لا يُمكن تجاهل كلام ( أحد الشخصيات المُهمة التي يُسمح لها أن تحكي كما تريد بتأييد من النظام السوري ) ، لا يُمكن تجاهل خطاب السيد ( و) الذي أمعن في إهانة وتحقير الشعب السوري والأهم في تزوير الحقائق .
أطل على السوريين السيد ( و ) بتعالي وغضب واستياء عبر فيديو ليقول للسوريين الذين يعيشون أصعب الظروف التي لا تُحتمل بأن عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ووصفهم ( بمحدودي العقل ) أي أن أكثر من 87 % من الشعب السوري محدود العقل !! وأنهم يهينون حزب البعث الذي علمهم وعلم أجدادهم الكلام !!! ( للوهلة الأولى تعتقد أن حزب البعث السوري اكتشف اللغة العربية الساحرة الجمال والمعاني ) . لا أعرف يا سيد ( و ) أي كلام تعلمه الشعب السوري من حزب البعث إذ – كل سوري – يعرف ويدرس في المدارس مادة القومية ويحفظ عن ظهر قلب هذا الكلام الأبدي : أهدافنا : وحدة حرية اشتراكية ، مادة القومية هي اللغة التي علمها حزب البعث للشعب السوري ، هل علمه الفلسفة مثلاً !! ومن يصدق أن هناك حرية في سوريا ، أي انتقاد بسيط لفساد مسؤول أو لسوء الخدمات ( إنقطاع الكهرباء والماء ) تهبط على صاحبه تهمة الجريمة الإلكترونية أو الإساءة لهيبة الدولة . فأين الحرية !!! السيد ( و) يخاطب محدودي العقل ( 90 % من الشعب السوري ) ويقول غاضباً مخاطباً المواطن السوري : استحي على حالك ، تعلم من أجدادك الاكتفاء الذاتي أي ببساطة : زرعت أكلت . هي دعوة إلى كل مواطن سوري أن يزرع ويأكل مم يزرعه ، لكن يا سيد ( و ) معظم الأراضي السورية مُدمرة ومحروقة ، قرى ومدن بأكملها دُمرت وأصبحت أرضاً محروقة ، قرية سلمى ساحرة الجمال المشهورة بتفاحها اللذيذ مُسحت عن وجه الأرض والكثير من القرى مثلها وهجرها سكانها أو ماتوا فكيف يمكن الزراعة في هذه الحالة !! وأظنك تعرف أن الكثير من الناس تسكن المدن في بيوت بائسة ضيقة متلاصقة مع بعضها ( كالرمل الفلسطيني وقنينص والسكنتوري ) في اللاذقية سكان تلك المناطق يعيشون في فقر مدقع هل يزرعون على الشرفات مثلاً ( معظم البيوت بدون شرفات أو شرفات ضيقة ) والزراعة تحتاج لبذور وسماد وأظنك تعرف غلاء الأسمدة . وهنا السؤال الذي يطرح نفسه : ألا يجب تربية الدجاج والخراف وبقرة واحدة على الأقل أيضاً للحصول على البروتين الحيواني والبيض ،فأطفال وشباب سوريا يحتاجون لبناء وطن المستقبل أن يأكلوا بروتين حيواني ، ثمة ثماني بروتينات يا سيد ( و ) مهمة جداً لنمو الأطفال هي متواجدة في اللحوم فقط . يصب السيد ( و ) غضبه على النساء السوريات ( شملهن بمحدودية العقل ) وأعطاهن مثلاً عن النساء الألمانيات اللاتي ساهمن في بناء ألمانيا بعد حصارها لأكثر من ست سنوات ، لكن يا سيد ( و ) معظم نساء سوريا أمهات ثكالى مهدودات الحيل من الحزن على فلذات أكبادهن الذين ماتوا وتحولوا إلى الشهيد البطل أو غرقوا في البحر في قوارب الموت وهم يبحثون عن الحد الأدنى من العيش الكريم ، نساء سوريا العظيمات يا سيد ( و ) يقفن ساعات طويلة عند نافذة توزيع الخبز الذي لا يؤكل ، وينتظرن ساعات وأيام للحصول على سلة غذائية فيها كيس سكر أو رز أو زجاجة زيت نباتي ، نساء سوريا يقضين الأعياد في المقابر قرب جثامين شباب بعمر الورود ماتوا في الحرب ، بعض الأمهات فقدن شابين أو ثلاثة من أولادهن ، وهن اضطررن إلى العمل في مهن كثيرة لا تليق بهن كبيع أرغفة الخبز في الشوارع أو شطف درج البنايات أو خادمات عند أسر ثرية ، أو يضطررن أن يتحنن عليهن بعض التجار بما تبقى من خُضار ذابلة وفاكهة ممعوسة ومتعفنة .
يُؤكد السيد ( و ) أن الحل في سوريا هو أن يُصلح السوريون أنفسهم من الداخل ليته استفاض في الشرح عن عيوب نفوس السوريين كي يُصلحوا تلك العيوب ، أما برأي السيد ( و ) فواجب السوريين كي يردوا الجميل للنظام الذي أوصلهم إلى بر الأمان ولم يُقصر في دفع الرواتب للموظفين ، ولم يُقصر في تأمين الأدوية خاصة أدوية السرطان الباهظة الثمن ، أن يشدوا الهمم لتحرير آبار النفط في سوريا التي تحتلها أميركا !! وأن يرفع الشعب السوري ( المحدود العقل ) عريضة للأمم المتحدة لرفع العقوبات عن سوريا !!! لكن يا سيد ( و ) بالتأكيد تعرف أن أعلى راتب لموظف جامعي هو مئة ألف ليرة سورية حتى مئة وخمسين ليرة سورية أي أن الراتب لا يساوي شيء ، أو يساوي تماماً ثمن كيلو لحم ، وأظنك تعرف أن آلاف الموظفين في سوريا استقالوا من الوظيفة لأن الراتب الوهمي والخُلبي الذي يقبضونه لا يساوي شيء ,ان العمل في أيه مهنة ( بيع محارم ورقية مثلاً ) يُدر مالاً أضعاف راتب الاحتقار . وترتفع النبرة الوعظية المؤنبة للشعب السوري ( محدود العقل ) عند السيد ( و ) فيطلب من المواطنين أن يُقاطعوا التجار المسؤولين عن رفع والتلاعب بالأسعار ، يقول : قاطعوا التجار بالصرماية ، عندها يضطرون إلى تخفيض الأسعار ويُعطي مثالاً عن مادة ( المته ) فإذا قاطع المواطن التاجر ولم يشتري المته سيضطر التاجر أن يًخفض سعرها ، لكن ماذا بشأن حليب الأطفال يا سيد ( و ) هل يُمكن أن تمتنع الأم أو الأب عن شراء الحليب للأطفال !!! ولا أعرف كيف تجاهلت أن موظفين مهمتهم فرض إتاوات بالملايين على تجار مساكين وبالكاد يُحصلون لقمة عيش أطفالهم ، أظنك سمعت الكثير من الشكاوى وحضرت فيديوهات وقرأت مقالات عن الضرائب الفاحشة الخيالية التي تُفرض على التجار حتى أن مئات التجار اضطروا لترك وطنهم سوريا ، الكثير من الأطباء أيضاً أغلقوا عياداتهم وهاجروا بسبب الضرائب الفاحشة التي تفرضها عليهم الدولة . إذاً يا سيد ( و ) الحل ليس مقاطعة التجار – بالصرماية – كي تنخفض الأسعار . بالمناسبة يبدو أن كلمة ( الصرماية ) صارت من أهم كلمات السياسيين ، فمعظمهم يستعملها في خطاباته وفي شتم الطرف الخصم .
للأسف يا سيد ( و ) لم تُشر أبداً أن حوالي نصف الشعب السوري نزح إلى بلاد كثيرة ، وأن مئات الألوف من السوريين الذين تدمرت بيوتهم ومات العديد من أولادهم يعيشون في خيم النزوح البائسة ، وأن ملف عودة النازحين السوريين إلى سوريا أصبح ورقة ضغط سياسية تتلاعب فيها دول كثيرة ، ولا أعرف يا سيد ( و ) كيف تلقي بالمسؤولية على الشعب السوري ليطالب الدول العربية أن تساعده ، الشعب السوري لا يقبل التسول ولا الذل ، هو يؤمن أن على دولته أن تؤمن له العيش الكريم ، الراتب الذي يؤمن له حياة كريمة ، والكهرباء والماء وحرية الكلام ، أصبح الشعب السوري صامتاً وأخرساً يخشى أن يُعبر عن ألمه ، ما عدا ثلة من الشجعان وبعضهم يتمتع بحصانه أي ينتقد ويتجاوز الخطوط الحمر الكثيرة ( كل شيء في سوريا خط أحمر ما عدا الورود الحمراء ) ليبدو أن هناك حرية تعبير في سوريا ، هم في الواقع يقومون بوظيفة التنفيس عن ضغط المعاناة للشعب السوري ، مثل مسرحيات دريد لحام مثلاً خاصة مسرحياته التي كانت بالتعاون مع الماغوط العظيم ، مسرحيات نجحت إلى حد كبير في التنفيس عن غضب الناس العاجزين عن تنفيسه . أخيراً يا سيد ( و ) تدافع عن الوزراء وتتهم الشعب السوري أنه لا يعرف أيه معاناة يعانون ولا يجوز للشعب السوري أن يتخيل أن الوزير يتنعم بالكهرباء في بيته وليست له امتيازات في الحصول على البنزين ، لكن كل الشعب السوري شاهد أعراساً أسطورية الفخامة لأولاد وزراء ، ومنذ فترة وجيزة ضجت فضيحة أن أحد الوزراء يملك مئات الملايين من الدولارات ، إضافة للسيارات الفخمة . والمنتجعات السياحية والمطاعم الفاخرة الخ
للأسف يا سيد ( و ) لم تتحدث سوى عن فئة الشعب السوري ( محدود العقل ) الذي يشكل 87 بالمئة من تعداد السكان في سوريا ، لعلك ستتحفنا بفيديو آخر تتحدث به عن تلك الفئة من أثرياء الحرب مصاصي دماء الشعب السوري ، يا ريت تحدثنا عن تجار الكبتاغون والتهريب ، هؤلاء المهربين تجار الكبتاغون فاحشي الثراء . لهم ( كلون يعني كلون ) يليق رميهم بالصرماية .