في تقرير لصحيفة “Le Nouvel Observateur” الفرنسية يعود للعام 2017 في الذكرى الثلاثين لانتفاضة الحجارة (راجع، https://arabi21.com/story/1055027) عما إذا كان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، سيقود إلى انتفاضة فلسطينية “ثالثة” تقول الصحيفة :”إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شأنه شأن الطقس، لا يحتاج لمعاينة ميدانية لتحديد قوة الرياح واتجاهها. ونظراً لوجود هذا الصراع منذ عقود في منطقة الشرق الأوسط، يمكن الإقرار بأن الفلسطينيين غير قادرين على قيادة انتفاضة على نطاق واسع على خلفية زعزعة مشروع استقلال بلادهم… [ولأنهم] قبلوا باختلال التوازن في ميزان القوى بينهم وبين الإسرائيليين، خاصة بعد أن أصيبوا بأزمة نفسية على خلفية فشل الانتفاضة الثانية. فضلاً عن ذلك، اعترف أحد المسؤولين الفلسطينيين بهذا الجانب، وأقر بأن “الإسرائيليين يملكون كل الوسائل بين أيديهم؛ بينما لا يملك الفلسطينيون أي شيء”.
-انتهى الاقتباس-
تأتي ذكرى الانتفاضة اليوم في زمن أشدّ قسوة، تدار فيه السياسة الفلسطينية بيد سلطة فقدت معنى الفعل، وتدار فيه حياة الفلسطيني تحت وطأة تنسيق أمني في الضفة الغربية وإبادة جماعية في قطاع غزة وتهميش في أراضي الـ 48 ناهيك عن الضياع في الشتات.
تبدو اليوم رواسب انتفاضة الحجارة حاضرة في الذاكرة كحدث مكثف وشفاف، لكن فرص تكرارها تبدو محدودة. فالتفكك الداخلي والتنسيق الأمني وتفتت الجغرافيا، وانكشاف فصائل م ت ف وتفوق آلة الاحتلال العسكرية، كلها عوامل تجعل من الصعب تخيل انفجار شعبي واسع على النحو الذي شهدناه نهاية العام 1987. هذا عدا عن الوضع المأساوي الحالي شديد التعقيد في قطاع غزة ليزيد من ثقل الصورة.
ومع ذلك، تظل الذكرى تحمل منطقاً رمزياً عنيداً. فرغم كل المجازر ومسارات التطبيع، وتراكم الإحباط، لم تخرج المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني من أجندة التاريخ بعد. وما انفك السؤال البدئي ذاته كما هو: كيف يواجه شعب محاصر مشروعاً استعمارياً يلتهم المكان والذاكرة معاً؟
لم تكن الانتفاضة مجرد رد فعل على حادثة مرور عند معبر “إيرتز” في مدخل بيت حانون، بل كانت انفجاراً تراكمياً لعقود من الاحتلال اليومي، الذي لم يكتفِ باحتلال الأرض (قل سرقتها)، بل سعى إلى إعادة تشكيل الفضاء الفلسطيني بجغرافيته ورمزيته. وكان الاستيطان الوجه الأكثر وضوحاً لتجليات العنف البنيوي للمشروع الصهيوني من خلال إعادة ترتيب هذه الجغرافيا بطريقة تجعل الفلسطيني غريباً حتى عن بيته وحقله وزمنه وتحويل حياته إلى عبء دائم وجحيم لا يطاق.
لقد أتت الانتفاضة لتواجه هذه الطوبولوجيا الاستعمارية، ومحاولة لالتئام المكان من جديد، وإسقاط القناع “الأخلاقي” عن النظام الاستعماري الذي لطالما ارتدته إسرائيل لتسويق نفسها كاحتلال “إنساني مستنير”
بهذا المعنى، كانت الانتفاضة إعادة اكتشاف لما هو خفي من سياسات المعيش اليومي الاستعماري
رغم أن التنظير اللاحق حاول أن يصوغ معنى الانتفاضة كعمل يهدف إلى “إنهاء الاحتلال”، إلا أن الفلسطينيين، في الميدان، لم يروا فيها سوى فعل رفض بسيط ومباشر أقرب إلى رغبة في استعادة الإحساس بالحياة. وربما يرى البعض في هذا اختلافاً لما يمكن قوله عن معنى الانتفاضة*. إذ لا يمكن -بأي حال من الأحوال- فهمها كفعل يعمل على إنهاء الاحتلال، أو، بمعنى أدق، لم يتوقع أحد منها فعل ذلك -اللهم سوى الرئيس عرفات ربما-. وإنما جلّ ما فهمه الفلسطينيون وأرادوا إيصاله للإسرائيليين ولبقية العالم تعبيرهم عن رفضهم للاحتلال.
ببساطة لم تكن الانتفاضة مشروع دولة، ولا خطة استراتيجية، بل فعل وجودي عفوي، يعبر عن إرادة الحياة التي تنبع من أبسط الأشياء.
لكنه يبقى حدثاً عرضة للانطفاء أو الانحراف أو التآكل، وإسرائيل كانت مستعدة لتلك اللحظة لتصنيع الوهم بموافقتها على أي تسويه**. وهذا ما جرى التعبير عنه في اتفاقات أوسلو التي جعلت منظمة التحرير تعترف بإسرائيل مجاناً مقابل تشكيل “نظام حكم” فلسطيني شبيه بأنظمة الحكم العربية تم تسميته “السلطة الوطنية الفلسطينية “***. وهكذا صدرت يوم 24 أيلول 1993 ما قيل إنها أوامر مباشرة من الرئيس عرفات إلى نشطاء الفصائل (باستثناء القوى الإسلامية) بوقف العمليات العسكرية كافة ضد الجيش الإسرائيلي.
كشفت الانتفاضة تراخي الفصائل الفلسطينية، التي كانت منهكة أصلاً بمشاكلها وخلافاتها الداخلية، وعدم قراءتها للواقع الجديد الذي أفرزته حرب لبنان 1982. فالخروج من الجغرافيا كان يعني الخروج من التاريخ، وهو ما لم تدركه قيادة م ت ف، التي اكتفت باستقبال وتوديع الوفود في منتجع قرطاج في العاصمة التونسية
وإذا كانت هزيمة حزيران 1967 قد أثبتت أن الفلسطيني وحده من يملك -عملياً-القدرة ( اقرأها المخاطرة إن شئت) على مواصلة المقاومة****، فقد أتت الانتفاضة لتضع الجميع أمام سؤال أكثر إيلاماً: ماذا يبقى من المقاومة إن غابت السياسة؟
ولتؤكد معضلة القوى الوطنية الفلسطينية على صعيد المقاومة ومعاناتها -مثلها مثل بقية الحركات الثورية التحريرية- وفي مقدمة هذه المعضلات، صعوبة؛ أو استحالة تحقيق أي منجز حقيقي مهما بلغت التضحيات والبطولات ما لم يتوفر برنامج عمل سياسي متكامل يأخذ في الحسبان واقعية فعله الثوري وصيغه العملية بما يتلاءم مع إمكاناته وقدراته.
لا شك أن م ت ف وفّرت الغطاء السياسي الذي تحتاجه الانتفاضة، بما تمثله المنظمة من معنى رمزي لعموم الشعب الفلسطيني. وبصفتها بوتقة صهر خبرته ونضاله المعاصر، لاسيما بعد أن تبنى المجلس الوطني الفلسطيني قرارات تتناغم مع متطلبات وأهداف الانتفاضة. رغم أن أول بيان لـ م ت ف عن الانتفاضة أتى بعد نحو خمسة أسابيع من اندلاعها… كانت الفصائل خلالها تعمل منفردة كل على حدة.
وفيما بعد تشكلت بين الانتفاضة والمنظمة علاقة تكافلية حمى كل منهما الآخر، فالمنظمة كانت تعاني من عزلة ملحوظة ونضوب مالي شديد، بينما كانت الانتفاضة بحاجة إلى جسم سياسي تصب فيه مطالبها، فالانتفاضة -أي انتفاضة- ليس سوى عمل عفوي مؤقت قصير العمر لابد له من التحول لاحقاً إلى عمل منظم وقيادة (سواء نقابية أو حزبية)؛ وإلا سيكون مقتلها في استطالة عمرها، مما سيجعلها تتوقف عند حدود أن تكون فقط “انتفاضة”
لم تقف قيادة م ت ف المتفاجئة بالانتفاضة على الحياد أو موقف التفرج . فبعد امتصاص صدمة المفاجئة، ظهرت مخاوف هذه القيادة -وعلى رأسها قيادة حركة فتح-من تنامي القوى الإسلامية، فضلاً عن انخراط قوى اليسار في فعاليات الانتفاضة منذ البداية، وكان التدخل الفعلي القوي لقيادة م ت ف في الانتفاضة على إثر اغتيال أبو جهاد الوزير في 15 نيسان 1988. *****. وحاولت م ت ف استغلال الانتفاضة من أجل عودتها لمسرح الأحداث عالمياً وعربياً ولا يخفى على أحد أن جهود الجبهتين الشعبية و الديمقراطية في بداية الانتفاضة أسهمت في تواصل الاحتجاجات مما أجبر حركة فتح على اللحاق بهما بعد تبني حماس أيضاً للانتفاضة. ودفع هذا الخوف من قوى اليسار واليمين على حد سواء حركة فتح لاستغلال جهد الناشطين الميدانيين و محاولة خرق صفوف قوى اليسار******.
لقد أعادت الانتفاضة للمنظمة قوتها السياسية التي فقدتها بعد حرب بيروت واتسمت الانتفاضة بالشمولية والعمل الشعبي مما أكسبها زخمها، فضلاً عن أن شعبيتها أكسبتها الطابع السلمي (إلقاء الحجارة والمولوتوف لا يمكن عدّه عملا عسكرياً على كل حال)، وامتدت أفقياً لتشمل مناطق الضفة وقطاع غزة كافة. لكنها عبرت -في ذات الوقت- عن قدرة الشعب على الاستفادة من خبرته في نضاله ضد الصهيونية وإسرائيل.
وكان للفصائل و م ت ف الدور في تنسيق أعمال الانتفاضة لاحقاً. ورغم الإضرابات الطويلة والمتصلة التي شكلت عبئاً على المواطنين وعلى اقتصاد المناطق المحتلة، لكنه لم يحدث أي تقنين للإضرابات، بل إن التنافس التنظيمي الفصائلي، لإظهار قدرة كل فصيل على التحشيد، زاد من حدة هذه الإضرابات للوصول -عنوة- إلى نقطة انتزاع نصر تاريخي عبر الانتفاضة، وهذا ما أدى -في النهاية- الى تقويضها وتحويلها الى أجندة سياسية تخضع لمزاج فصائل م ت ف.
لكن ما جعل الانتفاضة حدثاً فريداً في التاريخ الفلسطيني هو أنها جمعت بين العفوية والقصدية، بين الفعل الغريزي والرؤية الواعية. لقد منحت م ت ف رصيداً رمزياً أعاد إليها حضورها بعد تراجعها في أعقاب حصار بيروت، كما منحت المجتمع الفلسطيني إحساساً بفاعليته.
ومع أن هذه العلاقة انتهت إلى تناقضٍ مؤلم، لكنها أنتجت واحدة من أكثر لحظات التاريخ الفلسطيني صفاءً وتماسكاً.
هل استفدنا من درس الانتفاضة؟.
أثبتت انتخابات العام 1996 استمرار عقلية المجتمع السابق للانتفاضة، أي العقلية “العشائرية والأسرية”. وحتى بعد ذلك عندما انتخبت حماس، فلم تنتخب بسبب برنامجها بقدر ما هو انتقاماً من فساد حركة فتح وقيادتها وكوادرها سواء بسواء. ناهيك عن المأزق البنيوي الذي كانت تعيشه فصائل العمل الفدائي، لجهة إخفاق الكفاح المسلح من الخارج بسبب تهجير م ت ف وابتعاد المقاتلين جغرافياً- عن حدود فلسطين. وطبيعي أن يكون الأمر كذلك، فالمراقب للمشهد الفلسطيني -آنذاك- لا يمكنه أن يكون متفائلاً. فالهزائم المتكررة للحركة الوطنية الفلسطينية منذ أحداث أيلول 1970 إلى سلسلة المذابح في لبنان 1982 عكست تفاعلاً سلبياً بين العامل الفلسطيني ومحيطه العربي العضوي، وأوجدت لدى الفلسطينيين شعوراً راسخاً بأنه ليس بوسعهم إلا الاعتماد على النفس، وأنه يتوجب مجابهة الاحتلال ولو بالحجارة فقط . لقد آلت الحركة الوطنية إلى وضع اتسم بالعجز المزمن، إذ لم تعد قادرة على فرض وتحقيق ولو الحدود الدنيا لبرامجها حرباً أم سلماً، وقد أتت الانتفاضة لتضع فصائل م ت ف أمام حقائق مؤلمة، وأي محاولة من تلك الفضائل لتجيير الحراك الشعبي لمصالح تنظيمية سيكون مصيره الفشل، وبات الكل يعلم -بعد الانتفاضة- أن الفرق بينها وبين كفاح الفصائل المسلحة، أن الأولى فعل شعبي بامتياز انطلق عفوياً، في حين يمثل الثاني سلوكاً واعياً ومخططاً له قيادة وكوادر تنظيمية ونخب حزبية… إلخ.
لقد كانت الانتفاضة كانت أكثر من مواجهة مع الاحتلال بكونها محاولة لإعادة تعريف الفلسطيني لذاته وعلامة بارزة في وعيه، وكانت أكثر من فعل سياسي (وإن لم تكن تملك مشروع دولة) بل هي حدث إنساني يكشف كيف تنبع إرادة الحياة من أبسط الأشياء؛ من طفل يحمل حجراً يغير بع وجه التاريخ دون أن يدري. ورغم كل ما قيل وما سوف يقال عنها، فالمعيار النهائي للحكم عليها وعلى نتائجها إنما يرتبط بالمآلات التي انتهت إليها وبها.
إن المعيار الحقيقي لأي حدث تاريخي لا يكمن في نواياه، بل في مآله. وما يتمخّض عنه. وحتى لو افترضنا أن هناك من خطط وأعد وأعطى الإشارة لاندلاعها هي أو غيرها، فإن ما تمخض عن الانتفاضة من نتائج لم يكن للأسف له علاقة بالأسباب التي دفعت الفلسطينيين للخروج من بيوتهم في صباح ذلك اليوم الخريفي من كانون أول 1987.
…
* الانتفاضة ظاهرة إنسانية عرفتها كل المجتمعات البشرية في كل العصور والأزمان والأمكنة طالما وجد الظلم والقهر والاستبداد و الاستعمار.. تتحرك الانتفاضة وفق دينامية تجسد نموذجاً إدراكياً و معرفياً بمواصفات خاصة وفقاً لمكوناتها و عوامل نشأتها وسماتها ووظائفها و آلياتها و إنجازاتها، مع مراعاة تفاعل نظامها العضوي مع البيئة المحيطة بها داخلياً وخارجياً
** ساعدها في ذلك خطاب الرئيس عرفات في البرلمان الأوروبي (أيلول 1988) وجملته الشهيرة “سلام الشجعان” ثم إعلان بيان الاستقلال والقبول بقرار مجلس الأمن 242 في دورة المحلس الوطني في الجزائر “تشرين الثاني 1988″، (ما يعني التخلي عن الوصاية الأردنية لإدارة مناطق الضفة الغربية. وهو الحل الذي يحلو لإسرائيل أن تتعبد فيه). وسبق ذلك قرار الملك حسين بفك الارتباط بين الضفة و الأردن في نهاية تموز من ذات العام، ويقال أنه حصل بطلب من الرئيس عرفات شخصياً كي يتمكن من اعلان “دولته”. للمزيد (انظر، شفيق عبيدات: قرار فك الارتباط اتخذ لإبراز الهوية الفلسطينية وبطلب من منظمة التحرير. http://islahnews.net/72544.html) . في الحقيقة، ساهمت الانتفاضة بتحقيق العديد من النتائج السياسية التي لم يسبق للنضال الوطني الفلسطيني أن توصل إليها حتى في عنفوان عمله العسكري، إذ تم الاعتراف بالشعب الفلسطيني كجماعة بشرية واحدة موجود فعلاً على الأرض، وأن من يسكن في الضفة وغزة والقدس هم جزء من هذا الشعب وليسوا مواطنين أردنيين، الأمر الذي أجبر حتى المؤيدين التقليديين لإسرائيل بالرجوع دائماً للمربع الأول، أي إلى احتلال الأرض وإفراغها من سكانها عند الحديث عن أي مفاوضات محتملة . وقد أشار إلى هذه الحقيقة كلود شيسون -وزير الخارجية الفرنسي آنذاك-الذي جاء بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة، أثناء لقاءه مع الرئيس عرفات في تونس (7/4/1988) و نشرته صحيفة “لوموند”: “إن مسؤولية الغرب عما يحدث جسيمة ،ففي العام 1948 عندما أقيمت دولة إسرائيل حكمنا على شعب بالتحول إلى لاجئين، هناك أمثلة قليلة في التاريخ تشبه ما حدث في العام 1948، والواجب الآن العمل على أن يستعيد هذا الشعب حقوقه”.
*** يقول خليل نخلة في هذا الصدد: “تم اختراع السلطة الفلسطينية لتكون نموذج تحكم للتجريب و إعادة الهندسة. ويبدو أن جوهر هذه التجارب يدور حول السؤال التالي: كيف يمكن إعادة تشكيل وقولبة “دولة وطنية” ملفقة ومنزوعة السيادة لتصبح بحجم شركة حديثة يمكن السيطرة عليها ويديرها كبار المدراء التنفيذيون “السياسيون” وفئة المنظمات غير الحكومية التي أعيد تسييسها. وينظمها ويحافظ على بقائها جهاز أمن جيد التدريب “. انظر. خليل نخلة. فلسطين: وطن للبيع ،مؤسسة روزا لوكسمبورغ. رام الله 2011. ترجمة عباب مراد .ص 35
**** قبل الانتفاضة بشهر تقريباً (تشرين الثاني 1987) انعقدت القمة العربية في العاصمة الأردنية، وكان لافتاً- وإن لم يكن مفاجئاً- التجاهل شبه التام للقضية الفلسطينية، التي لطالما كانت محوراً أساسياً في مداولات القمم العرببة المتعاقبة.
***** بدت الاغتيال إسرائيلياً كما لو أنه استكمالاً لحرب 1982 لـ ” القضاء على منظمة التحرير، وتصفية قيادتها”.
****** يتداول الفلسطينيون فيما بينهم رواية ترى أن الرئيس عرفات لعب دوراً مفصلياً في انشقاق الجبهة الديمقراطية في العام 1989 بقيادة ياسر عبد ربه (الرجل الثاني في الجبهة ) الذي يحتفظ بعلاقة وثيقة مع عرفات. حيث قام عبد ربه بتأسيس الاتحاد الوطني الفلسطيني أو ما يعرف اختصار “فدا” الذي يعد أول حزب فلسطيني علني في الأراضي المحتلة. وقد أدى هذا الانشقاق إلى انضمام معظم الكوادر النشطاء في الجبهة إلى حزب “فدا” مما أضعف الجبهة و أثر على دورها لاحقاً.
Aljarmaq center Aljarmaq center