كتابات مصرية.. حكاية مجلة سياسية أسسها يساري مصري لتكون رمزا للنضال

محمد عبد الرحمن

نشر الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صورا للأعداد الأول والثاني والثالث من مجلة “كتابات مصرية” التي صدرت فى بيروت لأول مرة عام 1974، وأشرف عليها اليساري المصري الراحل ميشيل كامل.

 وكتب شعبان يوسف: ” صدر عددها الأول فى سبتمبر 1974 فى بيروت، وكان يشرف عليها يشكل كامل الراحل ميشيل كامل، وهو أحد المناضلين المصريين الكبار، وكتب على صدر المجلة تنويها يقول: حق الاقتباس وإعادة النشر مباح، مع رجاء الإشارة إلى المصدر، وكان ميشيل كامل يكتب بعدة أسماء مستعارة أشهرها طه شاكر، أو ط ث شاكر، وعلى هذا الأخير حدثت مناظرة قوية وشهيرة مع رفيقنا صالح محمد صالح(خليل كلفت)، ونشرت كتابات صالح فى دار بن خلدون، وهناك عدد من الأسماء الأخرى القلمية أو الحركية فى المجلة، تحتاج لبعض معاصرين للتجربة كى يدلونا عن هذه الأسماء، وعنوان المجلة كان لمجلة صدرت فى الخمسينات كان يشرف عليها محمود أمين العالم وعادل ثابت وآخرون، ولميشيل كامل قصص وترجمات أدبية نشرها فى القاهرة، وفى حقبة الستينات، بعد 1982 خرج كامل من بيروت إلى باريس، وأصدر مجلة اليسار العربي التى استكتبت عددا من المثقفين اليساريين العرب، وعاش كامل مع زوجته فى باريس ، وعندما رحل، لم يشغل الكتاب والصحفيين سوى وصيته التى تقول بحرق جثمانه“.

وميشيل كامل، كان عضوا باللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري، عاش فى منفاه فى بيروت منذ سنة 1974 إلى أن غادر بيروت إلى باريس سنة 1977، حيث لعب ميشيل كامل خلال تلك السنوات دورا هاما فى حركة المعارضة المصرية ضد حكومة السادات، انضم لتنظيم «الشرارة» أحد التنظيمات المؤسسة للموجة الثانية من الحركة الشيوعية المصرية، واعتقل عقب الحرب العالمية الثانية، وكان لا يزال طالبا فى كلية الطب، اعتقل لأول مرة عام 1951 وفُصل من الجامعة، عقب إطلاق سراحه عاد إلى الجامعة لدراسة طب الأسنان وفصل للمرة الثانية بعد عامين بقرار من الحكومة، وأسس بعدها بالتعاون مع «لطفى الخولي» مجلة «الطليعة» الفكرية الشهرية التي تربى عليها جيل كامل من اليساريين، وظل مديرا لتحريرها لخمس سنوات، وفى باريس أسس «ميشيل كامل» مجلة «اليسار العربي» التي تمتعت باحترام ونفوذ كبيرين وسط الآلاف من اليساريين والتقدميين المصريين والعرب. 

 الكاتب الصحفي الراحل سعيد اللاوندي، تحدث فى مقال سابق قبل رحيله عن اليساري ميشيل كامل قائلا: ” وكرّس هذا المفكر جهده لإصدار «كراسات استراتيجية» وكتابات سياسية تدافع عن خطه اليساري الذي ظل مخلصاً له حتى وفاته.

وفى عام 1992 عندما اشتدت الحرب الأهلية فى بيروت وتعرضت للاجتياح الإسرائيلي فرّ الرجل على زورق صغير باتجاه عمّان ومنها إلى باريس حيث واصل نضاله من أجل أفكاره التي استقر على نشرها فى جريدة «اليسار العربي» التي كان يرأس تحريرها، معتمداً على صديقه المصري أديب ديمتري، لكن عندما شعر بدنو أجله أوصى زوجته بألا يُدفن في أي أرض وإنما طلب منها أن تقوم بحرق جثمانه.. هكذا سيكون مرتاحاً لأنه لا يريد أن يعود جثمانه إلى مصر التي خرج منها هارباً ولا يريد أن يُدفن فى مقابر الصدقات الفرنسية“.

 المصدر: https://www.youm7.com/story/2020/9/21/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%89-%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%B2%D8%A7/4984819

 

 

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هوامش من وحي ما يجري في غزة

1 – كما لو أنني سارد محايد! كيف أكون فلسطينيا وأنا أتابع أخبار ما يجري …