لماذا لم يكتب المؤرخون الفلسطينيون عن الطنطورة؟؟ ماتي شطاينبيرغ يدعي وعادل مناع يرد

وديع عواودة*

“طنطورة”، فيلم وثائقي للمخرج الإسرائيلي ألون شفارتس عرض ضمن ما يعرف بـ مهرجان تل أبيب لـ الأفلام الوثائقية 2022 وأثار الفيلم الذي يكشف عن شهادات حول ارتكاب جنود وحدة “الكسندروني” مذبحة في قرية الطنطورة في 23 مايو/أيار 1948 ضجة وردود فعل عاصفة. في الواقع، سبق وأن أثار هذا الفيلم قبل شهور ضجة غداة عرضه في مهرجان ساندنس للأفلام السينمائية في الولايات المتحدة ومن ضمنها مقال طويل نشرته صحيفة “هآرتس” للمستشرق الإسرائيلي ماتي شطاينبيرغ (مفارقة الطنطورة: لماذا لا يتحدث الفلسطينيون عن “المذبحة”؟ 03.03.2022). مناع المختص بتاريخ فلسطين في الحقبة العثمانية والانتدابية يوضح أن شطاينبيرغ حددّ في السطر الأخير من مقالته أن هناك “مفارقة طنطورة” في كل المداولات حول دراسة تيدي كاتس من العام 1998 في جامعة حيفا وحول فيلم شفارتس عن المذبحة في الطنطورة. ويشير المؤرخ عادل مناع لـ ادعاء شطاينبيرغ بأن التأريخ الفلسطيني الرسمي تعامل مع احتلال الطنطورة بصورة مخفّفة ولم يقّر بـ وقوع مذبحة وذلك بخلاف ما تؤكده جهات إسرائيلية أمثال تيدي كاتس، إيلان بابيه وآدم راز أيضا والتي أكدت بشكل قاطع ارتكاب مذبحة استنادا إلى شهادات شفوية لشهود عيان وجنود شاركوا في احتلال الطنطورة. ويقول مناع إن شطاينبيرغ يعتمد على تعامل التأريخ الفلسطيني “المخفّف” مع قضية الطنطورة من أجل تدعيم الزعم بأنه على ما يبدو لم ترتكب مذبحة في الطنطورة وتعزيز رواية الإنكار الصهيوني لها. ويرجّح مناع أن قراءة سطحية لمقال شطاينبيرغ ستقنع كل من هو غير ضليع في الموضوع- أي معظم القراء بطبيعة الحال- بالتوافق معه ويضيف “بيد أن فحصا مهنيا للنص المكتوب يظهر أن التشكيك الثقيل الذي يوليه شطاينبيرغ بمصداقية الشهادات حول المذبحة (بما في ذلك شهادات الجنود في فيلم شفارتس) يستند لـ سلسلة فرضيات غير مؤسسة على الحقائق التي يعتريها عدم الدقة.

سكوت المؤرخين

به مناع أن الزعم الأساسي الذي يستند عليه شطاينبيرغ يكمن بأن عملية التأريخ الفلسطيني لا تذكر الطنطورة في سجل القرى التي شهدت مذابح ومن هنا يستنتج أن مذبحة لم تقع فيها. ويتابع مناع في هذا المضمار:”بداية هذا الزعم مشبوه لعدة عوامل من بينها عدم التماثل بين التأريخ الفلسطيني وبين التأريخ الإسرائيلي. المؤرخون الفلسطينيون لم يكتبوا حتى الآن كتابا بحثيا شاملا حول نكبة شعبهم. لا يمكن هنا استعراض الأسباب الكثيرة، المعروفة للمطلعين على الموضوع، ومع ذلك وعلى أساس هذه الحقيقة يمكن التأكيد أن مجرد القول بأن المؤرخين الفلسطينيين لا يذكرون مذبحة أو حدث آخر أيا كان من العام 1948 ليست دليلا على عدم حدوثها. بكل الأحوال، وبخلاف ما يستنتج من مقال شطاينبيرغ، لا مجال أبدا للاستخفاف بـ شهادات الضحايا وشهادات الجنود حول جرائم حرب اقترفت داخل بلدات فلسطينية أو نفي مصداقيتها فقط بسبب قلة وثائق أو نقاط خلل في الأدبيات التاريخية”.

ويشير مناع لعدد من مزاعم شطاينبيرغ في مقالته المذكورة حول “سكوت” المؤرخين الفلسطينيين في موضوع جرائم حرب في الطنطورة ويقول إنه بخلاف ما قاله المؤرخ الإسرائيلي فإن الكتاب الذي حررّه وليد الخالدي (كي لا ننسى) ليس دراسة بحثية للخالدي نفسه وبالتأكيد هو ليس درة تاج مؤلفاته حول النكبة. ويستذكر مناع أن “كي لا ننسى” هو ثمرة عمل طاقم باحثين ليسوا مؤرخين. فشريف كناعنة على سبيل المثال ليس مؤرخا مختصا بـ توثيق التاريخ الشفوي إنما هو باحث سوسيولوجيا وانثربولوجيا وخبير بالثقافة والتراث الشعبي والفولكلور الفلسطيني. ويضيف “حقا، كان هدف الكتاب الرئيس كان توثيق ما تبقى من القرى الفلسطينية المدمرة منذ 1948 وليس بحث المذابح التي تمت فيها ولذلك ليس فقط مذبحة الطنطورة تم “نسيانها” في الكتاب بل مجازر في قرى أخرى أيضا”.

يوميات حرب

ويشير مناع لـ كتاب آخر يستند عليه شطاينبيرغ في مزاعمه وهو كتاب عارف العارف، النكبة،(ستة أجزاء 1956-1950) ويقول إنه فعلا لا ينافسه بالعربية كتاب آخر من ناحية المعلومات التفصيلية فيه حول النكبة الفلسطينية عام 1948 ولكن هذا الكتاب أيضا وهو عبارة عن يوميات حرب ولا يخلو من عدم تدقيق ونقاط ضعف. ويوضح مناع أن إحدى نقاط ضعف كتاب عارف العارف تكمن في خلوه من أحداث مهمة من تاريخ النكبة بما في ذلك مذابح لم يعرفها أو يسمع عنها المؤلف. ويضيف مناع: “بعد منتصف مايو/أيار 1948 تركّز العارف في جبهات القتال بين إسرائيل والجيوش العربية وبما يحدث في القدس ومنطقتها. وواقع الحال في هذا الكتاب شبيهة بما لدى الباحثين في كتاب “كي لا ننسى” للخالدي. فـعارف العارف لم يكتب عن عدد من المذابح المرتكبة داخل بلدات فلسطينية بما فيها الطنطورة”. وينبه مناع أن شطاينبيرغ يورد تفاصيل غير دقيقة مرة بعد أخرى وذلك بهدف تعزيز روايته. فهو على سبيل المثال يقول إن عارف العارف أكثر من كتاباته عن مذابح 1948 لكن مراجعة أجزاء كتابه الستة حول النكبة تظهر أنه تطرق أو ذكر عددا قليلا فقط من عشرات المذابح النكبة. ويقول إن الاسم طنطورة على سبيل المثال يرد مرة واحدة فقط من بين سلسلة قرى في منطقة حيفا دون كلمة واحدة عن احتلالها وتهجير سكانها ويضيف “يمتدح شطاينبيرغ في مقاله المذكور مصادر فلسطينية أخرى لا تذكر مذبحة في الطنطورة منها مثلا الموسوعة الفلسطينية الصادرة عام 1984 في دمشق والتي يعرف كل من راجع أجزائها الأربعة ضعفها وسطحيتها. في المقابل يحاول شطاينبيرغ زعزعة مصداقية كل من كتب عن مذبحة الطنطورة وجرائم الحرب المرتكبة داخل هذه القرية”.

محمد نمر الخطيب

ومن هؤلاء يشير مناع لـ محمد نمر الخطيب من حيفا الذي يورد شهادات عن مذبحة الطنطورة في كتابه “أحداث النكبة” أو ” نكبة فلسطين” (الطبعة الثانية، عام 1967) غداة وقوعها. ويوضح مناع أن كتاب الخطيب هذا الذي صدر في طبعته الأولى في دمشق عام 1951 (تحت عنوان في أثر النكبة) اعتمد على شهادة تتمتع بصدقية كبيرة جدا تم تسجيلها بعد وقت قليل من ارتكاب مذبحة الطنطورة وتتطابق مع شهادات جاءت لاحقا على لسان جنود احتلوا الطنطورة وشهادات أقارب كثر لضحايا المذبحة في القرية. ويشير مناع أن الشهادة الأولى في كتاب الخطيب تعود لـ ابن الطنطورة مروان يحيى ويدعو للتوقف عندها ويقول: “يورد الخطيب هذه الشهادة على لسان مروان يحيى بلغة المتكلم (مذكرات أسير حرب، كتاب “نكبة فلسطين” ص 203-214) وهذا الشاهد يتحدث بالأساس عن خبرته وتجاربه الشخصية في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية بعد احتلال الطنطورة ولكن في الصفحتين المخصصتين لـ أحداث الاحتلال والقتل في الطنطورة هناك شهادة دقيقة لا تقدر بالذهب بالنسبة للباحثين ممن تهمهم الحقيقة التاريخية حول ما شهدته الطنطورة. هذا الشاهد تمكن أيضا من جملة ما رأى بأم عينه مشاهدة عمليات الإعدام والقبر الجماعي وعملية دفن القتلى بمساعدة بعض شباب الطنطورة أنفسهم.
ويرجّح مناع أن شطاينبيرغ لا يعّد على الباحثين عن الحقيقة ولذا فقد تجاهل الشهادة المصداقة والتفصيلية هذه وبعدما لم يجد نقطة ضعف فيها اختار التشكيك بمن أخرجها للنور، الكاتب (الخطيب) ومحاولة الطعن بمصداقيته. ويشير مناع إلى قول الخطيب بأنه وصل من دمشق للضفة الغربية عبر أريحا في 15 أغسطس/آب 1948 ضمن بعثة رسمية بغية كتابة تقرير عن أوضاع اللاجئين رفع للرئيس السوري وقتذاك شكري القوتلي، وقد صار هذا التقرير الممتد على 20 صفحة قاعدة لكتابه الصادر في 1951. كما يشير مناع إلى أن الخطيب سمع للمرة الأولى عن مذبحة الطنطورة وهو في نابلس خلال جولة في أرجاء الضفة الغربية في أغسطس/آب 1948 عندما سمع من أحد وجهاء الطنطورة، عقاب اليحيى الذي صار لاجئا ووصف على مسامعه تفاصيل الاحتلال والمذبحة والطرد. وسمع الخطيب من الـ يحيى أيضا عن عمليات اغتصاب فتيات من الطنطورة في يوم احتلالها وكما حصل في دير ياسين أيضا خجل أهالي القرية التحدث عن فظائع الجنود بحق النساء (أحداث النكبة ص 45-135). ويؤكد المؤرخ دكتور مناع أن شهادات أهل الطنطورة الواردة في كتاب الخطيب تنسف مزاعم جارفة حول “سكوت” الفلسطينيين في موضوع مذبحة الطنطورة يوم احتلالها في الثالث والعشرين من مايو/أيار 1948.
يحيى محمود اليحيى

كذلك يستحضر المؤرخ مناع كتابا آخرا تناول المذبحة ويسحب البساط من تحت أقدام شطاينبيرغ ونظريته القائمة على عدم الدقة والمغالطات، هو كتاب يحيى محمود اليحيى المولود في الطنطورة عام 1910 وصدر في دمشق صيف عام 1998. ويدعي شطاينبيرغ أن اليحيى لا يستخدم مصطلح “مذبحة” ويرى مناع بهذا الزعم شهادة على قراءة سطحية للكتاب ويتابع “لا شك أن الكاتب قصد المذبحة وفي مقدمته يذكر أن ما دفعه لجمع المعلومات في كتابه من رؤساء عائلات أهالي الطنطورة هو الحقيقة أن هناك تجاهلا جماهيريا لما شهدته الطنطورة وكأن أهلها ليسوا بشرا كـ أهالي قبية ودير ياسين. ولاحقا يتوسع في كتابه بالحديث عن عائلات القرية، أراضيهم وحياتهم حتى 1948 ويصف احتلال القرية ويقدم عدة نماذج على جرائم حرب ارتكبت فيها من قتل مدنيين غير مسلحين، رجالا ونساء. ويشير مناع إلى أن الكاتب اليحيى يذكر في كتابه قتل 55 شخصا(صفحة 9) ويورد قائمة بأسماء الرجال القتلى(52) دون ذكر أسماء النساء اللواتي يتحدث عنهن لاحقا (صفحة 145-143) لكنه لا يفصّل كم منهم قتل بعد احتلال القرية واستسلام سكانها ويتابع مناع “ولكن حتى لو قتل عشرون أو ثلاثون “فقط” وليس مئات فقد شهدت الطنطورة مذبحة تواصل إسرائيل التنكّر لها والتسترّ عليها”.
النكبة مستمرة

ويوضح مناع أن التوصيفات “العمومية”، وفقا لقول شطاينبيرغ، لعمليات القتل تظهر بالطبع صورة مذبحة ارتكبت انتقاما على مقتل 13 جنديا من وحدة “الكسندروني” خلال المعركة من أجل احتلال الطنطورة. ومع ذلك، يقول مناع، إن اليحيى لا يكتفي بوصف المذبحة بل يستخدم المصطلح بل بلغة الجمع بقوله “مجازر”(صفحة 133). ويتهم مناع شطاينبيرغ بأنه يقوم بتضليل القراء من خلال اغتياله لـ مصداقية الكاتب اليحيى بذريعة أنه قد قال في كتابه إن هتلر كان “يهوديا صهيونيا” ويتابع مناع “إن أقوال الهراء هذه وغيرها من الترهات الواردة في مقدمة كتاب اليحيى(صفحة 7) هي ليست للكاتب اليحيى نفسه إنما هي أقوال قريبه محمود عقاب الذي كتب تقدّيما للكتاب في مقدمة تحتوي على ترهات حول قادة آخرين أيضا”.
وبعد كل ذلك يؤكد المؤرخ عادل مناع أن الفلسطينيين خسروا وطنا وتحول معظمهم إلى لاجئين معدومين تحول إسرائيل دون عودتهم لمدنهم وقراهم وصادرت أراضيهم وممتلكاتهم كي توطّن يهودا في ديارهم. منوها أن النكبة ونتائجها ترافق الفلسطينيين خاصة اللاجئين منهم منذ 1948 حتى اليوم مشددا على أن مصيبتهم القومية والشخصية بدأت مع قيام إسرائيل وهي مستمرة بقوة أكثر بعد احتلال 1967.
ويوضح مناع في هذا المضمار أن أهالي الطنطورة المطرودين من قريتهم بعد احتلالها كانوا مشغولين كبقية اللاجئين في البقاء في شتاتهم وليس في رعاية الحزن وحفظ ذكرى الشهداء مشيرا إلى أن اقتلاعهم من بيوتهم وأراضيهم ومنع عودتهم هو ما أشغلهم أكثر من قتل عدة عشرات من أبناء قريتهم بعد احتلاله. ويتابع “وإن أضفنا لذلك الحقيقة أنهم بأغلبيتهم الساحقة لم يتمكنوا من مشاهدة إعدامات أعزائهم بأم عينهم على يد جنود إسرائيليين فيمكن فهم “سكوتهم”. والحقيقة أن بروفيسور خليل الهندي (تعلق شطاينبيرغ في مقاله أيضا) الذي كان في الثالثة من عمره عام 1948 لم يسمع من أقاربه ومن عائلته حول مذبحة قريته الطنطورة إنما سمع فقط عن الاقتلاع والتهجير لا تعني أن المذبحة لم تحدث”.

تطهير عرقي

ويلفت المؤرخ مناع إلى أن الطنطورة ليست المذبحة الوحيدة التي لم يسمع بها الإسرائيليون ولم يتحدث أو يكتب عنها الفلسطينيون طيلة عقود منوها لارتكاب جنود إسرائيل خلال حرب 1948 عشرات المذابح- نحو 30 طبقا لباحثين إسرائيليين و نحو 60 مذبحة وأكثر وفقا لباحثين فلسطينيين- كجزء من سياسة التطهير العرقي. ويستذكر مناع أنه قد قام هو بنفسه ضمن كتابه “نكبة وبقاء” الصادر عام 2017 بالعبريةـ توثيق 14 مذبحة ارتكبت في أسبوع واحد خلال استكمال السيطرة العسكرية على الجليل فيما يعرف بـ “عملية حيرام”. ويتابع “دافيد بن غوريون الذي علم بهذه الجرائم وغيرها رفض محاكمة المجرمين أو اتخاذ خطوات لمنع تكرارها”. ويؤكد مناع أيضا أنه دون التطهير العرقي لما قامت إسرائيل مع أغلبية يهودية لكن الدولة ورسلها فعلوا كل ما بوسعهم لـ منع عودة اللاجئين لـ منازلهم بمن فيهم أهالي قريتي إقرث وبرعم. وتواصل إسرائيل حتى اليوم التنكّر لـ مسؤوليتها عن نتائج النكبة الكارثية وتختار تعميق الاحتلال واضطهاد الفلسطينيين في كل البلاد بين البحر وبين النهر. كذلك يرى مناع أن هناك شركاء كثر داخل إسرائيل في التنكّر للنكبة بعضهم مستشرقون يغذوّن بذلك الصراع الدامي بدلا من المساهمة في الاعتراف بهذا الإثم التاريخي والمساهمة في المصالحة الحقيقية والعادلة مع الفلسطينيين، بحيث تشمل أيضا المواطنين العرب في إسرائيل منذ 1948.

*نشرت هذه المقالة في القدس العربي تزامنا مع الذكرى السنوية الرابعة والسبعين لمذبحة الطنطورة؛ ويرد المؤرخ د. عادل مناع على مقال للمستشرق الإسرائيلي ماتي شطاينبيرغ في هآرتس.

مصدر المقالة في القدس العربي: https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B9-%D9%8A%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%91%D9%89-%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6/

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

العدوان على غزة: أجندة إسرائيل الاقتصادية

ما هي الأسباب الحقيقية وراء معارضة إسرائيل لتطوير حقول الغاز في الساحل الفلسطيني؟ هل هي …