4-شارع فرعي في رام الله و” اخطية”
تحيل قصة أكرم هنية الجديدة “شارع فرعي في رام الله” قارئ الأدب الفلسطيني إلى نصوص أدباء فلسطينيين منهم إميل حبيبي في روايته “اخطية” 1985 – تماماً كما تحيل قارئ قصص أكرم هنية نفسه إلى قصصه السابقة.
هل يعد الربط بين قصة “شارع فرعي في رام الله” و”اخطية” نوعا من التزيّد والمبالغة والذهاب بعيداً في قراءة النص؟
لا أدري إن كان هذا خطر ببال المؤلف.
لم تعد المقولة النقدية القديمة “المعنى في بطن الشاعر” هي الأكثر شيوعاً كما كان الأمر في قرون وعقود خلت، فلقد شاعت أيضا مقولات نقدية جديدة تهمل المؤلف وتحل القارئ محله.
لقد غدت العلاقة بين النص والقارئ، فالنص مثير والقارئ يتلقاه ويستجيب له بناء على ثقافته، كما يقول (فولفجانج ايزر) أحد أقطاب نظرية التلقي الألمانية التي شاعت في أواخر 70 ق 20، وما زال لها حضور لافت.
باعتباري قارئاً لـ”شارع فرعي في رام الله” فإن العلاقة غدت بيني وبين النص، وعليه سأقدم اجتهاداً ما، قد يروق للمؤلف وقد لا يروق له، وقد يقول إن ما خطر ببالي لم يخطر بباله، وله ذلك.
وأنا أقرأ القصة تذكرت “اخطية” وأخذت أتساءل عن وجه الشبه والاختلاف بين العملين، وأمعنت النظر في هذا.
لم أعد قراءة “اخطية “من جديد فقد اتكأت على ما بقي منها في الذاكرة – وإن تصفحت بعض صفحاتها مجددا.
تقوم “اخطية “على فكرة الكتابة عن حيفا التي كان إميل حبيبي يقيم فيها يوم كتب الرواية ومقارنتها بحيفا في زمن مضى يعود إلى ما قبل العام 1948.
ما بين 1948 و1985 خمسة عقود تقريبا كان إميل شاهدا عليها.
لقد عرف المدينة في زمنين؛ زمن العرب وزمن الدولة العبرية، وأخذ وهو في المدينة زمن الإسرائيليين يحنّ إلى المدينة نفسها زمن العرب، وقد أشار إلى اختلاف الزمن في الرواية، وأشار في التصدير إلى أنه يحنّ إلى حيفا وهو في حيفا.
إنه يشير إلى مرور الزمن منذ الصفحات الأولى للرواية، ويعود ليكتب عن الطفولة المبكرة وحياته في زمن كون المدينة عربية قبل أن تهوّد.
يتحسّر حبيبي على زمن مضى؛ لأنه زمن البراءة والطفولة، ويرثي لزمن آخر جديد فقدت فيه البراءة واستبدلت غزلان المكان ببناجرة وديانات – نسبة إلى بن غوريون ودايان – ويستطيع المرء أن يقتبس فقرات كثيرة يبدو فيها الحنين أوضح ما يكون. (مثلاً ص 70 و71 من طبعة الكرمل 1985):
“كانت الدنيا حلالا، وكان العيش فيها حلالا. ولم نكن نعرف من الحرام ما نتجنبه سوى النميمة. وكنا نتجنبها مهما غلا الثمن……..
كانت الجيرة حلالا والجار من أهل البيت، وكان الجار ينتسب إلى جاره. و…و…و…”.
يحن إذن إميل إلى المكان وهو فيه، ولكن يجب ألا ننسى أن المكان غير أكثر سكانه وتغيرت أسماء شوارعه، كما حلت لغة أخرى محل العربية وإن ظل العرب الباقون يتكلمون لغتهم العربية التي اختلطت بها لغة أخرى.
كما لو أن إميل حبيبي غير قادر على استيعاب ما جرى وما آل هو وبقية العرب إليه.
الماضي هو الجميل وزمن الطفولة هو الزمن الذهب وأما الحاضر فهو بائس.
هل يختلف الأمر كثيراً في قصة أكرم هنية التي صدرت بعد 32 عاماً من صدور رواية إميل، وإن اختلف فأين تكمن مواطن الاختلاف؟
يكتب هنية قصته عن رام الله، ويرصد التغيرات التي طرأت عليها منذ 50 و 60 ق 20 حتى العام 2016 – التغيرات التي ألمت بالمدينة بعد مجيء السلطة الفلسطينية.
وكما عاش إميل في حيفا في زمنين، فإن هنية عاش في رام الله في زمنين، والكتابة عن المكان في زمنين هي ما يسم عمله من ألفه إلى يائه.
يرصد الكاتب التغيرات التي طرأت على البشر والحجر؛ على العادات والتقاليد واللباس وعلى المباني.
لقد بدت رام الله في العقدين الأخيرين، لمن يعرفها، مدينة مختلفة كليا.
المدينة التي كانت أقرب إلى قرية فيها خدمات مدينة غدت عاصمة وألم بها ما ألم بمدن شهدت تطورات مشابهة، مثل عمان ودبي.
التطورات التي حدثت استساغها قليلون ولم ينسجم معها كثيرون؛ من سكان المدينة نفسها وممن قدم إليها من الريف، والأخيرون يذكرون بالشعراء العرب الذين وفدوا على المدن الكبيرة من الريف، مثل أحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب. – هنا نتذكر رواية عباد يحيى “جريمة في رام الله” حيث غادر الريفي المدينة وعاد إلى قريته وإن كانت عودته لا تؤيدها المعطيات على أرض الواقع.
هل يحن أكرم هنية إلى رام الله في 50 و60 و70 ق 20، كما حن إميل حبيبي إلى حيفا زمن كون المدينة عربية؟
لا يكتب هنية قصة سيرية – تبدو اخطية في جزء كبير منها أشبه بسيرة ذاتية لإميل – إن الكاتب يختفي وراء المهندس ماجد ويترك له أن يقص عن حياته في رام الله في زمنين مختلفين، وأحيانا، ومن خلال حوارات عديدة، يترك لشخوص آخرين المجال ليعبروا عن وجهات نظرهم في المدينة وفي غيرها من المدن كالقدس عما يجري.
هل بدا هؤلاء كلهم مثل إميل؟
قسم من هؤلاء ينحاز للواقع الجديد ولرام الله الجديدة، بل إن الجيل الجديد الذي لم يعش في المدينة قبل مجيء السلطة يحب رام الله فيما هي عليه ولا يشعر بالغربة التي يشعر بها بعض كبار السن، ولا نجد حنيناً إلى الماضي يشعر بالأسى كما نجده لدى إميل حبيبي نفسه.
وليس أمام المرء إلا أن يثير أسئلة، ولعل أهمها هو: الآن رام الله، خلافا لحيفا، لم تتهوّد؟ ولأن سكانها كانوا عرباً وما زالوا عرباً.
طبعاً هناك مجال لمقاربات أخرى أهمها عنصر اللغة في الرواية والقصة، ولا أعني هنا لغة إميل التراثية ولغة هنية الأقرب إلى الفصيحة المبسطة، وإنما أعني اللغة الثانية التي تحضر في الرواية والقصة؛ العبرية في “اخطية” و”الانجليزية” في “شارع فرعي في رام الله”.
2017-07-23
5- تعريب الجزائر وعبرنة فلسطين “المـوت فـي وهـران” و”إخطية”
في الشهرين الأخيرين، أنهيت قراءة ثلاث روايات للكاتب الجزائري الحبيب السايح هي «أنا وحاييم» و»تلك المحبة» و»الموت في وهران»، ولم أكن قرأت له من قبل، نظرا لأن أعماله لم تتوفر في مكتبات فلسطين، ونظرا أيضا لأن دور النشر الفلسطينية لم تعتد طباعة أعماله، فقد اقتصرت طباعتها على أعمال الطاهر وطار وأحلام مستغانمي وواسيني الأعرج وفضيلة الفاروق، وربما أيضا نظرا لعدم قراءة مراجعات لرواياته في صحفنا المحلية، ولأنه ليس كاتبا جزائريا كلاسيكيا كتب بالفرنسية وترجمت أعماله إلى العربية مثل كاتب ياسين ومالك حداد ومحمد ديب، والأخيرون عرفناهم من خلال دور نشر عربية ومن خلال تركيز أحلام مستغانمي على تجربتهم في ثلاثيتها «ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير».
أول مراجعة لأحد أعمال الحبيب السايح قرأتها كانت مراجعة واسيني الأعرج لرواية «أنا وحاييم»، فقد خصها بمقال أتى فيه على كتابة السايح عن يهود الجزائر ومدح صنيعه، وكان علي أن أقرأ الرواية لاهتمامي بالموضوع.
وأنا أقرأ «الموت في وهران» تذكرت الروايات والقصص الجزائرية التي أتت على حرب التحرير من 1954إلى 1962، ومنها «الطعنات» و»الشهداء يعودون هذا الأسبوع» و»اللاز» و»الزلزال» لوطار، و»الدار الكبيرة» و»الحريق» و»النول» لمحمد ديب. إن «الموت في وهران» تستحضر أيضا أجواء حرب التحرير. غير أن ما تذكرته أيضا هو رواية إميل حبيبي «إخطية».
لا تأتي «إخطية» على تفاصيل حرب 1948، ولكنها تأتي على تذكر كاتبها مدينة حيفا في زمن العرب وترصد التغيرات التي طرأت على المكان وتهويده من خلال تغيير أسماء شوارع حيفا وتبدل عوالمها؛ ما كانت عليه وما صارت إليه، وهذا نلحظه أيضا في رواية الحبيب السايح، فهو غالبا ما يذكر أسماء الأماكن في زمن الاستقلال ويشير إلى ما كانت عليه في زمن الاستعمار الفرنسي ويأتي على ذكر مواطنين فرنسيين عاشوا في المدينة أيام استعمارها.
عندما كتبت ملاحظة عابرة حول هذا الموضوع عدها الحبيب السايح ملاحظة ظريفة ونبيهة، وأعتقد أنا أنها قد تشكل مدخلا لكتابة رسالة ماجستير أو دكتوراه في باب التوازي بين التجربتين الجزائرية والفلسطينية والأدبين الجزائري والفلسطيني، وقد كان هذا موضوعا محببا للفلسطينيين في المناطق المحتلة بعد العام 1967، وأذكر أنه في العام 1977 عقدت في مكتبة بلدية رام الله ندوة لمناقشة رواية «اللاز» ومقارنة التجربة الفلسطينية بالتجربة الجزائرية اتكاء على الرواية، بل إنني شخصيا أشرفت على رسالة ماجستير عن تأثير الرواية الجزائرية على الرواية الفلسطينية.
ما الذي ذكرني برواية حبيبي المذكورة؟
في «الموت في وهران» غالبا ما يذكر السايح أسماء أمكنة؛ شوارع وأحياء، في الزمنين؛ زمن الاستعمار وزمن الاستقلال، وغالبا ما يضعها بين قوسين، ويبدو الأمر لافتا للنظر منذ الصفحات الأولى:
– كان هو الذي أوصلني أول مرة إلى مدرستي في حي اللوز (ليزامندبي، سابقا) …
– أقمنا في غرفتين منها مطبخ وحمام في الطابق السفلي، واقعة في حي سيدي الحسني (صناناس، سابقا).
– وغالبا ما كنت كسرت الشارع إلى الأسفل نحو رصيف سوق (ميشلي، سابقا ).. الخ.
ويبدو الأمر جليا واضحا في رواية حبيبي «إخطية» أيضا منذ الصفحات الأولى:
– انتهجت، إذا، طريق «حيفا الفوقا». وذلك بعد أن عبرنا «جسر شل» الذي أصبح «جسر باز» (والبترول واحد)، من تحته. فشارع «هجيبوريم» – يعني الأبطال الذين «طردوا» عرب روشيميا من بيوتهم وأكواخهم، فجسر روشيميا (من فوقه). ثم شارع «هحالوتس».
– سموا هذا الشارع باسم «هحالوتس» ومعناه «الطليعي». فلا يجوز لنا، تاريخيا، ترجمته إلى اللغة العربية كما فعل إخواننا اليهود بالعديد من الأسماء العربية العريقة في هذه المدينة، أو بدلوها تبديلا، حتى أصبح شارع الناصرة شارع «إسرائيل بار يهودا»… والأمثلة كثيرة.
ثمة إشارة أخيرة يمكن ملاحظتها في أثناء قراءة الروايتين تكمن في أن حبيبي لم يلجأ إلى العامية الفلسطينية والتراث الشعبي الفلسطيني إلا نادرا، بخلاف الحبيب السايح الذي وظف الموروث الشعبي الجزائري ما كان أحيانا حائلا دون فهم القارئ غير الجزائري بعض مقاطع من الرواية. هل أقول إن السايح عرب الأماكن ولكن «جزأر» بعض أجزاء من الرواية؟
الأمر يستحق التفكير والمساءلة والتعمق.
2021-06-27
6-أميل حبيبي وحضوره في الرواية العربية أولاد الغيتو: اسمي آدم نموذجاً
توقف الدارسون، وهم يدرسون أميل حبيبي، أمام تأثره بالأدبين؛ العالمي والعربي، ولم يدرسوا تأثيره في الأدب العربي، علماً بأن المنهج الاجتماعي الماركسي يركز على دراسة تأثير الأديب وأدبه في مجتمعه وفي غير مجتمعه. وكنت، من قبل، أشرت إلى تأثير الروائي في الرواية العربية والفلسطينية: غالب طعمة فرمان وأحمد حرب ورجاء الصانع وإبراهيم نصر الله وصاحب رواية “مقدسية أنا”.
يبدو تأثير أميل حبيبي أوضح ما يكون في رواية إلياس خوري، وإلياس لا يخفي تأثره برواية “المتشائل” وبصاحبها، بل إن بطله آدم يأتي مراراً على ذكر رواية أميل، ولا يأتي على أية رواية أخرى لحبيبي، ما يعني أن “المتشائل” هي رواية أميل الأكثر تأثيراً وحضوراً بين نتاجه.
ولقد حاولت أن أحصي الصفحات التي ورد ذكر أميل فيها مباشرة أو بشكل غير مباشر فوجدتها لا تقل عن عشر صفحات هي: 116، 153، 154، 239، 264، 273، 279، 303، 362، 383. ويقر آدم/ إلياس بأستاذية أميل.
“لا أريد أن أناقش الآن مسألة تلاعبي بهُويّتي، فهذا التلاعب هو قصة حياتي، وليس قصة أكتبها كي تصير أمثولة أو رمزاً، كما فعل أستاذنا أميل حبيبي مع تشاؤل بطله سعيد” (ص302).
وتبدو أستاذية حبيبي في الكتابة، وتأثر إلياس به، في طريقة قص أميل، الطريقة التي تعتمد على الذاكرة، وهو ما يقوم به آدم، إذ يؤلّف حكايته/ روايته، لا من ذاكرته هو، كما فعل أميل، بل من ذاكرات الآخرين: “هذا هو جوهر حكاية أميل حبيبي كلها، فالرجل لم يكتب سوى ذاكرته، بعدما قام بتقطيعها إلى فلذات صغيرة، استخدمها كما يستخدم الميكانيكي قطع غيار قديمة من أجل إصلاح محرك سيارة معطّل”.(ص154).
ويقرّ آدم بأنه فكّر أن يكتب رواية، لكنه في بداية حياته ما كان قادراً، لأنه لم يكن ينظر إلى نفسه على أنه روائي، وإن كان مثقفاً وكاتب مقال في صحيفة عن الموسيقى وأم كلثوم، وقصته هو، حيث عثر عليه تحت شجرة زيتون أراد أن يكتبها رواية تروي حكاية المأساة الرهيبة التي عاشها سكان اللد، من خلاله. لكنه لم يستطع. قال إنه ناقد وليس روائياً، و”هذه القصة تحتاج إلى روائي مثل غسان كنفاني أو أميل حبيبي” (116). ولتتذكر أن إلياس بدأ حياته الأدبية ناقداً، وحين كتب الرواية كتب رواية متواضعة، إذ لم تضعه رواياته الأولى، خلافاً للأخيرة، في مرتبة متقدمة بين الروائيين العرب.
ويقارن آدم بين شخصية وشخصية (دوف) في رواية كنفاني، وشخصية سعيد في “متشائل” حبيبي، ويرى نفسه أقر إلى سعيد منه إلى دوف، على الرغم من اختلافه عنه.
أراد آدم أن يصير يهودياً ليتفهم معاناة اليهود، وتخيل نفسه نجا من الهولوكست في معسكرات النازية، ليشبه دوف الذي صار يهودياً، وسعيد الذي تعاون مع الإسرائيليين، ولكنه وجد نفسه مختلفاً عن هذين: دوف وسعيد “فشخصية سعيد جرى تركيبها على النمط الكانديدي كي تنقل تجربة المقاومة عبر التعامل، أو التعامل عبر المقاومة، وتقدم شخصية رمزية تختزل معاناة الفلسطيني في دولة إسرائيل، أما أنا فلم أتعاون ولم أقاوم، ولست مركباً من أي نموذج، وحكايتي لا تختزل سوى حكايتي، ولا أريد أن أكون رمزاً.” (ص273).
ما لفت نظري حقيقة هو رؤية آدم لأميل الذي انتهى به الأمر بأن صدق أدبه وكذب حياته، مثل (غوغول) الكاتب الروسي، ومثل غسان كنفاني أيضاً. (ص239). هنا يأتي إلياس، من خلال بطله، على فكرة الكتابة وصلة الكاتب بها فالفنان “لا يضع أعمالاً أو يكتب نصوصاً، الفنان هو مجرد وسيط لا حول له، لذا ينتهي الأمر بالكاتب أن ينكتب لا أن يكتب”. وهي فكرة طريفة تذكرنا بمقولة موت المؤلف لدى البنيوي (رولان بارت)، وهي مقولة غير خافية على إلياس، بل إنه يوردها في روايته، فليس المهم الكاتب، وإنما المهم نصه، لأن الكاتب يموت ويبقى النص. ولا أريد أن أناقش هذه القضية، فما يهمني هو قول آدم: “ألم ينته الأمر بأميل حبيبي إلى تصديق أدبه وتكذيب حياته؟” (ص239).
وسيتساءل قراء كثيرون عن مغزى هذه العبارة ومدلولها. هل أقر أميل حبيبي بأن أدبه أصدق من حياته؟ وأين؟
لا تخلو الإجابة من خطورة ومجازفة، وقد تلحق الأذى بأميل. في عدد 9 من مجلة مشارف (حزيران 1996) حوار أجراه، مع أميل، أحمد رفيق عوض وآخرون، وحين سئل أميل إن كان هناك أصل داخلي لشخصية بطله سعيد أجاب: “كنت أكذب وأقول في الماضي إن شخصية سعيد.. هي عكس شخصيتي، ولكنني الآن في عمر لم أعد فيه بحاجة إلى الكذب. لقد كنت أتحدث في “المتشائل” إلى حد كبير عن نفسي”.
وكلام أميل هذا كلام خطير جداً، بل وجريء جداً، بخاصة إذا ما قرئ في ضوء القراءات النقدية لشخصية سعيد، وهي قراءات اعتبرت سعيد شخصاً متعاوناً مع الاحتلال. هل ما كتبه إلياس دفاع عن أميل حبيبي؟؟؟!!!
2016-06-26