة. انظر، 650–1 وحول دور الحدادين في صنع وتثبيت الأغلال والسلاسل انظر، Hemmersam, [1639–45], 55 in Jones, German Sources for West African History, 113.
  38. National Archives, (T/70/22), fol. 37–8.
  39. Barbot, [1711–2], A Description of the Coasts of North and South Guinea, 273–4.
  40. “3000 barrs of Swedish iron … £826 15s 4d” shipped, August 1659, British Library, (IOR/E/3/85), fol. 113.
  41. لإعطاء مثالين من عدة: “يبدأ الناس في طلب قضبان الحديد، ولدي عدد كبير جداً لكنهم لا يرغبون بها، لأنها يجب أن تكون جميعها مميزة لا عيوب فيها”. Richard Thelwall, Annamaboe, 17 July 1683 in Law, The English in West Africa 1, 137; . ” أريد [تلك القضبان الحديدية] الجيدة والمميزة لأنه لا أحد آخر يبيعها هنا. لدي الكثير منها هنا لكن ليست بتلك المواصفات الجيدة”  Ralph Hassell, Anamaboe, 27 June 1687 in Law, The English in West Africa 2, 209.
  42. Thomas Wilkieson, Amsterdam, 19 October 1723, National Archives, (T/70/25).
  43. William Hagan, Amsterdam, 7 January 1724, National Archives, (T/70/25).
  44. Hagan, Amsterdam, 18 April 1724, National Archives, (T/70/25).
  45. “حديدهم أكثر قسوة من حديدينا” Rømer, [1760], A Reliable Account of the Coast of Guinea: 24. “Dese Sabels sijn seer swaar/hegt, en stark, …” Bosman, [1704], Nauwkeurige beschryving van de Guinese Goud-, Tand- en Slave-kust 1, 176.
  46. للاطلاع على الدراسات الأساسية التي تظهر زيادة إنتاج الحديد على نطاق صناعي ضخم استجابة للتجارة الأطلسية، راجع Warnier & Fowler, “A Nineteenth-century Ruhr in Central Africa”; Fowler, Babungo; Barros, “Bassar”. أما بالنسبة للزيادة في الاتجاهات الموضحة سابقاً (مثل انتشار الحدادين، السفر لمسافات طويلة، توسع المواقع القديمة وإنشاء مواقع جديدة)، راجع Njoku, A History of Iron Technology in Igboland. وبالنسبة لتوسع الإنتاج المحلي في ساحل الذهب في القرن السابع عشر، راجع Chouin, Forests of Power and Memory, 650–1; 721–735. أما بخصوص الدراسات التي تصف زيادة الإنتاج والصادرات طويلة المدى إلى جانب هجرة الحدادين الباحثين عن عمل أو الهاربين من النزاعات والغارات، راجع Barros, “The Effect of the Slave Trade on the Bassar Ironworking Society, Togo” و Pole, “The Hammers of Mawu.”
  47. Equiano, [1789], The interesting narrative 1, 51.
  48. Dapper, [1668], Naukeurige Beschrijvinge Der Afrikaensche Gewesten, 495–6.
  49. de Gémozac, [1671], “Visit to the ‘Governor’ of Akitekyi,” in Chouin, Colbert et la Guinée, 126; and Chouin, Forests of power and memory, 650–1; 728.
  50. تشير التجارة شديدة التقلب التي سُجلت في يوميات الحصون البريطانية على ساحل الذهب إلى أن قضبان الحديد استمرت في التداول من الحصون إلى جانب السلع المصنعة الأخرى، بشكل رئيس مقابل الذهب، وأن وجود قضبان الحديد بشكل متكرر ولكن بكميات صغيرة في التبادلات كان يُكمل أحياناً بارتفاعات مفاجئة حيث تم تداول كميات كبيرة خلال فترات قصيرة. على سبيل المثال، قام حصن سوكوندي Succondee [كذا] بتداول 543 قضيباً من الحديد مقابل الذهب ما بين 1 تموز إلى 31 آب 1730 فقط (fol. 35). لم يتم تداول أي قضبان حديدية من سوكوندي [كذا] خلال الفترة عينها من العام التالي (fol. 51)، ولكن تم تداول كميات كبيرة من قضبان الحديد من كوميندا Commenda(fol. 78) في الأشهر السابقة وتم تداولها لاحقاً من تانتومكوري Tantumquerry(fol. 108) في وقت لاحق من نفس العام، وفقًا للأرشيف الوطني National Archives, (T/70/1466). كان الطلب على الذهب بين التجار الأوروبيين والأفارقة شديداً بشكل خاص في زمن بناء الدولة المبكرة للأشانتي. وبالتالي، فإن استخدام الحصون للحديد لشراء الذهب آنذاك هو مؤشر آخر على استمرار قيمة وأهمية الحديد. لمزيد من التفاصيل حول الطلب على الذهب في شركة رويال أفريكا كومباني  Royal Africa Company، انظر، “they bought their gold too dear,” Hippisley, [1764], Essays, vii، ولمعرفة تصورات الأوروبيين عن الذهب في بناء الدولة في أشانتي، Bosman, [1704], Nauwkeurige beschryving van de Guinese Goud-, Tand- en Slave-kust 1, 12; 179؛ بالإضافة إلى ذلك، لاحظ أن منافسي بريطانيا، مثل الدنماركيين، استمروا في شحن الحديد إلى ساحل الذهب بكميات كبيرة، ‘Jern, 1,000’, June 1733, Rigsarkivet, (V-G K), (G)-(G), fol.179..
  51. كان القماش المعدني أو الثياب المعدنية رمزاً آخراً للقوة على ساحل الذهب. وفقاً للتاريخ الشفوي للأشانتي، في زمن أوسي توتو (قبل حرب دنكيريا Denkyira والهزيمة في فيياسي Feyiase في العام 1701)، كان هناك زعيم قوي جداً يمتلك سترة حديدية (Dadie batakari). وُصف الزعيم المرتدي للحديد بأنه يدعم الـTakyinanhene. . انظر Agyeman-Duah, Ashanti stool histories, 4. . ومن الأمثلة الأخرى على استخدام الحديد في طقوس الأشانتي تشمل العصي الطقوسية مثل “أفيناتيني afenatene “، وهي عصا مصنوعة من ثلاثة سيوف(Museum No. Af1978,22.830) ورزنامة طقوسية مصنوعة من الحديد (Af1952,24.6. a-c)، وكلاهما موجود في المتحف البريطاني.
  52. بخصوص التوتر الناتج عن وضع سيف مبونبونسون Mpɔnpɔnsɔn فوق السيف المقدس Bosomuru، انظر، McCaskie, “Telling the tale of Osei Bonsu.”
  53. Otumfuo, History of the Ashanti, 218.
  54. Ampene, Engaging Modernity; McCaskie, “Unspeakable Words, Unmasterable Feelings.”
  55. Ross, “The iconography of Asante sword ornaments,” 16.
  56. Müller, [1662–9], 86–7, in Jones, German Sources for West African History, 175–6. للاطلاع على الفرق بين حالة القسَم الذي يستمد قوته من استحضار أحداث ماضية تحمل ألمًا لا يوصف، والقسَم البسيط الذي يتم تناوله [شراباً] بدلًا من القسَم به، انظر Quamie-Kyiamah, “The Customary Oath in the Gold Coast,” 141.
  57. رسالة من المدير العام ويليم باتلر والمجلس، Elmina, 27 March, 1719, Nationaal Archief, (104), (D.2.1), (1.), (1.05.01.02), fol. 265.
  58. Sir Challoner Ogle, 1733 May, Kingston at Port Royal, National Archives, (ADM 106/848/42).
  59. 20 April 1731, National Archives, (ADM 106/834/72); Captain Andrew Durnford to Duke of Richmond, “legislative decisions on the payment of [Black] artificers and labourers,” 1 June 1791, National Archives, (CO 37/43/7), fol.31–4; Henry Hamilton to Henry Dundas, Reports on the Island’s internal security, 20 January 1792, NA (CO 37/43/26), fol.253; Edward Mathew to Lord Sydney, “for the assistance of 150 Black artisans for the Repairs and additions to their fortifications,” 13 September 1784, National Archives, (CO 101/25/47), fol. 227; Lord Sydney to Edward Mathew, 5 October 1784, National Archives, (CO 101/25/47), fol. 207–8; Archibald Dow and Daniel Scarville, Antigua, “Account of Artificers who were discharged for what reason,” May 1786, National Archives, (ADM 106/1286), fol. 23.
  60. حول مميزات الاسم “كوجو” انظر، Brown, Tacky’s Revolt, 90–2.
  61. حول المعاهدات انظر، Bilby, “Swearing by the Past.”
  62. John Lewis to James Knight, 20 December 1743, “أوراق متنوعة ورسائل أصلية متعلقة بشؤون جامايكا”. , British Library, (Add MS 12431), fol. 99–100.
  63. مفينا Mfena (سيوف؛ بالجمع) Ampene, Engaging Modernity; Bilby, True Born Maroons, 17.
  64. Sivapragasam, After the Treaties, 19–45.
  65. المرجع السابق 70–85.
  66. Daniels, “The Origin of the Sugarcane Roller Mill,” 495.
  67. Dubois and Garrigus, Slave Revolution in the Caribbean, 4–5, 9; Sheridan, “Changing sugar technology,” 68.
  68. Delle and Fellows, “Repurposed Metal Objects,” 1000; 1019.
  69. راجع Bigelow, Mining Language, 111–2.
  70. Kippax, [1751], The Theory and Practice of Commerce, 315–6.
  71. Stammers, “Iron knees in wooden vessels,” 115.
  72. Solar and Rönnbäck, “Copper sheathing and the British slave trade,” 825.
  73. Gille, “Naval Artillery,” 406; للاطلاع على مناقشة البنادق الحديدية كسلع تجارية وعملة في غرب إفريقيا خلال هذه الفترة وحتى إلغاء العبودية انظر، Satia, Empire of Guns, 188–90.
  74. Britain, [1779], An Act for the more effectually preventing the pernicious practices of smuggling.
  75. Sutherland, [1764], An Attempt to Ascertain, 289.
  76. Nicholson, [1825], The Operative Mechanic, viii; 338.
  77. Anderson, [1764], An Historical and Chronological Deduction, 283.
  78. Alexander Spotswood to the Council of Trade and Plantations, 4 March 1728, National Archives, (CO 323/8) fol. 85; Oast, Institutional Slavery, 208.
  79. “Journal, January 1719, Journal Book V,” in Ledward, [1718–22], Journals of the Board of Trade and Plantations, 16–32.
  80. Sir Challoner Ogle, 1733 May, Kingston at Port Royal, National Archives (ADM 106/848/42).
  81. Admiral William Parry to the Commissioners of the Navy, 26 June 1768, National Archives (ADM 106/1170), fol. 206.
  82. Richard Taylor, estate of John Gardiner, “Notice,” Kingston Journal, November 29, 1760.
  83. George Cameron, Dean’s Valley estate, Westmoreland, formerly of St Elizabeth’s, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, July 1, 1780.
  84. John Stewart, Savanna-la-Mar, “Notice,” Savanna-la-Mar Gazette, July 15, 1788.
  85. William Tait, Annotto Bay, St George’s, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, July 29, 1826.
  86. للاطلاع على أمثلة لما قبل بدايات القرن التاسع عشر انظر، Richard Taylor, estate of John Gardiner, “Notice,” Kingston Journal, November 29, 1760; John Graat, “Notice,” Parish St James, Cornwall Chronicle, May 30, 1776; John Grant, “Notice,” Hanover, Jamaica Mercury, September 20, 1779; Henry Farquharson, Montego Bay, “Notice,” Jamaica Mercury, September 20, 1779; Anon., Portland, “Notice,” Jamaica Mercury, March 11, 1780; Peter Parr in Jamaica, Journals of the House of the Assembly of Jamaica, November 30, 1781; Alex Farquharson, Montego Bay, “Notice,” Cornwall Chronicle, November 7, 1789; George Cameron, Dean’s Valley estate, Westmoreland, formerly of St Elizabeth’s, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, July 1, 1780; John Crawford, Harbour St. near Orange St, Kingston, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, August 24, 1781; John Stewart, Savanna-la-Mar, “Notice,” Savanna-la-Mar Gazette, July 15, 1788; Simon Finchett, Peter Flood, Montego Bay, “Notice,” Cornwall Chronicle, July 2, 1791; Thomas Cockburn, Alley, Vere, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, Saturdays January 12 − March 30, 1793; Smith & Logan, Alley, Vere, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, Saturdays January 12 − March 30, 1793; Thomas Wilkie, Montego Bay, “Notice,” Cornwall Chronicle, November 3, 1793).
  87. Mitchill, [1797], “Affinities of Septic Fluids in other Bodies,” 13.
  88. John Graat, Parish St James, “Notice,” Cornwall Chronicle, May 30, 1776.
  89. Anon., Portland, “Notice,” Jamaica Mercury, March 11, 1780.
  90. Smith and Logan, Alley, Vere, “Notice,” Royal Gazette of Jamaica, Saturdays January 12 − March 30, 1793.
  91. Archibald Campbell to George Germain, “military works being undertaken on forts and fortifications of Jamaica,” September 26, 1781, National Archives, (CO 137/81/13), fol. 96–99.
  92. Sheridan, “Changing Sugar Technology,” 68–9; Singerman, “The Limits of Chemical Control in the Caribbean Sugar Factory,” 42–7.
  93. Edgerton, “From Innovation to Use”; and c.f. Edgerton, The Shock of the Old, 208.
  94. قامت [كانديس] غوتشر بالتنقيب في ورشة جون ريدر لسبك وصهر الحديد بين عامي 1989 و1993. وتظهر أجزاء من التقرير في العديد من منشوراتها، ولكن للحصول على أول وأكمل تقرير، يُرجى الرجوع إلى Goucher, “African Metallurgy in the Atlantic World,” 204–12.
  95. نسخة من مذكرة إليزا ل. كروس Eliza L. Crosse بخصوص استئناف ريدر، حوالي عام 1850. Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/30).
  96. “TO BE SOLD,” Morant Bay, The Daily Advertiser, May 28, 1791.
  97. Stephen Fuller, agent for Jamaica, to the Chancellor of the Exchequer, June 17, 1788, National Archives (CO 137/87), fol. 43; Copy: Fuller to Chancellor, 1788, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/7).
  98. Indenture, April 29, 1772, between Edmund Duany and John Reeder, Jamaica Records Office, 91..أدين بالفضل لأشلي جونز على تزويدي بنسخة مصورة من هذه الوثيقة.
  99. تقرير إلى “بيت Pitt ” حول عواقب تفكيك ورشة المسبك، أيار 1789. Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/16).
  100. نسخة من مذكرة إليزا ل. كروس Eliza L. Crosse بخصوص استئناف ريدر، حوالي عام 1850. Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/30).

101.”أجاب [السيد كاري Carey] عند سؤاله عن كمية الحديد المُصنَّع التي تُنتج الآن في المزارع، بعدم وجود أي شيء منها، باستثناء بعض الأواني والمقالي القليلة المصدَّرة إلى جزر السكر Sugar Islands، وذلك لاستخدامهم الخاص فقط.” “Journal, June 1735, Volume 44,” in Ledward, [1718–22], Journals of the Board of Trade, 17–33.

  1. “تبدأ طبقة الخام هذه على بعد حوالي أربعمائة ياردة أسفل الينبوع الساخن في باث، وتمتد على طول الضفة الغربية للجدول، على جانبي الطريق، لمسافة تقارب ثلاثة أرباع الميل.” لاستخراج هذا الخام، قرر ريدر أن “يُقيم مطاحناً وأفراناً بالقرب من الجدول وعلى ضفافه.” انظر الالتماس المقدم من ريدر، 4 كانون الأول 1776 والتماس السيد لويس للهيئة في 29 كانون الأول 1776 في جامايكا، Journals of the House of the Assembly of Jamaica, 6, November 18, 1766 – December 21, 1776, 670–1.
  2. Britain, [1779], An Act for the more effectually preventing the pernicious practices of smuggling.
  3. “TO BE SOLD,” Morant Bay, The Daily Advertiser, May 28, 1791.
  4. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1); Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2); Petition of John Reeder, December 7, 1785, in Jamaica, Journals of the House of the Assembly of Jamaica, 8, October 19, 1784– March 5, 1791), 132.
  5. Stephen Fuller to Lord Sidney, June 7, 1788, National Archives (CO 137/87), fol. 248.
  6. Measuring Worth, www.measuringworth.com/ukcompare/, (accessed February 18, 2023).
  7. Stephen Fuller to Lord Sidney, June 7, 1788, National Archives (CO 137/87), fol. 248.
  8. Answer to objections to Manufactory, c. 1789, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/20).
  9. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1); Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2); Petition of John Reeder, December 7, 1785, in Jamaica, Journals of the House of the Assembly of Jamaica 8, October 19, 1784– March 5, 1791), 132; “TO BE SOLD,” Morant Bay, The Daily Advertiser, May 28, 1791.
  10. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1).
  11. Copy Letters, from Stephen Fuller to John Rolle, 1788, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/7).
  12. Measuring Worth, www.measuringworth.com/ukcompare/, (accessed February 18, 2023.

114.Stephen Fuller to Lord Sidney, June 7, 1788, National Archives (CO 137/87), fol. 248.

  1. Petition to House of Commons by Reeder for compensation, 1788, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/9).
  2. 02 Jul 1780, (CoEPRT).
  3. 31 Dec 1780, (CoEPRT).
  4. 25 Dec 1780, (CoEPRT).
  5. تقرير إلى بيت Pittحول عواقب تفكيك المسبك، 24 أيار 1789. Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/16); c.f. Brown, Tacky’s Revolt, 90–2.
  6. Roberts, “Precolonial Currencies,” 157.
  7. Daniels & Daniels, “The Origin of the Sugarcane Roller Mill,” 495.
  8. Mintz, Sweetness and Power, xxii.
  9. Brown, Tacky’s Revolt, 222.
  10. July 2, 1780, (CoEPRT).
  11. December 31, 1780, (CoEPRT).
  12. 126. July 2, 1780, (CoEPRT); December 31, 1780, (CoEPRT); للحصول على ملخص حول الجدل الدائر بخصوص ما يمكن استخلاصه من تسميات الأشخاص المستعبدين في جامايكا، انظر Williamson, “Africa or old Rome?”. وللنقاش المتعلق بالغموض في الأرشيفات الاستعمارية في حالات الأشخاص المستعبدين وسجلات تعميدهم، انظر Chira, Patchwork Freedoms, 25–6.
  13. December 25, 1780, (CoEPRT).
  14. Brown, Tacky’s Revolt, 85–128.
  15. Bilby, “The Treacherous Feast,” 1–9; 21–3, and Note 8; Bilby, True-Born Maroons, 399–410.
  16. مصطلح “العلم” scienceهو المصطلح المفضل في جامايكا اليوم. من بين أمثلة القرن الثامن عشر في الأدب الاستعماري، استخدم موسلي Moseley ، [1799]، في كتابه “معاهدات السكر A Treatise on Sugar “، الصفحات 170-171، هذا المصطلح لوصف منظومة شملت ممارسةً وفكراً محلياً جامايكياً أطلق عليها البريطانيون اسم أوبيا” obeah أو “أوبيobi “، حيث كان الوسطاء الروحيون يصلون إليها عبر تقنيات مادية لأغراض عملية. كان هذا “العلم” نتاجاً لطرق معرفة متميزة –بما في ذلك تراث غرب أفريقيا– أتت صياغتها في خطاب وممارسة متماسكين تحت ظروف معينة، وغالبًا ما كانت تمارس بعيداً عن تدخل القوى الهيمنة. استندت رواية موسلي على تجربته كطبيب في جامايكا بدءً من العام 1768، بعد بضع سنوات فقط من تجريم الأوبيا في جامايكا في العام 1760. لتحليل حديث يستكشف العلاقة المحتملة بين هذا التجريم واستخدام مصطلح “العلم” من قبل الممارسين، انظر، Gerbner, “Maroon Science.”
  17. Ampene, Engaging Modernity.
  18. McCaskie, “Unspeakable Words, Unmasterable Feelings,” 5.
  19. Bilby, “Swearing by the Past,” 669–70.
  20. Brown, Tacky’s Revolt, 85–128.
  21. Royal Gazette of Jamaica, Saturday August 5, 1780.
  22. Royal Gazette of Jamaica, Saturday December 2, 1780); Saunders’s News-Letter, Friday October 20, 1780). Cork, Ireland, was a stopping point for voyages from Jamaica to Lancaster.
  23. Moseley, [1799], A Treatise on Sugar, 174.
  24. Jamaica, Journals of the House of Assembly of Jamaica, December 8, 1780; Royal Gazette of Jamaica, Saturday December 23, 1780.
  25. Jamaica, Journals of the House of Assembly of Jamaica, December 23, 1780.
  26. Jamaica, Journals of the House of Assembly of Jamaica, January 11, 1781.
  27. Royal Gazette of Jamaica, Saturday February 3, 1781, 15; The Scots Magazine, Monday August 3, 1785, 406.
  28. Royal Gazette of Jamaica, Saturday August 3, 1816); December 25, 1780, (CoEPRT).
  29. Campbell, The Maroons of Jamaica, 165–81.
  30. Sivapragasam, After the Treaties, 54.
  31. Moseley, A Treatise on Sugar, 176; Jamaica, Journals of the House of Assembly of Jamaica, December 18, 1781), 437; December 25, 1780, (CoEPRT).
  32. من أجل سردية مشابهة حول رجل علم يستخرج مسماراً، انظر Beckwith, Black Roadways, 140؛ ولتوصيفات أخرى حول الممارسات النشطة للمغنطة الحيوانية في سان دومينغو في ثمانينيات القرن الثامن عشر، ولمزيد من النقاش بخصوص نقل القوة الرمزية المتضمنة في التقارير التي خلطت بين العلاجات والطقوس الأفرو-كاريبية وممارسة المغنطة الحيوانية mesmerist، انظر Regourd, “Mesmerism in Saint Domingue,” 320–24 ؛ وللاستخدامات العملية للمغنطة الحيوانية كاشتقاق من اتهامات الأوبيا obeah، انظر Gerbner, “Maroon Science,” 335. وللاطلاع على ما يشير بمعرفة المغنطة الحيوانية في جامايكا ومناقشة -في ذات الوقت- استخدامها كعلاج للأمراض، انظر“Extract of a letter from a gentleman in Kingston to his friend in Spanish-Town,” South Carolina Gazette, July 15, 1785, 3.
  33. للحصول على وصف مبكر عن خاصية مينكيسي Minkisi [(مفردها نكيسي nkisi رمز القوة)]. انظر، Dapper, [1668], Naukeurige Beschrijvinge Der Afrikaensche Gewesten, 548–9. وتجد الإشارة إلى أنه عندما بدأت القضبان الحديدية المميزة ذات الأطراف المدببة والحواف المربعة التي كانت تُتداول في غرب إفريقيا تُستورد إلى وسط إفريقيا (إلى جانب الهجرة الكبيرة للأشخاص من غرب إفريقيا Vansina, Paths in the Rainforest, 145)، تم العثور على المينكيسي مثقوبة بمسامير حديدية مدببة وحواف مربعة تشبه النماذج المصغرة لتلك القضبان. وفي أواخر القرن التاسع عشر، طورت جماعة التوما Toma في غرب إفريقيا عملة جديدة مميزة من القضبان الحديدية الرفيعة تُسمى :قروش كيسي Kissi pennies. وقد وُجدت هذه القروش بعد ذلك وهي تخترق نكيسي في وسط أفريقيا،( انظر، Roberts, “Precolonial Currencies, Value, Power, and Prestige,” 163) وهي من نوع نكودي nkondi المرتبط بأقوى السلطات الأخلاقية (انظر، La Gamma, “The Recently Acquired Kongo Mangaaka Power Figure”) تُبرز هذه العلاجات أهمية التفاعل مع وضع تجسيد العملة الحديدية والتعبيرات الطقسية في مجموعات مختلفة وأوقات مختلفة.
  34. Top of Form

Bottom of Form

Moseley, [1799], A Treatise on Sugar, 170–80.

  1. Njoku, “Unmasking the Masquerade,” 149–50; Rashford, “Plants,” 64.
  2. Letter from Director-General Willem Butler and Council, Elmina, March 27, 1719, Nationaal Archief, (1.05.01.02), fol. 265; Long, History of Jamaica, [1774], 424.
  3. Njoku, “Unmasking the Masquerade,” 149–50; Rashford, “Plants,” 64.
  4. Long, [1774], History of Jamaica, 424.
  5. Rashford, “Plants,” 62–71.
  6. Royal Gazette of Jamaica, Saturday February 3, 1781, 79.
  7. Royal Gazette of Jamaica, Saturday April 28, 1781, 270.

156.Royal Gazette of Jamaica, Saturday September 9, 1780, 534.

  1. Royal Gazette of Jamaica, Saturday September 2, 1780, 639; The Manchester Mercury, Tuesday December 4, 1781.
  2. Royal Gazette of Jamaica, Saturday September 22, 1781, 603.
  3. “Extract of a Letter from Sir Thomas Rich, of the Princess Royal, to Mr Stephens, dated Nov. 20 at Spithead,” Dublin Evening Post, Thursday November 29, 1781.
  4. يُستخدم مصطلح “ابن العم Cousin” هنا وفيما بعد بالمعنى الذي استخدمه كورت نفسه: للإشارة إلى قريب ليس هو بالقريب المباشر كما أنه ليس بالقريب البعيد تماماً على كل حال .
  5. James Weale, “Prospectus of an intended Work …,” Dana Research Centre and Library (MS/0371/3), fol. 198–99.
  6. Stephen Fuller to Lord Sidney, June 7, 1788, National Archives (CO 137/87) fol. 248.
  7. Measuring Worth, www.measuringworth.com/ukcompare/, (accessed February 18, 2023).
  8. Cort, [1855], “British Iron Manufacture,” 622.
  9. Elder, The Slave Trade, 173.
  10. Will of Jane Cort, Spinster of Lancaster, Lancashire, January 2, 1799, National Archives, (PROB 11/1317/3); “Vessel Name; Ship Abby, Master’s Name: John Cort,” Lancashire County Council Archives (DDLPC/8/2), fol. 4591, fol. 4670; (DDLPC/8/3), fol. 4886, fol. 5068, fol. 5180, fol. 5372, fol. 5629.
  11. “T Bell & Co,” October 1757, National Archives (ADM 22/75); “Batty and Cort,” 1762, The United Kingdom Hydrographic Office Archive (MP/28/2); See also, Alexander, “Key to the Henry Cort Story?,” 348; and Alexander, “Henry Cort,” 82–3.
  12. للمزيد عن جغرافيا المواقع المعنية، انظر Mott, Henry Cort, 22–6؛ وللاطلاع على ما ذكره باربو والاقتراح بأن تفاصيل رواية باربو الإضافية حول تجارة الحديد على ساحل الذهب جاءت من محادثات مع التجار الإنجليز أثناء مراجعته للنص من العام 1688 في ساوثهامبتون، انظر Hair; Jones; Law, Barbot on Guinea, xvi-xviii and 562, note 3.
  13. James Weale, “Prospectus of an intended Work …” Dana Research Centre and Library (MS/0371/3), fol. 198.
  14. James Weale, “Prospectus of an intended Work …” Dana Research Centre and Library (MS/0371/3), fol. 198–99; Webster, “The Case of Henry Cort,” 387–8; Measuring Worth, www.measuringworth.com/ukcompare/, (accessed February 18, 2023).
  15. Cort, [1855], “British iron manufacture,” 622.
  16. انظر، James Gillray’s cartoon “Political Candour.”. ردًا على مشروع قانون يذكر جليكوك، يشير الكاريكاتور السياسي الساخر: “طوال حياتي، لم أشك قط، لم يكن لدي أدنى شك في أي شيء غير شريف [كذا] في السيد المحترم.”

James Gillray, June 14, 1805, satirical print, The British Museum, no. 1868,0808.7372.

  1. عن كورت الذي يعمل كوكيل دفع في وقت مبكر من العام 1757، انظر، T Bell & Co,” October 1757, National Archives (ADM 22/75) ؛ للحصول على تفاصيل حول كيفية تصرف هنري كورت كمصرفي، انظر Alexander, “Henry Cort,” 82–3..
  2. James Weale, “Prospectus of an intended Work …” Dana Research Centre and Library (MS/0371/3), fol. 198.
  3. Alexander, “Henry Cort,” 82–3. Alexander, “Henry Cort,” 82–3. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2).
  4. Archibald Campbell, “A Memoir Relative to the Island of Jamaica,” 1782, British Library, (Kings MS 214), fol. 14; Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1); Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2).
  5. Stephen Fuller to Lord Sidney, National Archives (CO 137/87) fol. 249; see also O’Shaughnessy, An Empire Divided, 208–20.
  6. Archibald Campbell, “A Memoir Relative to the Island of Jamaica,” 1782, British Library, (Kings MS 214), fol. 14; fol. 78; see also Bollettino, Dziennik & Newman, “All Spirited Likely Young Lads.”
  7. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1); Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2).
  8. Stephen Fuller to Chancellor of the Exchequer, June 17, 1788, National Archives (CO 137/87) fol. 254; Copy: Fuller to Chancellor, 1788, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/7).
  9. Chatham Officers ask for clarification of the orders for cordage for Portsmouth and Jamaica, February 12, 1781, National Archives (ADM 106/1267/63); Commodore Alan Gardner to Wm Smith, Naval Storekeeper, Jamaica, to deliver old bell metal, old copper and iron in store … May 16, 1788, National Archives (ADM 106/1296/194); William Smith, Storekeeper, Jamaica, list of the casks, old copper, bell metal … to be returned to Portsmouth, June 2, 1788, National Archives (ADM 106/1296/197).

182 عن كورت الذي يعمل كوكيل دفع في وقت مبكر من العام 1757، انظر، T Bell & Co,” October 1757, National Archives (ADM 22/75) ؛ للحصول على تفاصيل حول كيفية تصرف هنري كورت كمصرفي، انظر Alexander, “Henry Cort,” 82–3.. للاطلاع على منشورات عملاء كورت في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، انظر “Batty and Cort,” 1762, The United Kingdom Hydrographic Office Archive (MP/28/2).

  1. “Remarks on the Bill to secure the Payment of Prize and Bounty-money to Greenwich Hospital.” The London Magazine, March 1761, 122–125, especially 123.
  2. Jamaica, Journals of the House of Assembly of Jamaica, July 3, 1781, 377.
  3. Cort, Patent No. 1351.
  4. Alexander, “Key to the Henry Cort Story?” 349.
  5. James Weale, “Prospectus of an intended Work …” Dana Research Centre and Library (MS/0371/3), fol. 199.
  6. Cort, [1855], “British iron manufacture,” 622.بالنسبة لقلق جيليكو Jellicoe من وجود “أكثر من عشرين ألف جنيه إسترليني منخرطة في أعمال [هنري] كورت وابني” ، انظرAdam Jellicoe, November 11, 1782, “Letter … found in his Iron Chest after his Decease …,” Britain, [1805]. The Tenth Report of the Commissioners of Naval Enquiry, Appendix no. 48.
  7. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1); Petition to House of Commons by Reeder for compensation, 1788, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/9).
  8. James Watt to Matthew Boulton, December 14, 1782, Birmingham Library, (MS 3782), (12), (78), item 74.
  9. Cort, Patent No. 1351.
  10. Alexander Raby to Coningsby Cort, June 20, 1812, reproduced in Webster, [1859], “The Case of Henry Cort,” 53.
  11. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2).
  12. July 2, 1780, (CoEPRT).
  13. December 31, 1780, (CoEPRT).
  14. December 25, 1780, (CoEPRT).
  15. تجمع براءة الاختراع الاسكتلندية بين نسخة موجزة من براءة الاختراع الإنكليزية الأولى لعام 1783 (رقم 1351) وما سيصبح براءة الاختراع الإنكليزية الثانية للعام 1784 (رقم 1420) ، مما يدل على ما تقترحه الصياغة: إن كورت فهم براءة الاختراع الإنكليزية الثانية على أنها امتداد للأولى.
  16. Cort, Patent No. 1420.
  17. Cort, Patent No. 1351.
  18. للاطلاع على وصف كورت لعمليته، انظر Cort, Patent No. 1420; للاطلاع على التوصيفات السابقة عن معالجة الحديد في فرن الهواء (سميت فيما بعد فرن “التسويط puddling “) ، بالإضافة إلى أهمية فهم التحولات التكنولوجية ليس كإنجازات فردية ولكن تحولات مجتمعية أوسع تحدث في العديد من الأماكن في كثير من الأحيان في ذات الوقت تقريباً، انظر Hayman, “The Cranage brothers and eighteenth-century forge technology,” 113–20.
  19. Stephen Fuller, agent for Jamaica, to the Chancellor of the Exchequer, June 17, 1788, National Archives (CO 137/87/43); Copy: Fuller to Chancellor, 1788, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/7).
  20. Answer to objections to Manufactory, c. 1789, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/20).
  21. Indenture, 29 April 1772, between Edmund Duany and John Reeder, Jamaica Records Office, 91. I am indebted to Ashley Jones for a scan of this document.
  22. Copy memorandum of Eliza L. Crosse concerning Reeder’s appeal, c. 1850, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/30).
  23. Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1783, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/1); Petition by John Reeder to Speaker of Jamaica, 1782, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/2); Petition of John Reeder, 7 Dec 1785, in Jamaica, Journals of the House of Assembly of Jamaica, 8, (19 Oct 1784–5 Mar 1791), 132; “TO BE SOLD,” Morant Bay, The Daily Advertiser, May 28, 1791; Answer to objections to Manufactory, c. 1789, Devon Heritage Centre (1160 M/C/J/20).

206.Cort, Patent No. 1420.

  1. للاطلاع على أعمال لفهم البراءات كاستجابة للتكنولوجيا المستخدمة بالفعل، انظر Edgerton, “From innovation to use,” 124
  2. Holroyd, [1784], Observations on the Commerce of the American States. 19, note.
  3. Williams, Capitalism & Slavery, 124–5; 154.
  4. Cort, [1787], A Brief Statement of the Facts relative to the New Method of making Bar Iron with Raw Pit Coal and Grooved Rollers, Appendix, 13.
  5. Britain, [1805], The Tenth Report of the Commissioners of Naval Enquiry, 159.
  6. Alexander, “Adam Jellicoe,” 342.
  7. MacLeod, “Concepts of invention”; MacLeod, Heroes of Invention, 249–79.
  8. “Kort & Comp., Aan de Oost-Zeekust, en de Rivier Corantyn,” (1802), Nationaal Archief, (4.VEL), (C), (3.4), (1577B1–4), 7.
  9. van Batenburg, [1807], Kort historisch verhaal van den eersten aanleg, lotgevallen en voortgang der particuliere Colonie Berbice, 198, 236, 266.
  10. من أجل رؤية عامة أشمل عن الحجج حول التواريخ المبكرة بشكل استثنائي لمواقع ليجيا Leija في نسوكا Nsukka ، نيجيريا، وإمكانية نشأة أعمال ورش الحدادة بشكل مستقل في غرب إفريقيا، انظر Chiriruke, Metals in Past Societies, 26–7. وللاطلاع على تأثير تفضيل غرب ووسط أفريقيا للحديد على تنمية القطاع المالي وتجارة الحديد في أوروبا، انظر Evans & Rydén, “Voyage Iron,” 54; Evans & Rydén, Baltic Iron in the Atlantic World.
  11. C.f. Rodney, “Portuguese Attempts at Monopoly on the Upper Guinea Coast”; and Rodney, A History of the Upper Guinea Coast.
  12. Gibson, “Journal #Mermay: Mami Wata Thursday 7th May 2019,” (accessed April 6, 2023).
  13. Botkin, Thieving Three-Fingered Jack.
  14. Bilby, True Born Maroons; “Swearing by the Past”; “The Treacherous Feast.”
  15. Royal Gazette of Jamaica, Saturday August 3, 1816; Englishman, Sunday October 20, 1816; The Public Ledger and Daily Advertiser, Monday October 21, 1816; Exeter Flying Post, Thursday October 24, 1816; National Register, Monday October 21, 1816; Star, Monday October 21, 1816; Cambridge Chronicle and Journal, Friday October 25, 1816; Norfolk Chronicle, Saturday October 26, 1816; Sun, Saturday October 26, 1816; Champion, Sunday October 27, 1816; The News, Sunday October 27, 1816; South Eastern Gazette, Tuesday October 29, 1816); Hereford Journal, Wednesday October 30, 1816; Aberdeen Press and Journal, Wednesday October 30, 1816; The Perthshire Courier, Thursday October 31, 1816; Stamford Mercury, Friday November 1, 1816; Staffordshire Advertiser, Saturday November 2, 1816; Caledonian Mercury, Monday November 4, 1816; Hull Packet, Tuesday November 5, 1816; Manchester Mercury, Tuesday November 5, 1816; Commercial Chronicle, Tuesday October 29, 1816; Chester Chronicle, Friday November 15, 1816; The Scots Magazine, Sunday December 1, 1816.
  16. Gibbs, “Toussaint, Gabriel, and Three Finger’d Jack.”
  17. Bilby, True-Born Maroons, 309–12.

المصادر

ARCHIVES

Bank of England

  • Humphrey Morice: Trading Accounts and Personal Papers Volume 1-2, (20A67/4/1/1-2).

Birmingham, Library of.

  • Matthew Boulton and Family Papers (MS 3782),
  • Correspondence and Papers of Matthew Boulton (12).
  • Matthew Boulton and James Watt 1782-1784, (78).

British Library

  • India Office Records (IOR),
  • Court Minutes, 19 October 1657–14 April 1665, (B/26).
  • Letter Book 2, 1657–1661, (E/3/85).
  • Letter Book 3, 1661–1666, (E/3/86).
  • Miscellaneous Papers and original Letters relating to the affairs of Jamaica, (Add MS 12431).
  • Archibald Campbell, ‘A Memoir Relative to the Island of Jamaica’, (1782), Kings Manuscripts, (Kings MS 214).

Church of England Parish Register Transcripts

  • Christening, Church of England Parish Register Transcripts, 1664–1880, St. Thomas in the East, Jamaica, Registrar General’s Department, Spanish Town, (COEPRT).

Dana Research Centre and Library

  • James Weale, Volumes entitled: ‘Prospectus of an intended Work …. to be entitled, An Historical Account of the Iron and Steel Manufacturers and Trade by James Weale’, 1779–1811, (MS/0371).

Devonshire Heritage Centre

  • Devon Heritage Centre (DHC), Crosse-Upcott Family (1160 M), Correspondence (C), Correspondence Re: Jamaica (J), 1-30.

Jamaica Records Office

  • Indenture dated 29 April 1772, Index to Grantees, B.A. Old Series vol. 6, No. 248.

Lancashire County Council Archives

  • DDLPC – Lancaster Port Commission 1744–1981
  • Register of Vessels, 1734–1946, (8).
  • Register of Vessels, 12 May 1767–14 May 1781, (2).
  • Register of Vessels, 21 May 1781–30 June 1789, (3).

Nationaal Archief

  • 13, Brieven en papieren van de Kust van Guinea, 1718 aug. 8 – 1720 juli 28 (104), Kust van Guinea (D.2.1), Vergadering Van Tienen (1.) Archief van de Tweede West-Indische Compagnie, (1.05.01.02).
  • Inventaris van de verzameling buitenlandse kaarten Leupe, 1584-1813 (4. VEL), Landkaarten, plans, enz (C), Zuid-Amerika (3.4), Berbice, Algemeene, Kaart van de Colonie de Berbice, Nommer-en naamlyste (1577B1-4).

National Archives

  • Records created or inherited by HM Treasury, Company of Royal Adventurers of England Trading with Africa and successors (T/70),
  • From Africa, (22).
  • To and from merchants at Exeter, Rotterdam, Hamburg etc. (25).
  • Dixcove, Succondee, Commenda, Agga, Tantumquerry, Winnebah, Accra, Quittah, Whydah: Copy-book of diaries, 1730, (1466).
  • Records of the colonial office (CO)
  • Original Correspondence (37/43).
  • Colonial Office and Predecessors, despatches (101/25).
  • Original correspondence (137/81).
  • Original correspondence (137/87).
  • Colonial, General (323/8).
  • Records of the Admiralty (ADM)
  • Navy Board: Records (106)
  • In-letters, Miscellaneous, U.-Y. (834).
  • In-letters, Miscellaneous, I.-K. (848).
  • Miscellaneous in-letters to the Navy Board from P correspondents, described at item level. (1170).
  • In-letters, Miscellaneous, P. (1267).
  • In-letters, Miscellaneous, A-C. (1286).
  • In-letters, Miscellaneous, F-V. (1296).
  • Navy Board and Admiralty, Accountant General’s Department (22),
  • Pay Book of Widows’ Pensions (75).
  • Records of the prerogative court of Canterbury (PROB)
  • Will of Jane Cort, Spinster of Lancaster, Lancashire, (11/1317/3).

Rigsarkivet

  • Vestindisk-Guineisk Kompagni (V-G K), XIV Grevinden af Laurwigen (G) 1733 – XIV Grevinden af Laurwigen (G) 1734.

United Kingdom Hydrographic Office Archive

  • Miscellaneous Papers Volume 28, (MP/28).
  • Individual Papers for HMS Temple (2).

NEWSPAPERS

  • Aberdeen Press and Journal.
  • Caledonian Mercury.
  • Cambridge Chronicle and Journal.
  • Champion.
  • Chester Chronicle.
  • Commercial Chronicle.
  • Cornwall Chronicle.
  • Dublin Evening Post.
  • Englishman.
  • Exeter Flying Post.
  • Hereford Journal.
  • Hull Packet.
  • Jamaica Mercury.
  • Kingston Journal.
  • Manchester Mercury.
  • Norfolk Chronicle.
  • Royal Gazette of Jamaica.
  • Saunders’s News-Letter.
  • Savanna-la-Mar Gazette.
  • South Carolina Gazette.
  • South Eastern Gazette.
  • Staffordshire Advertiser.
  • Stamford Mercury.
  • Star.
  • Sun.
  • The Daily Advertiser.
  • The London Magazine.
  • The Manchester Mercury.
  • The News.
  • The Perthshire Courier.
  • The Public Ledger and Daily Advertiser.
  • The Scots Magazine.

ONLINE SOURCES

  • Voyages: The Transatlantic Slave Trade Database https://www.slavevoyages.org/assessment/estimates (accessed: 18 February 2023).
  • Measuring Worth, www.measuringworth.com/ukcompare/ (accessed: 18 February 2023).
  • Gibson, Lydia, “Journal #Mermay: Mami Wata Thursday 7th May 2019,” http://www.whatiswild.com/Journal.html (accessed 6 April 2023).

PATENTS

  • Henry Cort, 1783, Cort’s Method of Preparing, Welding and Working Iron, (1783), Patent No. 1351.
  • Henry Cort, Manufacture of iron, (1784), Patent No. 1420.

Previous article View issue table of contents Next article

REFERENCES

  1. Agyeman-Duah, J., K. A. Darkwa, and B. C. Obaka. Ashanti Stool Histories. 1 vol. Legon: Institute of African Studies, University of Ghana, 1976.
  2. Alexander, E. “Adam Jellicoe: A Flawed Investment.” The Mariner’s Mirror 89, no. 3 (2003): 340–342.
  3. Alexander, E. “Henry Cort, Navy Agent.” The Mariner’s Mirror 89, no. 1 (2003): 82–83.
  4. Alexander, E. “Key to the Henry Cort Story? An Appraisal of the Weale Document Collection.” Transactions of the Newcomen Society 75, no. 2 (2005): 341–358.
  5. Allen, R. C. The British Industrial Revolution in Global Perspective. New York: Cambridge University Press, 2009.
  6. Ampene, K., and N. K. Nyantakyi III. Engaging Modernity: Asante in the Twenty-First Century. Ann Arbor MI: University of Michigan Publishing, University of Michigan Library, 2016.
  7. Anderson, A. An Historical and Chronological Deduction of the Origin of Commerce from the Earliest Accounts to the Present Time. II vols. London: Millar, Tonson, Rivington, etc., 1764.
  8. Barbot, J., A Description of the Coasts of North and South Guinea, (no publisher given), 1732.
  9. Barnes, S. T. Africa’s Ogun: Old World and News. Bloomington & Indiapolis: Indiana University Press, 1997.
  10. Barros, P. L. D. “Bassar: A Quantified, Chronologically Controlled, Regional Approach to a Traditional Iron Production Centre in West Africa.” Africa: Journal of the International Africa Institute 56, no. 2 (1986): 148–174.
  11. Barros, P. L. D. “The Effect of the Slave Trade on the Bassar Ironworking Society, Togo.” In West Africa During the Atlantic Slave Trade, Archaeological Perspectives, edited by DeCorse, 59–80. London: Bloomsbury, 2016.
  12. Beckwith, M. Black Roadways: A Study of Jamaican Folk Life. Chapel Hill: University of North Carolina, 1929.
  13. Bigelow, A. M. Mining Language: Racial Thinking, Indigenous Knowledge, and Colonial Metallurgy in the Early Modern Iberian World. Virginia: Omohundro Institute of Early American History Culture, 2021.
  14. Bilby, K. “Swearing by the Past, Swearing to the Future: Sacred Oaths, Alliances, and Treaties Among the Guianese and Jamaican Maroons.” Ethnohistory 44, no. 4 (1997): 655–689, Autumn.
  15. Bilby, K. M. “The Treacherous Feast: A Jamaican Maroon Historical Myth.” Bijdragen Tot De Taal-, Land- En Volkenkunde / Journal of the Humanities & Social Sciences of Southeast Asia 140, no. 1 (1984): 1–31.
  16. Bilby, K., and K. A. Yelvington. True-Born Maroons. Gainesville: University Press of Florida, 2008.
  17. Bollettino, M. A., M. P. Dziennik, and S. P. Newman. “‘All Spirited Likely Young lads’: Free Men of Colour, the Defence of Jamaica, and Subjecthood During the American War for Independence.” Slavery & Abolition 41, no. 2 (2020): 187–211.
  18. Bosman, W. Nauwkeurige beschryving van de Guinese Goud-, Tand- en Slave-kust, nevens alle desselfs landen. Utretcht: Anthony Schouten, 1704.
  19. Botkin, F. R. Thieving Three-Fingered Jack: Transatlantic Tales of a Jamaican Outlaw, 1780-2015. London: Rutgers University Press, 2017.
  20. Britain, G. An Act for the More Effectually Preventing the Pernicious Practices of Smuggling, (1779, 19 Geo III, c.69). London: Charles Eyre and William Strahan, printers to the King’s Most Excellent Majesty, 1779.
  21. Britain, G. The Tenth Report of the Commissioners of Naval Enquiry. London: Office of the Treasurer of His Majesty’s Navy, 1805.
  22. Brown, V. Tacky’s Revolt: The Story of an Atlantic Slave War. Cambridge: Harvard University Press, 2020.
  23. Burnard, T. Planters, Merchants, and Slaves: Plantation Societies in British America, 1650-1830. Chicago and London: The University of Chicago Press, 2019.
  24. Campbell, M. The Maroons of Jamaica, 1655-1796: A History of Resistance, Collaboration and Betrayal. Granby Mass: Bergin & Garvey, 1988.
  25. Carney, J. Black Rice: The African Origin of Rice Cultivation in the Americas. Cambridge Massachusetts & London: Harvard University Press, 2001.
  26. Carney, J., and R. N. Rosomoff. In the Shadow of Slavery: Africa’s Botanical Legacy in the Atlantic World. Berkeley: University of California Press, 2011.
  27. Chira, A. Patchwork Freedoms: Law, Slavery, and Race Beyond Cuba’s Plantations. Cambridge: Cambridge University Press, 2022.
  28. Chirikure, S. Metals in Past Societies: A Global Perspective on Indigenous African Metallurgy. London: Springer International Publishing, 2015.
  29. Chouin, G. “Forests of Power and Memory: An Archaeology of Sacred Groves in the Eguafo Polity, Southern Ghana (c. 500-1900 A.D.).” Doctoral thesis, New York, Syracuse University, 2009.
  30. Chouin, G. Colbert et la Guinée: Le voyage en Guinée de Louis de Hally et Louis Ancelin de Gémozac (1670-1671). Saint-Maur-des-Fossés, France: Éditions Sépia, 2011.
  31. Clist, B. “West-Central African Diversity from the Stone Age to the Iron Age.” In Africa, the Cradle of Human Diversity, edited by Cesar Fortes-Lima, Ezekia Mtetwa, and Carina Schlebusch, 63–110. Leiden; Boston: Brill, 2022.
  32. Cort, H. “A Brief Statement of the Facts Relative to the New Method of Making Bar Iron with Raw Pit Coal and Grooved Rollers.” March 1787.
  33. Cort, R. “British Iron Manufacture.” Journal of the Society of Arts 3, no. 140 (1855): 619–623, July 27.
  34. Cort, R. “The Invention of Rolling Iron.” Mechanic’s Magazine LXIX, no. 1825 (1858): 135–136, July 31.
  35. Crosson, J. B. “Obeah Simplified? Scientism, Magic, and the Problem of Universals.” In Critical Approaches to Science and Religion, edited by Sheldon, M P., Ragab, A., and Keel, T., 348–374. New York: Columbia University Press, 2023.
  36. da Montecuccoli, G. A. C. Istorica descrizione de tre regni, Congo, Matamba, Angola. Bologna: Giacomo Monti, 1687.
  37. Daniels, J., and D. Christian. “The Origin of the Sugarcane Roller Mill.” Technology and Culture 29, no. 3 (1988): 493–535.
  38. Dapper, O. Naukeurige Beschrijvinge Der Afrikaensche Gewesten. Amsterdam: Jacob van Meurs, 1668.
  39. d’Avignon, R. A Ritual Geology: Gold and Subterranean Knowledge in Savanna West Africa. Durham: Duke University Press, 2022.
  40. DeCorse, C. R. “Coastal Ghana in the First and Second Millenia AD: Change in Settlement Patterns, Subsistence and Technology.” Journal des Africanistes 75, no. 2 (2005): 43–54.
  41. Delle, J. A., and R. Fellows Kristen. “Repurposed Metal Objects in the Political Economy of Jamaican Slavery.” International Journal of Historical Archaeology 25, no. 4 (2021): 998–1023.
  42. Dickinson, H. W. “Henry Cort’s Bicentenary.” Transactions of the Newcomen Society 21, no. 1 (1940): 31–47.
  43. Drewal, H. J. “Iron’s Empowering Presence.” In Striking Iron: The Art of African Blacksmiths, edited by Roberts et al., 82–99. Los Angeles, California: Fowler Museum at UCLA, 2019.
  44. Dubois, L., and J. D. Garrigus. Slave Revolution in the Caribbean, 1789-1804, a Brief History with Documents. Bedford/St Martin’s: Macmillan Learning, 2017.
  45. Edgerton, D. “From Innovation to Use: Ten Eclectic Theses on the Historiography of Technology.” History and Technology 16, no. 2 (1999): 111–136.
  46. Edgerton, D. The Shock of the Old: Technology and Global History Since 1900. London: Profile Books, 2006.
  47. Elder, M. The Slave Trade and the Economic Development of Eighteenth-Century Lancaster. Edinburgh: Edinburgh University Press, 1992.
  48. Eltis, D. “The Volume and Structure of the Transatlantic Slave Trade: A Reassessment.” The William and Mary Quarterly 58, no. 1 (2001): 17–46, January.
  49. Equiano, O. The Interesting Narrative of the Life of Olaudah Equiano …. 1 vol. London: printed and sold by the Author, 1789.
  50. Evans, C., and G. Rydén. Baltic Iron in the Atlantic World: Europe, Africa and the Americas, 1500-1830. Leiden/Boston: Brill, 2007.
  51. Evans, C., and G. Rydén. “‘Voyage Iron’: An Atlantic Slave Trade Currency, Its European Origins, and West African Impact.” Past and Present 239, no. 1 (2018): 41–70, May.
  52. Ford, J. The Role of the Trypanosomiases in African Ecology: A Study of the Tsetse Fly Problem. Oxford: Oxford University Press, 1971.
  53. Fowler, I. “Babungo: A Study of Iron Production, Trade and Power in a Nineteenth Century Ndop Plain Chiefdom (Cameroons).” Doctoral thesis, University College London, 1990.
  54. Gerbner, K. “Maroon Science: Knowledge, Secrecy, and Crime in Jamaica.” In Critical Approaches to Science and Religion, edited by M P. Sheldon, A. Ragab, and T. Keel, 325–347. New York: Columbia University Press, 2023.
  55. Gibbs, J. “Toussaint, Gabriel, and Three Finger’d Jack: ‘Courageous Chiefs’ and the ‘Sacred Standard of Liberty’ on the Atlantic Stage.” Early American Studies 13, no. 3 (2015): 626–660, Summer.
  56. Gibson, L. “Journal #mermay: Mami Wata Thursday 7th May 2019.” Accessed April 6, 2023. http://www.whatiswild.com/Journal.html
  57. Gille, P. “Naval Artillery.” In A History of Technology and Invention: Progress Through the Ages, Volume III the Expansion of Mechanization, 1725-1860, translated and edited by Daumas, and Hennessy, 406–413. London: John Murray, 1980.
  58. Gómez, P. F. The Experiential Caribbean: Creating Knowledge and Healing in the Early Modern Atlantic. Chapel Hill: University of North Carolina Press, 2017.
  59. Goucher, C. “African Metallurgy in the Atlantic World.” The African Archaeological Review 11, no. 1 (1993): 197–215.
  60. Green, T. “Africa and the Price Revolution.” The Journal of African History 57, no. 1 (2016): 1–24.
  61. Green, T. A Fistful of Shells: West Africa from the Rise of the Slave Trade to the Age of Revolutions. UK: Allen Lane, 2019.
  62. Hair, P. E. H., A. Jones, and R. Law. Barbot on Guinea: The Writings of Jean Barbot on West Africa, 1678-1712. I-II vols. London: The Hakluyt Society, 1992.
  63. Hayman, R. “The Cranage Brothers and Eighteenth-Century Forge Technology.” Historical Metallurgy 38, no. 2 (2004): 113–120.
  64. Herbert, E. W. Iron, Gender, and Power: Rituals of Transformation in African Societies. Bloomington and Indianapolis: Indiana University Press, 1993.
  65. Hill, R. A. “Making Scientific Sense of Traditional Medicine: Efficacy, Bioprospecting, and the Enduring Hope of Drug Discovery in Ethiopia.” History of Pharmacy and Pharmaceuticals 63, no. 2 (2022): 270–301.
  66. Hippisley, J. Essays, I. On the Populousness of Africa. II. On the Trade at the Forts on the Gold Coast. III. On the Necessity of Erecting a Fort at Cape Appolonia. London: T. Lownds in Fleet Street, 1764.
  67. Holroyd, J. B. Observations on the Commerce of the American States. London: J. Debrett, 1784.
  68. Insoll, T. “Meyer Fortes and Material Culture: The Published Image and the Unpublished Resource.” The Journal of the Royal Anthropological Institute 16, no. 3 (2010): 572–587, September.
  69. Jamaica, A. Journals of the House of the Assembly of Jamaica. Jamaica: Printed by the Order of the House of Assembly, 1664-1826.
  70. Jobson, R. The Golden Trade: Or, a Discovery of the River Gambra, and the Golden Trade of the Aethiopians. London: printed by Nicholas Okes, and are to be sold by Nicholas Bourne, dwelling at the entrance of the Royall Exchange, 1623.
  71. Jones, A. German Sources for West African History, 1599-1669. Wiesbaden: Franz Steiner Verlag GMBH, 1983.
  72. Kananoja, K. “Infected by the Devil, Cured by Calundu: African Healers in Eighteenth Century Minas Gerais, Brazil.” Social History of Medicine 29, no. 3 (2016): 490–511.
  73. Kananoja, K. Healing Knowledge in Atlantic Africa: Medical Encounters, 1500-1800. Cambridge: Cambridge University Press, 2021.
  74. Kea, R. A. Settlements, Trade, and Polities in the Seventeenth-Century Gold Coast. Baltimore: John Hopkins University Press, 1982.
  75. Kippax, J. trans. The Theory and Practice of Commerce and Maritime Affairs, Written Originally in Spanish by Don Geronymo de Uztariz. Dublin: George Faulkner in Essex-street, 1751.
  76. Konadu, K. Our Own Way in This Part of the World: Biography of an African Community, Culture, and Nation. Duke University Press, 2019.
  77. La Fleur, J. D. Fusion Foodways of Africa’s Gold Coast in the Atlantic Era. Leiden, Boston: Brill, 2012.
  78. LaGamma, A. “The Recently Acquired Kongo Mangaaka Power Figure.” Metropolitan Museum Journal 43 (2008): 201–210.
  79. Law, R., ed. The English in West Africa, 1681-1683: The Local Correspondence of the Royal African Company of England. 1 vol. London: British Academy, 2015.
  80. Law, R., ed. The English in West Africa, 1681-1683: The Local Correspondence of the Royal African Company of England. 2 vols. London: British Academy, 2015.
  81. Ledward, K. H., ed. Journals of the Board of Trade and Plantations: Volume 4, November 1718 – December 1722. London: His Majesty’s Stationery Office, 1925.
  82. Logan, A. L. The Scarcity Slot. University of California Press, 2020.
  83. Long, E. History of Jamaica, or a General Survey of the Antient [Sic] and Modern State of That Island …. 2 vol. London: T. Lowndes in Fleet Street, 1774.
  84. MacLeod, C. “Concepts of Invention and the Patent Controversy in Victorian Britain.” In Technological Change, edited by Robert Fox, 137–154. Amsterdam: Harwood, 1996.
  85. MacLeod, C. Heroes of Invention, 249–279. Cambridge: Cambridge University Press, 2007.
  86. MacLeod, C. Inventing the Industrial Revolution: The English Patent System, 1660-1800. Cambridge: Cambridge University Press, 2009.
  87. McCaskie, T. “Telling the Tale of Osei Bonsu: An Essay on the Making of Asante Oral History.” Africa 84, no. 3 (2014): 353–370.
  88. McCaskie, T. “Unspeakable Words, Unmasterable Feelings: Calamity and the Making of History in Asante.” The Journal of African History 59, no. 1 (2018): 3–20.
  89. McNaughton, P. R. The Mande Blacksmiths: Knowledge, Power, and Art in West Africa. Bloomington: Indiana University Press, 1988.
  90. Measuring Worth. “Five Ways to Calculate Relative Value of a UK Pound Amount, 1270 to Present.” Measuring Worth, 2021. Accessed February 18, 2023. www.measuringworth.com/ukcompare/
  91. Mintz, S. W. Sweetness and Power: The Place of Sugar in Modern History. New York: Penguin Books, 1986.
  92. Mitchill, S. L. “Affinities of Septic Fluids to Other Bodies.” in The New-York Magazine or Literary Repository, edited by Thomas, and James Swords, 9–17. 2 vols. New York: T. and J. Swords, 1797.
  93. Mokyr, J. The Enlightened Economy: An Economic History of Britain, 1700-1850. New Haven: Yale University Press, 2009.
  94. Moseley, B. A Treatise on Sugar. London: G.G. and J. Robinson, Paternoster Row, 1799.
  95. Mott, R. A., and P. Singer, ed. Henry Cort: The Great Finer. London: The Metals Society, 1983.
  96. Münzer, H., in Firth, J., trans. Doctor Hieronymus Münzer’s Itinerary (1494 and 1495); and Discovery of Guinea. Hampshire: Hobbs the Printers, 2014.
  97. Murphy, K. “Translating the Vernacular: Indigenous and African Knowledge in the Eighteenth-Century British Atlantic.” Atlantic Studies 8, no. 1 (2011): 29–48.
  98. Neaher, N. C. “Igbo Metalsmiths Among the Southern Edo.” African Arts 9, no. 4 (1976): 46-9; 91–2, July.
  99. Nicholson, J. The Operative Mechanic and British Machinist. London: Knight and Lacey, 1825.
  100. Njoku, O. N. “A History of Iron Technology in Igboland, c.1542-1900.” Doctoral thesis, Nova Scotia, Dalhousie University, June 1986.
  101. Njoku, O. N. “Magic, Religion and Iron Technology in Precolonial North-Western Igboland.” Journal of Religion in Africa 21, no. 3 (1991): 194–215.
  102. Njoku, R. C. “Unmasking the Masquerade: Counterideologies and Contemporary Practices.” In West African Masking Traditions and Diaspora Masquerade Carnivals: History, Memory, and Transnationalism. Rochester, USA: University of Rochester Press, 2020.
  103. Oast, J. Institutional Slavery. Cambridge: Cambridge University Press, 2016.
  104. Ogundiran, A. “Of Small Things Remembered: Beads, Cowries, and Cultural Translations of the Atlantic Experience in Yorubaland.” The International Journal of African Historical Studies 35, no. 2–3 (2002): 427–457.
  105. Oriji, J. N. “The Slave Trade, Warfare and Aro Expansion in the Igbo Hinterland.” Transafrican Journal of History 16 (1987): 151–166.
  106. Oriji, J. N. “Igboland, Slavery, and the Drums of War and Heroism.” In Fighting the Slave Trade: West African Strategies, edited by Diouf and Diouf, S A., 121–131. Ohio: Ohio University Press, 2004.
  107. O’Shaughnessy, A. An Empire divided: The American Revolution and the British Caribbean. Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2000.
  108. Osseo-Assare, A. D. A. “Bioprospecting and Resistance: Transforming Poisoned Arrows into Strophantin Pills in Colonial Gold Coast, 1885-1922.” Social History of Medicine 21, no. 2 (2008): 269–290.
  109. Osseo-Assare, A. D. A. Bitter Roots: The Search for Healing Plants in Africa. Chicago; London: The University of Chicago Press, 2014.
  110. Otumfuo, N. O. A. P., II in McCaskie, Tom, ed. History of Ashanti. Oxford: Oxford University Press for the British Academy, 2022.
  111. Parrish, S. S. “Diasporic African Sources of Enlightenment Knowledge.” In Science and Empire in the Atlantic World, 281–310. New York & London: Routledge, 2008.
  112. Pole, L. M. “The Hammers of Mawu: Ironworking Tradition in the Togo Hills, Ghana.” African Archaeological Review 27, no. 1 (2010): 43–78.
  113. Quamie-Kyiamah, A. “The Customary Oath in the Gold Coast.” African Affairs 50, no. 199 (1951): 139–147.
  114. Rashford, J. “Plants, Spirits and the Meaning of ‘John’ in Jamaica.” Jamaica Journal 17, no. 2 (1984): 62–71, May.
  115. Regourd, F. “Mesmerism in Saint Domingue: Occult Knowledge and Vodou on the Eve of the Haitian Revolution.” In Science and Empire in the Atlantic World, edited by James Delbourgo and Nicholas Dew, 311–322. New York: Routledge, 2008.
  116. Roberts, A. F. “Precolonial Currencies: Value, Power and Prestige.” In Striking Iron: The Art of African Blacksmiths, edited by A. F. Roberts, T. Joyce, and M. C. Berns, 150–163. Los Angeles, California: Fowler Museum at UCLA, 2019.
  117. Roberts, C. E. “To Heal and to Harm: Medicine, Knowledge, and Power in the Atlantic Slave Trade.” Doctoral thesis, Cambridge, MA, Harvard University, 2017.
  118. Rodney, W. “Portuguese Attempts at Monopoly on the Upper Guinea Coast.” African History 6, no. 3 (1965): 307–322.
  119. Rodney, W. “A History of the Upper Guinea Coast, 1545-1800.” Doctoral thesis, London, University of London, 1966.
  120. Rømer, L. F. A Reliable Account of the Coast of Guinea (1760). Translated and edited by Winsnes. Oxford: Oxford University Press for the British Academy, 2000.
  121. Ross, D. H. “The Iconography of Asante Sword Ornaments.” African Arts 11, no. 1 (1977): 16-25; 90–91, October.
  122. Saraiva, T. “Black Science: Amílcar Cabral’s Agricultural Survey and the Seeds of African Decolonization.” Isis 113, no. 3 (2022): 597–609, September.
  123. Satia, P. Empire of Guns: The Violent Making of the Industrial Revolution. Redwood City: Stanford University Press, 2019.
  124. Saunders, A. C. D. C. M. A Social History of Black Slaves and Freedmen in Portugal, 1441-1555. Cambridge: Cambridge University Press, 1982.
  125. Sheridan, R. B. “Changing Sugar Technology and the Labour Nexus in the British Caribbean 1750-1900, with Special Reference to Barbados and Jamaica.” New West Indian Guide 63, no. 1/2 (1989): 59–93.
  126. Shilliam, R. “Race and Revolution at Bwa Kayiman.” Millenium: Journal of International Studies 45, no. 3 (2017): 269–292.
  127. Singerman, D. R. “The Limits of Chemical Control in the Caribbean Sugar Factory.” Radical History Review 2017, no. 127 (2017): 39–61.
  128. Sivapragasam, M. “After the Treaties: A Social, Economic and Demographic History of Maroon Society in Jamaica, 1739-1842.” Doctoral thesis, University of Southampton, 2018.
  129. Sluyter, A. Black Ranching Frontiers: African Cattle Herders of the Atlantic World. New Haven: Yale University Press, 2012.
  130. Solar, P., and K. Rönnbäck. “Copper Sheathing and the British Slave Trade.” The Economic History Review 68, no. 3 (2015): 806–829.
  131. Soto Laveaga, G., and P. F. Gómez, eds. “Thinking with the World: Histories of Science and Technology from the ‘Out There’, Special Issue.” History and Technology 34, no. 1 (2018): 5–10.
  132. Stahl, A. B. “Archaeological Insights into Aesthetic Communities of Practice in the Western Volta Basin.” African Arts 46, no. 3 (2013): 54–67.
  133. Stahl, A. B. “Efficacious Objects and Techniques of the Subject: ‘Ornaments’ and Their Depositional Contexts in Banda, Ghana.” In Relational Identities and Other-Than-Human Agency in Archaeology, 197–236. Boulder: University Press of Colorado, 2018.
  134. Stammers, M. “Iron Knees in Wooden Vessels – an Attempt at a Typology.” International Journal of Nautical Archaeology 30, no. 1 (2001): 115–121.
  135. Sutherland, A. An Attempt to Ascertain and Extend the Virtues of Bath and Bristol Waters by Experiments and Cases. London: Frederick & Leake, 1764.
  136. Sweet, J. H. Domingos Álvares, African Healing, and the Intellectual History of the Atlantic World. Chapel Hill: The University of North Carolina Press, 2011.
  137. van Batenburg, A. J. V. I. Kort historisch verhaal van den eersten aanleg, lotgevallen en voortgang der particuliere Colonie Berbice. Amsterdam: C. Sepp Jansz, 1807.
  138. van Dantzig, A. “The Akanists: A West Africa Hansa.” In West Africa Economic and Social History, edited by Henige and McCaskie. Madison: University of Wisconsin-Madison, 1990.
  139. Vansina, J. Paths in the Rainforests: Toward a History of Political Tradition in Equatorial Africa. London: James Currey, 1990.
  140. Vansina, J. “Linguistic Evidence for the Introduction of Ironworking into Bantu-Speaking Africa.” History in Africa 33 (2006): 321–361.
  141. Vogel, S. M. “Rapacious Birds and Severed Heads: Early Bronze Rings from Nigeria.” Art Institute of Chicago Museum Studies 10 (1983): 330–357.
  142. Vogt, J. “Portuguese Gold Trade: An Account Ledger from Elmina, 1529–1531.” Transactions of the Historical Society of Ghana 14, no. 1 (1973): 93–103.
  143. Voyages: The Transatlantic Slave Trade Database. Accessed February 18, 2023. https://www.slavevoyages.org/assessment/estimates
  144. Warnier, J.-P. “Slave-Trading without Slave Raiding.” Paideuma 41 (1995): 251–272.
  145. Warnier, J.-P. Cameroon Grassfields Civilization. Bamenda: Langaa Research & Publishing CIG, 2012.
  146. Warnier, J.-P., and I. Fowler. “A Nineteenth-Century Ruhr in Central Africa.” Africa: Journal of the International African Institute 49, no. 4 (1979): 329–351.
  147. Webster, T. “The Case of Henry Cort.” Mechanics’ Magazine II (1859): 387–389.
  148. Williams, E. Capitalism & Slavery. Chapel Hill: The University of North Carolina, 1944.
  149. Williamson, M. “Africa or Old Rome? Jamaican Slave Naming Revisited.” Slavery & Abolition 38, no. 1 (2017): 117–134.

عن محمود الصباغ

كاتب ومترجم من فلسطين

شاهد أيضاً

الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية

إعداد: محمود الصباغ استهلال عوديد إينون (1949..) صحفي إسرائيلي يكتب في جيروزاليم بوست. عمل سابقاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *