سوق الحيوانات البرية في إحدى المدن الصينية

كورونا والصين ونحن: حدود الطعام, حدود الثقافات

يشير الصحفي الإيطالي ستيفانو ديلا كازا إلى بدايات ظهور مفردة “متلازمة الطعام الصيني” ،في سبعينيات القرن الماضي،  كإشارة إلى وجود “علاقة” ما بين الطعام الصيني وبعض الأمراض أو الحالات المرضية، وابتدأ الأمر سنة 1968 حين نشر الدكتور “روبرت هومان كوك” بحثاً في مجلة “نيوإنغلند” الطبية يصف فيها سلسلة الأعراض التي تنشأ بعد تناول الطعام الصيني مفسراً هذه الأعراض بسبب الاستعمال المفرط لبعض المكمّلات الغذائية لتحسين النكهة مثل الحمض الأميني “الغلوتامين”، ومنذ ذلك الحين يتم تداول هذه المفردة رغم عدم وجود أي أساس “علمي” لها. إذ لم يثبت أي دليل على أن الطعام الصيني يمكن أن يسبب بعض الأعراض المرضية كالتعرق والغثيان والصداع والخفقان …. إلخ، وكذلك الأمر بالنسبة للغلوتامين. الملفت في الأمر أن موضوع هذه الدراسة ابتدأ كمزحة “طبية”، فقد كشف الصحفي الاستقصائي مايكل بليندغ أن لاوجود في الحقيقة لشخص يدعى د. “روبرت هومان كوك”، بل هو اسم مستعار استعمله جراح العظام “هوارد ستيل”. وقد اعترف ستيل بأن الرسالة كانت مجرد خدعة، وكانت بمناسبة رهان بعد أن سخر زميل له لعدم نشره أي بحث علمي في مجلة طبيه هامة، فتراهن ستيل مع زميله هذا على نشر مقال في المجلة المذكورة وإن نجح فسوف يكسب 10 دولارات، وهكذا كان، فاختار اسماً مزيفاً وكتب بحثه بطريقة قصصية مشوّقة مستوحياً مضمونه من مأدبة عشاء في مطعم صيني دعي إليها. ولكن بعد نشر المقال اتصل بمحرر المجلة ليخبره أن القصة كلها مجرد مزحة ورهان لا أكثر وهو غير مستعد لتحمل تبعات القصة، لكن يبدو أن القصة راقت للمحرر “فرانز إنغلفنغر” فلم يقم بتوضيح ذلك للقراء، ورغم أن البعض فهم -لاحقاً- أن الموضوع لم يكن سوى دعابة إلا أنه وصل لوسائل الإعلام الأخرى فانتشر واتخذ صفة التعميم فخرج من نطاق الدعابة ليصبح صورة نمطية(1).

يقولون في ألمانيا:  Du bist was du isst بمعنى “أنت ما تأكل”, ولعل هذه المفردة هي التي ألهمت دافيد بيل وجيل فالنتين لتضمينها كعنوان فرعي لكتابهما الصادر في العام1997 بصيغة تلتحف معنى مضمون وعنوان الكتاب: “استهلاك الجغرافية: نحن حيث نأكل  Consuming geographies: We Are Where We eat “. إذ تعدّ طرائق ومادة التغذي والتعامل البشري معها سلوكاً بيولوجياً بالأساس؛ فضلاً عن اتساق عاداتها  كنسق “اجتماعي” يدخل  في صلب التكوين الثقافي. وبهذا يختلف الموقف “البيولوجي” عن سواه من الحقول المعرفية عند الحديث عن الطعام، إذ يقترن الطعام، بيولوجياً، بآليات الجوع والشبع الفيزيولوجيتين، فالجوع كمحفز “هرموني” يمثل الاحتياج للأكل ويقابله الشبع بطبيعة الحال. وتأتي الرغبة في الأكل عن طريق الشعور بالجوع أولاً، ثم عن طريق الشهية بوصفها “معطى حسي دماغي واعٍ” كمحفز إضافي “ونفسي ربما” يستنفر فينا الرغبة في الأكل حتى في حال عدم الجوع. وهذا ما يفسر آلية انجذاب البشر للطعام واختلاف الأذواق في استساغة أنواع معينة من الطعام دون غيرها (بعكس بقية أفراد المملكة الحيوانية التي لا تأكل في حالة الشبع لعدم امتلاكها للحس الواعي\ النفسي لمعنى الطعام وتعريفه وتصنيفه وتسويقه.. إلخ). ومثّل الانتقال في الأكل من “النيّء” إلى “المطبوخ” بعداً تطورياً هاماً ساهم في تمايز الإنسان عن باقي أنواع “الرئيسيات”، وساعد في تقلّص حجم الجهاز الهضمي لديه وزيادة حجم الدماغ والتقليل من كمية الطاقة اللازمة للهضم مما منحه الشعور بالتلذذ أثناء تناول الطعام ومزيداً من الوقت والقوة لتطوير مهاراته في السيطرة على ما حوله.

وعادةً, ما يميل دعاة النزعة البنيوية إلى النظر للطعام بما يشبه نظرتهم للغة, أي كمنظومة دلالات سيميائية. فالطعام -إذن- ليس مجرد منتج اقتصادي- تجاري أو حصة إعلامية أو عينة إحصائية أو مخبرية فحسب, بل, هو في الحقيقة, إضافة لما سبق, وسيلة تعبيرية هامة لنقل “المعاني” بما يمثّله من نشاط تواصلي متكرر. وإذا كانت اللغة, ليس بوصفها ظاهرة صوتية فقط, تقتصر على البشر دون سواهم من أفراد المملكة الحيوانية, فإن الطعام وتحضيره, يقف كمرحلة وسط بين النزوع الطبيعي والنزوع الثقافي, فالمطبخ بات جزءً أساسياً من الحيز المعماري لبيوتنا, بل بالأحرى, ركناً أساسياً منه لا يضاهيه في هذا السياق إلا “غرف النوم” ربما.

فوبيا الطعام الصيني

منذ بداية انتشار وباء كورونا ونحن نعيش- بعيداً عن هاجس الخوف الوجودي- على وقع ضغط هائل من طوفان الصور والفيديوهات والتقارير وغيرها من الوسائط التي “شيطنت” الصين وشعوبها إلى حد يجعل من الصعوبة بمكان العودة  للحالة الصفرية, أي إلى ما قبل الكورونا، وبغض النظر عن موقف بعضنا من مواقف  الحكومة الصينية السياسية، فإن معظم تلك الصور والفيديوهات وغيرها ليست صحيحة, إن لم نقل كاذبة، بل تغشاها بروباغاندة بائسة وفظة بآنٍ معاً.

ما زلت أذكر كيف كنّا نشعر بغضب عندما يقوم أحد العنصريين في الغرب القول بأننا نحمل ذيولاً خلفنا، ليس في ذهني الآن مصدر أو مرجع لهذه الأقاويل ولكن مما لاشك فيه أن معظمنا سمع مثل هذه القصص ولو مرة واحدة على الأقل في حياته. وفي الحقيقة لم يكن غضبنا نابعٌ من حقيقة رفضنا لوجود الذيل أو من حقيقة أن منظره غير جميل أو غير محبب لدى البشر، بل كان غضباً مصدره أن مثل هذا الكلام هو محض كذب وافتراء (إذ من غير المقبول منطقياً وبيولوجياً أن يكون لنا ذيل ظاهر)، فضلاً عن أنه يصنفنا في مطرح أدنى من غيرنا من جهة أخرى. ومع كل هذا يستطيع أحدنا، الآن، القول وبكل بساطة أنه يشعر بشديد القرف عندما يشاهد منظر كلب “صيني” مقلي بالزيت أو مجموعة من الصينيين يستمتعون بأكل صغار الفئران الحيّة. بل يتعدى هذا الأمر أحياناً ليتحول إلى موقف عنصري بامتياز حين يزعم البعض أن حدود الطعام تتسامى، مثلها مثل الثقافة وعالم الأفكار، ولذلك يقوم هذا البعض، وأيضاً بذات السهولة التراتبية السابقة بوضع الصينيين في “الدرك الأسفل” في سلم “التسامي الغذائي”، ودليلهم على ذلك “نفور معظم البشر” -على حد زعمه- من طعام الصينيين.

ومما لاشك فيه أن مثل هذه الأفكار “العنصرية” المغرقة في الذاتية والموغلة في التنمر، تحمل، علاوة على إمكانية دحضها الجدلي، هزال معناها وركاكة وصفها، ومنطلقها دوافع محض سياسية وإيديولوجيّة تقتات على نظرية المؤامرة البائسة مهما بدت مقولاتها مغرية. وليس ما هو أشد دلالةً وقبحاً وتحيزاً وانحطاطاً في وجهات النظر هذه ما نشرته في بداية ظهور الوباء الممثلة السعودية مرام عبد العزيز في أحد تغريداتها(2).

نعم.. يأكل الصينيون أشياء غريبة و\ أو غير مستساغة، لا احد ينطر ذلك بما فيهم الصينيون أنفسهم، ولا أحد يمكنه أن ينفي وجود أسواق تبيع مثل هذه الأشياء الغريبة في مدنهم، والكثير شعر “بالتقزز” وهو يتابع أشرطة سلخ وقلي الكلاب الحية، في أسواق الحيوانات البرية هناك (سوف ننسى أثناء المتابعة أن نرى في موضوع الذبح والسلخ سلوكاً ذكرياً بالدرجة الأولى، فقتل الحيوانات وتناول لحمها ينظر له من الناحية التطورية الاجتماعية\ الأنثروبولوجية كجزء من المؤسسة الذكورية، بمعنى يخص جميع الذكور على سطح الأرض وليس ذكور الصين وحدهم).

قد يعترض البعض على عادات الصينيين هذه، لكن، في المقابل، يستطيع الصيني أن يرد بسهولة أن لا قانون في بلده يمنعه من تناول لحم الكلاب وهو الأمر الذي يحترمه الصيني في العموم فلا يمارسه خارج حدود بلده. وهذا لاينطبق على الصين وحدها، فشعوب الأرض قاطبةً لها عادات خاصة في الغذاء والتغذي، وأذكر ما رواه لي أحد الأصدقاء عن صديق له كان يدرس في كوبا وخطر له أن يقيم وليمة لزملائه فقام بتحضير طبق طعام باعتقاده أنه مميز وفريد وشهي  يتكن بالأساس من “بيض الغنم”, ولاقى طبقه الاستحسان والثناء من الجميع، وعندما سألوه “ما هذا الذي أكلناه” أجابهم دون تردد، وربما بفخر، إنه بيض الغنم أيها الرفاق فظهرت علامات “القرف” و”الاستياء” على وجوههم وسارع بعضهم في الذهاب إلى الحمام وإفراغ ما في أمعائهم. كما ذكر صديق آخر كيف أنه أثناء وجوده في تايلاند وقع منه مرطبان زيتون كان قد اشتراه من أحد المحلات التي تبيع مواد غذائية غير محليّة, فانكسر في أرضية الفندق، ولما حضرت عاملة التنظيف  كاد أن يغمى عليها من رائحة الزيتون المخلل. ويشبه الحديث عن “آداب وعادات وطرائق الطعام الصيني” موضوع فيلم الخيال العلمي “ألعاب الجوع The Hunger Games” (2012) الذي يصوّر العلاقة بين “العاصمة المتحضرة” وسكان المقاطعات الأقل تحضّراً وكيف تقوم السلطات بابتداع آلية إلهاء الشعب الفقير لمنعه من التمرد والثورة.

وحين يتحدث البعض اليوم عن “قذارة” الطعام الصيني فهو يضع نفسه في قائمة أصحاب الطعام “غير القذر”، أو هكذا يظن، وهذا بالطبع تقويم ذاتي أحادي لا يعتدُّ به ولا يعبّر عن أي مقدار من الصحة إلا بمقدار ما يؤمن به معتنقه، ويذكر الصحفي الإيطالي ستيفانو ديلا كازا ما قاله لوكا زايا، رئيس إقليم فينيسيا( شمال شرق إيطاليا) عن الصينيين: “لقد رأيناهم يأكلون الفئران وهي حية”، وقد تسبب مثل هذا التصريح في مشكلة دبلوماسية جعلته يتراجع عنه و يقدم اعتذاراً رسمياً للسفارة الصينية, زاعماً أنه كان تحت تأثير مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي و التي كان جزءً لابأس به  منها “مزيفاً”. وكذلك ما قاله بعد ذلك جيانفرانكو ليبيراندي النائب عن حزب “فورزا إيطاليا” الليبرالي المحافظ حين نصح الصينيين بعدم أكل “الحيوانات البرية الحية “و اعتماد طرق الغذاء المتوسطية(3).

ومثل هذا الترويج -سواء على يد أفراد أم مؤسسات- لصور نمطية عن طريقة وعادات تغذي الشعوب بأسلوب ينطوي على نوع من التحيز بدرجة ما، بهدف تحصين الذات الجمعية إزاء “الخطر القادم” من هذه الشعوب، وهذا ما يجعلنا نتبنى تفسيرات متعارضة، وربما تنافسية أحياناً، لتأويل عادات الغذاء عند الشعوب, دون الأخذ بعين  الاعتبار “الانفتاح” العالمي الحالي والتنوع الفردي العشوائي لقواعد استهلاك أنواع مختلفة من الأطعمة تنتمي إلى بيئات أخرى بدافع الفضول والمغامرة والتجربة، أو العمل أو الإقامة.. إلخ ساعد في ذلك تراخي القيود الاجتماعية المرتبطة بأنماط العيش لدى شعوب الأرض كافة, بحيث بات الطعام- من الناحية الأنثروبولوجية- يمتاز بمرونة ورمزية ثرية نستطيع, من خلاله, أن نتعرف على البنى الثقافية المختلفة والمتنوعة.

ولابأس من القول أن بعضنا يناقش عادات الصينيين الغذائية انطلاقاً من موقفه “السياسي” من الحكومة الصينية وسياساتها في منطقتنا العربية، دون أن ينتبه هؤلاء أنهم لم يطرحوا مثل هذه الأسئلة قبل عشر سنوات مثلاً، بالأحرى قبل الربيع العربي، حين لم يكن هذا الموضوع يشكل دلالة” أنثروبولوجيّة” فارقة حينها، فنحن لم نسمع من اعترض أو تحدث عن وصفة الفئران الحية، رغم أنها محض أسطورة شعبية، ولا عن حساء الخفافيش، رغم أنها غير صحيحة، وعادة غير صينية على كل حال، ويمكن هنا التطرق إلى العديد من الأمثلة, فلطالما كان الطعام الصيني موضع سخرية في الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر وذلك في استهداف واضح لهم كأقلية داخل البلاد( الأمر اشبه بـ”ضريبة الراس التي فرضتها كندا على العمال المهاجرين الصينين للحد من أعدادهم ). ومع انتشار فيروس كورونا، حديثاً كثر الكلام  و التسجيلات المرئية عن “حساء الخفافيش” كموئل للفيروس, وعلى الرغم من عدم إمكانية التأكيد على صحة هذه التسجيلات وأماكن تصويرها, إلا أن هذا لم يمنع من انتشار العديد منها التي “تؤكد” تناول الصينين لهذا الحساء, حتى أن جون أوليفر ابتدأ إحدى حلقات برنامجه Last Week Tonight على  القناة اليمينية المحافظة “فوكس نيوز” بمقدمة للاقتصادي دون لوسكين يتحدث فيها عن حساء الخفافيش  الذي “يستهلكه الصينيون بكثرة و شراهة” وانتهي إلى القول بأن الصين تقع في مكان ما من العالم “غير المتحضر”, فهم “لا يشبهونا”(4).

الطعام و الإنسان: مساقات عولمة تطورية 

علاقتنا بالطعام هي علاقة بيولوجية معرفية متشابكة، ومرتبطة بوعينا لجهة البعد الاجتماعي، وعدم الاكتفاء بالتفسير “الموضوعي” أو “العلمي”(4) أو حتى التاريخي الوصفي، بل أن الإقرار بـ “الهوية” -كي لا نقول الطبيعة- الاجتماعية للطعام يجعلنا نميل إلى مقاربات -ثقافية واقتصادية وسياسية- أكثر تفهماً لممارسات “التغذي” الإنساني، فالتنوع الفردي والمجتمعي لأساليب الطعام يجعله متحرراً من القيود المتصلة به موضوعياً، (مثل: الجفاف وندرة بعض المحاصيل، والطقوس الاجتماعية والدينية والثقافية، والحواجز الفكرية، والتمايز الطبقي، والتابوهات، والعلاقات الطوطمية، والإعلام وموضة الغذاء الصحي” الدايت”، والذوق الفردي لنكهات معينة دون غيرها، .. إلخ)  كل هذا أو جزء منه يسمح للطعام أن يكون سلعة اجتماعية – اقتصادية مميزة تختلف عن أي سلعة أخرى وتجعله يحتل مكان الصدارة في سلم الأولويات الحياتية.

في الحقيقة يمثل الطعام بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت بالمعنى الغريزي الحرفي للكلمة، وهذا ما يجعل من مشاركة البشر للعادات الغذائية عنصر توحيد ربما بدرجة أكبر مما كان يطمح له الأخ كارل ماركس.

…………………….

هوامش

1) بالتأكيد لم يكن ستيل عنصرياً ولم ينطلق من منطلقات عنصرية تحطّ من قيمة الصينيين، كل ما في الأمر أن آخر مطعم زاره قبل أن يكتب مقالته تلك كان صينياً وقد أفرط في الطعام و الشراب لدرجة أن طعمهما كانا لا يزالان تحت لسانه حين قبل رهان زميله. [للمزيد , انظر: https://www.wired.it/lifestyle/food/2020/03/07/coronavirus-leggende-razziste-cibo-cinese]

2) تقول مرام عبد العزيز:” لو كان الأمر بيدي كان كل اللي يتم القبض عليهم خاصة في قضايا تمس الأمن ما أسجنهم بس وأخسر عليهم أكل وشرب وتأهيل كان خليتهم حقل تجارب للأدوية الجديدة”.. وتضيف “حتى لو ما كانت النتائج مضمونة.. منها عقاب لهم ومنها تستفيد منهم البلد.. هم أوْلى بالتجارب من الفئران والقرود اللي ما أذتنا بشيء”. ولعل كلام الممثلة السعودية يتقاطع مع ما تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية من تصريحات لاثنين من أبرز الأطباء الفرنسيين وهما جان بول ميرا و كاميل لوخت على محطة L C E الفرنسية اليمينية، والتي تتبع مجموعة TF1 الإعلامية، حين قال جان بول ميرا بالحرف الواحد” دعوني أكون مستفزاً، ألا يجدر بنا أن نجري الدراسة [يقصد التجارب على اللقاح ضد كورونا] في أفريقيا حيث لا وجود ،هناك، لكمامات الوجه ولا وجود للعلاجات الضرورية ولا وجود لأقسام العناية المركزة؟ ألا يجدر بنا فعل ذلك أسوة بما عمدنا القيام به في بعض تجاربنا المتعلقة بمرض الإيدز على  المومسات باعتبارهن الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس لإهمالهن وعدم اتخاذهن إجراءات معينة للحماية؟”، وهنا يزيد زميله كارل لوخت في الطنبور نغماً حين يتدخل -بحكم عمله كباحث في مجال الدراسات الطبية والصحية- فيقول مؤكداً كلام زميله” برافو.. معك حق، ونحن نفكر في الوقت الحالي في إجراء دراسة موازية في أفريقيا لتطبيق الآلية ذاتها التي طبقناها في تجارب اللقاح ضد مرض السل. حسنٌ سوف نفكر جديّاً في الأمر.. أعدك بذلك”.

3) للمزيد انظر,https://www.wired.it/lifestyle/food/2020/03/07/coronavirus-leggende-razziste-cibo-cinese

4) للمزيد, انظر: https://deadline.com/2020/03/last-week-tonight-with-john-oliver-donald-trump-coronavirus-india-narendra-modi-arnab-goswami-1202877142/, علماً أن شبكة فوكس نيوز دخلت لاحقاً في دعاوى قضائية مع “رابطة واشنطن لزيادة الشفافية” التي اتهمت المحطة ببث معلومات كاذبة ومضللة خلال تغطياتها الأولى للوباء، بما في ذلك وصف الفيروس بأنه خدعة ولا يمثل خطراً على الصحة.

عن محمود الصباغ

كاتب ومترجم من فلسطين

شاهد أيضاً

العدوان على غزة: أجندة إسرائيل السياسية والأمنية

في صباح السابع من تشرين الأول 2023 شنت حركة حماس هجوماً مسلحاً على مواقع وبلدات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *