مدخل نادي الوحدات

حكاية من مخيم الوحدات.. من أصل الحكايات

الله.. وحدات.. القدس عربية.

أوه يا مخيم ارفع راسك في نادي الوحدات..

تعيش جماهير الوحدات في هذه الأيام فرحة الظفر باللقب السابع عشر في دوري المحترفين الأردني لكرة القدم.

نادي الوحدات الذي نقش اسمه بحروف من ذهب بطلاً صريحاً في البطولات المحلية، ونداً مرعباً في البطولات الخارجية، رغم سوء الطالع وعدم توفيقه  حتى الآن في الظفر ببطولة خارجية!.

كانت البدايات في أزقة مخيم عمّان الجديد، بين وحدات المخيم وبلوكاته، قبل أن يتحول لاحقاً الى اسمه الحالي (مخيم الوحدات) نسبة للأحياء السكنية والبلوكات التي كان يطلق عليها (وحدات). تأسس النادي  في العام 1956 باسم مركز الشباب الاجتماعي، مثل باقي المخيمات الفلسطينية المنكوبة، بفعل مأساة عام 1948، والتي أنشأت مراكز شبابية تُمارس فيها الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية المختلفة.، وكانت تلك المراكز تتبع  لإشراف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومما يجدر ذكره هنا، على سبيل المفارقة ربما، أن أول رئيس للنادي كان سيدة وهي السيدة الفاضلة “أمينة العيسوي” وكان يطلق عليها لقب “مراقب المركز”، وهي حالة لم تتكرر، على كل حال، على مرّ السنين.

وكانت الأونوروا تقيم البطولات الرياضية في نطاق المخيمات حصراً، وكان لمركز شباب مخيم الوحدات النصيب الأكبر في حصد ألقاب تلك البطولات، التي أقيمت على امتداد عشر سنوات، وكانت المراكز  الشبابية للمخيمات ( صارت تدعى أندية لاحقاً) ترتحل لتقابل بعضها في مباريات لم تكن تخلو من الإثارة والمنافسة، لاسيما، مع انطلاق الثورة الفلسطينية، فسادت الشعارات و الهتافات الحماسية بين المشجعين أثناء المباريات.. حتى أن بعض تلك الهتافات استدمت بعض كلماتها من أهازيج المقاومة الفلسطينية, ويذكر روّاد أبناء الجيل الأول من المشجعين، أنه عند تسجيل هدف من أحد المراكز، كانت جماهير المركز تهتف تشجيعاً لفريقها : “هذا هو رد مركزنا هذا هو الرد!”, وهو شديد الشبه بإحدى  أغاني المقاومة التي كانت منتشرة و رائجة آنذاك:” هذا هو رد ثورتنا.. هذا هو الرّد”.. وهكذا

بحلول العام 1968 تم قبول طلب مراكز المخيمات لتشارك في منافسات البطولات المحلية الأردنية، وسميت لاحقاً بالأندية بدلا من مراكز، ودخلت في البطولة التصنيفية، التي على إثرها تصنف وتوزع الفرق بين الدرجات المختلفة، وحتّمت  قلة الخبرة آنذاك وخسارة المباريات، أن تقبع المراكز في الدرجات الدنيا، “في دوري المظاليم كما يدعى”، ثم عملت هذه المراكز على تطوير قدراتها ورفع مستوى لاعبيها  كي تتمكن من الصعود لدوري المحترفين ” كان يعرف بدوري الدرجة الأولى الذي سمي لاحقاً بالدوري الممتاز قبل مسماه الحالي(المحترفين)”، واستطاع نادي الوحدات من الصعود في العام 1976 لأول مرة في تاريخه لدوري الكبار على يد مدربه المصري فتحي كشك، وعاد وهبط في نهاية الموسم لدوري المظاليم، ليعود في الموسم الذي يليه بعد اكتسابه الخبرات وسد الثغرات ويصعد إلى مصاف دوري الكبار، ولم يهبط بعدها إطلاقاً.

خلي كل الدنيا منا تتعلم الموت في حب الوحدات حياة..

أثناء دراستي الأولى في الكلية العربية، كنت في وقت الإستراحة بين المحاضرات أذهب إلى أبو جواد صاحب بسطة الكعك في أحد الشوارع الفرعية المؤدية لشارع الجاردنز في العاصمة عمان، خلف الكلية. وأبو جواد، هذا، أحد أبناء مخيم الوحدات ومن  قدامى مشجعي النادي، وإذا ما تصادف زيارتي له لتناول فطوري مع كوب من الشاي مع مباراة للنادي، فلا شك أنا سنمضي وقتنا نتحدث عن المباراة  وحساب فرص النادي في الفوز، وكان أبو جواد يصرّ على أنه سوف يحضر المباراة من الملعب مباشرة : وكأنه بذلك يستعجلني المغادرة كي يتاح له الوقت للذهاب باكراً. لم يغب أبو جواد، على حد علمي، عن مباريات نادي الوحدات منذ العام 1978 في الملعب حتى لو كانت ودية، وكثيراً  ما كان يقول وهو يضحك أن حضوره لمباراة الوحدات سوف يحرم أسرته من (حق طبخة وجاجتين) ذلك اليوم بسبب شراءه بـ غلّة البسطة تذاكر حضور المباراة!.

أنت الحب الأزلي باسمك بنادي حبي إلك تعدى حدود الخيال..

بعد الصعود الثاني في عام 1978 بدأت ثورة الملاعب الأردنية بقيادة الوحدات، فكانت، بحق، الانطلاقة وبداية نهضة الكرة الأردنية.

ومع هذه الانطلاقة الثانية للنادي، بدأ  جماهيره، وهم القادمون من أزقة المخم، تزداد عدداً وتسانده في الملاعب المختلفة, وليس  من مخيم الوحدات فحسب, بل من جميع المخيمات لتشجيع ممثل المخيمات وشتات اللاجئين الفلسطينيين، كأنهم يعلمون أن هذه المخيمات ستكون فيما بعد اصل الحكاياتـ فكان اسم الوحدات لوناً من ألوان الفرح للبائسين تحت أسقف الزينكو، فبات الملعب الوحيد في ذلك الوقت، “ستاد عمّان الدولي” محجّاً لعشاق كرة القدم الأردنية.

أكبر جمهور..  بلف ويدور .. بقطع وراكو السبع بحور..

و يجدر الإشارة هنا بأن موسم 1980 كان أول موسم تباع فيه التذاكر لحضور المباريات خصوصا تلك التي يكون الوحدات طرفاً فيها، وهذا الأمر يعدُّ تحولاً كبيراً في كرة القدم الأردنية، إذا علمنا أن الأسلوب المتبع قبل موسم 78 وقبل صعود الوحدات، للإعلان عن المباريات والدعوة لحضورها، كان يتم بواسطة عربة نقل صغيرة  تجوب شوارع العاصمة, وعلى متنها شخص من الاتحاد يدعو الناس عبر مكبر صوت لحضور المباراة. وكان يهتف كما يلي” “يا ناس يا هوو، اليوم على ستاد عمان، مباراة فلان ضد فلان في بطولة كذا الساعة كذا والدعوة عامة!.” وكان يعيد و يكرر النداء أكثر من مرة, ورغم ذلك لم يكن هناك إقبال من الناس بالمستوى المطلوب.

  سنة الثمانين اولى البطولات.. انا وحداتي ابن مخيمات.. جيبوا البوليس صفوا الدوريات.. بنضل نشجع حتى الممات..

أصبح نادي الوحدات مع مستهل عقد الثمانينيات علامة فارقة في كرة القدم الأردنية، وفي سجل الأبطال، فنقش اسمه، كي لا ينساه أحد، بطلاً في ميدان الرياضة عندما تم تتويجه بأول لقب دوري. فتصاعد عشقه في قلوب الناس، وأصبح الفريق الجماهيري الأول، وصارت تلك الجماهير العريضة مضرباً للمثل في الوفاء والانتماء!.

بدأ المارد الأخضر، وهو أحد ألقاب النادي، يعتلي منصات التتويج، فكان العام 1980  فاتحة الخير وأول ألقاب الدوري الأردني ورفع الكأس كابتن الفريق الراحل جلال قنديل، ودرب الفريق حينها ابن النادي عثمان القريني، الذي يعمل حالياً معلقاً رياضياً في قناة بي إن سبورتس، وتوالت الألقاب، ففي عام 83 ظفر النادي بلقبي كأس الأردن ودرع الاتحاد، وكان ابن النادي الراحل عزت حمزة مدرباً للفريق.

لوحة من عمل الفنان رزق عبد الهادي تخليداً لأول بطولة حصل عليها النادي سنة 1980 في الشارع المؤدي للنادي

 كان من نجوم تلك المرحلة الأخوة جلال ونصر ووليد قنديل، فكانت الصحف تكتب على صدر صفحاتها الرياضية بالمانشيت العريض: “القناديل تشعل الملاعب”. وكان من اللاعبين ايضاً، خالد سليم وباسم تيم والعديد من نجوم الزمن الجميل، وانطلقت في العام 1983 بطولة الوحدات الكروية التي كان يستضيف  فيها النادي أهم الفرق العربية والعالمية مثل دعوته  لمنتخب النرويج و لنادي بروسيا مونشنغلادباخ الألماني بطل الدوري الألماني في ذلك الوقت، بالإضافة لأعرق الأندية العربية  مثل الزمالك و الاسماعيلي المصريين، والرشيد والكرخ العراقيين، والصفاقسي والترجي التونسيين، و غيرها من الأندية العريقة والكبيرة.

ونافس الوحدات في الثمانينات على الألقاب بشراسة وكان قطب رئيسي من أقطاب الكرة الأردنية ورافد مهم للمنتخبات الوطنية. و في العام 1986 تقرر تغيير اسم النادي الى نادي (الضفتين) ليضم النهر بضفتيه شرقية وغربية، وشارك في بطولات  هامة عربية وآسيوية بهذا الاسم، لكنه عاد بعد موسمين فقط للاسم الأول, اسم المخيم، الوحدات ليشارك بعدها  في بطولة دوري أبطال آسيا لعدة مواسم  و في العام 1989  حقق النادي أفضل نتائجه بفوزه على بطل العراق نادي الرشيد الذي كان يضم معظم نجوم المنتخب العراقي و فوزه كذلك على نادي السد القطري, ليخسر النهائي أمام نادي ياباني, فقد حالت الظروف و الإمكانيات من عدم تمكّن النادي من السفر إلى اليابان لمواجهة الفريق المحلي  فحلَّ محلّه نادي السد القطري ونال اللقب، وربما لو كانت الظروف ملائمة لحصل النادي على اللقب, من يدري!

كان من بين نجوم الفريق، اللاعب مظفر جرار في ثمانينيات القرن المنصرم، هذا اللاعب الذي اختفى فجأة في زيارة لأقاربه في مخيمات سوريا، ولا يُعرف شيئ عنه وعن وسبب اختفاءه، ومازال تغييبه مجهولاً حتى اليوم، وإن كانت بعض الآراء غير المؤكدة تتهم النظام السوري باعتقاله.

انتشر اللاعبون الأردنيون في العديد من الدول الخليجية والعراق, ولكن عاد معظمهم إلى الأردن، في أعقاب حرب الخليج الأولى، بسبب ظروف الحرب، ويذكر أن ،العديد من لاعبي نادي الوحدات  لعبوا للأندية الكويتية بحكم تواجدهم و نشأتهم هناك، وقد شكّلت عودة هؤلاء إلى البلد بسبب الحرب وانخراطهم للعب في صفوف النادي قفزةً نوعيةً ساهمت في حصد الفريق لمعظم ألقاب عقد التسعينيات، بدأها بموسم 93 واستمر لغاية موسم 2000، وشهدت المدرجات طوفان جماهيري لم تشهده من قبل، بحيث يكون العدد خارج الملعب أكثر من داخله: وساد الهتاف الجماهيري وقتها: “واحد اثنين.. الدوري للألفين”، وبالفعل حافظ الوحدات على اللقب أربع مواسم وفي الخامس تم إلغاء الدوري. وكان التتويج في تلك السنين يصادف أن يكون في شهر رمضان المبارك وأحدها كان في ليلة القدر.. فكانت سيمفونية الجماهير في المدرجات تستحضر فردوس عبد الحميد وهي تغني، ويغنون معها : ” ليلة ليلة ليلة.. أما ليلة يا سلام!!”.

وحدات العز يا قصه شعب بلادي يا ثورة أسرى والشهداء الأبطال..

بداية التسعينات وتحديداً في العام 1992 كانت بداية عشقي وعشق أبناء جيلي للوحدات، وسوف  أسرد هذه النوستالجيا لذكرياتي وذكريات أبناء جيلي في زمن الوحدات الأجمل.. زماننا:

 “صرح الشموخ اللاجئ لكبرى المخيمات في منافي الشتات.. متنفس اللاجئين في الأردن, يذكرنا بمأساتنا وبالأمل الخارج من قمقم النكبة إلى قمم الأمل.. هذا النادي الذي كان عنواناً كبيراً للفرح والتحدي وتحطيم اليأس.  لما كنا صغار وعمرنا لا يتجاوز ” 7 سنين ” و كنا نسمع اسم الوحدات, كان أشبه ما يكون بمظاهرة صاخبة لعنوان المخيمات, كان اسم كبير, كل ما يُذكر تُذكر فلسطين, كان اسم الوحدات يدب الرعب في القلوب ووَقعُهُ أشد فتكا من أحزاب المعارضة, كان الإنتماء لهذه القلعة عنوان للصمود والتمرد, كان حق مقدس اقترن بالعودة.. لما كنت أشوف ابن عمي يهلل عند فوز الوحدات ويلحد بعد الخسارة, لما كنا نبكي عَ شبرة مكتوب عليها الوحدات أو صورة لأحد اللاعبين, لما كنا نطلع من صلاة ظهر يوم الجمعة من جامع الحارة في الحي الشمالي- إربد و أشوف يافطة طولها 10 م تفردها جماهير الوحدات في إربد عَ طول الشارع .. كُتِب عليها “الوحدات بطل الدوري” استعدادا للإنطلاق لمؤازرة الوحدات قبل مباراته، لما كان اسم الوحدات يملأ حيطان المخيمات و المدن بعبارات رنانة تعطي هيبة للمكان و للاسم الوحداتي، كبرنا على حب الوحدات، لما كنا نهرب من مدارس الوكالة بنص الدوام عشان نروح نحضر المباراة في الملعب. لما كان هذا الحضور يشكل خطر على الحياة, خوفاً من الهراوات المنهارة من قوات الشغب آنذاك بسبب التدافع الجماهيري الرهيب. وعقب انتهاء المباريات  تخروج المظاهرات عارمة من الملاعب بعشرات الألوف، تغلق شوارع إربد و عمان تهتف باسم الوحدات و فلسطين, لما كنا نشرب البيبسي لوحده و نكره الميرندا والسفن، لإنه كان شعار بيبسي على قمصان الوحدات، لما كانت دهانات ناشونال تعطي الكون أجمل لون لأنها مطبوعة على زي الوحدات، لما كانت ساعة “سواتش” أثمن ساعات العالم لانها طبعت أيضا على تيشيرت الأخضر.. لما كان رب الأسرة يحرم أسرته من طبخة عشان يروح عالملعب لشراء تذاكر لحضور مباريات الوحدات، لما كنا نتسابق عَ الصحف وصفحات الرياضة للتفتيش على صور نجوم الوحدات من علي جمعة إلى جهاد عبد المنعم، وناصر غندور، والشمالي.. الخ، بس نشوفها بالجريدة، عشان نعلّقها عَ الحيطان أو نحتفظ بها بألبوم للصور خاص. وكبرنا، وكبر حب الوحدات معنا، لما كنا نروح من ستاد الحسن بمظاهرة تهز الأرض لمخيم إربد لمسافة تزيد عن 5 كم ويكون الهتاف الرسمي الفلسطيني فيها” أنا يا آخي آمنت بالشعب المضيّع والمكبّل”، و”هتافات الانتماء الفلسطيني” ع الرباعية, والله يحييك يا الشعب الفلسطيني، و يرتفع منسوب الهتاف عائداّ إلى البلاد يستحضر مسقط الرأس ومثوى القلب وينبش جراح مأساتنا لتبقى حاضرة رافضاً أن يدملها الزمان فتندلع الحناجر وتهتز الطرقات بهبة النار من عكا للطيرة.. كمشة صغار ربيو  ع الحصيرة”, عندما كانت مباريات الوحدات متنفس للثوريين من أبناء اللجوء لحشد الجماهير صوب الحلم الفلسطيني بهتافات وشعارات صاخبة، فالوحدات وحده هو القادر على حشد عشرات الألوف في مباريات المجنونة المستديرة، فتصدح عشرات الألوف من الحناجر بحب فلسطين والوحدات, لما كانت عشرات الباصات ومئات السيارات تنطلق من إربد باتجاه عمان لمؤازرة الأخضر الوحداتي.. لما كان الوحدات عنوان اللجوء ومنتخب المنفى.. لما كان مصروفي لا يتجاوز “البريزة” وأوفر منه بالأسبوع 30 قرش عشان أشتري جريدة الوحدات، لما كان الوحدات مصدر الفرحة والضحكة على وجوه ملايين الحزانى.. وكبرنا وكبر حب الوحدات معنا.”

من أعمال الفنان الراحل ناجي العلي

ويستحضرني هنا موقفٌ طريفٌ حصل أمامي في مواسم التسعينات، أثناء مباراة لنادي الوحدات في مدينة إربد، حين قام الفريق الخصم بشتم نادي الوحدات ولاعبيه، وكان من بين جمهور الوحدات شخص يدعى صلاح اللوح، وهو من الخطرين وأصحاب السوابق، فما كان منه إلّا أن اشتاط غيظاً وغضباً وخلع قميصه وبرز جسمه الذي امتلأ بالوشم، وأخرج من جيبيه “موسين” وانطلق صوب جماهير الفريق الآخر، فتدافعوا يفرون من أمامه إلى أحد زوايا المدرجات مستنجدين برجال الأمن وكان عدد جمهور الخصم  نحو ثلاثة آلاف شخص.. فاستهجن رجال الأمن موقفهم إذ يهربون جميعاً من وجه رجل واحد !.

وصلنا الى عام 2021 وخزائن النادي أصبحت تفيض بالكؤووس، ففي سجل الوحدات: 17 لقب دوري و10 القاب كأس و13 لقب كأس سوبر و10 ألقاب درع اتحاد وبطولتين لدورة أريحا التي بدأت بعد عودة السلطة الفلسطينية إلى الداخل المحتل، وكان الوحدات ضيف دائم على تلك البطولة، والعديد من البطولات الودية. وأصبح نجوم النادي مطلوبين لأهم الأندية العربيةومنهم من أبرم عقود احتراف مع أهم الأندية الخليجية، مثل عامرشفيع وفيصل إبراهيم ورأفت علي وحسن عبد الفتاح ، الذي لعب لنادي الكرامة السوري.

كبرنا ووعينا ع حب الوحدات .. مش قصة دوري ولا كاس وبطولات..

مازال لاعبوا نادي لوحدات، وعلى مر السنين، يقاتلون -بالمعنى المجازي- دفاعاً عن شعار النادي لرسم البسمة على شفاه الجماهير، ذلك الشعار الذي رسمه ابن المخيم الفنان رزق عبد الهادي، بحيث يأتي اللون الأخضر الذي يمثل لون قمصان الفريق على الأطراف ويحتضن اللون الأبيض، و المساحة البيضاء رُسمت كرة قدم ترمز إلى أن النادي رياضي، فيما يرمز الكتاب إلى الحث على العِلم  وإلى رسالة النادي الثقافية أيضاً، أما الشعلة فترمز إلى الروح الرياضية العالمية التي ينادي بها النادي و يطبقها في الملاعب و بين جماهيره و منتسبيه. ولم يحدث تغيير على الشعار حتى العام 1983 حين شدد الكيان الصهيوني من عدوانه على القدس والمسجد الأقصى ليتم مخاطبة الفنان رزق عبدالهادي لتعديل الشعار بطريقة يشير فيها إلى القدس و رمزها قبة الصخرة , فاستجاب الفنان بأن وضع القبة شامخة فوق الشعار  كتعبير مباشر عن التضامن مع المدين عاصمة فلسطين و تعبيراً عن الغضب من السياسات الإسرائيلية العنصرية المتكررة على المدينة. وفي العام 1986 تغير اسم نادي الوحدات إلى الضفتين، وأجرى عبدالهادي تغييراً بسيطاً بوضع اسم “الضفتين” بدلا من “نادي الوحدات”، واستمر الوضع حتى العام 1988، حين عاد الاسم القديم للنادي، أي .الوحدات، فأزيلت كلمة “الضفتين”  لتحل محلها عبارة “نادي الوحدات”، ولم يحدث أي تغيير على الشعار منذ ذلك الوقت.

لم يقتصر نشاط النادي على كرة القدم بل تسيّد لعبة كرة الطائرة الأردنية، واهتم مؤخراً  بكرة السلة فظفر بلقبها في الموسم الماضي، هذا بالإضافة إلى رياضات أخرى مثل الملاكمة في البدايات، والعديد من الألعاب.

ليست الرياضة وحدها كانت هدف النادي ومحور عمله، بل كانت النشاطات الثقافية حاضرة وبقوة وأقام العديد من المهرجانات الثقافية وخرّج العديد من المثقفين، واهتم بالنشاط الإجتماعي وشكّل اللجان الإجتماعية ولجان الفرق الكشفية ولجان الفتيان الأيتام  فكانت تقام المعسكرات السنوية لمزاولة الأنشطة الترفيهية المختلفة, فضلاً عن المعسكرات السنوية, أسوة بما تقوم به بقية أندية المخيمات الأخرى في البلاد .

حب وولاء وقلعة للوفاء .. جمهوور المارد .. رموز الاتنماء. .

وهنا أعود إل العنوان لأختم: ” الله.. وحدات.. القدس عربية”، هذا الهتاف الذي لا يعرف معظمنا أو ربما نسي من أين جاء ومتى بدأ، فعند وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد، أجبرت الأجهزة الأمنية السورية الشعب السوري أن يخرج ليهتف بحياة الرئيس الجديد بشار الأسد باعتبار أن هذه المظاهرات” العفوية” تدل على حب الشعب للرئيس الجديد و تفويضاً و”مبايعة” له. فكان الهتاف  الصنمي السائد آنذاك، على ما أذكر، ” الله.. سوريا.. بشار وبس”. ومن هذا الهتاف التمجيدي لديكتاتور سوريا الحالي،  وُلدت فكرة هتاف نادي الوحدات، ومن يومها لم يفارق حناجر محبّي الفريق، وشتّان ما بين القدس والطاغية، شتان ما بين الديكتاتور وأولى القبلتين  وثالث الحرمين، شتّان ما بين المجرم القاتل و مدينة السلام و المحبّة، أرض الأنبياء وعاصمة النضال الفلسطيني.

مازالت جماهير الوحدات تهتف، إلى اليوم الله.. وحدات.. القدس عربية تأكيداً على هويّة جمعية سرمدية، ثابتة، لا تغيب، مازالت الجماهير تردّد هذا الهتاف دون كلل رغم معاقبة الاتحاد الآسيوي للنادي بسببه في إحدى المناسبات  الكروية الآسيوية.

لقد بات، لاشك، هتافاً عالمياً , وتحول إلى نشيد للنادي يُنشد ويُعرض ويُسمع في معظم دول العالم، ويتم استعراض الخريجين في الجامعات على ايقاعه ولا يخلو حفل زفاف منه:

   نادي الوحدات.. نادي الأبطال .. احنا معاكم شو ما صار

دايما معاك.. روحنا فداك.. نلف وراكوا بلاد الله.

سنة الثمانين أولى البطولات.. أنا وحداتي ابن مخيمات..

جيبو البوليس.. وصفّوا الدوريات.. بنضل نشجع حتى الممات ..

بنشجع فيك .. بعمري بفديك .. الوحدات الله يخليك.

أكبر جمهور..  بلف ويدور .. بقطع وراكو السبع بحور .

كبرنا ووعينا ع حب الوحدات .. مش قصة دوري ولا كاس وبطولات.

حب ولاء وقلعة للوفاء .. جمهوور المارد .. رموز الاتنماء .

نختم ونقول معك على طول وهذا وعد من الجمهور .

نادي الوحدات يا اسم كبير .. كل العالم منو يغير

يا حبي الأول .. وحبي الأخير . احنا معاك دوم شو مايصير .

عايش معاك .. وبتنفس هواك .وأنا من صغري من صغري بهواك.

عن شريف الحاح حسين

شاهد أيضاً

عادل الأسطة يقدِّم قراءةً حول تجربة القائد يحيى السَّنوار.. العمل طابق القول

علي البطة  دعا الدكتور عادل الأسطة الناقد الأدبي وأستاذ الأدب سابقا في جامعة النجاح، جميع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *