اللعب مع التاريخ والتراث

استهلال:

هذه تجربة حاولت فيها اللعب مع الحكاية والموروث الشعبي بأن ادخل ضمن الحكاية الشعبية أو التاريخ والعب معه لأكتب قصة قصيرة جداً لا علاقة لها بالموروث إلا الاسم والحدث الملعوب به.

عماد أبو حطب.

1/ سحر

ركضت وراء لبيد ابن ربيعة، قبيل ولوجه مكة .جذبته من سرواله لأقنعه أن لا يلقي قصيدته في عكاظ .رويت له مطولا، وأنا معلق بين رجليه ،الرؤيا التي تراءت لي ليلا بأن النابغة الذبياني ، الذي يحتكم إليه الشعراء جميعا ليقول فيهم كلمته الفصل ، لم يعد يطيق سماع الشعر ولا تعليقه بعد نقشه بماء الذهب في الكعبة. بهت لبيد من لغوي واعتبرني إما مجنون يهذرف أو سكير . رفسني بقدم ضخمة كخف الجمل وصرخ على من كان معه من بني عامر: اقطعوا رأسه وارفعوه على رماحكم ليرى أهل مكة ماذا يحل بمن يتهكم على لبيد. من شدة خوفي رميت بوجههم بضع كلمات كنت أجمعها لاستخدامها في حكاية نويت صوغها ،فبهتوا. كأن سحرا شل أياديهم. اقترب لبيد متسائلا عن ما القيته. تدفقت كلماتي :” أحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأ فَوْقَهَا ، قَفْرَ الْمَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُها”. وصمت. انتبه لبيد للكلمات قائلاً: هذا سحر يا هذا. قلت لا هو بداية قصة قصيرة جداً. سمعت المومس حوارنا. جذبت لبيد من ساعده وهمست: اقتله قبل أن يسمع النابغة بسحره فيوردك التهلكة. رفع لبيد سيفه وأطاح بعنقي وبينما رأسي يتدحرج كان لساني يكمل ما بدأ ولبيد يحفظ عن ظهر قلب

2/ كليب أو نحرق البلد

اتفق العشرة على استعادة جليلة. اختبؤوا في متاع عرسها. ولما دخل ملك التبع عليها ضربوه ضربة رجل واحد وأطاحوا بعنقه. كنت مختبئاً في الكيس الصغير .لم ينتبهوا لي فقد كنت غلاماً حدثاً. لم أدرك ما حدث فقد كنت مشغولاً بكتاب كانت جليلة قد أخفته بحرص بين متاعها .

ما أن حطت الإبل بنا في مضارب القبيلة حتى تسللت خفية من الكيس بعد أن اطلعت على المخطوط ،لكنها لمحتني ولم تعرفني ، ظنت أني الزير الصغير. ابتعدت لأختبئ في زير الماء المهجور على طرف المضارب القصية.

رغم زواجها من كليب إلا أنها لم تغفر للزير اطلاعه على مذكراتها. حرضت كليباً مراراً عليه ثم أوغرت صدر جساس عليهما. كنت دوما مختبئا أراقب من بعيد. وأحرص على ألا تعرفني. حتى لما عاثت ناقة البسوس في الأرض وذبحها كليب ما انتبه أحد أني كنت أقرأ في كتابها كل ما كتبته . لم يلحظ جساس أني استرقت السمع ليلاً وهو يتلاعب بفؤاد البسوس ويقنعها بأن ترفض عرض كليب إعطاءها 100 ناقة دية بدلا من ناقتها. حاولت أخبار كليب أن يأخذ حذره إلا أنه لم يأبه لهمسات ليلية تأتي إليه من بعيد. في تلك الليلة الموحشة في الأيام الأولى من الحرب أحسست بتسلل جساس إلى مخدع جليلة. لحقت به فإذ به يذبح كليبا أمام أعينها دون وجود أي شاهد إلا أنا وهي. مجدداً لمحتني أنسل لأختبئ. خافت أن أكشف قتل أخيها لزوجها .أعوام مضت وجليلة همها الأكبر معرفة من أكون وأما الزير فلم يكن من هم له إلا الانتقام حاملا عشرة أبيات ورثها من كليب و أوقف حياته عليها.

أربعون عاما و الزير يطلب الثأر وجليلة تدون يومياتها و تربي الهجرس وأنا أتلصص من زيري البعيد. أراقب الإصرار على ” إما كليب أو ﻻ-;- أحد” وتزايد بحور الدم وتراجع العقل والمضي في القتل والدمار إلى الأبد.

تسللت إلى ما تدونه جليلة لأكتشف أنها تزيد من تأجيج مشاعر الثأر لدى الزير للتخلص منه ومن من حالفه. كانت قد فهمت الأمر على نحو آخر “فمـن الممـكـن ان يعود كليب حياً، إن لم يـكـن باللحم والـدم المـادي فلـربما بمعنى آخـر… نـعم فله ولد هو الهجرس، ولي الدم وصاحب البـيـت وسيد القـوم بعد أبيه” .كانت تريد المجد كله ، تنصيب الهجرس، وتحطيم أسطورة الزير وكتابة التاريخ من زاويتها. كل ما كانت قد دونته كان تعظيما لدورها وتقزيما للزير.

في اللحظة المناسبة انقضت على ما تبقى منه وأنجزت كتابة ملحمة البسوس لتكون هي الأساس وتترك الزير بين يدي عبدين اثنين ليتخلصا منه.

في غفلة منها تسللت من الزير المهجور ، تناولت مخطوطتها وكتبت جملة واحدة: جميع الأحداث والشخصيات من صنع وإن تلاقت مع أحداث أو الخيال أسماء فمن باب الصدفة. ثم قفزت إلى داخل المخطوطة واختبأت الى الأبد.

3 /الحكواتي

لم يكن يدرك حتى حاجبه. لم يصطحب معه مسرورا أو حتى حاجبه. سار على غير هدى في شوارع المدينة حل به التعب. استند على حائط لمنزل شبه مهجور فإذ بصوت كالكروان يتسرب من داخل المنزل. اقترب بحذر وقاده الفضول إلى الداخل. دفع باب الغرفة وولجها ليقف وجها لوجه وجه يتلألأ كالقمر. لقد أردت أن تبدأ بالبدء في اقتباس سريع لضحاياه.

طابور طويل من أجساد مدينة مررن أمامه بيكافي رواية حكاياهن. الثانية من الحكايا.

4 / خازوق

لم يخرج السادن من المعبد ومن ورائه صغار الكهنة.

اجتمع الخليط من مهنة وشعراء وسحرة ورواة يمسك بركبهم ، مومسات و متنبئون وضاربات ومغنيات وراقصات آخر الركب يلهث شحاذون و عبيد ومحاربون.

وجدت وسط هؤلاء. لا أعرف كيف تم ذلك. ما سيلقيه “آذتنا ببينها أسماء” ولبيد بن ربيعة يعيد “عفت الديار محلها فمقامها” بينما يراجع امرؤ القيس “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل” ، ويهم طرفة بترديد “لخولة أطلال ببرقة تهمد”.

لاحظ أن هاذر ، شيطان النابغة ولافظ ، لاحظ ، شيطان امرئ القيس والشيخ إبليس و أبناؤه (زلَمبور ، داسِم ، تبر ، كان كل شاعر منهم؟  الأعور ، ومِسْوطْ) يختبؤون بين الجمع.

اصطفوا متحمسين ودفعوني بينهم لأجد نفسي في المقدمة.

و متأهبين. الأيادي ولم أشعر إلا بمباعدتهم لساقاي واختراق شيء حاد لمؤخرتي. انتبهت أن الخازوق يخترقني. ما إن صرخت من الألم حتى وجدت جسدي على الأرض والمعلقات السبع مطروحة أرضا.

5 / الرماح النواهل

الوزن صدفة في الشارع ، وهذا ما يؤلمني أنه كان يعاملني وبت أحدث نفسي: ما يؤلمني أنه يعاملني وعبد أسود ، رغم معاناته من العبودية. لا بل يذكرون إسمي باحتقار. أمسيوم أنه قدّم حارب حريته والفوز بعبلة ثم التفت وصوب تجاهي نظرة دونية أعقبها بصراخ حاد: واسرج الفرس يا بن زبيبة. حتى لا تتمكن من تحميل حملها حتى نطق حرف.

سأكشف حقيقة هذا البطل الوهمي ، هكذا حدثت نفسي. فجأة انتبهت الى مظاهرة تقترب مني. على رأسها شاب ضخم يصرخ:

لا تسقني كاس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل

ماءُ الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيبُ منزل

.ويردد المتظاهرون من خلفه: حرية … حرية

يبدو أن الاختباء ، إطلاق القنابل الغازية ، يحاول الانتحار ، إطلاق القنابل الغازية ، مما يجعله يظهر في ضربه صارخا: هل تظن نفسك فارس بني عبس. “بدك حرية … والله لأجعلك تعرف معنى الحرية.” اجتمع عناصر عناصر الأمن يوسعونه ضربا وصراخه يملأ الشارع. “لم تضربوني. لم أفعل شيئا .كنت مارا بالصدفة من هنا”.

من بعيد ابتسامة صفراء تعلو وجهي الذي لفه دخان القنابل الغازية ولم يعد يسمع إلا قهقهتي المجلجلة تهز الشارع المدمى وعنتر يسحل ليلقى وسط أكوام أجساد المعتقلين المدومين.

6 / عودة *

صرخ شهريار في نومه: أين هي؟ قفز مسرور مرعوبا ووقع السيف من يده.

-من يا سيدي؟

-شهرزاد أيها العبد الأحمق.

-لقد دفنت في الغابة كما أمرت يا مولاي بعد أن أطاح سيفي بعنقها الجميل.

-خذوني اليها.

جثا أمام القبر الندي بدأ يحفر التراب بيديه العاريتين لاحت جثتي أمامه ،حملني ووضعني بعيداً. استمر بالحفر وهو يصرخ: أين هي…أين هي؟

-نظر مسرور الى جثتي متمتماً: هي هناك يا مولاي.

-أيها الأبله أنا لا أقصد جسدها الفاني….واستمر في الحفر حتى خارت قواه ثم حدق بجثتي وصرخ:

-أين خبأت الحكايا…أين؟

7/ شرارة

جمع أبطال مسرحياته في مشفى الأمراض العقلية .نظر في أعينهم قائلا: لقد مللت من ديمومتكم، قرون مضت ويذكركم البشر ويصفقون لكم بينما أنا يأكل الدود اسمي، لهذا سأدمركم كما خلقتكم.

حرص منذ ذلك الحين على نشر الإشاعات عن إصابة أبطاله بالجنون، وخص بالذكر هاملت حين نشر على الملأ أن الأخير لم يكن ليحكم لولا أنه تدخل وغير خاتمة المسرحية .جن هاملت فهو وإن كان تظاهر بالجنون إلا أن هدفه كان تعمية العيون ، خاصة جواسيس عمه المتربص لقتله. وأقسم : “شكسبير يعرف الحقيقة وأنه لم يفعل إلا تدوين القصة الحقيقية ،لكنه ندم بعد ذلك فهو لا يريد نجاح أبطاله ولا يبغي إلا أن يكون هو في القمة”.

جاء الطبيب ومن حوله الممرضات. نظر في سحنة هاملت ودون عبارات لم يفهمها الأخير وبلهجة آمرة قال: “انقلوه إلى غرفة الكهرباء”. هنا صرخ هاملت ،و توقف عن اصطناع الجنون لعل الطبيب يفرج عنه إلا أن محاولاته ضاعت في الهواء. لقد أصر الطبيب :” أنت تعاني من عقدة أوديب .لهذا قتلت أباك وما أن تزوجت أمك من عمك حتى قررت التخلص منه والجلوس على العرش مكانه” .

حاول هاملت جاهدا إقناعه مقسما أغلظ الأيمان :”أنا أجبن من أن أقتل صرصارا فكيف أقتل أبي وألاحق عمي؟ الأمر كله من خيال شكسبير المريض الذي يجب أن يحجر عليه.”

ابتسم الطبيب مجددا ونظر في أعين الممرضات .لا شيء الآن يمزق سكون المستشفى إلا صريخ هاملت وومضات من شرارات تبرق في تلك الغرفة المعتمة.

8/انتقام كليلة ودمنة*/نص ضائع

رغم تحذيرات الجميع إلا أني واصلت كتابة “ستاتيوسات” نارية انتقد حال البلاد والعباد في ظل الخلفاء السابقين، وكان الخليفة يطرب على كل ما أدون ،وهذا ما لاحظته من “لايكاته” الممهورة باسم المنصور القهار. بقيت على هذا الحال حتى لعب برأسي صاحب دار النشر، ذلك الأفاق الذي يدير مجموعة “فيسبوكية” ضخمة ،وما أن وضع يده على مخطوطة “رسالة الصحابة” حتى أصدرها وخلال أيام قليلة ووجدتها منثورة في معرض الكتاب مع دعاية ضخمة :الكتاب الذي يعري السلاطين.

انقبض قلبي حينما وصلتني رسالة على “الانبوكس” : تتطاول على أسيادك ،ومهرت بتوقيع المنصور القهار قابض الارواح.

بادرت إلى عقد مؤتمر صحفي وأعلنت بين الملأ أن “رسالة الصحابة” هي شرح لسوء بطانة الخليفة قبيل عهد الخليفة ابو جعفر المنصور أطال الله عمره. إلا أنه لم يغفر لي نقد عهده وهو لم يكن ممن يستمعون النصح أو يتقبلون النقد، بل يعتبر كل نصيحة تطاولا على مقامه، وكان يأخذ بالشبهة عملا بوصية أخيه الإمام إبراهيم ” من اتهمته فاقتله ” والاتهام يعني الشك ،فالشك في الولاء للنظام قرينة تكفي لقطع الرقاب والاستضافة في فروع المخابرات دون تحقيق او مساءلة الى أن يشيع صاحبها الى مقبرة جماعية ،خاصة مع تأفف العباد وخروج مظاهرات في كل الأرياف شعارها: “ارحل”.

وما زاد الطين بلة انني اعتقدت أن كتاب ” الأمان ” الذي صغته بين الخليفة وبين عيسى بن علي سيعطيني الأمان لكنه كما يبدو هو ما عجل بقتلي.

رغم ذلك لم أرتدع ولم أهاب ، ومع تصاعد المظاهرات غلا الدم في عروقي ودونت “كليلة ودمنة” ، ورغم أني حاولت الاحتياط كثيرا و زعمت أني ترجمته من الهندية وجعلته على لسان الحيوانات. ولكن الأمر لم يمر على صاحب الأمر وبطانته . مما أغاظه وقال: “أما من أحد يكفينيه”؟

كان مدير المخابرات المدعو سفيان بن معاوية حاقدا علي فقد تناولته بالسخرية كثيرا ، كان أنف سُفيان كبيراً وكنت كلما دخلت عليه أقول: السلام عليكُما، يعني سفيان وأنفه معه؛ وقلت له في أحد الأيام: «ما تقول يا سُفيان في شخص مات وخلف زوجاً وزوجةً ؟» فأجابني «ما ندمتُ على سكوتٍ قط». وحينها علقت: «الخرس زينٌ لِأمثالك فكيف تندم عليه!».

من يومها لم ينفك سفيان بالوعيد والقول : «والله لأقطعنه إرباً إرباً وعينه تنظر».

في تلك الليلة المشؤمة ألقي القبض علي وأنا أراقب مظاهرة تهتف :”سلمية …سلمية” ،واقتادوني إلى الفرع، طوال الطريق كانت الصفعات واللكمات والضرب بأعقاب “الكلاشينكات” متواصلة، ومن مدخل الفرع حتى القبو لم يكن يسمع إلا الصريخ والعويل، أصوات نساء وأطفال ورجال، كأن أبواب جهنم قد فتحت على مصراعيها. جردت من ثيابي وبت عاريا كما خلقني الله وسط سخرية عناصر الفرع. تناوبوا على جلدي “بكبل رباعي “ومع كل صرخة كان الجواب المزيد من الجلد، حتى اقترب مني أحدهم قائلا: “ستموت ميتةً لم يسمع بمثلها”.

في الصباح سحبوا جسدي المدمى إلى غرفة مليئة بالدماء، كانوا خمسة وأحدهم يحمل هاتفه ليسجل هذه اللحظات. فجأة فتح الباب ودخل سفيان كالثور الهائج ،أمر بإحضار فرن تنور فَسجَّره وأقوده ووضع في ناره جميع كتبي حتى أصبح حامياً مُتوّقداً وعندئذٍ أمر رجاله بِتقطيع أعضائي وأطرافي عضواً عضواً وكُلما قطعوا عضواً من جسمي يقول لهم: «ألقوه وأحرقوه في نار كتبه».

كان رجاله يقطعون أعضائي ثم يرمونها في الفرن حتى تحترق وانا أرى كل هذا بينما يضج راسي بصوت الأسد وشخصيات كليلة ودمنة وهي تهمس: ألم نقل لك؟ .

9/ بكاء

يحكى أيها الملك الرشيد أنه في الليلة الثانية بعد الألف افتقد شهريار حكايات كل ليلة. أرسل في طلب شملول الأحدب عله يسري عنه. لما فشل الأخير صرخ مناديا وزيره دندان .نظر في عيني الوزير وأمره: أحضر لي معروف الاسكافي والسندباد والشيخ، وكل من تجده في مقهى الأمراء، ولا تنسى صنعان الجمالي، وجمصة البلطي، والحمال، ونور الدين ودنيا زاد، و عجر الحلاق، وأنيس الجليس، وقوت القلوب، وعلاء الدين أبو الشامات، وصاحب طاقية الإخفاء، وأخيراً البكاءون. أحضرهم مكبلين ليعيدوا روي حكاياتهم علي من جديد.

اعتقد شهريار بهذا أنه لن يحتاجها من جديد. وقف الجميع بين يديه مرتبكين. لم يعرفوا قص الحكايا، لا من أين ولا الى أين ينتهون. جن جنون شهريار أمر مسرور بدق أعناقهم جميعا. ثم أعاد الصراخ مناديا بإحضارها .استغرب الجميع فهي قد توفت عند صياح الديك فجرا. وهو يعلم بوفاتها. أمام إصراره ركضوا إلى غرفتها حيث التابوت المسجى.

كانت نائمة في تابوتها تبكي أبطال حكاياتها

عن عماد أبو حطب

شاهد أيضاً

موضوع السجن في الأدب الفلسطيني قبل العام 1948

في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، قدمت ورقة في مؤتمر الرواية في جامعة اليرموك الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *