الورقة الثامنة: علاقتي الجميلة، ثم الملتبسة، مع الدين، ونهايتها السلبية مع التدين.
من الصف الثاني الابتدائي، وفي أول تفتحي على الحياة، كان يمتعني ويدهشني صوت الأستاذ محمد الشاعر في تجويد القرآن. كان يعلمنا دروس الدين، وأيضا الرسم و”الموسيقى”. كان رحمه الله، يهوى العزف على الأكورديون، ودائما، قبل أن يبدأ درس الديانة، يعزف لنا لدقائق على الأكورديون الذي يملكه شخصيا، فكانت بداية تفتحي، وبتأثير من الأستاذ الشاعر، لا تناقض فيها بين الموسيقى وتجويد القرآن بصوته الرخيم العذب.
في البيت، كنت أرى أمي وهي تصلي الظهر والعصر والمغرب وأحيانا العشاء، لكن في وقت صلاة الفجر أكون نائما، عندما تؤدي فرض الصلاة . كذلك أبي في بعض الأحيان، عندما يكون في ” عطلة” من عمله، أو في صلاتي المغرب والعشاء، حين يقضيهما في البيت ولا يذهب إلى المسجد.
بداية لم يكن أبي يصلي، أما بعد ذلك الكابوس الذي انقضَّ عليه في “منامه”، وما تعرّض له من تهديد مخلوقات تشبه الشرطة، بارتدائها اللون الأبيض على الرأس، ويقودون الموتسيكلات، صحا من نومه وطلب أن يتوضأ، ثم يصلي، وما انقطع من حينه عن أداء فرض الصلاة إلا قبل رحيله بوقت قصير، حين هدَّه مرض سكر الدم.
أما جدي، فكنت لا أراه يصلي في البيت أبداً. دائما كان يؤدي صلواته الخمس في الجامع، فأراه إما ذاهبا إلى صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء، أو وهو عائداً منها. والأكيد أن الفجر عنده كان هو الأهم فيؤديه في الجامع، على مدار الفصول. لم يكن جدي يتوضأ في البيت، فوضوؤه في الجامع كان أيسر له لأنه بيد واحدة، والموضأ في الجامع نهر ماء صغير يمر من داخله. جدتي لأبي، كأمي، كانت تصلي في البيت، لكنها بقيت تخطئ في تلاوة صغار الآيات حتى رحيلها. فتتلو سورة “الناس” تقول: (قل أعوذ برب الناس… من شر الوسواس الخناس، في صدور الناس، إله الناس..). فيوبخها جدي ويتلو لها الآية بشكل صحيح لتحفظها، فتقول له: “الله ىبيسامحني مابعرف أحفظها”. فيطلب مني تلاوة السورة لتحفظها فأفعل، لكنني أعطف عليها.
لم أكن أواجه إرشادات متكررة وصارمة من أهلي لأصلي، لا في البيت، ولا في المدرسة الابتدائية.
في المرحلة الإعدادية، بدءاً من الصف الثامن (الثاني الإعدادي)، جاءنا من يعلمنا دروس الديانة، وكأنه مندوب الله على الأرض. كان شديداً متزمتاً، يريدنا أن نتبع إرشاداته، وكان يرعبنا ويرهبنا من عذاب الآخرة، ويردد تلك الآيات القرآنية التي يزدحم في آياتها التهديد والوعيد بما سيصيبنا في الآخرة، إذا لم نكن ملتزمين بما أنزله الله في آياته. لكن في الحقيقة كان إرهابه “الأستاذ” هو ما يخيفنا. كان يستخدم الخيزرانة عقاباً لنا إن أخطأنا في تلاوة هذه الآية أو تلك.
ليس ذلك فحسب، فهو كان، أيضاً، يلزمنا بالذهاب إلى مسجد قريب لأداء صلاة الظهر، في الفرصة بين الدوامين الصباحي والمسائي، حتى أيام الدوام النصفي (قبل الظهر فقط أيام الأحد ولثلاثاء والخميس)، كان يرسل عريف الصف إلى باب المسجد ليسجل أسماء من دخلوا لأداء الصلاة، ومن لم يدخل سينال عقابه في اليوم التالي. زد على ذلك، كان يخصم من علاماتنا في امتحان الديانة، إذا هربنا من الصلاة في المسجد.
كان للمسجد، الذي في أحد مداخل حي القنوات بدمشق، بابان، يقف العريف عند الباب الأقرب لطريق المدرسة، وبيده ورقة وقلم ، لتسجيل أسماء من يدخلون، وليسلمها في اليوم التالي لأستاذ الديانة. كنت أدخل من الباب الرئيسي، وكذلك آخرون، ونغادر من الباب الثاني، ولا نؤدي ركعة واحدة من الصلاة. بالرشوة أو بالتهديد كنا نعطل العريف عن واجبه نحو الأستاذ. نقدم له كيس بوشار أو عرنوس ذرة ساخن، رشوة “ليغض قلمه” عنا. أو أن نتفق، نحن المتمردين على سلطة أستاذ الديانة، على ضربه بشدة، غير آبهين برفعه الشكوى للأستاذ، فنعاقب العريف قبل أن يعاقبنا الأستاذ. وسنعرف في الصف التاسع، وبتسريبات من أساتذة آخرين، أن أستاذنا ذاك هو من جماعة الإخوان المسلمين.
ما تركه عليَ أستاذ الديانة من تأثير، بطريقة تعامله معنا جاء قفزة في موقفي من الدين “المتدين”، وكان الالتباس في تلك العلاقة قد تأسّس وأنا في الصف الرابع، في المزة سنة 1957، يومها شاهدت مظاهرة في الشارع الرئيسي للبلدة، القريب من مدرستنا، عند مفرق مشفى المزة العسكري، الذي يمتد حتى” الشيخ سعد”، والهتافات كلها شتائم على عبد الناصر (عبد الناصر يا جبان يا عميل الأمريكان.. عبد الناصر ياتاجر يالحَاس الطناجر..) وعلى هذا الإيقاع.
كان المتظاهرون ملتحين غالباً، ويرتدي بعضهم الزي التقليدي لتلك المرحلة ( قمباز وفوقه جاكيت طويل وعلى رؤوسهم طواقي بيض، أو حطّات)، فشعرت أنهم من لون واحد، فانصدمت من هتافاتهم، لأن عبد الناصر كان زعيماً عربياً محبوباً، بعد حرب السويس خاصة، فاجتمع في وعيي، قبل أن أسمع بشيء اسمه الأخوان المسلمين، أن هؤلاء أعداء لعبد الناصر أولاً، وأزياءهم ووجوههم توحي بتدينهم ثانياً. بعد زمن قصير وسريع صار اسمهم يتردد على مسامعنا، من أحاديث الكبار، ومن إيحاءات بعض المعلمين في المدرسة.
في نفس السنة، وقبل مشهد المظاهرة والهتافات المناهضة لعبد الناصر، حدث أن شاهدت أحد الأساتذة يمزق صورة لعبد الناصر ويدوس عليها، داخل غرفة الصف، فكان استيائي منه، وكردة فعل في إدراكي شعرت أن عبد الناصر زعيم جيد، فالأستاذ الذي مزق الصورة، لم يكن محبوبا لدي لقسوته وفظاظته. لذلك عندما شاهدت المظاهرة المعادية لعبد الناصر، الذي يكرهه الأستاذ المذكور، سرعان ما كنت مناهضاً. لهم قبل أن أسمع أو أعرف أن حزب الإخوان المسلمين هو من قام بتلك المظاهرة. وبوقت لاحق سوف أعلم أن ذلك الأستاذ ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. (وحين سأكتب عن سيرتي السياسية سيتضح أن لتلك الحوادث أثرٌ كبيرٌ على بدايتي في الاهتمام بالسياسة، كناصري غرٍ، ثم عضو في حلقات القوميين العرب).
ترددت على المساجد دون أن أقيم الصلاة. بداية برفقة أبي في أيام الجمعة، حيث كان الجامع الأموي مكانه المفضل. يدخل هو للصلاة وأبقى أنا أنتظره في الفناء الواسع للجامع، أتابع طيور الحمام وهي تلتقط الحب وتطير ثم تعود، وأتأمل البناء المرتفع والمآذن الشاهقة. لم يكن أبي يضغط علي للدخول إلى المصلى، ودخلت مرات لأرى الأضرحة التي في داخله، وما أن تبدأ الخطبة حتى أغادر للتمتع بالساحة الخارجية الكبيرة للأموي. كذلك في المسجد الكبير في كفرسوسة، كنت أدخل وزملائي بمناسبات المولد النبوي، أتمتع بصرر الملبس” بيض الحمام”، وكان في المسجد بكفرسوسة بناء علوي صغير لمن يريد القراءة، ولتلقي بعض الدروس في المواد المقررة ببرنامج المدرسة.
كان يدهشني شهر رمضان، خاصة المسحِر، إيقاع طبلته ونداءاته، ( كان المسحر في تلك الأيام يقوم بجولة في الحي، قبل الإقطار، ويقرع طبلته، فيقدم له الناس الطعام والشراب)، وحركة الناس قبل الإفطار، ينطلقون مسرعين لقضاء حاجاتهم من السوق، كان الفول طبقا يوميا لموائد الصائمين، وعرق السوس أيضاً. أما “التمر هندي” ففي المنزل يتم تحضيره. وأجمل مافي رمضان في البيئة الشعبية، في المزة وكفرسوسة، تبادل ” السكبات” بين الجيران والأقارب، وسريان روائح الأطباق المتنوعة.
أما عن الصيام فلا أذكر أنني صمت يوماً إلا “لدرجات المئذنة” كما توصف حالات “الصيام النصفي”. على مائدة الإفطار كنت أجلس كالصائمين، وعند سماعي أول كلمات المؤذن “قبل أن يكون الراديو” أبدأ فوراً بتناول الطعام، فينبهني جدي أو أبي، أن الصائم يجب أن يبدأ بشرب الماء، أمي تبقى صامتة لأنها متأكدة أنني لم أكمل صيامي حتى المغرب. هذه العلاقة مع الصيام في رمضان، حينها، في الطفولة وسن المراهقة، لم تكن بسبب رفضي للدين، إنما لرغبتي في الأكل والشرب على مدار النهار. فقط كنت أتسحَر، وأتمتع بوجبة السحور، وأعود للنوم، مترنماً على صوت أمي أو جدي يرتلون القرآن. وكم أدهشتني مقاطع من قصة يوسف ومريم، أتمتع بسماعها بصوت أمي وأنا في فراشي، فأغفو على سحر الصور والكلمات.
“وما خلقت الإنس والجنَ إلا ليعبدون”، عندما أسمعها من جدي أو أمي خلال الصلاة، وبعد أن ينتهوا أسألهم عن الجن، فلا تأتيني ردودهم مقنعة، وكذلك الشيطان لم أقتنع بوجوده منذ الصغر.
لقد كان أكثر أبناء جيلي، والأكبر منهم، يؤمنون بالجن والشياطين والعفاريت.. وكل هذه الكائنات الما ورائية غير المجسدة واللا ملموسة، وأنا لم أكن كذلك على الإطلاق، ولم أكن قد قرأت أي كتاب عن هذه القضايا.
مع صادق جلال العظم، وبمؤلفاته بعد هزيمة حزيران (نقد الفكر الديني وقصة إبليس، والنقد الذاتي بعد الهزيمة) تبلور فهمي للفكر الديني، دون أن أصبح محارباً ضد الدين والمتدينين. كان إقدامي على الكتب الماركسية قبل الهزيمة وبعدها، غير ذي صلة مباشرة بمواجهة الدين. فكرتان بسيطتان كانتا محركاً لقراءة الأدب الماركسي (مواجهة الاستغلال الطبقي، والتحرر من السيطرة الاستعمارية والإمبريالية). وأضاف كتاب “إحذروا الصهيونية”، للكاتب الروسي المعروف”يوري إيفانوف”، حافزاً جديداً وقوياً للتوسع في الاطلاع على المطبوعات الماركسية.
في منتصف الطريق بين المزة وكفرسوسة، عبر البساتين، هناك مقام لشيخ أو ولي اسمه الشيخ “عبد الرحمن”، في طرف الطريق ضريحه المغطى بالمخمل الأخضر المطرز بالخيوط الذهبية، وقبالته بناء صغير مسقوف بقبة حجرية، وأرضه معبدة بالإسمنت، ولمدخل الضريح نافذتان، يضع الناس على حافتيهما الشموع وقناني زيت الزيتون، وأحياناً، القليل من النقود (خمسة قروش أو عشرة أو خمسة وعشرون كأقصى حد). لم أكن آخذ الشموع، أما الزيت، فأخذه لأطليه على جسدي قبل النزول إلى السباحة في النهر القريب من المقام. لكن النقود لم تكن توجد دائماً، وحتى حين توجد كان رفقائي يخافون أخذها، فيتركونها وآخذها بكل ثقة واطمئنان، فيبدأون بتحذيري من عقاب الله لأن هذه النقود يحتاجها الشيخ- الولي، ومحرَّمٌ علينا أخذها. في أحد المرات وجدت ربع ليرة على طاقة الضريح أخذتها، ومشينا نحو السباحة، في العودة توقفت عند أول دكان لأشتري القضامة، فاقترب أول واحد من رفاقي وطلب أن أشتري له، فقلت له: “يا ويلك من عقاب الله” فقال “مثلي مثلك”، فاشتريت له بنصف فرنك وسألت الباقين من يريد أن يشتري، فوافق أكثرهم، وحين سألتهم : ألا تخشون من عقاب الله؟ أجابني أحدهم: أنهم لاعلاقة لهم بالعقاب فأنا المذنب. فهددتهم أن لا أشتري لهم في المرات القادمة، وحصل أن صار بعضهم يسابقني في المشي عندما نقترب من طاقة الضريح ليفوز بالنقود إن وجدها.
لاحظت مبكراً أن “مساكن الجن” هي دائما في الأماكن الخربة، المهجورة، أو في الدروب النائية عن تجمعات السكن والحياة، هكذا كان يتحدث الأطفال عندما يجري الحديث عن الكائن المتخيَل، المسمى بالجن. أما الاعتقاد بظهوره فهو دائما في أوقات الظلمة، أو في المقابر. عند بدء الغروب لم يكن أكثر الأطفال يتجرأ على المرور بمفرده جانب المقبرة، وفي كل رواية عن ظهور “مخلوق الجن”، يكون “بطل الرواية” بمفرده، لم أسمع عن ظهور الجن على جماعة أو على اثنين يتواجدان معاً لحظة الحديث عن ظهوره. ولم أكن أسمع ردا مقنعا من أمي وأبي وجدي عن هذا الكائن، يكتفون بالقول: “إن الله ذكره في القرآن” وعلينا أن لا نرفض كلام الله.
دعانا ذات يوم أحد زملاء الدراسة، ونحن في الصف الثامن، لحضور درس في الدين على يد شيخ كان قد تعرف عليه، والمكان هو جامع “يلبغا”، أما الشيخ فعرفناه باسم “أحمد كفتارو”. دخلنا فشاهدنا الرجال والفتية الداخلين قبلنا ينحنون ليقبلوا يد الشيخ كفتارو الذي بدوره يبقي ظهر يده ممدوداً “للمقبلين”، “قائدنا” لهذه التجربة أوصانا أن نفعل مثله، أكثرنا، وكنا جماعة تزيد عن الخمسة، لم يقبلوا يد الشيخ. جلسنا مباشرة على السجاد في حلقة واسعة، ومن جملة ما أتى عليه الشيخ في محاضرته أن الله مع المظلومين، وسيمكنهم في الدنيا والآخرة من رفع الظلم وسيعاقب الظالمين، والظالمين هم دائماً من القوم الكافرين.
تهامسنا مع بعضنا البعض، نريد طرح سؤال، ولم نكن مقتنعين بمحاضرة كفتارو، فاستأذن رفيق لنا بالسؤال: ياشيخنا “ليش الله نصر اليهود على الفلسطينيين”. لازلت أذكر “فنجرة عينيه” وتبدّل نبرات صوته عندما راح يفلسف المسألة فقهياً. وعرف كفتارو أننا فلسطينيون عندما عقَب واحد منَا على شرح كفتارو بقوله: “يعني إحنا الفلسطينية كفار يا شيخنا”؟، نفى الشيخ أننا كفار، لكنه أشار إلى احتمال ذنوب ارتكبناها، وأراد الله أن يلقننا درساً حتى نعود إلى الطريق القويم. وختم بقوله: “تلك إرادة الله يا أبنائي..”.
حاصله، لم نعاود الكرة أبداً، وصديقنا المدمن على حضور الدروس الدينية، امتعض منا، واستمر في طريقه مع كفتارو ولم يتراجع.
هو سؤال بداية تفتح الوعي للطفل الفلسطيني، أو الفتى: “إذا كان كل ما يصيبنا هو “ما كتبه الله لنا”، فماذا فعلنا نحن الفلسطينيين، حتى تلحق بنا تلك المصيبة، النكبة والتشرد وخسارة بلدنا؟”.
بعد سنوات قليلة أخذت تتبلور أفكاري في نظرتي إلى الحياة وأسئلة الوجود، ولم يكن مدخلي إلى تلك الأفكار للبحث عن “الإلحاد” على الإطلاق. وفي هذه المرحلة وأنا على باب العشرين من العمر، أخذت أمي تعبر عن قلقها عليَ، ظناً منها أن “الكتب الحمراء”، التي غزت رفوف خزانة خشبية عتيقة، ستأخذني إلى مكان آخر في الموقف من الدين. كانت تناقشني وأرد عليها بهدوء محاولاً إقناعها بأنني لا أنشد “الكفر” من قراءتي لتلك الكتب. فتختتم النقاش بقولها: ” الله يرضى عليك يمّا انت حر .. لا تصلي ولا تصوم بس لا تقول ما في الله (لم أقل لها ذلك أبداً)، يمكن يكون رأيك غلط، خلي رب العالمين يغفرلك يوم القيامة” ، فأرد عليها “ولا يهمك إنشاء الله، فتقول: بعرف إنك بتسايرني. الله يرضى عليك ويهديك يمَا” فأقبلها على وجنتيها وآخذ يدها أقبلها أيضاً، فتدعو لي خيراً، دون أن يغادرها القلق. وتمكث عند مقولة ترددها على مسامعي دائما، فتقول: ” كل شيء بتحكيه بيعبي الراس يمَا إلا..”. أفهم ماتقصد، فأضحك وأحبها أكثر.
مع الوقت، اتسعت قراءاتي للكتب العلمية، ولكتب التاريخ الإسلامي بأقلام كتاب محايدبن، فتأصلت عندي النظرة المستقلة عن التدين الموروث، ولم أصل إلى موقف العداء للدين أو محاربته. كما لم أحمل في داخلي عداءً للمؤمنين، على العكس كنت ولا زلت أحترمهم، وأرى في إيمانهم تعبيراً عن حرية الاعتقاد الفردي. أما رجال الدين عموماً، وسلطتهم، فكنت أرفضها، ولا أساوم على موقفي هذا على الإطلاق.